أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الصياد - جو‮ ..‬تشيني















المزيد.....

جو‮ ..‬تشيني


محمد الصياد

الحوار المتمدن-العدد: 2733 - 2009 / 8 / 9 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات واضحاً‮ ‬في‮ ‬ظل الإدارة الأمريكية الجديدة،‮ ‬بعد مرور أكثر من سبعة شهور على توليها مقاليد الأمور في‮ ‬البيت الأبيض،‮ ‬أن أمريكا سوف‮ ‬تطل‮ ‬على العالم على مدى السنوات الثلاث والنصف القادمة،‮ ‬برأسين،‮ ‬رأس الرئيس باراك أوباما ورأس نائب الرئيس جو بايدن‮.‬ فبعد أن أسقط ديك تشيني‮ ‬نائب الرئيس الأمريكي‮ ‬السابق التقليد السائد في‮ ‬الممارسة السياسية الأمريكية التي‮ ‬تعطي‮ ‬دوراً‮ ‬محدوداً‮ ‬لمنصب نائب الرئيس في‮ ‬النظام السياسي‮ ‬الأمريكي،‮ ‬هاهو جو بايدن نائب الرئيس باراك أوباما‮ ‬ينسج على منوال سلفه إذ‮ ‬يزاحم الرئيس ويضغط،‮ ‬هو والفريق اليميني‮ ‬المساند له في‮ ‬الحزب الديمقراطي،‮ ‬من أجل تقاسم السلطات مع الرئيس‮. ‬إذ‮ ‬يبدو أن ذلك أصبح حقاً‮ ‬مكتسباً‮ ‬لنائب الرئيس لا‮ ‬يريد هو وطاقمه التنفيذي‮ ‬وشبكته العابرة للمؤسسات الحكومية،‮ ‬أن‮ ‬يتنازلوا عنه‮.‬ واللافت أنه‮ ‬يقوم بالسير تماماً‮ ‬على نفس النهج الذي‮ ‬سار عليه سلفه تشيني‮ ‬ويحاول تكملة البرامج التي‮ ‬اختطها سلفه لعمل الإدارة على المسرح الدولي‮ ‬ضمن الاستراتيجية الأمريكية الشاملة بعيدة المدى‮. ‬فالأول زار أوكرانيا وجورجيا وأطلق من هناك تصريحات تحض وتحرض حكومتي‮ ‬الدولتين على الالتحاق بالحلف الأطلسي‮ ‬ومواصلة تحديهما لجارتيهما روسيا‮.‬ ويبدو أن نائب الرئيس الأمريكي‮ ‬الجديد‮ ‬بايدن‮ ‬لبس معطف سلفه‮ ‬تشيني‮ ‬ما إن خلعه الأخير،‮ ‬إذ ركب طائرته،‮ ‬ولم‮ ‬يكد‮ ‬يمضي‮ ‬عليه في‮ ‬البيت الأبيض ستة أشهر،‮ ‬وتوجه بها إلى أوكرانيا ومن بعدها جورجيا‮ (‬لاحظ أن زيارة تشيني‮ ‬لهما كانت في‮ ‬آخر أيام إدارة بوش‮)‬،‮ ‬وكأن‮ ‬بايدن‮ ‬برحلته العجولة هذه‮ ‬يستكمل ما‮ ‬فبركه‮ ‬سلفه،‮ ‬فراح‮ ‬يكرر ذات العبارات الاستفزازية لموسكو سواء في‮ ‬أوكرانيا التي‮ ‬حاول إنهاض الروح الأطلسية فيها أو في‮ ‬جورجيا التي‮ ‬أكد على دعم بلاده الثابت لرئيسها ساكشفيلي‮.‬ فهل بالإمكان القول إن نائب الرئيس الأمريكي‮ ‬الجديد‮ ‬جو بايدن‮ ‬هو الرجل القوي‮ ‬في‮ ‬إدارة أوباما الذي‮ ‬استنسخ صورة ديك تشيني‮ ‬في‮ ‬الإدارة الجمهورية السابقة؟‮.‬ قد‮ ‬يكون هذا السؤال سابق لأوانه أخذاً‮ ‬بعين الاعتبار الشخصية الكاريزمية،‮ ‬الذكية والحيوية،‮ ‬للرئيس باراك أوباما،‮ ‬وهو ما كانت تفتقده شخصية الرئيس بوش التي‮ ‬كانت تعول أكثر على ديماغوجيتها وعلى مفردات الكاوبوي‮ ‬الاستعدائية النزقة‮.‬ ولكن استعجال‮ ‬بايدن‮ ‬لإثبات وجوده وتثبيت نفسه كـ‮ ‬جوكر‮ ‬داخل دوائر صناعة القرار البيضاوي،‮ ‬واندفاعه السريع والحاد على الجبهة الخارجية باستخدامه عبارات استفزازية وقيامه بتحركات تنطوي‮ ‬على رسائل ذات مدلولات مشابهة،‮ ‬قد‮ ‬يعجل بلفت انتباه الميديا وكل أولئك الذين ناهضوا عبر العالم النهج المغامر للإدارة الأمريكية السابقة،‮ ‬باعتباره الاستفزازي‮ ‬‭(‬Provocator‭)‬‮ ‬الجديد الباحث عن خلق المتاعب والأزمات في‮ ‬علاقات الولايات المتحدة مع عدد من الدول والحكومات التي‮ ‬لا تروق سياساتها للولايات المتحدة‮.‬ ويبدو أن بايدن وبطانته من اليمين المتشدد داخل الحزب الديمقراطي‮ ‬والإدارة الأمريكية الحالية‮ (‬لاحظ أنه صاحب فكرة تقسيم العراق‮)‬،‮ ‬قد اختاروا العودة للتركيز على كبار المنافسين للولايات المتحدة في‮ ‬الساحة الدولية‮: ‬روسيا‮ ‬ ‮(‬وستلحقها الصين في‮ ‬القريب‮) ‬بعد أن استنزفت الجبهات الفرعية التي‮ ‬فتحها الأمريكيون في‮ ‬أفغانستان والعراق،‮ ‬مخزوناتهم من الأموال والعتاد والموارد البشرية‮.‬ خذ مثلاً‮ ‬تصريحه الموحي‮ ‬بالدلالات الدالة على ذلكم المنحى،‮ ‬الذي‮ ‬كان أدلى به لصحيفة‮ ‬وول ستريت جورنال‮ ‬غداة زيارته إلى أوكرانيا وجورجيا‮. ‬ففيما‮ ‬يتعلق بروسيا‮ ‬‭-‬المستهدفة أساساً‮ ‬بالزيارتين‮ ‬‭-‬‮ ‬قال بايدن‮: ‬إن الروس لديهم قاعدة سكانية تتضاءل واقتصاد‮ ‬يضعف،‮ ‬ولديهم قطاع مصرفي‮ ‬وبنية من‮ ‬غير المرجح أن تكون قادرة على تحمل الخمسة عشر عاماً‮ ‬المقبلة،‮ ‬إنهم في‮ ‬موقف‮ ‬يتغير العالم فيه أمامهم وهم‮ ‬يتعلقون بشيء من الماضي‮ ‬غير القابل للاستمرار‮ .‬ ليس هناك كلام أفصح من هذا فيما‮ ‬يرمي‮ ‬إليه‮ ..‬هو‮ ‬يُصور لمراكز القوى الرأسمالية الأمريكية المتمصلحة من‮ ‬بيزنس‮ ‬التوترات الدولية،‮ ‬أن روسيا في‮ ‬موقف ضعيف وأن على الولايات المتحدة أن تستغل هذا الضعف لتحقيق مكاسب استراتيجية‮.‬ إنه،‮ ‬بهذا المعنى،‮ ‬يعيد إحياء نهج سلفه السابق ديك تشيني‮ ‬بما‮ ‬ينطوي‮ ‬عليه توجهه الاستفزازي‮ ‬هذا من فرص الدخول في‮ ‬صدام مع موسكو،‮ ‬وهو ما‮ ‬يقع على تضاد مع المواقف المعلنة،‮ ‬على الأقل،‮ ‬للرئيس أوباما التي‮ ‬تذهب في‮ ‬اتجاه إصلاح ما أحدثته الإدارة السابقة من أعطاب في‮ ‬علاقات واشنطن بعدد من بلدان العالم ومن ضمنها روسيا‮.‬ إنه ذات النهج المغامر الذي‮ ‬إذا ما قُيض له التوفيق في‮ ‬مسعاه فإنه كفيل بأن‮ ‬يضع كل وعود وتطمينات الرئيس الأمريكي‮ ‬الجديد التي‮ ‬أرسلها إلى العالم،‮ ‬في‮ ‬خبر كان وأن‮ ‬يجعلها هباءً‮ ‬منثوراً‮. ‬وهو ما سيؤكد،‮ ‬إذا ما تحقق،‮ ‬على أن الطبع‮ ‬يغلب التطبع وأن‮ ‬المؤسسة‮ ‬الأمريكية هي‮ ‬أقوى من كل محاولات إصلاحها من الداخل،‮ ‬وإنها عصية على التطويع والتقويم‮.‬




#محمد_الصياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‮»‬رأس المال‮« ‬لا‮ ‬يوا ...
- اكتشاف عظيم‮: ‬فقراء العالم‮ ‬4̷ ...
- ملابسات محبِطة في‮ ‬كارثة العبّارة‮ »̷ ...
- حول علاقة الدين بالدولة الأمريكية الحديثة


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الصياد - جو‮ ..‬تشيني