أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الصياد - وما الجديد؟‮!.. ‬مصالح رأس المال أولاً‮ ‬ودائماً‮ ‬وأبداً















المزيد.....

وما الجديد؟‮!.. ‬مصالح رأس المال أولاً‮ ‬ودائماً‮ ‬وأبداً


محمد الصياد

الحوار المتمدن-العدد: 2775 - 2009 / 9 / 20 - 13:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نكرت وراوغت وتذاكت حكومة العمال في‮ ‬بريطانيا حول خلفية إطلاق سراح الليبي‮ ‬عبدالباسط المقرحي‮ ‬المدان‮ ‬وحده‮ ‬في‮ ‬تفجير طائرة الـ‮ ‬بان أمريكان‮ ‬فوق قرية لوكيربي‮ ‬الاسكتلندية‮.‬ وجهد رئيس وزرائها‮ ‬غوردن براون من أجل نفي‮ ‬وجود أية علاقة بين إطلاق‮ ‬المقرحي‮ ‬وبين عقود النفط التي‮ ‬أرستها الحكومة الليبية في‮ ‬شهر‮ ‬يناير‮ ‬2008‮ ‬على شركة‮ ‬بريتش بتروليوم‮ ‬البريطانية والبالغة قيمتها‮ ‬900‮ ‬مليون دولار،‮ ‬وأصر على روايته‮ ‬البريئة‮ !‬ ولكنها كانت أيام معدودات فقط قبل أن‮ ‬يقر وزير العدل البريطاني‮ ‬جاك سترو بأن المصالح التجارية واتفاقاً‮ ‬للتنقيب عن النفط بين شركة بريتش بتروليوم‮ (‬بي‮.‬بي‮) ‬وليبيا ساهمت في‮ ‬اتخاذ قرار الإفراج عن المقرحي‮. ‬ففي‮ ‬مقابلة لصيفة‮ ‬ديلي‮ ‬تلغراف‮ ‬أجاب سترو على سؤال للصحيفة بهذا الشأن بالقول صراحةً‮: ‬نعم لقد كانت التجارة عاملاً‮ ‬في‮ ‬المسألة،‮ ‬فالتجارة جزء أساسي‮ ‬منها،‮ ‬وكان هناك لاحقاً‮ ‬اتفاق مع بي‮.‬بي‮ .‬ وفي‮ ‬مكان آخر من العالم،‮ ‬وتحديداً‮ ‬في‮ ‬الجابون،‮ ‬ثار الناس ضد إعلان الحكومة هناك عن نتائج الانتخابات الرئاسية بفور علي‮ ‬بونغو نجل الرئيس الغابوني‮ ‬الراحل عمر بونغو،‮ ‬حيث أفرغ‮ ‬المنتفضون جزءاً‮ ‬من خزين‮ ‬غضبهم على المصالح الفرنسية في‮ ‬الجابون وفي‮ ‬عاصمتها ليبرفيل تحديداً‮ ‬وذلك لإحساسهم المرير بانحياز فرنسا لصالح المرشح علي‮ ‬بونغو وتواطؤها مع شبكة المؤسسة الفاسدة التي‮ ‬أنشأها والده الرئيس الراحل عمر بونغو في‮ ‬تزوير الانتخابات للحيلولة دون وصول مرشح المعارضة التي‮ ‬اتفقت على مرشح واحد من بين مرشحيها الأحد عشر‮.‬ ففرنسا تريد أن تضمن استمرار رعاية مصالحها لاسيما النفطية المتمثلة في‮ ‬شركة‮ ‬توتال‮ ‬ذات الامتيازات الدسمة في‮ ‬شقي‮ ‬الصناعة النفطية،‮ ‬التفريعات الرأسية‮ ‬‭(‬Upstream‭)‬‮ ‬والعمودية‮ ‬‭(‬Downstream‭)‬‮ ‬أي‮ ‬الإنتاج والتكرير‮ (‬لدى الجابون مصفاتان للنفط واحدة في‮ ‬ميناء بورت جنتي‮ ‬والثانية على مقربة من بوينت كلاريت‮). ‬فضلاً‮ ‬عن مصالحها الاستثمارية في‮ ‬الموارد الطبيعية الأخرى التي‮ ‬تختزنها الجابون مثل خام المنجنيز‮ (‬معدن فلزي‮) ‬الذي‮ ‬تزيد احتياطياته على مليوني‮ ‬طن،‮ ‬واليورانيوم‮ (‬حوالي‮ ‬ألفي‮ ‬طن‮) ‬وخام الحديد‮ (‬حوالي‮ ‬مليار طن‮).‬ ومع أن فرنسا تعتمد على الطاقة النووية في‮ ‬توليد‮ ‬80٪‮ ‬من حاجتها من الطاقة الكهربائية،‮ ‬فإن شركة توتال‮ ‬‭(‬Total‭)‬‮ ‬التي‮ ‬تدخل في‮ ‬عداد الشركات الست العملاقة الرئيسية العالمية‮ ‬‭(‬Six Supermajors‭)‬،‮ ‬وتنتج أكثر من‮ ‬2‮ ‬مليون برميل‮ ‬يومياً‮ ‬في‮ ‬حوالي‮ ‬120‮ ‬بلداً،‮ ‬هي‮ ‬بالتالي‮ ‬تشكل مصدراً‮ ‬هاماً‮ ‬جداً‮ ‬لتغذية حساب فرنسا الجاري‮ ‬ضمن حساب مدفوعاتها‮.‬ وفي‮ ‬ناحية أخرى،‮ ‬آسيوية هذه المرة،‮ ‬وتحديداً‮ ‬في‮ ‬أفغانستان التي‮ ‬قرر الغرب متمثلاً‮ ‬في‮ ‬حلف شمال الأطلسي‮ (‬نيتو‮) ‬أن‮ ‬يشن فيها حرباً‮ ‬ضروساً‮ ‬ضد حركة طالبان ومجموعات الإرهاب العقائدية التي‮ ‬التحقت بها من جميع أنحاء العالم الإسلامي‮ ‬والمهجري،‮ ‬لم‮ ‬يكن الرئيس الأفغاني‮ ‬حامد كرزاي‮ ‬ليجرؤ على القيام بعمليات التزوير واسعة النطاق والفاضحة لولا تواطؤ قيادة حلف‮ ‬النيتو‮ ‬مع نظام كرزاي‮ ‬الذي‮ ‬جيء به من الغرب بعد الحرب التي‮ ‬شنها الحلف بقيادة الولايات المتحدة على أفغانستان في‮ ‬عام‮ ‬2001‮ ‬وإطاحته بنظام طالبان،‮ ‬باعتباره ممثلاً‮ ‬أميناً‮ ‬لمصالح اللوبيات النفطية‮ (‬وتحديداً‮ ‬الأمريكية‮)‬،‮ ‬حيث كان طرفاً‮ ‬مع الأفغاني‮ ‬الأمريكي‮ ‬الآخر زلمان خليل زاد الذي‮ ‬خدم في‮ ‬إدارة الرئيس بوش الابن،‮ ‬وكان آخر منصب تقلده فيها منصب مندوب الولايات المتحدة الدائم في‮ ‬الأمم المتحدة،‮ ‬في‮ ‬المفاوضات السرية التي‮ ‬أجراها الأمريكيون مع نظام طالبان في‮ ‬نهاية عقد تسعينيات القرن الماضي،‮ ‬حول مد خط أنابيب لنقل الغاز من عشق أباد عاصمة تركمانستان إلى باكستان عبر الأراضي‮ ‬الأفغانية‮. ‬وما إعراب بعض المسؤولين الغربيين عن قلقهم من حجم التزوير الذي‮ ‬شاب الانتخابات الأفغانية الأخيرة،‮ ‬سوى اضطرار مفضوح لدفع الشبهة عن تورطهم في‮ ‬تعويم الرئيس المنتهية ولايته‮.‬ ما تقدم سوى حفنة أمثلة سجلتها أحداث الأيام الأخيرة من شهر أغسطس الماضي‮ ‬لتعطينا فكرة عن ماهية شعارات وتغنيات وتبجحات الساسة الغربيين بالديمقراطية،‮ ‬هؤلاء الساسة الذين أفسدهم الرأسمال المتوحش وأغوتهم‮ ‬الشيئية‮ ‬السلعية لنسق الحياة المادية الطاحنة‮.‬ فهل من جديد في‮ ‬هذه الفضيحة‮ ‬الديمقراطية‮ ‬الغربية؟ كلا بطبيعة الحال،‮ ‬فشتان ما بين التغني‮ ‬ونفش الريش ونفخ الأوداج تبجحاً‮ ‬بالقيم الديمقراطية والعدالة والشفافية وما بين الممارسة الاوليغارشية التي‮ ‬لا تختلف،‮ ‬في‮ ‬بعض فصولها،‮ ‬كثيراً‮ ‬عن ممارسات المافيات السرية‮.‬ فهذه ليست المرة الأولى على أية حال التي‮ ‬تدوس فيها بريطانيا أو فرنسا أو‮ ‬حيتان النيتو‮ ‬على ديمقراطيتها تفضيلاً‮ ‬وفزعةً‮ ‬لرأس المال الكبير،‮ ‬ولن تكون الأخيرة بطبيعة الحال‮.‬ قد‮ ‬يعد البعض هذا قدحاً‮ ‬في‮ ‬الديمقراطية الغربية‮. ‬وهو كذلك‮. ‬نعم هي‮ ‬ديمقراطية عريقة أرست تقاليد أضحت بحكم الأمر الواقع أقوى من القوانين والتشريعات المنظمة للعلاقة بين الدولة والمجتمع وبين أفراد المجتمع أنفسهم‮. ‬حتى صارت‮ (‬الديمقراطية الغربية‮) ‬تُمارس تلقائياً‮ ‬من دون الاضطرار لاستخدام رادع القانون‮.‬ بل لعلها النموذج الأمثل الذي‮ ‬طالما حلم به الطوباويون الأوائل من أفلاطون وأرسطو إلى دعاة مجتمعات العدالة الاجتماعية عبر العصور،‮ ‬والذي‮ ‬استطاعت مجتمعات الغرب الصناعي‮ ‬في‮ ‬مراحل مبكرة من قيام الحضارة المعاصرة،‮ ‬وضع لبناته الأولى ومراكمتها،‮ ‬من دون انقطاع،‮ ‬على مدى القرون الأربعة الأخيرة،‮ ‬والمتمثل في‮ ‬الاهتداء إلى آلية مناسبة لتنظيم مختلف علاقات الناس بعضهم ببعض على أسس متوازنة‮.‬ هذا مما لاشك فيه،‮ ‬ولكنه ليس كل شيء بالنسبة للديمقراطية الغربية في‮ ‬مستقرها الراهن الذي‮ ‬انتهت إليه بعد مكابدتها لمعاناة شديدة على أيدي‮ ‬عمالقة المال وجماعات الضغط التي‮ ‬تتعاطى على مضض مع استحقاقات الديمقراطية لعدم احتمالها ضوابطها‮.‬ على انه إذا كان ثمة ما‮ ‬يروض مراكز قوى رأس المال الضاغطة على آليات عمل الديمقراطية ويغل أيديها عن التمادي‮ ‬في‮ ‬التطاول ومحاولة الالتفاف عليها في‮ ‬الداخل،‮ ‬فإن هذه القوى الرأسمالية العابرة للحدود،‮ ‬لا تجد خارج الحدود حرجاً‮ ‬ولا‮ ‬غضاضة في‮ ‬التعبير عن مصالحها بأبشع الصور،‮ ‬بما في‮ ‬ذلك عدم التحرج في‮ ‬إظهار الدعم والمساندة لأنظمة استبدادية وقمعية وتسويغ‮ ‬سياساتها وممارساتها‮! ‬أو لم‮ ‬يقل أحد رجالات الكونجرس الأمريكي‮ ‬يوماً‮ ‬في‮ ‬جلسة استماع لإحدى لجان الكونجرس،‮ ‬وكان محورها الممارسات الأمريكية في‮ ‬أمريكا اللاتينية‮: ‬لقد دعمنا حكاماً‮ ‬أوغاداً‮ !‬ هي‮ ‬إذاً‮ ‬ديمقراطية وليبرالية في‮ ‬الداخل ولكنها تدار بعقلية مافيوية في‮ ‬الخارج‮.‬





#محمد_الصياد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جو‮ ..‬تشيني
- ‮»‬رأس المال‮« ‬لا‮ ‬يوا ...
- اكتشاف عظيم‮: ‬فقراء العالم‮ ‬4̷ ...
- ملابسات محبِطة في‮ ‬كارثة العبّارة‮ »̷ ...
- حول علاقة الدين بالدولة الأمريكية الحديثة


المزيد.....




- مرح ومحبوب.. قابلوا -داكي- أحد -أكثر البطاريق شعبية في العال ...
- مطابخ غزة تحذر من نفاد الطعام خلال أيام بعد شهرين من الحصار ...
- أكبر لوحة قماشية في العالم... فتى نيجيري مصاب بالتوحد يدخل م ...
- معاناة الصحافيين في غزة: بين نيران الحرب وواجب نقل الحقيقة
- تصنيف حزب البديل الألماني -يمينيًا متطرفا- - الأسباب والعواق ...
- عناصر تزيد من دهون البطن مع التقدم في العمر .. ثلاث طرق للوق ...
- مسؤول استخباراتي أمريكي سابق: إدارة بايدن أعطت كييف السلاح ل ...
- إصابات جراء هجوم مسيرات أوكرانية على نوفوروسيسك جنوب روسيا
- بوليانسكي: العلاقات التجارية الروسية الأمريكية تراجعت إلى مس ...
- مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات بسبب التدافع في مهرجان ديني غرب ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الصياد - وما الجديد؟‮!.. ‬مصالح رأس المال أولاً‮ ‬ودائماً‮ ‬وأبداً