أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سفيان صيام - فتح .. من يقود الاخر القيادة أم القاعدة ..؟















المزيد.....

فتح .. من يقود الاخر القيادة أم القاعدة ..؟


سفيان صيام

الحوار المتمدن-العدد: 2023 - 2007 / 8 / 30 - 11:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يكاد تاريخ 7/1/2007 يفارق مخيلتي ، ذلك اليوم الذي احتشدت فيه آلاف الجماهير تحت المطر الشديد وهتفت جميعاً باسم فتح ، في وقت كنا نستجدي فيه بعض آلاف للمشاركة في احتفالات الانطلاقة في أعوام سابقة ، فجاء ذلك التاريخ مفاجأة لكل من حضر وعبر عن حقيقة القاعدة الفتحاوية التي حاول البعض أن يقول أنها لم تعد موجودة .
في ذلك اليوم خرجت من الاحتفال مع بعض الأصدقاء والمطر يغسلنا جميعاً، وقلت لهم أن قاعدة فتح بخير ولكننا نريد قيادة على مستوى هذه القاعدة ، نريد قيادة تكون قادرة حقاً على القيادة ، وحمل مسؤولياتها .
وفي اجتماعات أخرى كنت أقول أن الغريب في فتح أن كل التنظيمات الأخرى تحمل أبنائها بمعنى ترعاهم وتحافظ عليهم وتذهب إليهم إن غابوا عنها ... الخ، بينما نحن في فتح فوضعنا معكوس أبناء فتح يحملونها، وهذه حقيقة.
في تاريخ سابق عام 2005 كتب الأستاذ عدلي صادق مقالا بعنوان بيان مركزية تطرق فيه للخلافات التي عصفت باجتماع اللجنة المركزية في الأردن في ذلك الوقت ، وأدت إلى فشله في ظل الخلافات والتجاذبات التي كانت واضحة آنذاك .
وقد أكد هذا المقال على صحة ما نقول أن قاعدة فتح بخير وقيادتها بحاجة لأن تكون على مستواها ، وحتى بعض السلوكيات التي قد تخرج من القاعدة في بعض الفعاليات ، فإن القيادة هي المسئولة عنها لإغفالها عنصر هام في التنظيم ( التربية التنظيمية ).
وفي تاريخ 25/1/2006 عاقب الشعب بما فيه أبناء فتح ، حركتهم نتيجة سلوكيات قيادتهم التي تحملت عبء الفساد الذي لم يكن أحد يجرؤ على إنكاره ، وكذلك خلافاتهم قبيل الانتخابات ولا تنسوا مصيبة القائمتين . وبالرجوع لنتائج الانتخابات فإن نظرة بسيطة تؤكد أن من خسر الانتخابات كان شخوص فتح ورجالاتها المرفوضين حتى من أبناء فتح ، والمُختلِفين فيما بينهم لدرجة أن ينزل الواحد منهم كمستقل في مقابل مرشح الحركة الرسمي ، حيث كانت نتيجة فتح على مستوى الوطن مقاربة جداً لحماس وكان الفرق بمقعد واحد فقط ، بينما كانت المصيبة في الدوائر .
وعلى الرغم من كل هذا لم يخرج أحد من القادة ليقول بكل شجاعة أنني أتحمل مسئولية فيما حدث وقررت الرحيل بسلام ، فمتى نرى من يقول أنني أتحمل المسؤولية .؟ (ذكر هنا باستقالة وزيرة الصحة الكويتية قبل أيام بسبب حريق شب في مستشفى قتل فيه مواطنين ) .
وفي تاريخ 14/6/2007 الذي حمل المفاجأة بانقلاب حماس في قطاع غزة وسيطرتها عليه بالقوة العسكرية ، فقد كان واضحاً أن من دفع ثمن الانقلاب كان من العناصر الذي يمثلون القاعدة بينما هرب القياديون أو أسبغت عليهم حماس نعمة العفو .
ولم يخرج أيضا من يقول أنني أتحمل المسؤولية وهاأنذا أرحل بسلام فمتى سنرحل إذن ... ؟
ورغم تشكيل لجنة التحقيق وإعلانها بعض التوصيات والنتائج إلا أنني أرى أن هذه اللجنة إنما شكلت لدراسة أسباب سقوط الأجهزة الأمنية باعتبارها لجنة رسمية تتبع السلطة ، وليس لجنة مختصة بحركة فتح بينما كان من الواجب مراجعة المسألة من خلال أطر ومؤسسات حركة فتح _ وأتمنى أن يكون ذلك على حسب ما سمعناه من أنباء _ ، ولكن ربما الخلط الواضح بين السلطة وفتح هو ما أدى إلى ذلك ، مما يدفعنا إلى القول بضرورة فصل السلطة كجهاز رسمي ، عن فتح كتنظيم وطني جماهيري .
وبعد الانقلاب الذي نتج عنه انقسام شطري الوطن ، واستفراد حماس بحكم غزة بالقوة العسكرية ، كان من المفترض أن تنتفض هذه القيادة _ التي رفضت الانسحاب أو الاعتراف بمسؤولياتها عن كل ما حدث وسيحدث _ !! للدفاع عن حركة فتح ومشروعها الوطني وعن الجماهير التي آمنت بها وخرجت لها بمئات الألوف تحت زخات المطر ، ولكن للأسف للآن لم يحدث ما يشفي الصدور .
ولنا أن نلاحظ على سبيل المثال أنه بعد الانقلاب أُغلقت إذاعة صوت الشباب ، وكان المفروض أن نسمع أثيرها في اليوم التالي لتوقفه من الضفة الغربية ، ولا أعتقد أن الإمكانيات تقف حجر عثرة في وجه ذلك سواء كانت بشرية أو مادية ، وها نحن نقترب من الشهر الثالث من الانقلاب ولم يحدث شيء . ربما يقول البعض أن تلفزيون فلسطين فعل ذلك وأن صوت فلسطين عاد قبل أيام للعمل من جديد ، ولكني أقول أن هذه الأجهزة هي أجهزة رسمية تتبع السلطة ، ومن يعتبر أن تلفزيون فلسطين أو إذاعة فلسطين هما لفتح أقول له أنت مخطئ . وأن هذا استمرار لمسلسل الخلط بين التنظيم والسلطة، فمقصدي الإذاعة الخاصة التي تتكلم باسم التنظيم على غرار صوت القدس وصوت الأقصى .
ولنا أن نلاحظ أن عملية انتخابات المناطق التي كانت رحاها تدور قبل الانقلاب قد توقفت ، وكان المفروض مواصلتها ( رغم بعض تحفظاتنا على طريقة إجرائها ، ولكنها كانت تصنع حراكا تنظيمياً ) ، وبدأنا الآن نسمع عن بعض التعيينات غير المنطقية بديلاً عن إتمام هذه العملية ، وعلى صعيد قطاع غزة بالتحديد غاب التواصل وغابت الفعاليات وغاب القادة المكلفين بالإشراف على الحركة حيث اقتصر وجودهم في أغلب الحالات على مكاتبهم أو في رام الله ولم يقتربوا من القاعدة إلا فيما ندر ، في حين أن المفروض في مثل هذا الوضع التواجد في الميدان وليس في المكتب .
في ضوء كل هذا كانت قاعدة فتح الأصيلة تبرز كشمعة تضيء في ظلام صنعه خلافات القيادة وغيابها عن الفعل التنظيمي الحقيقي ، وتتولى قيادة ذاتها على عكس المنطق وفي مخالفة لكل قواعد الهيكلية التنظيمية والتسلسل الإداري .
ففي يوم 7/1/2007 خرجت جماهير فتح العظيمة تحت المطر بينما اعتكف القادة وشغلتهم خلافاتهم ومشاحناتهم الشخصية، وقبل ذلك وضعت هذه القاعدة فتح على مقربة من حماس في نتائج الانتخابات التشريعية على مستوى الوطن، بينما خسر القياديون في الدوائر.
والآن بعد الانقلاب لا زال القياديون في بياتهم الشتوي والربيعي والصيفي والخريفي، بينما تقود القاعدة المرحلة بجهود أقرب للذاتية وابتكارات بسيطة ولكنها مؤثرة.
ى سبيل المثال تحولت أفراح الناس إلى مهرجانات مبايعة وتأييد لحركة فتح ، وبدأت الرايات تعلو في أعراس غزة،وتحول العرس الغزاوي من مناسبة اجتماعية يرتبط فيها عريس بعروسه ، إلى مناسبة سياسية هدفها إعلاء اسم فتح ورفض الانقلاب ، وأصبح من يذهب لحفلة كأنه يذهب لمهرجان مبايعة لفتح .
ومن ناحية أخرى ابتكرت القاعدة الفتحاوية وسيلة أخرى تمثلت في رفع أعلام فتح فوق أسطح المنازل ، حيث يرى المشاهد وبكل وضوح هذه الرايات الصفراء تكسو العديد من بيوت غزة ، وتزداد يوماً بعد يوم ، وبات بعض القادة الميدانيين في حرج شديد نتيجة لزيادة عدد الطالبين لهذه الرايات ، وعدم قدرتهم على تلبية مطالبهم ، والسبب قيادي أيضاً حيث أخبرني أحدهم أن بعض الأخوة من قيادة فتح في غزة يؤكد له منذ أكثر من أٍسبوعين أن الرايات ستتوفر قريباً ، فمتى يأتي قريباً ..؟؟
وكذلك خرجت قاعدة فتح وجماهيرها العريضة بمبادرة الصلاة في ساحة الجندي المجهول ، والتي بدأت بعشرات في المرة الأولى ووصلت للآلاف في تجربتها الثانية ، وربما تصل لمئات الآلاف في النسخة القادمة ، ( وأنا هنا أوجه دعوة لكل أبناء الفتح بالابتعاد قدر الإمكان عن كل مسببات الاحتكاك والتصادم ، وإيصال رسالتهم ورفضهم لما يحدث بكل هدوء وسلام ).
وبالإضافة لذلك هناك مبادرات تلوح في الأفق للتواصل الاجتماعي، محاولات حثيثة لترجمة الفعاليات على الأرض في الوقت القريب.
كم غريب أمر هذه الحركة و قدرتها على التكيف حتى مع غياب قيادتها وانشغالها في أمورها الذاتية وخلافاتها الشخصية ، و كم عظيم هو الإبداع الفتحاوي الذي تنسجه القاعدة من صعوبة الواقع وتعقيد المهمة وضبابية المرحلة ، وكم جميل لو أصبحت القيادة الفتحاوية على مستوى القاعدة وألغت هذا الاستثناء القائم..؟



#سفيان_صيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يخطئ قلمي فرديا


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سفيان صيام - فتح .. من يقود الاخر القيادة أم القاعدة ..؟