أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - البيضة هي فوضى الطائر














المزيد.....

البيضة هي فوضى الطائر


نواف خلف السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 19:58
المحور: الادب والفن
    


آخر كتاب وقع بين يديّ هو (اللامنتمي) للكاتب البريطاني الشهير كولن ولسن، وهو دراسة تحليلية لأمراض النفس البشرية في القرن العشرين – كما هو مدون في متن الكتاب كعنوان ثانوي- إلا إنني وجدته اقرب إلى الدراسة الأدبية وتحليل لشخصيات وأبطال أعمال روائية وقصصية لكتاب كبار ومشهورين. في بداية الكتاب يعرف المؤلف اللامنتمي بأنه: (شخص يرى أكثر وأعمق من اللازم)، ثم يبدأ بعدها بشرح بعض تفاصيل حياة أبطال (لامنتمين) مثل بطل قصة باربوس (الجحيم) الذي يعيش في غرفته في الفندق ليرقب الآخرين من ثقب في الحائط، وبطل قصة (الغثيان) لجان بول سارتر، وبطل قصة (الغريب) لكامو، وأبطال دوستويفسكي وغيرهم كثيرين ويتعمق في تحليل لا انتمائهم وفوضاهم.
من خلال القراءة في صفحات هذا الكتاب تصدمنا عبارات متوهجة مثل ( البيضة هي فوضى الطائر)، وقد شدّتني هذه العبارة بروعتها لدرجة أني رميت الكتاب جانباً لأتأملها.. فقد تكون البيضة هي نتيجة طبيعية لفوضى جنسية يمارسها الطائر – هذا من جانب- أو قد تكون البيضة في نظامها وسكونها بداية لولادة طائر فوضوي يملأ الأرجاء بفوضاه ولا نظامه.. لقد ذكرتني هذه العبارة بقول جبران: ( البذرة في قلب التفاحة هي شجرة غير منظورة) !

* عبارات أخرى
ونستمر في قرائتنا لنجد عبارات جميلة أخرى مثل عبارة الفيلسوف كيركغارد:
- إذا أردت أن تنفيني، ضعني ضمن نظام إنني لست رمزاً حسابياً، إنني أنا.
أو العبارة التالية:
- إن القرد والإنسان يستقران في جسد واحد، فإذا تحققت رغبات القرد اختفى ليحل محله الإنسان الذي يشمئز من شهوات القرد.
أو هذه الجملة:
- قد يكون اللامنتمي فناناً، إلا انه ليس من الضروري أن يكون الفنان لا منتمياً.
المشكلة واضحة إذاً فهنالك نظام تقوم ضده حالة من الفوضى.

* اللامنتمي في نظر هاللر
في الفصل الثالث يعرّف هاللر (اللامنتمي) بقوله:( هو رجل موّزع النفس، ولا يمكن أن يكون موّحداً وسعيداً إن لم يشعر بقوّته)، وهذا يجعل أفضلية اللامنتمي على غيره من النماذج البشرية أمراً أكيداً. ويذهب هاللر إلى ابعد من ذلك فيقول: (إن اللامنتمي هو مبعث وجود البرجوازي، إذ لولاه لم يكن هناك برجوازي. إن حيوية أعضاء المجتمع العاديين تعتمد على لامنتمي هذا المجتمع إن هؤلاء اللامنتمين هم دينامو المجتمع الروحي).
نحن نعرف إن الكاتب بالفطرة يختار أروع ما يمكن تسجيله فنرى ت . ي . لورنس يقول: في فصل آخر من هذا الكتاب: ( شقاء اللامنتمي هو شقاء الأنبياء).

* فان كوخ لامنتميأً
لا يقتصر البحث والدراسة حول الأدب فقط بل يعود من الأدب إلى الحياة نفسها فيتطرق الكتاب إلى حياة الراقص نجنسكي والرسام فان كوخ الذي بدأ يرسم حين بلغ التاسعة والعشرين، ولم تمر تسع سنوات على ذلك حتى أطلق على معدته رصاصة من مسدسه ومات، وكان قد عاش حياته كلها معانياً من نوبات عصبية متصلة انتهت به إلى الجنون المطبق. ترى هل خلق فان كوخ لوحاته الرائعة أو هل كتب همنغواي أعماله العظيمة حين كان يعتقد بان وجوده ضروري؟ ثم أطلق النار على نفسه حين لم يعتقد بذلك؟ هذه العبارة لفان كوخ قد تعطينا الجواب الشافي: (أما بالنسبة لأعمالي الفنية، فقد ضحيت من اجلها بحياتي، ومن اجلها فقدتُ نصف عقلي).

* ما هي الحقيقة؟
هذه أجوبة لامنتمين عن السؤال: ما هي الحقيقة؟
- باربوس: معرفة أعماق الطبيعة الإنسانية
- ويلز: شاشة السينما، لا شيئية الإنسان التامة
- روكانتان: الوجود العاري المجرّد الذي يشل العقل البشري
- ميرسول: العظمة، لا اكتراث الكون العظيم
- كريبز: هي اللحظة التي تفعل فيها شيئاً واحداً
- ستراود: لا يمكن وصفها، لا يمكن أن تعاش.

* اللامنتمي والقطيع
تشير إبرة اللامنتمي إلى القطب أما ابر القطيع فإنها تتجه إلى كل الاتجاهات، وحين يقع الفرد ( القطيع) تحت تأثير (الوطنية) أو ( الخمر) أو (العاطفة) فانه يقترب من اللاإنتماء.

جدير بالذكر أن كولن ولسن قام بتأليف هذا الكتاب الرائع عام 1956 وهو في سن الرابعة والعشرين!! وعند إلقاء نظرة على المصادر التي اعتمدها الكاتب نكتشف أنها تزيد على المئة بكثير وجميعها لعمالقة الأدب والفكر.. وهنا أسأل: متى يصل شبابنا مرحلة يستطيعون فيها من التهام هذا الكم الهائل من الكتب وهضمه وتحويله إلى ترياق لمعالجة سموم ومشاكل المجتمع؟ أتمنى ألا يكون ذلك اليوم ببعيد!!

[email protected]



#نواف_خلف_السنجاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (البُعد العاشر)
- قراءة في المجموعة الشعرية (العربات) للشاعر د. جاسم الياس
- نقاط وحروف
- ضجيج الصمت
- حوار مع القاص والروائي هيثم بهنام بردى
- جمعة كنجي الطائر المسافر إلى الشمس
- ورقة يانصيب
- قصتان قصيرتان جداً
- أسئلة البدايات
- طقوس
- (التحدّي)
- المزارع الثقافية التعاونية..!!
- إلى جواد كاظم إسماعيل مع التحية..
- ظلال الكلمات
- التصاق
- برعم
- تصفيق / قصص قصيرة جداً
- إنعتاق
- قصص قصيرة جداً /غيمة محبوسة
- إطفاء عيون


المزيد.....




- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - البيضة هي فوضى الطائر