أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - يا نانا














المزيد.....

يا نانا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 01:14
المحور: حقوق الانسان
    


أصبحتُ أعرفُ وجباتك الشهية , فأنت تحبينني مشوياً على نار المساواة بين ألوان الطيف الصادرة من عينيك وبين لون النهارْ.

وأصبحتُ أعرفُ فيك كل صفات المعشوقات وأصبحتُ أحفظُ كل تفاصيل جسمك والألوان التي تحبين ذبحي بها

وأنا الآن أراجع أعداد النجوم المتلألأة في عينيك وأعرفُ كم سنة ضوئية ستستغرقُ رحلتي حين أمشي بفمي من صدرك حتى أذنيك .

وصار عندي علمٌ بمشواري الصعب الذي سأقطعه من شفتيك حتى الهلالين وعندي إحتمالاتُ مجاشيم السفر وقد أعددتُ العدة لذاك اليوم الذي سأموتُ فيه عطشاً وخصوصاً حين أمرُ بفمي على شفتيك لأنال كوب ماء باردٍ من منابع ثغرك, فلا تحرميني يومها الماء ولاتزيدي من شدة عطشي وسأقول لك يومها ما قاله الطائي أبو تمام:
لاتسقني ماءَ المُلام ِ فإنني صبٌ

قد استعذبتُ ماءَ بُكائي.

كم يا ترى سأبقى واقفاً بين السماء الأولى والسابعة حين تفتحين فمك وأنا بين الشفتين؟
مدة كم؟
سبعون خريفاً؟ سأبقى بين السماوات سبعون خريفاً؟
إن ذلك لكثير يا (نانا).

أعرفُ أنك تفضلين الاستحمام بكلماتي المعطرة بحبر الياسمين الأردني.

فخذيني كل صباح بين يديك واعصريني واحرقيني وفي الهواء طيريني.

وأعرفُ أنك تفضلينني على المُكسرات فضعيني كل مساء تحت حبات الؤلؤ المصطف في فمك واطحنيني.

ولا تدعي نقطة عطرِ مني تهربُ منك .

ولا تدعي لحظة الاستمتاع بموتي تفوتك .
ولا تسألي عني .

فكل العالم قد نسوني حتى أنت.


وأعرفُ أنك تغسلين وجهك بدموع الشاعر المتيم بك.

فيا آلهتي زيدي دموعي هذا اليوم , ودعيني أملأ خزانات الاستحمام .

وأعرفُ ما لاتعرفي ...أعرفُ أنك أروع سمفونية وأحلى منحوتة شرقية , وأعرفُ أنك أفضلُ من تمثال (ربة الينبوع).
يا ربتي :
كفرتُ بآلهتي وتبعتُكِ آلهة شرقية أنثوية .

جميلة في الصيف والشتاء والربيع دائماً تثير الخصب في العيون.

سبحانك يا ملهمتي كيف تثيرين الخصب في العيون الأردنية فتجعلينها ممطرة كل مساء.

سبحان عيونك الخليجية كيف تجذبني لعرش السماء ومن ثم تجعلني أسقطُ قبل أن أغمس روحي في الفرح الجميل.

في كل مرة أقولُ بأن الوقت قد حان لأغمس روحي في الفرح الجميل حين تشتبك الأيدي وأشتمُ في أصابع كفيك رائحة الجنون , يا مملكة الجنون والسفر.

كيف لي أن أنساك وقد تغلغلت أكثر من 100سنة ضوئية في أعماقي كغلغلة السكين والأشعار البدوية والترانيم السريانية.

كيف للشمس قد استبدلت خروجها وأصبحت من عينيك تطلع ومن ثم تغيب وأنا تحتها أحترق كل صبحٍ وكلَ مساءْ.

عيناك نجمتان ووجهك مثل البدر ونهدك لؤلؤ أسمر كيف لي أن أختار بين النجم وبين البدر وبين القمر وكيف سأختار بين الولو الأبيض والأسمر .
وكيف سأبقى مذبوحاً تحت السيوف والرماح المتدلية من عينيك على شكل أهداب خليجية ؟

يا عشتارتي عساك كل يوم بألف ضحية على بابك ينتحرون.

أما الآن فقد آن الأوان لأزيح عن عينيك الستارة وأعلن عن قديستي وملاكي الجميل .


قولي لي يا (نانا) كيف يكون الموت بقربك حين يمدُ الرب بعمري ليعذبني ؟ هل الموت بقربك ألذُ من أن أحيا بعيداً عنك قولي لي يا نانا كيف أختار بين البحر وبين الصحراء بين الماء وبين النار ؟ قولي لي كيف أختار بين الموت وبين الحياة.

دعيني يا (ننونتي) أن أرسمك لوحة زيتية , دعيني أرسمك لوحة تعبيرية للأميين الذين لا يعرفون قراءة قصائدي النثرية والحرة في عينيك.

دعيني أصعدُ فيك فوق السحاب وفوق الجبال وفوق أهداب النساء الشيعيات اللواتي بللن خدودهن دموعاً على مقبرة البقيع .

دعيني أمشي بك ويدك في يدي على شواطي العقبة أو بيروت , دعيني أحكيك للأطفال قصة جنونية دعيني أرويك للكبار وللصغار قصةً من قصص ألف ليلة وليله .

دعيني أهديك في عيد ميلادك شجرة كبيرة نخلةً مقزمة أو زيتونة لا شرقيةً ولا غربيةً لكي تجلسي تحتها حين يأتيك مخاض الولادة دعيني أكونُ الكحل لسواد عينيك حين لا تجيدين الكحل وضعيني رماداً على جرحك حين يتسع الجرح.

دعيني أحبك ليوم أو ليومين أو لساعة أو لساعتين .
دعيني أُغنيّك أغنية أردنية شعبية ً.

دعيني أمارسُ فيك كل أنواع الجنون والهيستيريا .

دعيني أعشقك حتى يمل العشق من عشقي .

ودعيني أحبك حتى تمل الكتابةُ من أشعاري ودعيني أكتبك قصيدة حتى تمل بحور الشعر مني وحتى ينفذ من البحر الحبر , دعيني أقولُ أحبك.
دعيني أقولها لك ولو لمرة واحدةٍ حين تزورني الجرأة وحين تحملني السماء وحين أسقطُ عليك مثل سقوط الثلج ومثل سقوط الياسمين , دعيني أعيش لساعة بين عينيك الجميلتين دعيني أموتُ ثم أموت ثم أموت لأحيا من جديد.

دعيني أحبك دعيني أصلي بقربك صلاة الشفاعة والاستسقاء , دعيني أمرر يدي على رأسك لأمسك بخصلات شعرك لأشتم منها رائحة الأوزون المنبعث من بين البرق ومن بين الرعد.





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للمرأة حق في ثروة الزوج؟
- الأبجدية 1
- أعيدي خَلقي من جديد
- شواذ سورة البقرة
- وداعاً يا كتب وداعاً يا حب
- ملك النحاة
- نهب النساء(تبادل النساء)
- يلعن أبوها من عيشه
- في العيد يتعلم الأطفال العرب على الإرهاب
- كل عام و(نانا) بخير
- درس في اللغة العربية
- بدله إنكليزيه
- في ناس وفي ناس
- لماذا لم ينزل مع جبريل النحو العربي?
- الاخطاء الإملائيه في الرسايل النبويه
- هل الحب أعمى؟
- قصة حب رومنسيه
- الزواج الأحادي شريعة مدنية
- الفلسفجيه والشعراء
- اليوم على الصامت


المزيد.....




- الآلاف يتظاهرون في جورجيا من أجل -أوروبا- وضد مشروع قانون -ا ...
- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...
- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - يا نانا