أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد الحافظ - ضاعت دماء الناس بين مكر امريكا وسذاجة الدباغ..!!














المزيد.....

ضاعت دماء الناس بين مكر امريكا وسذاجة الدباغ..!!


جاسم محمد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 12:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أتسم بناء الهيكل التنظيمي للدولة العراقية بعد سقوط الدكتاتورية البعثية , بالترهل والتوسع الافقي بطريقة أضرت بالتناغم والوحدة العضوية بين جميع النظم التحتية المشكلة له , واخلت بالتناسب المنطقي بين المركزية والديمقراطية , وافضت الى تعدد المراكز ومن ثمه الى انعدام الرؤى التكتيكية والاستراتيجية وسبل تحقيق الاهداف الاقتصادية والاجتماعية العامة للدولة والمجتمع , وكان ذلك كله بسبب الظروف الموضوعية , التي خلقتها السياسات الديماغوجية لاحزاب الاسلام السياسي , لظمان تفردها بالحكم وفرض مصالحها الانانية الضيقة وكذا مصالح الكتل السياسية الطائفية والقومية النافذة فيه , وتجلى ذلك من خلال اشغال جل مناصب هذا الهيكل بعناصر ادارية فاسدة او غير كفؤة لا بل ان بعضها مناهض للتغيرات السياسية التي حدثت في البلاد ومعادية للديمقراطية اصلا , وليس ادل على هذا من عجز الحكومة في معالجة مظاهر البؤس والفقر والتمييز بين المواطنين وتردي الخدمات التي تلف البلاد كلها , انني اعتقد ان مراقبا محايدا للتصريحات المتناقضة التي يطلقها قادة دولة العراق الجديد..! , يؤكد تلك الحقيقة ويخلص ببساطة الى مدى البؤس الذي يكتنف اداراتها ,
فتصريحات الاستاذ علي الدباغ النارية ضد الولايات المتحدة الامريكية عندما زار وفدا منها سوريا , لمناقشة امن العراق وقضايا سياسية اخرى تتعلق بمصالحها في الشرق الاوسط , كانت ساذجة وتتسم بغياب الرؤية الاستراتيجية ويراد منها أيهام الرأي العام العراقي والاقليمي باستقلالية القرارات العراقية ,واستكمال آهليت الحكومة للدفاع عن مصالح شعبها , وما ان حلت الفاجعة بمئات العوائل العراقية في ما عرف بالاربعاء الدامي , وتكشف للجميع تدني المهارات القيادية والادارية لغالبية المسؤليين , عسكريون كانوا ام مدنيون حتى طلع علينا الدباغ بردود فعل متعجلة مطالبا النظام السوري بتسليم القتلة للسلطات العراقية , لكنه ادرك الورطة بعد دعوة الولايات المتحدة الامريكية الطرفين العراقي والسوري للحواروحل تلك المشكلة فيما بينهم كونها مشكلة داخلية وتخص البلدين , وأُفهم بان ذلك معناه ببساطة عدم جدوى اللجوء للمحاكم الدولية, لتعارضه مع الاستحقاقات المرحلية للخطط الامريكية , وبذا ضربت الادارة الامريكية بحكمة عصفورين بحجر واحد , طمئنة السوريين – في اطار استراتيجية احتوائهم - , وكذا قرصة اذن للنافذين في حكم العراق وتذكيرهم بفروض الاصغاء ان لم نقل الطاعة وعدم التشويش على تحركاتها في المنطقة - لانهم رضوا بذلك منذو البدء ما عدا الشيوعيين - . فلظمان تسهيل اطلاق رغبات الدباغ في اللجوء الى المؤسسات الدولية ان لم تستجب سوريا , ستكون لامريكا قيود اضافية على العراق , اقلها التذكير بمقولة *رحم الله امرءٍعَرف حق قدره * ذلكم هو منطق مصالح الدول الراعية , فلاضير ان انتهى الامر بقرصة اذن , فضرب الحبيب مثل اكل الزبيب . ونصيحتي للسيد الدباغ بان لايشغل نفسه كثيرا باقناع الناس بعدم تطابق مصالحه الشخصية مع مصالح الراسمال الامريكي لصعوبة اثبات ذلك – ترى الناس مدبغه جلودها استاذ !! - . انني اشك في قدرة الحكومة العراقية على استعادة مجرما بعثيا واحدا بعيدا عن تدخل امريكا وحلفاؤها الاقليميين - في اطار هذه العبثية في ادارة الازمات - وذلك بسبب الوزن النوعي للتاثير الايراني على القرار العراقي , وكذا طبيعة العلاقات الوثيقة بين سوريا وايران , وتحالفهما لافشال التجربة الديمقراطية في العراق , فظلا عن هوس الاستأثار بالسلطة والتعالي على القوى الوطنية ومخادعة الجماهير , لذا ينبغي الاقلاع عن هذا النهج الخطير الذي جعل الدولة عاجزة عن حماية ارواح ومصالح المواطنيين , ووضع مستقبل التجربة السياسية وعملية البناء الديمقراطي المنشودة في دائرة الخطر وعودة الاستبداد ,الذي تسربت عناصره الى مفاصل الدولة بعلم ومباركة قيادتها , في وقت توضع العراقيل بطريق عودة كل الخيرين من ضحايا الاستبداد البعثي الى وضائفهم التي فصلوا منها .وبودي التذكير بان سياسة النظام السوري قائمة على توجيه انظار السوريين الى عدو خارجي على الدوام لاحكام السيطرة على البلاد , ولذا ستكون هذه اللعبة طويلة على الجانب العراقي ومسلية للسوريين , قصرها مرهون بالقوة , التي لم يحسن الدباغ توقيت استعمالها على ما يبدو .






#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف الاقطاعي – الاسلاموي الرجعي ومستقبل القطاع الزراعي ف ...
- الى الاستاذ المالكي مع اطيب التمنيات...!!
- ما هكذا تروى الابل يا استاذ هادي...!!!
- متى يزال شعار - معنا حياتك لها قيمة -من شوارع بغداد
- الخطوط الجوية العراقية في دمشق واقع الحال أم عبث -فارس-؟!
- سلآماً على المسيحي , الذي سأبقى مُدآن له بحياتي..!!
- الإنتهازيون لا يعمرون وطناً ، ولا يقيمون عدلاً ..!!
- تصدع حصن “ القدسية الدينية ” المزعومة .. فتمترسوا بالعشيرة . ...
- هل بأمثال هؤلاء تبنى الدولة الديمقراطية ..؟
- مرحلة معقدة...وهيكل أيديولوجي متخلف...وقدسية مزيفة...يالها م ...
- إنها أكثر أمهات المعارك شرفآ !!!
- الإفاء بمستلزمات الديمقراطية ....لوازكم الى العلم المتقدم !!
- إستراتيجية(الخمور) خديعة ومصيدة مكشوفة !!
- صار العراق حقلآ تجريبيآ للرجال والنساء الفاشلين..!!
- من رأى منكم عباسآ ،فليخبره....!!
- أتمنى أن لا تكون حكايتهم .. كحكاية *غاله* !!
- أهناك بعدآ طبقيآ لصراع الإسلاميين في أزقة الأحياء الفقيرة في ...
- هل ستمر الإتفاقية المشبوهة...تحت غبار معارك الإسلاميين البائ ...
- فشلوا في إدارة الدولة...فأشاعوا البؤس والخرافات !
- التكامل الصناعي -الزراعي ...أساس تطور الريف العراقي !


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد الحافظ - ضاعت دماء الناس بين مكر امريكا وسذاجة الدباغ..!!