محمد حاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 08:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مبكرون جداً من احتفلوا بانتصار النظام السوري، ومثلهم مبكرون جداً أولئك الذين ركبهم اليأس من معارضي النظام السوري. كلاهما أخذته المظاهر وفرحة النظام من أنه خرج من عنق الزجاجة. والحال أن زجاجة المأزق السوري كثيرة الحواصل وكثيرة الأعناق. فمن حوصلة مريحة إلى عنق كاظّ تتراوح أحوال النظام.
من حسن حظ النظام السوري أن الموقع الجيوسياسي لسورية في غاية الأهمية، يضاف إليه أنه من القليل الباقي في الأنظمة الديكتاتورية التي مازالت تستولي على المقدرات والمصائر والقرار.
مآزق سورية وأزماتها كبيرة وعديدة ولم يحل منها شيء، كل ما في الأمر أن أن مشكلة النظام في الاتصال مع العالم الخارجي قد طرأ عليها تغيير. لنقل أن جزءاً كبيراً منها قد حل، بحكم أن السياسة متحركة وبحكم أهمية سورية. لكن هذا لن يأتي بالشء الكثير لا لمآزق سورية كوطن، ولا للنظام. فالأمور مستعصية ولا حل لها باللصمجة، ولا بشيء من الفرحة بوجود وفد كونجرس أمريكي أو رسالة من ساركوزي، ولا من حرتقة بين روسيا وأمريكا... كله عابر. وتبقى المشاكل. إذ لا الجولان عاد، ولا لبنان سيعود إلى بيت الطاعة، ولا استثمار وضع العراق أيدلوجياً وسياسياً سيستمر، ولا التحالف مع إيران سيأتي بالمن والسلوى. ولا ننسى الوضع الاقتصادي المتردي، وقمع الناس، والتضييق على حياتهم، وغموض المستقبل، وانسداد الآفاق.
وفي القريب العاجل هناك استحقاقان سياسيان لا مفر منهما. أولهما المحكمة الدولية. وثانيهما عملية تخريج فك التحالف مع إيران أو التورط أكثر بهذا التحالف. وفي الزمن المنظور سيصل الاقتصاد السوري إلى بناء آيل للانهيار مع الأسف لا ينفع معه ترميم. فأين الانتصار؟ ولم اليأس؟
درب وحيدة يمكنها التأسيس للخروج من المآزق، إنها الدرب التي اختارتها الغالبية العظمى من شعوب العالم. الديمقراطية.
#محمد_حاج_صالح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟