أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - فاتنة الغرة امرأة مشاغبة حتى التعب














المزيد.....

فاتنة الغرة امرأة مشاغبة حتى التعب


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2773 - 2009 / 9 / 18 - 21:11
المحور: الادب والفن
    



في ديوانها "امرأة مشاغبة جداً " توهم الشاعرة فاتن الغرة القارئ، وقد أوهمت نفسها، بأنها امرأة مشاغبة تتجاوز المألوف، وتكشف الأقنعة، وتبوح بجسارة، معتقدة أنها تلج المغامرة بأدوات مشروعة.. فتطرح بيانها :
عيوني كالسيف
تعرف طريقها
وهو زبدة مطلية بالمربى
فهو المقنع الرخو، العابث، الفاقد نبض دوره، المسحوبة منه الفحولة، المتشدق المكابر، المستهتر، المستغل لموقعه يقرر ويحكم، وعند المواجهة الحقيقية يفر أو ينام:
أنا الأنثى تدب خطاي
فيغلق الهاربون نوافذهم
كي يناموا
"ولأن الماء يعرف وحده سر الغرق، ولأنها المرهقة من كنس الرجال, فلا بأس أن تتسلى بالصداع الجميل الذي يطفح على الجلد أعراض شهوة ولا يتسرب إلى بؤر الخلايا، ويعمر مقصورة القلب .
الحب حاله وقتية تسكن خلاياي
جميل هذا الصراع .
على من تمارس الشاعرة مشاغبتها، وهي التي تعترف أمام نفسها وبصدق مقدار حاجتها إليه "الرجل" حتى تصل إلى الإشباع /الامتلاء الذي يضيء كيانها ويؤطر كينونتها ودورها:
من سيكشر لي عند رفض الأوامر
من سوف يعطي المكان وجوده
ومن سوف يخطر فوق صباحي
ومن سوف يلقي عليّ التحية
فاتن الغرة, عندما تشاغب تقرر الانفصال والتمرد على النساء اللواتي يدركن موقعهن من الرجل, ويدركن أيضاً أن الانتصار لقضاياهن هو الانتصار للرجل، فالرجل لا يسطو أو يستبد لأنه يريد ذلك، ولكن موقعه جاء نتاج لتطور المجتمعات التاريخي والاجتماعي والاقتصادي الذي توجه سيداً, ووضعه على محك الاختبار، وبذلك يصبح أرق التفاعل مؤشر العلاقة، ومن هنا تقع شاعرتنا في فخ الإدراك/الوعي :
لم تكن يوماً صديقي
غير أني ما أشتهيك
لِمَ المشاغبة إذن، وافتراض المعركة بغير شروطها ؟
هل هي المكابرة التي دفعتها إلى مناورة غير موفقة وأخذتها إلى الهزيمة، لذلك نراها تجثو عند قدميه/تستجديه وتتعلق بأهدابه :
دعنا نغادر هذه الأكوان
كي نختار كوناً
لا يليق بغيرنا
النفي أصبح التأكيد فهي دائماً صديقته / حبيبته، تبحث عن كون يتسامح معها، ويبعدها عن بوابات حنقها التي صنعتها لنفسها وتمترست خلفها ظناً منها أنها الطريدة والضحية منذ الأزل
يمتصكِ النحل مبتعداً بنظرة ساخرة
وعندما تلتقطين العسل
يقرصكِ الدبور
تتعامى عن قَرص الدبور اللسعة / الشهوة / الاشتهاء، قرص ينفث في الخلايا حمى لاهبة تنمل الوتر على ربابة القلب تدخل النفس في البلبلة .
عندما أشرب الشاي صباحاً
تنتابني قشعريرة ..
كأنني على وشك ملامسة
المعصية
أية معصية تلك التي تهاجسها، وأي تمرد هذا الذي تعلنه، وهي الكسيرة الباحثة عن وسائد الراحة، المشتعلة اشتياقاً، المعبأة وجداً وشبقاً، لاهثة لدرجة التوسل والذعر:
أريدك قبل هجوم الصقيع
وقبل انتحار الجدائل فيّ
فمن سوف يُرجع عمري إليّ
مشكلة الشاعرة فاتن الغرة المشاغبة جداً، هي اختلاط حيثيات الدفاع مع مسببات الاعتراف، ولأن الاعتراف هو الحقيقة تسقط مناورة التذرع بالغبن وتسقط التهمة
مشكلتي أنك تغفر عند كل دمعة
وأنت تحتاج بحوراً
للخروج عن صمتك
ليس الصمت، إنما هو الإنصات والتريث حتى تهمد نزوات الصياح وتموت رغوات المشاغبات الزائفة، ويبدأ التأمل مقدمة للمراجعة، والهجوع إلى الرغبات المشروعة .
أنا امرأة ولست نبية
فأعذر الماء إن غافلته قدماي
وعبرت
الاعتراف لا يعني التوبة، وإنه الإقرار باللهاث النزق، الذي يقتله العودة إلى صدقية العلاقة معه "الرجل" قبل الوصول إلى مفترق لا لقاء بعده .
قبل أن تمضي
دع جبينك يسترح
على وسادة مرفأي الشتوي
حرر منك عمري
واسكب في عيونك سورة الفردوس
عَجِّل ..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترنيمة نادل الوقت - نص
- الذهاب إلى بئر الرغبات
- مارثون مفارقات القهر - - قراءة في المجموعة القصصية - إحراج - ...
- على جناح القبرة
- مقهى الذاكرة - نص مشترك
- حكاية الليلة الثانية بعد الألف..- نص مشترك مع هناء القاضي
- تجليات الرغبة في مدار الوردة
- كله تمام يا فندم, وغياب الحقائق
- البراءة في عالم متوحش
- مكابدات الواقع في زمن بعث المراثي
- القمر لا يدخل مدار الهامش
- في جغرافيا ما فوق السحاب
- البحر - قصة قصيرة
- يسرا الخطيب.. وعطش البحر
- شرفة الانتظار
- شظايا آمال الشاذلي وسؤال النوع الأدبي
- مقهى الذاكرة
- مرايا لا تعكس الصور
- حكاية الليلة الثانية بعد الألف..
- فوق الحياة بقليل


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - فاتنة الغرة امرأة مشاغبة حتى التعب