أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سفيان صيام - حين يخطئ قلمي فرديا















المزيد.....

حين يخطئ قلمي فرديا


سفيان صيام

الحوار المتمدن-العدد: 2024 - 2007 / 8 / 31 - 07:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


تحاول المؤسسات الأمنية أن تتعامل مع بعض الأمور التي تعتبر مخالفة لشرعة
حقوق الإنسان وتعدياً على حق الصحافيين في أداء واجبهم بحرية مطلقة في نقل
الأحداث كما هي - خصوصاً فيما يتعلق بالأحداث التي لا ترغب للصحافة بنقلها -
بأحد طرق ثلاثة :-
- أول هذه الطرق النفي ، بحيث يقوم الناطق باسم هذه المؤسسة بنفي أي خبر أو
بيان يتعلق بأي سلوك مناف لمتطلبات غرمائه الحقوقيون والصحفيون ، وهذا يتم في
الغالب في حالة وقوع حدث معين تم السيطرة عليه وإخفائه وإخفاء أي خيط قد يؤدي
له . وهنا يقوم هذا الناطق بنفي الحدث جملة وتفصيلاً ، وربما يدعو المؤسسات
المهتمة والحريصة على الحضور والتأكد بنفسهم . وذلك مثل ما قامت به القوة
التنفيذية بدعوة واستضافة بعض مؤسسات حقوق الإنسان في قطاع غزة للتأكد من عدم
وجود أي انتهاكات لحقوق الإنسان في السجون التي تشرف عليها بعد نشر أخبار حول
ممارسة التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان فيها ، وكذلك ما قام به جهاز المخابرات
العامة في الضفة الغربية عندما سمح للصحفيين بزيارة مؤيد بني عودة بعدما نشرت
أخبار حول تعرضه للتعذيب وإجباره على الاعتراف . ليؤكد على عدم صحة هذه
الأخبار.
- ثاني هذه الأمور هو الإعتراف مع التقليل من أهمية التصرفات التي يقوم بها بعض
أفراد المؤسسة ، فتراها تؤكد على أن ما حدث كان عبارة عن خطأ فردي لأحد عناصرها
، أو حدث عرضي أو جانبي غير مؤثر أو هامشي ، أو سوء تفاهم وغير ذلك من
المصطلحات التي تتميز بتهوين أضخم الأمور والتقليل من نتائجها ، واستعمال هذه
الطريقة يتم بعد انكشاف بعض التصرفات التي يقوم بها عناصرها بحيث يصعب إخفائها
أو إخفاء معالمها ، وقد يصاحب هذا التقليل وعداً بعدم تكرار الحدث وتشكيل لجنة
تحقيق فيه ، وربما أيضا عقد دورات لتوعية العناصر لتلافيه في المستقبل .
- وثالث هذه الأمور يكون بعد أن تعجز المؤسسة الأمنية عن إخفاء فداحة معالم
التصرف ، وتكراره في أكثر من موقف بحيث يصبح الحديث عن نفيه مستحيلاً ،
وتعليقه على شماعة المبررات التهوينية أمرا مفقداً للمصداقية ، فتراها تقوم
بالاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه و التأكيد على أنه ليس من سياستها ، وأن من قام
بهذا السلوك سيحاسب إن لم يكن تم محاسبته بالفعل .وذلك مثال ما أمر به قائد
القوة التنفيذية بخصوص الدورية التي اقتحمت جامعة الأزهر بغزة وصادرت بعض
المواد من مختبراتها .
ويلاحظ أن هذه الطرق الثلاثة يربطها علاقة تدرج تناسب حجم الحدث وعدد مرات
تكراره وعدد المطلعين عليه.
ويلاحظ أيضا أن التصرفات التي تقوم بها القوة التنفيذية تدرجت إلى أن وصلت
الآن إلى المرحلة الثالثة والتي يتم فيها الاعتراف بالحدث واستنكاره والحديث عن
معاقبة مرتكبيه ، ولنا أن نسترجع ما حدث يوم الجمعة بين القوة التنفيذية و
أعضاء وأنصار حركة فتح بعد أدائهم لصلاة الجمعة في ساحة الجندي المجهول ،
وخروجهم بمسيرة بعدها وما واكب ذلك من أحداث عند مقر السرايا .
وأنا هنا لن أتكلم عن تحميل المسؤوليات لإيماني بأن النقاش في القضية الجدلية
لن يقنع أحد من المتضادين في وجهات النظر ، وسنقضي وقتنا كله في محاولة دفع
المسئولية عن أنفسنا بكل ما أوتينا من قوة ، وسنخرج أكثر إصراراً على رأينا من
ذي قبل ، وللتأكيد على ذلك أريد أن أذكر ببعض ما حدث في ماض ليس بعيد عندما
كانت الصورة معكوسة فكان من يخرج للتظاهر ورشق الحجارة هم من يفضها الآن ويطلق
عليها الرصاص ، وكان يخرج المدافع اليوم عن مطلقي الرصاص ليدافع عن راشقي
الحجارة في ذلك الوقت ، والعكس صحيح طبعاً . فكم من مرة عرضت لنا الجزيرة
والعربية ناطقي فتح وهم يدافعون عن الأجهزة الأمنية ، بينما يدافع ناطقي حماس
عن راشقي الحجارة ، بينما الصورة الآن معكوسة ، والطريف أن المبررات هي نفس
المبررات في أطرف لعبة لتبادل الأدوار . وأذكر هنا بالمبرر الثابت في ظل تغير
المرددين له ، ( نحن مع حق التظاهر والتعبير عن الرأي ، ولكل المواطنين الحق في
ذلك ، ولكن ليس لأحد الحق في إشاعة الفوضى وتخريب الممتلكات العامة وخرق النظام
والقانون ، وأذكر بمقولة ما ذنب إشارة المرور ليتم تكسيرها ) .
ولو افترضت جدلاً مسؤولية فتح عن هذه الأحداث فمن يتحمل مسئولية اعتقال
الصحفيين وفقأ عيونهم الصحفية ( كاميراتهم وكاميرات جوالاتهم ) .
لقد اعتقل رائد الكفارنة مصور راماتان من قبل لتصويره فرح بيت حانون ، وعولج
الموضوع بالطريقة الثانية ( الخطأ الفردي ) ، وانتظرنا النتائج فإذا بالعلاج
يأتي باعتقال أربعة رائد في خطأ فردي جديد ، ومن عائلات مختلفة فمنهم من روسيا
اليوم ومنهم من فرانس برس ومنهم تلفزيون فلسطين ، ومنهم القناة الفرنسية
الثانية ، ومنهم رويترز والتلفزيون الجزائري وقناة ألمانية حسب مركز الميزان
لحقوق الإنسان . ومن قبل ذلك كان الاعتداء - في خطأ فردي آخر- وملاحقة العيون
الإلكترونية لقناة العربية وأبو ظبي في اعتصام فصائل المنظمة التحرير في يوم
سابق.
وهكذا أصبحت نظرية الخطأ الفردي كما أوضحت نظرية عقيمة لا تحقق الهدف في إبعاد
المسئولية وتحميلها على شماعة الخطأ الفردي ، وبدا الأمر وكأنه سياسة ممنهجة
وليست خطأ فردياً كما يقال ، حتى وصل الأمر إلى أن العديد من المؤسسات التي من
المفترض بها أن تدافع عن القوة التنفيذية تهاجمها ولعل أبرز ما حدث في هذا
الاتجاه انتقادات المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية ، وكذلك
كتلة الصحفي الفلسطيني ، وبعض المواقع المحسوبة على حركة حماس على الانترنت ،
وفي هذا ما يؤكد أن المسألة ليست خطأ فرديا و إنما يتعدى ذلك ليصل إلى ما هو
أبعد أي إلى السياسة الممنهجة والمقصودة والتي أقول أنه حان الوقت لإنهائها .
قد يقول قائل أنني أتحامل على القوة التنفيذية وأتغافل عمداً عما يحدث في
الضفة الغربية ، ولكني أطلب العذر لنفسي فللجغرافيا دور في ذلك على اعتبار
أنني من سكان دولة غزة ، التي أصبحت أخيرا نموذجا للمقارنة مع دولة الضفة -
رغماً عني وعلى غير رغبتي طبعاً -، وربما لأن أغلب وسائل الإعلام تركز على ما
يحدث في غزة باعتبارها الدولة الجديدة التي تريد أن تقدم نموذجاً مختلفاَ عن
سابقتها فالكل مترقب ومنتظر لهذه الإدارة الجديدة ، وربما ما شجعني أيضا هو أن
هذه التصرفات وصلت حداً لم يعد يسمح حتى لمن يفترض دفاعهم عن القوة التنفيذية
إلا أنه يرفضوها وينتقدوها ، ولكني من هنا أسجل موقفي الرافض لكل محاولات
المساس بحرية التعبير واعتبار ذلك حق مكفول دستورياً لكل مواطن فلسطيني بما في
ذلك حق التظاهر السلمي والتجمع والخروج في مسيرات سلمية ، وكذلك رفض المساس
بحرية العمل الصحفي ، وحق الصحفيين في أداء عملهم دون خوف أو وجل لنقل الحقيقة
بحياد لكل من يهمه الأمر



#سفيان_صيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سفيان صيام - حين يخطئ قلمي فرديا