أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله خليفة - ضرورة هزيمة التطرف الإسرائيلي














المزيد.....

ضرورة هزيمة التطرف الإسرائيلي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 05:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


كانت الهيمنة على الأديان البشرية من قبل القوى المحافظة ذات أشكال متعددة، وكان للدين اليهودي مسار خاص، توحد فيه مع قوى المال الكبرى عبر التاريخ، ثم تداخل مع الامبرياليات، أعلى أشكال الرأسمالية الحديثة.
لكون الفئات اليهودية التجارية والمالية قد كرست نفسها في هذه الأشكال الاقتصادية، ثم توحدت مع حركة الاستعمار، فقد غدت فلسطين ضحيتها الأشد ضراوة.
وقد عرفت هذه القوى كيف تتغلغل في الحركات الاجتماعية والدينية المختلفة اليهودية وتؤدلجها وتسلحها وتحولها إلى جيتو كبير في منطقة الشرق الأوسط، يرفض الصراع الطبقي داخله، ويوجهه للصراع القومي الشوفيني.
إنها جوانب مركبة معقدة بين جذور الأديان وتطوراتها المعاصرة، والمرحلة الرأسمالية الحديثة، بتعدد الأقطاب فيها وتحولها.
على مدى التاريخ العربي الصراعي ضد هذه الظاهرة اليهودية - الإسرائيلية - الصهيونية، قامت القوى العربية بمجابهتها حسب برامجها الدينية والقومية التقليدية والمتخلفة، التي تقومُ على ثنائية النور أو الظلام، الإله أوالشيطان، نحن أو هم، أي وضع القضية في دوائر غير عقلية وغير اجتماعية وتعليقها في فضاء وهمي.
أي ليس على درس الظاهرة بشكلٍ تاريخي، وبكشفِ تناقضاتها الطبقية الداخلية واستثمار هذه التناقضات لتطوير الموقف العربي، وبضرورة المرحلية المتدرجة في تنفيذ أهداف الموقف العربي لاسترداد الأرض والتاريخ.
وكانت الكوارث تتالى من هذه الرؤية الفكرية السياسية المحافظة المحنطة: تقسيم فلسطين تحول إلى هزيمة، وانتصار إسرائيلي شبه كلي، ثم تدفقت الهزائم العسكرية وابتلاع المزيد من الأرض وضرب التقدم العربي الهش وتقوية النزعات الشمولية العربية، ثم انقلاب ذلك إلى النهج المعاكس وهو الاستسلام!
هذا النهج تبدى في المفاوضات اللاقومية، وتمزق القوى العربية وتناحرها، وتنامي السيطرة الإسرائيلية وحروبها المكلفة ونمو مقاومات دينية تنطلق من الموقف السحري الديني نفسه الذي يريد التغيير والنصر مع تمزيق الصفوف العربية الإسلامية وعبر المغامرات.
فلابد من الانتقال من هذه العقلية القومية الدينية الجامدة اللاتاريخية اللااجتماعية اللامرحلية، إلى موقف مغاير، إلى فهم الإسرائيليين كبشر، كقوى اجتماعية متضادة، إلى أن ثمة أمهات يكرهن الحروب، إلى أن هناك مثقفين إنسانيين يرفضون الهيمنة الصهيونية واستعلاءها، إلى أن هناك عمالا يكدحون ويعانون ويتم استغلالهم وتجنيدهم للحروب، وترك كل هؤلاء وعدم الاهتمام بمعاناتهم ومطالبهم وتركهم في السيطرة الكلية للنظام الخارج عن القانون الدولي، هو ليس من فعل السياسة في شيء، إلا في سياسة الهزائم والمغامرات.
ظهور سياسة عربية قومية وطنية فاعلة ضد الصهيونية، بدأ منذ اتفاقيات السلام المنفردة، التي نقلت بعض الأقطار العربية على سوء هذه الاتفاقيات إلى وضع تمكنت فيه من التطور الداخلي، لكن كان عملها هو فقط مع النخب الإسرائيلية المسيطرة ذات التوجه الصهيوني، ولم تمد أيديها إلى القوى اليسارية والتقدمية الإسرائيلية، لم تقم بعزل النخب المسيطرة ذات التوجهات الحربية عن الجمهور العامل، أي أنها أبقت قوى الاحتلال والهيمنة بل قامت بتقويتها وإعادة انتخابها مراراً.
لم تكن في سياسة السلام العربية المستسلمة مقاومة، بل كانت فيها متاجرات واستغلال للعمال العرب واليهود واستفادات اقتصادية نفعية، فلم تبن هذه السياسة ككل على مواقف عميقة، متحالفة مع قوى النضال الاجتماعي في إسرائيل، التي تعاني هي الأخرى سياسة الحروب والتوسع الإسرائيلية.
نحن بحاجة إلى عقلية سلام نضالية، وليست عقلية استسلام، وترك الأمور تجري على علاتها ونواصيها كيفما شاءت التطورات العفوية.
وكان يُفترض من الفلسطينيين خاصة أن يقودوا مثل هذه السياسة، وأن يعقدوا تحالفات واسعة عربية - إسرائيلية - عالمية من أجل وضع الصقور الإسرائيليين في زاوية ضيقة.
إن هذه السياسة لا تتضارب مع سياسة رفض التطبيع، حيث ان الحكومة الإسرائيلية الراهنة هي تتويج للصقور، وهزيمتها يجب أن تكون في بؤرة عمل السياسات العربية والعالمية الديمقراطية، لا أن تقدم لها التنازلات، فهذه الحكومة لها شهية هتلرية وكلما قـُدمت لها التنازلات انتفخت بالأراضي والسيطرات العنصرية والشروط اللاإنسانية.
يجب هزيمتها!
علينا ألا نقوي هتلر الإسرائيلي، فغداً يأتي إلى عواصمنا!
وهذا لا يعني تركها وحدها تلعب في ساحة المنطقة، وترك القوى الكثيرة من الإسرائيليين في عهدة موسوليني تل أبيب، والجمع ممكن بين السلام والمقاومة، بين تثمين مواقف الإسرائيليين المعادية للحروب والتوسع والمساندين لوقف المستعمرات وإزالة الجدار العازل ومساعدة غزة والانسحاب من الأرض العربية المحتلة، وبين رفض عنجهية وزراء التوسع وزيادة الاستيطان والحقد القومي.
يجب عدم تقديم المكآفات لهؤلاء الأخيرين، بل وضع الخطط لهزيمتهم، وعلى العكس يجب مد يد المساعدة لضحايا هذه السياسة على الجانبين الإسرائيلي والعربي.





#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة العطالة العقلية: العام
- الواقع الاجتماعي وتجارب الأوطان
- صعوبات الديمقراطية في الشرق
- توصيف غير دقيق
- انتفاضة شعب وليست مؤامرة خارجية
- الجنون السياسي
- بدء انتصارات الرأسمالية الخاصة في الشرق
- أنماط الرأسماليات الحكومية الشرقية
- استكمالُ نظريةِ ماركس عن رأسِ المال (3)
- إعادة إنتاج العفاريت (1)
- العمالة الخليجية؛ الأرقام
- أصوات الأدلجة
- المحافظة المفرطة
- الرأسمالية الحكومية في الهند
- عن البطالة في البحرين
- صراع البضائع العالمي
- إلغاء استبداد الريف
- إدارة الصراع بين شموليتين
- قوانين متدرجة للأسرة
- إشكالية الرأسماليات الحكومية الخليجية (2)


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله خليفة - ضرورة هزيمة التطرف الإسرائيلي