أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - بين فنزويلا وإيران














المزيد.....

بين فنزويلا وإيران


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2727 - 2009 / 8 / 3 - 08:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعب النفط دورا وطنيا نضاليا مشتركا في تجربتي فنزويلا وإيران، كبلدين من العالم الثالث راحا يواجهان مخاطر السيطرة الأجنبية ومصاعب التنمية، وتغيير حياتيهما الاجتماعيتين التقليديتين.
فيما تشكلت بيروقراطية حكومية مضادة للديمقراطية في فنزويلا تصاعد نفوذ القوى العسكرية في إيران.
يقول أحد الصحفيين:
"حين تولى شافيز رئاسة فنزويلا عام 1999، كنت متفائلا جدا لأنني كنت من بين الذين شاهدوا عن قرب الانهيار الاقتصادي المأساوي لهذا البلد الغني بالنفط طوال أكثر من عقد من الزمن، وشعرتُ على غرار الكثير من الفنزويليين بأن ثورة شافيز الموعودة هي الشيء الوحيد الذي يستطيع تغيير أحوال هذا البلد. ولكنني اليوم وبعد مرور عشر سنوات بـتُ أقل تفاؤلاً إزاء مستقبل البلاد.
فعلى الرغم من سيطرة شافيز على الأفرع الثلاثة للحكم والأرباح التي تم جنيها خلال الطفرة النفطية من 2003 إلى 2008، فإن سجله ضعيف على نحو لافت، حيث يفوق معدل التضخم 30 في المائة، في وقت تضاعف فيه معدل جرائم القتل منذ أن وصل إلى الرئاسة، وباتت قلة المواد الغذائية أمراً متكرراً. وبموازاة ذلك، فإن الصحفيين يتلقون التهديدات، وعمال حقوق الإنسان يطردون بشكل جماعي. وخلال الأسابيع الأخيرة، استولى المسؤولون الحكوميون على أصول شركات نفطية أجنبية، وهددوا بإغلاق شبكة "جلوبوفيجن" التلفزيونية الإخبارية المحسوبة على المعارضة"،(بريان ولسون، مؤلف كتاب: الانقلاب على شافيز، الصمت والعقرب).
على الرغم من تعبير الصحفي المذكور عن (الاشتراكية) فإن متابعته للرأسمالية الحكومية في فنزويلا هي صائبة، وذلك بسببِ تفردِ الحكومة وعلى رأسها شافيز بالتحكم في الموارد وتضييعها بأشكال شتى.
فتغدو الحريات مرفوضة والتدخل في شؤون الدول الأخرى ومساعدة الدكتاتوريات سياسة مسيطرة، وهو أمرٌ يتناقضُ مع الشعارات المرفوعة.
إن نماذج البرجوازيين الصغار بشعاراتهم "الوطنية" والدينية العنيفة وعلى شكل مفرقعات هي سياسة دولية في مناطق تشهد ضبابا طبقيا كثيفا، وقد خلقتْ هذه الضبابية بعضَ الأنظمة القومية المناضلة ولكنها غير قادرة على الجمع بين التحرر الوطني والديمقراطية، بين البناء الداخلي وتقدير إرادة الشعب، فهذه العملية تتطلب تحولات كبيرة في حياة السكان مع اتساع الحريات، وهذه المجموعات تبدأ بشعارات صحيحة ومناوئة للتدخلات الأجنبية ولكن قدرتها على احترام الحريات وتوجيه الفوائض لتغيير حياة أغلبية السكان محدودة، فقد ظهرت فيها جماعاتٌ مهيمنة على الحكم وأدى فسادها إلى تراجعها عن الديمقراطية، ثم راحت تحكم قبضتها على السلطة وترفع أصواتها الجهادية.
ولابد لذلك من غطاء، تجدهُ في الشعارات المعادية للاستعمار، وإذا كان رفض التبعية مهما ولكن لماذا التعسف ضد الشعب وهو مصدر السلطات والمقاوم الأساسي للهيمنة؟
هذا ما تبرره الفئاتُ التي استولت على النفط في كل من فنزويلا وإيران، وتغدو جذورها العسكرية والبيروقراطية مانعة إياها من اتخاذ مواقف وطنية شعبية ديمقراطية، فتلجأ إلى الصراخ تحجب به حقيقتها.
كان شافيز يبحث عن غطاءات لحجب هذه الحقيقة، وللصرف على دول "المواجهة"، كذلك قام الحرسُ الثوري الإيراني باستخدام هذه اللغة الثورية المنتفخة والفارغة، وأوجدَ دولَ المواجهة الخاصة به، ليس لتحرير الأراضي المحتلة، بل لتبرير مصروفاته الضائعة في الدهاليز البيروقراطية.
ومن المؤكد ان الحرس الثوري متجه للاستيلاء الكامل على السلطة في إيران في الشهور القادمة ووضع المنطقة العربية الخليجية في موقع الخطر الهائل، وهو ما سوف يؤيده شافيز بطبيعة الحال.
وكذلك شافيز لا تهمه مسائل الحرب والسلام في منطقة أمريكا اللاتينية، فحتى الدول التي ترفع شعارات الماركسية تخلت عن عقلية المواجهة الحربية، وركزت في التنمية وجمعت بين القطاعات العامة والخاصة في التغيير الداخلي، وطور بعضها آليات الديمقراطية لمجابهة الفساد.
وكان من الممكن لشافيز أن يصمت خلال مواجهة الشعب الإيراني للتعسف والقمع الحكوميين، لكن كشف نفسه على حقيقتها باعتباره دكتاتوراً متخلفاً أحمق، بدلاً من أن يقدم النصائح للنظام الإيراني للتخلي عن مثل هذه الطريقة القاسية، وأن يمد يده لجراح مئات الأسر الإيرانية التي تعرضت لفقدان أزواجها وشبابها، وظهر بصورة دكتاتوريي أوروبا زمن الفاشية المنتفخي الأوداج بالعبارات الثورية الرهيبة.
وتخلي النظامين عن الفهم الإنساني للدينين السائدين فيهما، يؤكد أن هذين الدينين ينسحبان من تأييد نظامين عسكريين، يقحمان الدينين بشكل حاد ومغاير لمضمونيهما، وهذا ما يتجلى في انضمام الكثيرين من علماء الدينين والمثقفين إلى الديمقراطية وإلى حقوق الإنسان وإلى عدم استخدام هذه الشعارات الميتة في محاربة الاستعمار لقمعِ الشعوب الفقيرة!
إن التضامن بين شعوب القارات الثلاث ضد الهيمنة الأجنبية هو الشعار العظيم الذي سوف يظل مستمرا، لكنه مغاير للتضامن بين الأنظمة العسكرية لقمع شعوب العالم الثالث هذه.
وأن تضيع الثروات النفطية النادرة الاستثنائية للصرف على هذه الفئات الهامشية في مواجهاتها الدونكيشوتية هو شيء مأساوي وساخر في آن معاً.
وفي الوقت نفسه نرفض كذلك استخدام القوة لتغيير هذه الأنظمة التي تعاني شعوبها سطوتها، وعلى شعوبها أن تواصل نضالها.





#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقض الرأسمالية الحكومية والديمقراطية
- ضرورة هزيمة التطرف الإسرائيلي
- ثقافة العطالة العقلية: العام
- الواقع الاجتماعي وتجارب الأوطان
- صعوبات الديمقراطية في الشرق
- توصيف غير دقيق
- انتفاضة شعب وليست مؤامرة خارجية
- الجنون السياسي
- بدء انتصارات الرأسمالية الخاصة في الشرق
- أنماط الرأسماليات الحكومية الشرقية
- استكمالُ نظريةِ ماركس عن رأسِ المال (3)
- إعادة إنتاج العفاريت (1)
- العمالة الخليجية؛ الأرقام
- أصوات الأدلجة
- المحافظة المفرطة
- الرأسمالية الحكومية في الهند
- عن البطالة في البحرين
- صراع البضائع العالمي
- إلغاء استبداد الريف
- إدارة الصراع بين شموليتين


المزيد.....




- متى أصدر ترامب أمره النهائي بضرب إيران؟ مسؤول بالبيت الأبيض ...
- -عدوان همجي-.. بيان لحزب الله بعد ضربات أمريكا على حليفته إي ...
- رئيس إسرائيل لـCNN: لم نجر أمريكا إلى الحرب.. بل اختارتها لم ...
- فيديو متداول للقصف الأمريكي على منشآت إيران النووية.. هذه حق ...
- بعد الضربة الأمريكية.. علي شمخاني مسشار مرشد إيران: -اللعبة ...
- لقطات قبل وبعد.. صور أقمار صناعية تظهر دمار منشآت إيران النو ...
- في ظل أزمات الرئاسة والمحاكمات.. البرازيل تشتعل بسبب دمى -ال ...
- عشرات الضحايا في تفجير انتحاري نسب لـ-داعش- داخل كنيسة في دم ...
- سيناريوهات تدخل حزب الله بعد الضربة الأميركية على إيران
- دول عربية تعرب عن قلقها بعد الضربات الأميركية على إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - بين فنزويلا وإيران