أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - نهاية الحقبة النفطية














المزيد.....

نهاية الحقبة النفطية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2767 - 2009 / 9 / 12 - 06:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحداث الخطرة التي تجري في كل من السعودية وإيران تشير إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجه النظامين، كل من خلال وضعه وظروفه الخاصة.
لقد ظهرتْ الحقبة النفطية وشكلتْ مناخا سياسيا أسطوريا، تصور المستفيدون منه أنه خارج قوانين التطور والسياسة وأنهم فيه سوف يزيلون ما جرى من أزمنة وطنية وقومية وعلمانية وحداثية.
لقد كانوا يسبحون فوق بحر النفط، وأعطت أسعاره المرتفعة وخيراته الوفيرة التي هيمنت عليها الدول، تلك الأوهامَ السياسية التي ارتفعت فوق القوانين السببية للمجتمعات، وتلك المجتمعات تجلبُ من المنافع والبضائع الشيءَ الكثير، فتتبدل حياة المجتمعات البسيطة وترتفع إلى قمم الاستهلاك بعد أن كانت في حضيض العوز والحاجة فتفقد التوازن الفكري، وتضطربُ سياسيا.
كانت السعودية وإيران في قمة دول الإنتاج النفطي وكانتا بَلدين مؤثرين بسبب حجميهما الجغرافي والسكاني، وبسبب التقاليد الدينية التي كرستهما كمرجعين للسنة والشيعة في العالم الإسلامي.
جاء منهما ما سُمي البعثِ الإسلامي والصحوة الإسلامية وغير ذلك من مسميات تعكسُ انقطاعاً عما سبق من تطور في العالم الإسلامي، بدءًا من أزمنةِ النهضة العربية الإسلامية حتى ثورات البلدان الوطنية والتقدمية التي كانت هي أيضاً جزءًا من تطور المسلمين ومن يعايشهم من مؤمنين مختلفين.
صورت فترة الصحوة نفسها كأنها ميلاد جديد وقطع وبعث على طريقة البعث، فهي الحياة وما قبلها موات، وارتكزت على المذاهب النصوصية الحرفية أو العرفانية الإشراقية، مغيبة ما بينها من عقلانية إسلامية واجتهادية فكرية.
لعبت هذه البلدان دوراً في الترويج لهذه الأفكار، وكانت مستوى بسيطاً من فهم الإسلام، ولكن هذه المفاهيم المبسّطة أخذت على أساس لغة جهادية حربية وشكلت تنظيمات وشبكات كبيرة بكل طريقة وبأموال هائلة، وعملت على تبديل المفاهيم الإسلامية السائدة في البلدان الإسلامية التي شكلت قواعد الاستقرار الفكرية والعبادية طوال عقود، وغلبت فهمها عليها، وجيّرت الشبكات العبادية لنشر مفاهيمها وفرض تصوراتها وتغليب أهدافها السياسية، أي فرض المستوى العبادي لبعض سكان منطقة الجزيرة العربية وإيران عن الإسلام، باعتباره الطبعة الوحيدة المقبولة عالميا.
كانت عمليات تعاون دولية كبرى كذلك، فقد وجدت الدول الغربية المتصارعة مع الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية أن المفاهيم الدينية الإسلامية هي المفيدة في الصراع السياسي، فالمسيحية بمذهبيها الكبيرين لم تعد أداة صراع دولية، وقبلت بالدول العلمانية ومناخاتها، وبأحجام الدين فيها، بعد قرون من ثقافة الحداثة.
وكان بعض الدول العربية قد دخل في هاتين الحداثة والعلمانية وبدأ يتوجه للتصنيع، لكنه ضُرب داخل الصراع العالمي الموجه ضد الاشتراكية.
وصُعدت دولُ الجزيرة العربية وإيران للمسرح العالمي باعتبارهما المتصديتين للشيوعية والكفر العالمي الغربي كذلك، لقد تم استغلالهما بشكل هائل من أجل هذه المعركة الوهمية، التي كانت حقيقية دموية في افغانستان، ومنذ ذلك الحين خرج المارد الساحر من قمقمه.
صار الخطر الإسلامي هو البديل عن وهمية الشيوعية، تلك الخرافة السياسية الكبرى التي تم استغلالها من قبل الغرب الاستعماري، وليس الديمقراطي الحضاري، من جهة المصروفات الدفاعية الخيالية ومن جهة الحروب الاستنزافية ومن جهة تمزيق الجزيرة العربية وإيران والعراق طائفيا، وإشغالها بأسئلة التخريف والأساطير لهذه الجماعات، وبالتفكيك السياسي لها.
بطبيعة الحال فإن مشروعات الاجرام العالمية هذه كانت لها آثارها ليست في المستهلك لها فقط بل في المنتج، في المكون كذلك، فالأعمال الإرهابية في الغرب ذاته، هي جزء من نمو الظاهرة عالميا، من البضاعة التي عادت له.
المارد الديني انقسم طائفيا بشكلين رئيسيين ثم انقسم تقسيمات كثيرة، ومتزايدة، والحديث عن الجنة التي سوف تـُصنع تتحول كل يوم إلى حرائق وجهنمات كثيرة، وتستغل الدول إضافة إلى ما سبق هذه الأجسام الأميبية النارية في تفكيك الحركات السياسية، وتصعيد الميزانيات الأمنية والعسكرية وتغيير الخرائط الوطنية، وتغييب عمليات التغيير والإصلاح الحقيقية وملء المنطقة بالعمال الأجانب.
في النهاية وجدنا البلدين الرئيسيين المنتجين لهذه الظاهرة وهما إيران والسعودية يعانيان آثارها في قعر داريهما؛ إيران تتفكك قيادتها وتدخل في أزمة عميقة، وبوادر حرب أهلية تلوحُ في الأفق، ولم تستفد من الموارد النفطية لتكوين ثورة صناعية، والسعودية تنتشر فيها شبكة الارهاب بصورة مخيفة والكثير من الشباب يقومون بأعمال إجرامية فظيعة.
مليارات كثيرة صُرفت على هذه الحركات الاستغلالية للدين، وعلى نتائج أعمالها، والثروة النفطية تتجه للخفوت وتنتظر أزمتها الأخيرة الكاوية، لكن المستويات السياسية لا تقوم بإعادة النظر والمراجعة في هذا المسلسل الرهيب كله، فقد أوجدت الفترة الكثير من القوى المستفيدة والكثير من الهياكل المتخلفة المحافظة التي ترفض التوجه للحداثة والوطنية والعلمانية والديمقراطية، وتحولَ النفطُ إلى عمارات ومجمعات استهلاكية، وأسلحة هائلة في المخازن وبقع نفط على مياه الخليج ومقابر كثيرة وفيرة وتلوث بيئة وأموال هاربة ومنفعات غربية لا تحد، وأبنية مبهرجة غير معمرة، وعمالات استنزافية، وديكورات سياسية زائفة، وسراب خليجي جزيري إيراني عن ثورات وكفاح عظيم، ولكن ثروة هائلة نادرة تبخرت.





#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملكية والمحتوى السياسي
- -ثقافة- المحاصصة الطائفية
- الرأسماليات الشرقية والتشكيلة الغربية
- الثالوث والعسكر
- الثورات شبه مستحيلة في الرأسماليات الحكومية الشرقية
- الأديان السماوية والتطور
- تصفية التركة الثقيلة
- حركية الفئات الوسطى وثبات العمال
- الوعي الديني والليبرالية
- الفلسطينيون والمقاربة مع الصهيونية
- منظر السائد
- سراب التغيير
- الزعيم الديني وغياب الوطنية
- في استراتيجية الانتخابات
- بين فنزويلا وإيران
- تناقض الرأسمالية الحكومية والديمقراطية
- ضرورة هزيمة التطرف الإسرائيلي
- ثقافة العطالة العقلية: العام
- الواقع الاجتماعي وتجارب الأوطان
- صعوبات الديمقراطية في الشرق


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - نهاية الحقبة النفطية