أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الطيب آيت حمودة - الإختلاف الرحيم ، لا الإختلاف الرجيم .















المزيد.....

الإختلاف الرحيم ، لا الإختلاف الرجيم .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 2778 - 2009 / 9 / 23 - 00:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


استساغت أقوام قذف المسلمين بالبدعة والضلالة والمروق ، حتى وصول حد الكفر والجهل أ والتجهيل ، في أمور خلافية ليست محلا لأي من هذه الأوصاف ، بل ليست حتى موضوعا للخطيئة والتجهيل فكيف الحال بالتبديع والتكفير .والسر في خلود الاٍسلام هو الاٍختلاف المحمود لا المذموم، وكثير من الأمور الخلافية سبقنا اٍليها السلف الصالح من أئمة الرواية والروية ، ولا يصح تعييب أيا كان ، وكان غياب الحوار الصادق المسؤؤل هو سبب الاٍنتفاضات التي تثقل كاهل الأمة ، وتدعوها اٍلى الإستكانة والخنوع والبقاء حيث كانت . فالحوار فريضة وهو أولى الأولويات وأكبر المهمات .
خاطبناهم بالعقل والحجة ، وزودناهم بأقوال المؤرخين الفقهاء حول مسألة امكانية الخطأ عند الصحابة ، فازدادوا غيا وطغيانا وتجبرا واٍفكا، وبدأوا في تضخيم الأمور واٍصباغها بما لا تتطلبه ، فراحوا يفسرون الحقائق بسب الصحابة وما هي بسب ، حبا في التجني واٍلباس الباطل لبوس الحق، فبدل الاٍستناد على ماقيل للرد ،أو التفنيد ، أطلقوا عنانهم للشتيمة وقول الزور ،غيرأنهم يتحاشون الرد على الأفكار المطروحة في المقالة(هل الصحابة معصومون من الزلل ؟) توضيحا وتفنيدا للأفكاروالحجج ،أو توضيحا لجانب العوز فيها ، (واٍذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض ، قالوا اٍنما نحن مصلحون ألا اٍنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) البقرة 11 ، ، غير أنهم اختاروا أيسر السبل في التجني على الناس ، وغلق أفواههم ، بوجه لا حق فيه ، وذلك بالبحث في النت عن المواضيع ونقلها وطرحها في المنتدى باسمائهم ، وذاك اٍفك عظيم لو يعلمون ، ويتحاشون الرد عن الأفكار المطروحة في المقالة، ويعتقدون سامحهم الله أن الاٍسلام داخل جبتهم كما أفهمنا بذلك الزاهد الواعظ ,فهم الٍايمان وبقية الناس كفرة ، هم الحق وبقية الناس باطل ، هم النور ،والناس ظلام ..... اٍنها اٍنية مفرطة ، وتمركز على الذات مقيت ، مثله مثل الصبية الذين يستحوذون على الأشياء و يعتبرونها ملكية خاصة ، فكل الٍاسلام ملكية خاصة لهؤلاء، ما هذا الهراء وما هذا الفهم بين نخبنا المثقفة؟،وما هذه الشمولية الفجة ، هل بتصرفاتكم ونهجكم اللاذع تخدمون الاٍسلام ،؟ اٍنكم تسيئون أكثر مما تفيدون لو تعلمون ، اٍنكم تدوسون بنعالكم النتنة على أبسط تعاليم الاٍسلام ، في الاٍخاء والمساواة ، وفي حق التفكير والاٍختلاف ، رسخوا أقدامكم في الاٍسلام ، وافهموا ركائزه ، وغاياته ومراميه ، ثم ناقشونا بالتي هي أحسن ، ونحن هنا في المنتدى للنقاش والتحاور بالسبل الحضارية ، لا بطريقة حذف الآخر ، ووصفه بمختلف الأوصاف ، في تقديري أنكم فتانون من حيث لا تعلمون ، بأسلوبكم الخاطيء في التعامل مع المتحاورين الذين يخالفونكم المنهج والأسلوب ، ويخالفونكم في النظرة اٍلى الأمور .
**هبوا أنني كافر ؟ هل أمركم الله بسب الكفار ، أم أنه قال لكم ( ادع اٍلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن ) وأنت تستعملون الأخشن ؟. ( ولا تجادلوا أهل الكتاب اٍلا بالتي هي أحسن ،اٍلا الذين ظلموا منهم) العنكبوت46 . دون نسيان قوله تعالى ( لا اٍكراه في الدين ) البقرة 256 و( من شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر ) الكهف 29 ، وفي خطابه لرسولنا الكريم ( اٍن عليك اٍلا البلاغ) الشورى 48 .
**هبوا أنني من الشيعة ، هل تسعون بعلمكم الذي وهبه الله لكم باٍفهامي واٍرشادي اٍلى أحسن الأنجاد ، أم أنكم تسبنون الخلق ، وتخلق لديهم آليات الدفاع لمقارعتكم . والله هو القائل ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى)النجم 32
( ألم تر اٍلى الذين يزكون أنفسهم ، بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا ) النساء 49
**هبوا أنني أمي لا أفقه شيئا في الدين ، فهل تعنفوني وتسبوني ، أم أنكم ترشدونني قليللا قليلا لاٍفهامي جوهر الحق ، واستبعاد الغشاوة والضبابية عن أميتي .
**هبوا أنني نصف متعلم ، وأدعي المعرفة وأنا لا أعرف ، فهل تسخطون على وتستعملون معي كل الفاظ القسوة والهجر والتعنيف لخطيئة بدرت مني ، أم أنكم تسعون بجهدكم لتصحيح جانب الغي بطريقة مقبولة ومستساغة ، دون استشعاري بالنقص ، واٍن كان ذلك لا زما فبالاٍيماء والٍاشارة لا بغليظ القول كما تفعلون . ولتكونوا مؤمنين فاعلين بما قاله عز وجل ( لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) . هود 118

*** هل نناقش الأفكار أم الأشخاص ...؟ *
في تقديري أنني أناقش الفكرة والمعلومة والرأي ، وقد أكون متقبلا ، أو رافضا مفندا بما آراه من المعرفة و الأضداد ، وأحاو ل اٍفهام غيري بأن ما قيل غير صحيح وأقدم حججي وآرائي دون مس المتحاور في شخصه ولا في شؤونه الخاصة التي هي مقدسة قدسية الدين . أم أني أرفع راية الجهاد باسم الاٍسلام ، وأطرح صاحبي أرضا وأكيل له الضربات المتتالية باسم الدين تارة والعروبة أخرى ، حتى أرديه مصروعا أومقتولا باسم الاٍسلام ؟ ما هكذا تعالج ألأمور يا اٍخوة الإسلام ؟
و الذين لم يميزوا ولم يفرقوا بين الحجة والرأي ، وبين الحقائق المطلقة ، وما هو سب الصحابة ، أين سب الصحابة عند قولنا بأن معاوية ألغى الشورى واستبدلها بالحكم الوراثي ، وأين السب في القول بأن يزيد بن معاوية له ضلع في قتل الحسين رضي الله عنه ، إعتمادا على مصادر موثقة هما الاٍمام الطبري والمسعودي وأين ما تقولونه مماقاله الله بذات الشأن ( خذ العفو وأمر بالعرف ، وأعرض عن الجاهلين )الأعراف199 ,أين ما ورد في ألأثر ( لا يزال الناس بخير ما تباينوا ، فاٍٍذا تساووا هلكوا) فتح الباري 13/.16
وأنا أكتب هنا وفكرت لو أن الله قدر لبعض هؤلاء تبوء مكانة مرموقة في دواليب الدولة ، ما يصنع بنا ؟، ما يصنع بمن يخالفونهم الرأي ، لا شك بأن ما أبدوه
من قدح في المخالفين ، واٍرسال التهم بدون تروي ولا وجه حق فيها ، فاٍنهم بذلك مؤهلون ليكونوا في مناصبهم مثل الحجاج بن يوسف الثقي ، أو يزيد بن معاوية أو غيرهم من طغاة الاٍسلام وهم ليسوا من الاٍسلام . لأن العنف اللفظي هو صورة مصغرة للعنف الجسدي ، فلو كان بأيديهم ومتناولهم من الاٍمكانيات لأبادوا كل المخالفين لهم قتلا وتنكيلا وتعذيبا ، ولملأوا السجون بالأبرياء الذين عارضوا أو حاولوا الجهر بقول الحق الذي يرونه ......أين ما قاله خليفتنا الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه [ القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه ، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق له].
* هل تعلمون بأن الرد على الفكر مهما كان نزوعه ، ومهما كان زيغه ، لا بالشتم والسب وٍاٍلصاق التهم لهوى في النفس كما تفعلون ، وكما تعلمون فاٍن الله لا يحب الجهر بالسوء ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول اٍلا من ظلم ) النساء 148، وأن اتخاذ وسيلة السب والشتم وهتك أعراض الناس بالباطل هي سمة للضعف وصفة للجبروت ؟
فتصفونني بالعمالة للغرب تارة ، وبالنفاق أخرى ، و بالتعصب دائما ، والرافضية أخيرا، فأنا رافضي في فهمكم عندما أتحدث عن آل البيت ، وأوضح المظالم التي تعرضوا لها ، وتغريبي عندما أستحضر حقائق من ٍانتاج الغرب ، أو أستشهد بمفكريه وعلمائه ، أو بمنهج من مناهجهم ، و عنصري عندما أبرز تاريخ أجدادنا الأمازيغ ، و كاره للعرب عندما أبرز مظالم بني أمية في تجاوزتهم والذين حولوا الدين اٍلى منفعة ومزرعة خاصة بهم لا بغيرهم .
كلما حاول الاٍنسان معرفة ذاته ودينه اٍلا واقعدتموه وأوهنتموه خوفا من ضياع مغانم هوياتية تؤمنون بها دون أن نرتضيها جميعا . وأمثال الفكر الذي تحملونه هو الذي أخرنا عن العالم ,و جعلنا من القاعدين لا من العاملين ، وجعل الاٍسلام في انتكاسات متتالية منذ نهاية عصر الخلافة الراشدية ، والتي جعلت منا أمة بأفواه تبلع، وأرحام تدفع . وتأكدت أخيرا بأن الحوار مع أمثالكم لا ينفع ، لأنه ينبني على أهواء سياسية وعصبية عمياء دهماء ، وشمولية لا ترى اٍلا ذاتها ، وهي أمور لا ينفع معها منطق ولا ميزان ، وهو ما حذرنا المولى عز وجل منه بقوله ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) القصص 50 .
خاتمة
اٍن الخلل الذي عشعش في عقولنا وألبابنا ، لا يُصلح ( بضم الياء) اٍلا بالتفاعل الحواري البناء مع الغير ، بعيد ا عن القهر وتأليب جانب على آخر ، ولا يمكن بلوغ العدالة التي ننشدها اٍلا بتحرر فكري ومذهبي ، والأمم الواعية المتحضرة استفادت من نقد مفكريها وعلمائها ، في بلوغ وثبات هامة في الرقي الحضاري بمختلف أوجهه ، وما الكبت الفكري اٍلا سبيل للاٍنحراف ، لأن المكبوت سرعان ما يظهر في شكل رامبو ، أو قاتل على الهوية ، فالفكر المكبوت قنابل زمنية متفجرة في كل حين ، أو قل أحزمة ناسفة صالحة لكل زمان ومكان .لا زالت تحصد أرواح الأبرياء في العراق و الصومال وأفغانستان والهند وباكستان ، وفي كل مكان .




#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجوه متعددة ... بغاية واحدة
- ثورة المظلوم على الظالم .
- هل الصحابة معصومون من الزلل؟
- لبنى والبنطال
- الاباضيون في الجزائر.. أمازيغ أقحاح يا سادة!
- الحضارة ...عربية ؟ أم اٍسلامية ؟
- المسلم / بين نشيد شالكة ، ودموع السبايا .
- هوية الاٍنسان أم هوية اللسان ؟ (3)
- هوية الجزائر/ لغة أم لغات ..؟( ج3)
- هويةالجزائر/ انتماءات وليس انتماء.
- لماذا يكره بعض العرب ابن خلدون .؟
- التاريخ بعيون أمازيغية .
- الوجه المظلم في تاريخ بني أمية .
- قراءة لفعاليات المؤتمر العربي الأول(1913)


المزيد.....




- تحليل.. سبب رفض الهند إرادة ترامب بوقف شراء النفط الروسي؟
- لحظة ابتلاع انهيار طيني قرية هندية بعد فيضانات قاتلة مفاجئة ...
- السودان.. بيان إماراتي ردا على -مزاعم باطلة لسلطة بورتسودان- ...
- المساعدات من الجو على غزة... غيث لا يروي وغذاء لا يسد الرمق ...
- -بعوض الفيل- .. الصين تحشد جهودها لمكافحة فيروس شيكونغونيا
- هيروشيما تحيي ذكرى مرور 80 سنة على إلقاء القنبلة الذرية
- روسيا تحتج لدى إسرائيل بسبب هجوم على سيارة دبلوماسية
- السعودية تدعو لتأييد وثيقة -مؤتمر حل الدولتين-
- ترامب يهدد بسيطرة الحكومة على العاصمة واشنطن.. ما القصة؟
- قبل انتهاء المهلة.. موفد ترامب يزور موسكو للقاء مسؤولين روس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الطيب آيت حمودة - الإختلاف الرحيم ، لا الإختلاف الرجيم .