|
الوجه المظلم في تاريخ بني أمية .
الطيب آيت حمودة
الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 08:18
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من هم الأمويون ؟ هي دولة اسلامية أموية قامت على خلفيات الصراع الذي رافق اغتيال الخليفة الثالث عثمان بن عفان كرم الله وجهه ، وما صاحب ذلك من تسنج بين العلوية والأموية ، انتهى الأمر باستخلاف معاوية بن سفيان بعد حادثة التحكيم الشهيرة . حكموا البلاد الاسلامية بحد السيف على مدار ألف شهر كاملة ،( تسعون سنة ، ,أحد عشر شهرا وثلاثة عشر يوما ) ، وأكثر خلفائها بلاء على المسلمين ثلاث ، معاوية مؤسس الدولة ، وعبد الملك بن مروان ، وهشام بن عبد الملك ، وفترات حكم الثلاثة هي الأطول في حياة الدولة ،(60سنة). وأكثرهم حلما وعطفا و تطبيقا لمباديء الاسلام عمر بن عبد العزيز الذي لم تزد خلافته عن سنتين ونيف ، امتدت فترة حكمهم من 41 اٍلى 132 هجرية ، وورثوا دولة شاسعة تم فتحها في عهد الخلفاء الراشدين الأربعة . كيف وصلوا الى منصب الخلافة ؟ وصلو الى منصب الخلافة عن طريق الدهاء السياسي ، بعد حادثة التحكيم ، وخالفو مبدأ الشورى في الحكم ، فأسسوا دولة وراثية مسايرة لأنظمة الحكم عند الساسان والرومان ، فأصبحو ا أكاسرة العرب وقياصرتها . واستعان معاوية في وضع ركائز دولته على ثلاث دهات من دهات العرب : عمرو بن العاص صاحب فكرة رفع المصاحف والتحكيم في صفين ، والتي انتهت بظفر معاوية بالسلطة ، وولي كمكافأة له ولاية مصر طول العمر[1] ، وزياد بن أبيه ( أخوه بالتبني ) وسماه زياد بن أبي سفيان لما له من عبقرية ودها ء وحسن تدبر ، واستعان به في حفظ فارس والعراق ، والمغيرة بن شعبة وهو محرض معاوية على جعل الخلافةوراثية في أبنائه وهو أول راش في الاسلام [2] ،وقد استعان معاوية بالدهاء أحيانا والعطاء أخرى ، مع الاغداق بسخاء على قادةالجند ، ويتساهل في معاقبة عماله ويغضي عن سيئاتهم [3] هل لدولتهم مكاسب تخدم الاٍسلام والمسلمين ؟ الأمويون في الحقيقة قدموا خدمة جليلة في عملية انتشار الاسلام ، فقد زادوا من رقعة الدولة الاسلامية التي أصبحت تمتد من الأندلس مرورا بالمغرب ومصر والشام والعراق وأراضي ما وراء النهرين ، كانت دولة عسكرية مستعدة للجهاد والفتح ، وخلقوا دواوين جديدة استدعتها الظروف ، وأنشأوا مدائن في البلاد المفتوحة ، وشيدوا المسجد الأموي بدمشق ، ووسعوا الحرمين المكي والمدني على يد عمر بن عبدالعزيز ، وعربوا الدواوين في الأمصار وحافظوا على قوة الدولة ، ويطلبون السلطة على أن لايشاركهم فيها أحد وكان عبد الملك بن مروان يقول : (لا يجتمع فحلان في أجمة )[4] ، وبذلك كونوا مايسمى بالدولة العربية الخالصة . ماهو الوجه الخفي في سياسة بني أمية في تعاملهم مع الرعية ، وهل بقي الشأن على ماكان عليه أيام الخلفاء الراشدين ، من تسامح وعدل بين الرعية ، وتوزيع مرض في العطاء والتكريم ، والحرص على تطبيق تعليم الاسلام كما وردت في القرآن والسنة ؟ الأمويون سلكوا منهجا مغايرا في تعاملاتهم مع الرعية الاسلامية وأهل الذمة ، وخالفوا المنهج الاسلامي الحق، باستثناء فترة حكم عمر بن عبد العزيز الذي يضم عهده الى عهد الخلفاء الراشدين لأنه سعى الى استعادة نهجهم في ادارة الدولة ، غير أن حكمه لم يعمر طويلا ، وأصدق القول أنني صدمت خلال تتبعي لسياسات الأمويين في تعاملهم مع الرعية في أوجهها المختلفة ، والتي تمثل الحلقة الأوهن والسوداوية المطلقة في حكمهم ، وما الانتقادات اللاذعة التي وجهت لهم من القريب والبعيد ، التي تزخر بها كتب التراث خاصة المعاصرة للحدث ككتاب الأغاني للأصفهاني ، ومروج الذهب للمسعودي ، وغيرهما ، كابن الأثير ، وياقوت الحموي والفخري ......اٍلا أصدق برهان على صدق القول ، كما أن المرأ قد يصاب باحباط نفسي جراء اطلاعة على مظالمهم وجبروتهم ، التي شملت الجوانب الدينية والاخلاقية والاقتصادية ، وسناتي بنوع من الاختصار لأن الالمام بها وتحليلها يحتاج الى مجلدات ومصنفات . والغريب في الأمر أن بعضنا يرى جوانب القوة والعظمة العربية في عهدهم ، دون التفكير في الاساءات التي سببوها للاسلام والمسلمين ، اٍما لجهل أو لهوى في النفس . وبذلك يمكن القول بأن دولتهم لم تكن دولة اسلامية بالمعنى الصحيح ، بقدر ماكانت دولة دنيوية (علمانية ). فهم اغتصبوا الحكم بغير بوجه حق من أصحابه الشرعيين العلويين ، وأسسوا لحكم وراثي مغاير لما يدعوا اليه الاسلام ( وأمرهم شورى بينهم ) وأستعملوا الشدة والقسوة والجبروت في اسكات المعارضين لهم . وأحيوا العصبية التي حاربها الاسلام ، وبذروا الأموال ، واستخفوا بالدين ، وداسوا المقدسات ،وخلقوا أمة من المنبوذين المشكلة من الموالى والعبيد والارقاء ، وجاروا على أهل الذمة ونكثوا العهود. أولا العصبية عند الأمويين : تجمع الدراسات المنصفة على أن الأمويين فتحوا شقا فسيحا في التراجع عن مباديء الاسلام التي وردت في القرآن ، فأصبح العمل بالآية الكريمة ( ان أكرمكم أتقاقكم ) مستبعدا ، وأنقلبت الآية ألى ( اٍ ن أكرمكم أعربكم ) ، وارتدوا الى حال جاهليتهم ، وحافظوا على مقتضيات البدواة ، فظلت خشونة البادية غالبة على حكومتهم وظاهرة في سياستهم ، وخلقوا عصبيتان عصبية داخلية فيما بين العرب أنفسهم ، وأخرى موجهة ضد المسلمين من غير العرب (الموالي). وهذا ما أدى الى تأجيج الخلاف وخلق الفكر الشعوبي عند الموالي الذي أمتد أزمانا وما زلنا نجني ثماره الى الآن . فهم حقا من المؤسسين للفكر الشعوبي لمخالفتهم شرائع الله في الأمر .[5] وما المد الشعوبي اٍلا ردة فعل عن طغيانهم التعصبي . وكان الأجدر بهم أن يكونوا صارمين صادقين في تطبيق أوامر الله وتشريعاته لأنهم أقرب لعهد الرسول الكريم ومعايشين لنهج خلفائه ، لخلق قدوة ونموذج يحتذى به في التسامح والايثار والأثرة ، لكنهم لم يكونوا أهلا لذلك وفتحوا جبهة للتمرد والعصيان والتفكير في اقامة دول كما هو الشأن عند العلويين والشيعة والخوارج ، فعمت النقمة واشتد وطيس التمذهب وظهور النحل . وهما ما عجل بسقوط دولتهم على يد الموالي سنة 132 هجرية . ثانيا : تبديد وتبذير للمال العام : المنح والعطاء من الأساليب التي ابتدعها الأمويون في شراء الذمم والتكثير من المؤيدين والمناصرين لكسر شوكة أعدائهم المتكاثرين ، وهذا العطاء لم تسن له قواعد ضابطة تخدم الاسلام ، وانما وضفت لأغراض سياسية وسلطوية ، فكان المنح مخصوصا للعرب خاصة الذين شهدوا المواقع الهامة كصفين فان معاوية زاد عطاء أصحابها [6] ، وفرضوا الأعطية للشعراء التماسا لقطع ألسنتهم أو للتقرب من قلوب الناس ، وكان الوارعون وأهل التقوى يستنكرون ذلك ، ويرون فيه اجحافا في حق بيت المال، وقال عبد الملك بن مروان ( انعم الناس عيشا من له ما يكفيه ، وزوجة ترضيه ، ولا يعرف أبوابنا الخبيثة فنؤذيه) .[7] وهذا السخاء الأموي يقابله شح من نظرائهم أهل البيت اما عن امساك أو ورع حتى قيل ( ما رؤي في الناس أبخل من أهل البيت ولا من عبد الله بن الزبير .) [8] وكان هذا الامساك سببا من أسباب فشلهم وانحيازالناس الى بني أمية .هذا الأسلوب الأموي في التعامل بالمال العام يخالف السالف الصالح من الخلفاء الراشدين ، ان مال الخزينة يعد مالا للمسلمين ، وليس مالا للحكام ، ويصرف بتدبر وحكمة . وسلط الأمويون عمالهم الأشداء الذين لا يبالون بالدين وأحكامه في سبيل تحقيق أغراضهم في ابتزاز الأموال من البلاد المفتوحة بشتى الأساليب أمثال ابن الحبحاب في بلاد المغرب ، والحجاج في العراق ، حتى بلغت غلة أحدهم عشرة ملايين درهم في السنة وزادت ثروته على مائة مليون درهم [9] وأهم الأبواب التي تجمع فيها الأموال في عهدهم هي الجزية والخراج والزكاة والصدقة والعشور ، وكانت الجزية هي الأساس في الجباية لتكاثر أهل الذمة أيام الفتح ، وعندما دخلوا الاسلام ، شحت المداخيل ،غير ان اسلامهم لم ينجيهم ، اذ طالبوهم بدفعها ولو بعد اسلامهم ، واول من فعل ذلك الحجاج بن يوسف [10] واٍذا شح المال بسبب الاسراف فانهم يلتجئون الى بيع الولايات بالرشوة خاصة في أيام ضعفهم وفساد دولتهم . ثالثا: استخفافهم بالدين واستهانتهم ثالثابالمقدسات : كان بنو أمية يدركون أحقية العلويين في الخلا فة ،وأكثر الفقهاءفي زمانهم يقرون بأحقية ذرية علي في الحكم ، لكن العصبية كانت معهم والقوة الغالبة الى جانبهم ، وكان الخلفاء يقطعون ألسنتهم بالعطاء والمحاسنة والحلم ، فتعودوا على ذلك وبالغوا فيه حتى زمن الخليفة عبد الملك بن مروان عمد الى الشدة والعنف ، فلما قدم الى المدينة وفيها أنصار اهل البيت خطب فيهم قائلا: أما بعد فاني لست بالخليفة المستضعف (يعني عثمان) ولا بالخليفة المداهن (يعني معاوية) ولا بالخليفة المأفون (_يعني يزيد).ألا واني لا أداوي هذه الأمة اٍلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم ، وانكم تحفظون أعمال المهاجرين الأولين ولا تعملون مثل اعمالهم ، واٍنكم تأمروننا بتقوى الله وتنسون ذلك من أنفسكم ، والله لايأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا الا ضربت عنقه )[11] وكان شديدا مهاب الجانب يجاهر بالقوة والسيف ، ولو فيما يتعارض مع الدين ولعله مطابقا لعامله الحجاج في الاستهانة بالدين ، يروى أنه عند ما جاءوا له بخبر الخلافة كان قاعد اوالمصحف في حجره فاطبقه وقال : (هذا آخر العهد بك ) أو ( هذا فراق بيني وبينك)[12] . هذا الاستخفاف العقيدي ولد لدى الأمويين تجاوزات خطيرة في حق أقدس المقدسات ، ولا عجب أن يكلف الخليفة اشد عماله بطشا وجرما الحجاج بن يوسف بضرب الكعبة بالمنجنيق ، وقتل ابن الزبير على عتباتها ، واجتزاز رأسه بيده داخل مسجد الكعبة [13] وقتلوا الناس فيها ثلاثا رغم حرمة المكان وقداسته ، وهدموا الكعبة وأوقدوا النار بين احجارها وأستارها [14] ودخلوا مدينة الرسول الأكرم وسفكوا دماء أهلها ، وكان( جندهم ) الأقباط و الأنباط يدخلون على نساء قريش فينزعون خمرهن من رؤوسهن وخلاخلهن من أرجلهن بسيوفهم على عواتقهم والقرآن تحت أرجلهن .[15] وقتلوا من الصحابة والتابعين المعارضين لهم خلقا كثيرا ، وأمروا بلعن علي على المنابر ، ومن لم يلعنه من العامة قتلوه ، وأطلق الحجاج اسم ( خليفة الله )على عبد الملك ) وعظم شأن الخلافة وفضلها على النبوة ، وبلغ الاستهتاربهم حتى جعلوا هشاما خير من النبي [16] ولاعجب بعد ذلك أن يقدم سكيرهم (الوليدبن يزيد) على رمي القرآن (المصحف )بالنشاب وهو في مجونه وسكره . منشداومخاطبا للقرآن : اذا لا قيت ربك يوم حشر ========= فقل لله مز قتي الوليد [17]. رابعا: يشاع عن الأمويين أنهم أهل تجبر وقتل ودموية ، وأن دولتهم دولة قوة وسيف وغطرسة ، أكثر منها دولة تسامح واسلام .هل يحق لنا وصفهم بذلك ؟ هذا الوصف ليس مطلقا على الجميع ، فعهد عمر بن عبد العزيز وان كان زمنا قصيرا يمثل أروع مثال للدولة الاسلامية ، أما ماعدا ذلك ، فالأوصاف المرصدة صحيحة وتمثل جبلة في عقليتهم وارتداد كليا عن التعاليم الاسلامية السمحة في التعامل مع الرعية مؤمنهم ومسلمهم ، أحرارهم ومواليهم ، فلا شأوى لهم سوى التعصب لقومهم ، وقد أوردت المصادر المعاصرة لحكمهم ما لايقبله المنطق ولا يتصوره العقل في الاهانة للبشر زجرا وقتلا وتحقيرا وذما وتمثيلا بالجثث ..... ومال لايقال كثير . فهم بارعون في تطبيق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة . ولا غرو أن بأسهم شديد على معارضيهم ، و من باب الزجر والترهيب يلجأون الى قطع الرؤوس ويطوفون بها من بلد الى بلد ، يصلبون الجثث حيث تكثر الحركة ، ( من أجل ترهيب الناس ليذعنوا لسلطانهم) ، وأول رأس طافوا به رأس عمر بن الحمق الخزاعي [18] وتوالت العملية ، رأس الحسين بن علي أرسل من قبل ابن زياد الى الخليفة يزيد بن معاوية ، ونفس الشيء فعله الحجاج برأس ابن الزبير ورؤوس أصحابه ، أرسلها من مكة الى الخليفة عبد الملك بن مروان في الشام ، وأصبح التمثيل والتشنيع بالموتى سلوكا وممارسة في معالجة مشاكلهم ، وتروي المصادر عن وجود خزانة للرؤس الآدمية في بلاطهم . يحفظون كل رأس في سفط خاص [19] ، ولم يسلم بن بطشهم وجبروتهم حتى الأطفال مثل مافعله بسربن أرطأة في اليمن [20]. خامسا/ من نتائج الفتح الاسلامي القريبة اتساع الرقعة الجغرافية ، وازديادعدد المسلمين ، كيف كانت سياسة تعامل الدولة مع هذه الأقوام التي وصلوها .؟ تعامل الأمويين مع أهالي البلاد المفتوحة فاق في قسوته ما كان في بلاد العرب ، خاصة بعد تكاثر الموالي ( الموالاة) ، وازدياد الرقيق بلونيه الأبيض والأسود (بالهدي والأسر ) وازداد عددهم زيادة كبيرة ، واستخدمهم العرب في مجالات مختلفة ، واستعملوهم في الحرب والفتح ، وقد تجاوزت أعداددهم عدد الأحرار أحيانا ، ومع ذلك كان بنو أمية يحتقرونهم ويضطهدونهم ، وهم يصبرون على ذلك أو يفرون من سلطانهم اٍلى أطراف المملكة ، وممن فر من جور بني أمية ميمون جد ابراهيم الموصلي المغني المشهور [21]، وسنو قوانين عرفية منها منع زواج الموالي بالعربيات وبالغوا فيه رغم تعارضه مع الشرع ، وأغدقوا على الشعراء بالعطايا لهجوهم والتحقير بهم ، ونظرا لتضخم هذه الطبقة فقد سن الأمويون تصنيفات وترتيبات لهم تحتاج الى مبحث منفصل ، وأحيانا يتكتل الموالي مع المناوئين للدولة ، مثل ماحدث في ثورة المختار بن أبي عبيد سنة 66 هجرية ، التي شارك فيها خلق كبير من ألأعاجم للمطالبة بدم الحسين . وتشير المراجع المعتمدة الى انتشار ظاهرة تبادل الهدايا بالموالى والغلمان والجواري ، فبالغوا في وصفها والتباهي بأعدادها خاصة بعد فتوح افريقيا ، اذا ترد الاحصائيات أن عدد الموالي المهجرين نحو مراكز الولايات وبلاط الخلفاء كان بمآت الآلاف ......... وأكثر السبي كان في بلاد المغرب والأندلس ، اذ كانوا يباعون بالجملة ، ومن كثرتهم ، فقد ظلوا يبيعون الأسرى مدة ستة أشهر[22] ، وكانت قيمة العبد تختلف حسب خصوصياته الجسدية والمهارية ، فالعبد الذي لا يعرف صناعة بيع ب 100دينار ، والراعي ب 200دينار ، ، وصانع النيبال ب 400دينار ، وقارض الشعر ب 600دينار [23] وكانت القاعدة المتداولة أن البلاد المفتوحة عنوة ملكا للفاتحين بما فبها من البشر والدواب والبساتين والأنهار والأشجار كما أشار الى ذلك عمر بن العاص ( ان مصر فتحت عنوة وأهلها عبيدنا ندير عليهم كيف شئنا .)[24] سادسا/ كيف كان تعامل الأمويين مع أهل الذمة .؟ الا سلام جاء للناس كافة ، و كان التعامل متميزا بين أهل الكفر ، وأهل الايمان ، وعومل أهل الذمة في اطار العقيدة الاسلامية في عهد النبي وخلفائه الأربعة ، وكانت القاعدة تنحو نحو اقامة العهود معهم كالعهدة المحمدية ، كما وردت اخبار كثيرة عن اكتتاب العهود ، منها عهدة عمر بن الخطاب مع أهالي الشام التي تناولها الدراسون بالتحليل والمناقشة ، وأكثر مواد هذه العهدة واردة في كتب الفقه ، ومهما يكن فان عهد الرسول وخلفائه من بعده اتسمت بنوع من التسامح مع أهل الذمة في الاحتفاظ بمعتقدهم وممارسته وفق شرط أساسي هو دفع الجزية مقابل الدفاع عنهم . أما بنو أمية فانهم ضيقوا على الذميين أشد تضييق ، وزادوا من الجزية والخراج وشددوا في تحصيلهما ،وأخذوا الجزية حتى فيمن أسلم ..؟ وكانو يحتقرونهم ، ولا غرابة في ذلك مادام التميز قائما في سياستهم ، فكانت الطبقية جلية ( العرب ، الموالي ، أهل الذمة ) وهذا ما يؤكده قول معاوية في أهل مصر .....( وجدت أهل مصر ثلاثة أصناف ، فثلث ناس ، وثلث يشبه الناس ، وثلث لا ناس .) [24] الثلث الأول هم العرب ، والثاني هم الموالي ، والثلث الأخير هم أقباط مصر . خاتمة / ان هذه الصورة المظلمة في حياة الدولة الأموية ، صورة تتكررمع كثير من الدول التي اعقبتها ،(وما أشبه اليوم بالبارحة ) ، واذ ا دوننا ماذكرناه من حقائق على لسان مؤخي العرب ليس تشنيعا أو شنآنا بقدر ما هو من أجل الحقيقة ، وحتى لاتتكرر مآسي المسلمين ، وليس العيب في سقوطنا وانما العيب البقاء حيث سقطنا ، و استنساخ الخطأ والتمادي فيه . ومن موقعنا فاٍن تجريم الأفعال أولى من تجريم الأشخاص . ونافلة القول أن دولة الأمويين عظيمة في فتوحاتها ، قوية بعساكرها ، وضعت الركائز الأولى لسيادة الحكم العربي ، منهجها في الحكم لم يكن مسايرا في كثيره مع تعاليم الاسلام ،و لم تكن في مستوى عظمتة ، الاسلام الذي تحول عندهم الى وسيلة بعد ان كان غاية .
الحواشي: /
[1]المقريزي 300ج1 [2] ابن الأثير 225ج3 [3]المارف 189 [4] ياقوت الحموي 783 ج4 [5] ايثعيذل مقالة بعنوان بنو أمية عرابو الفكر الشعوبي .[6]المسعودي 157/ج2 [7] ابن الأثير 183ج10 [8] الأغاني 105ج13 [9] الأغاني 62ج19 وابن خلكان 361ج2 [10] جرجي زيدان / التمدن الاسلامي [11] ابن الأثير 257ج4 ، الأغاني 60ج16[12] أبو الفداء 205ج 1 [13] العقد الفريد 256ج 2 [14] ابن الأثير 36ج 5 [15]ابن خلكان 274ج2 [16] ابن الأثير 257ج4 ، الأغاني 60ج16 [17]الأغاني 125ج6 ، المسعودي 134ج2 [18]المعارف ص 187 [19] الفخري248ج2 [20]الأغاني 44 ج15 [21] الأغاني 2 ج5 [22]نفح الطيب 213ج1[23]الأغاني 133 [24] المقريزي 50ج
#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة لفعاليات المؤتمر العربي الأول(1913)
المزيد.....
-
بالفيديو.. مشتبه به يحلق في الهواء بعدما دهسه ضابط أمريكي قب
...
-
تعجّ به التماسيح والثعابين.. قائد طائرة تحطمت بمستنقع يصف تج
...
-
بصورة عائلية.. تامر حسني وبسمة بوسيل يحتفلان بعيد ميلاد ابنت
...
-
ألمانيا: انتخاب فريدريش ميرتس مستشارا في الدورة الثانية من ا
...
-
السودان يصنف الإمارات العربية المتحدة -دولة عدوان- ويقطع الع
...
-
بعد وصول صاروخ إلى مطار بن غوريون.. باراك رافيد يوضح كيف سيؤ
...
-
السودان يقطع علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات
-
الصين وفرنسا تنتقدان بشدّة قرار إسرائيل توسيع العمليات العسك
...
-
انتخاب فريدريش ميرتس مستشارا لألمانيا في الجولة الثانية من ا
...
-
صحيفة: رئيس غينيا بيساو سيكون حاضرا في احتفالات عيد النصر بم
...
المزيد.....
-
برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية
/ رحيم فرحان صدام
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
المزيد.....
|