أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قيس مجيد المولى - الموقف الضدي الذي يبنى على السببية















المزيد.....

الموقف الضدي الذي يبنى على السببية


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 07:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يرى صموئيل هنري هوك إن الأسطورةَ تنطلِقُ من موقفٍ محدد لتؤسسَ شيئاً ما وضمن هذا المفهوم فإن القيمَةَ في ذلك ليست بأنها أي الإسطورة حقيقةً أم لا بل تكمن أهميتها في قيمةِ ماتعطيهِ من أبعادٍ إعتقاديةٍ وسلوكيةٍ وتقييميةٍ وجماليةٍ أي أنها تصبُ في مجالي العمل الأدبي والمعيار الوظيفي ويعطي هوك أهميةً لماتم العثورُ عليهِ في المعابد من مراجعَ تؤكدُ على وجود الحظارة المدنية ذي المرتكز الزراعي ويخصُ ضمن مايَخُصُ بذلك نشاطات الإنسان في وادي الرافدينِ ومصر ولم تكن هذه النشاطات بمعزلٍ عن المراقَبَةِ والتوجيه بل كان هناكَ شبهُ مايُسمى بالإشراف المؤسساتي والذي يديرهُ الكهنه لمراقبةِ تلك النشاطات والتي يسميها هوك ب (الافعال) وكالعادةِ المألوفةِ في المعابد فإن مثورات تلك الافعال ترتبطُ بالتراتيلِ والتعاويذ . وغير هذا النمط هناكَ نمطٌ أخرُ من الأساطيرِ ويسمى بالسببية التكوينية ويعتمد هذا النمط وضمن المفهوم الوظيفي على( التفسير الخيالي) وهناك أمثلةٌ لأشكالِ هذه الأساطير ومنها ظهورُ الأدوات الزراعية وصراعُ (يعقوب ) مع الكائن الخارق أي أن هذا النوع من الإسطورة يَخلصُ لتقديمِ المبررات إزاءَ أي موقفٍ ضدي يبنى على السبب التكويني لتلك الأُسطورَة وقد سمى هوك هذا النمط من الأساطير ب (أساطير الأصل ) مثلما سمى سابقتها ب( أساطيرِ الطقس) وهناكَ إستخدامٌ أخرُ لنوعٍ من الأساطير السومرية وذلك من خلالِ تَجريدها من مؤثراتها السحريةِ ومثالها من الأساطيرِ (أُسطورةِ العبادة ) وتكمن وظيفتها في إبراز الجانب المثالي الأخلاقي وتستند في وصف أحداثها على جزيئيات مأخوذةً من الأساطيرِ البابلية أو الكنعانية . وتنحو أُسطورَةٌ أُخرى عكسَ ماتنحو الأساطيرُ السابِقَةُ وتستندُ في وظيفتها على إستثمار البطل الشعبي أو خلقهِ مُغلفاً بهالات الغموض والإعجاز ولاتخلو معظم الأساطير من الإشارةِ إلى المدن ذات الأهمية المقدسة والتي يعتقدُ اُسطورياً بأن الألهه قد قامت ببناءِ هذهِ المُدن وقد سميَ هذا النوع من الأساطير ب (أسطورة الصيت ) وهي من الأساطير التي تتحمل الإضافات السردية المتنوعة وتسودها ديناميكية الخشوع وقبول إمتدادها في حاظر التاريخ . كما إن هناك أُسطورةٌ أُخرى تندرجُ ضمن الإتجاهاتِ الرمزيةِ والمسماة (أسطورة البعث ) حيث تصفُ أسفارَ (يهوة) ومواجهتهِ لقوى الشر مقَدِمَةً بذلكَ سيلاً من الصورِ الطيفيةِ لأن مادتها النظام الكوني والنهايةُ المُفجِعَةُ لهذا النظام .


هجرةُ الأساطير
---------------


إن الأساطيرَ تنتقلُ من مكانها الأولي إلى أماكنَ أُخرى وتلعبث المُخيلَةُ دوراً مهماً في هذا الإنتقال عندما تواجه أفعال مُشابِهه ويقدمُ هوك أمثلةً على إنتقال الأسطورة وأنتشارها وما أسماهُ ب (هجرة الأساطير) حيثُ تم العثور على لوحٍ مسماري في مصر يحتوي على أسطورة بابلية وكذلكَ تم إكتشاف مقاطعٍ من ملحمة جلجامش في مناطق غير موطنها الأصلي ولاشكَ بأن الأسفارَ والتجارةَ والغزوات وتنقلات الشعوب كانت من الوسائل التي عززت هجرةَ الأساطيروضمن منحىً أخرَ نجدُ بأن الأساطيرَ سرعان ماتتحرر من طقوسِها لتصبحَ أشكالاً أدبيةً وتدرجُ ضمن موروثات الشعوب وتولد منها حكايات عن البطولة والتضحيةِ والفداء


الظروف المُبَكِرَة
---------------


لقد قطنت وقبل 4000سنة شعوبٌ المنطَقَةََ التي عُرفت بإسمِ (سومر وأكد ) حيث عرفت هذه الأقوام المهاجرة ب (السومريين ) وقد كشفت التنقيبات في أماكن إستيطانهم عن حظارة متطورةٍ فقد إخترعوا الكتابةَ وأبدعت مخيلتهم الهندسيةَ في إيجادِ شكلٍ جديدٍ لمعابدهم (الزقورات ) كما إن لغتهم كانت نتاجُ إتحاد مجموعة من العناصر أي النمط (المتلازن ) وليس هناك من تأكيد على معرفةِ فروع هذه اللغة وأنتساباتها الألسنية وإضافَةً إلى معابدهم الفخمة فإنهم إمتلكوا الشرائعَ والأدابَ والميثيولوجيا وقد قَدمَ هولاء من المناطق الجبلية منحدرين صوب سهول بلاد الرافدين ولم تسلم إقامتهم من النزاعات والغزوات حيث أدت هذه الغزوات إلى قهرهم من قِبَلِ أقوامٍ إستطاعت وبالتدريج من أخذِ حيزهم المكاني ولم تبتعد هذه الأقوام الغازية عن الروح السومرية فتعايشت مع ثقافتهم وتبنت لغتهم وعُرِفوا ب (الأكديين ) ولم تنتهِ الغزوات عند هذا الحد بل حدث غزو أخر للمنطقة من قبَلِ أقوامٌ تسمى (عمورو- العموريون ) وهي الموجةُ الثانيةُ من الغزو السامي والذي نتجَ عنهُ تأسيس السلالة العمورية الأولى وقيام بابل تحت حكم حمورابي وما قدَمَهُ هذا الملك في مجال التشريع القانوني للبشريةِ وتنظيم الحياة على أساس العدالة المستوحاة من إلهام الألهه . ثم يقوم غزوُ أخر لأرض الرافدين ومن ٌقِبَل أقوامٌ ساميةٌ أخرى بغزو بابل وتأسيس اول إمبراطورية أشورية لتصطبغ الميثيولوجيا بأشكال الأقوام التي إستوطنت المنطقة مع وجود الفوارق لتلك الأساطير مابين أشكالها السومرية والأشورية .


صفات الأساطير السومريه
------------------------


يقدم الفكر السومري صفاتٍ عديدةٍ للبطل السومري (الالهه ) أو (الملكة ) من خلال إبراز دور النموذج الأصلي وقدرة هذا النموذج على المواجهه وتحقيق الإنتصارات كما تؤلف القرابين والإعتقاد بالبعث صفاتٍ ملازمة لاي من البدائل للقرارات ومن الصفات الأخرى الواردة في الأساطير البابلية (الطموح ) وحب السيطرة رغم مجهولية الأسباب التي تقود إلى هذا الطموح كما ورد الحداد وشعائر الحداد وعدد أيامه والتي هي 3 أيام وكذلك الأيمان بالضحية . وقد وردت تلك الصفات في أسطورة دموزي- أنانا .أما ماورد من صفات أخرى ففي أسطورة أصل الكون تؤكد الأساطير السومرية على إن أصل الكون قد حدث نتيجة الولادة فقد ولدت أُمٌ السماء والارض وفي أسطورة أخرى ملازمة إن الأرضَ كانت جبلاً سفحهُ الأرض وقمتهُ السماء وتجسد الالهه (ان) السماء والالهه (كي ) تجسد الأرض وعند إتحادهما ولد (أنليل ) إله الهواء والذي قام بوظيفة الفصل بينهما . وكما هو الاله النموذج فهناك المدينة النموذج والتي لايمرض بها أحد ولايشيخ بها أحد وذات المياة العذبة التي لايشبهُ مياهها مياة البحر. كما تتصف بعضُ الأساطير بالتركيز على مفهوم التنافس مابين نمطين من الحياة وهما الزراعة والرعي وتعطي بعض الأساطير أهمية إستثنائية لزواج الألهه لتقديس الديمومة التي تتم على يد الألهه والمساهمه في توسيع قاعدة الحماية المفترضة لبني البشرعند تعدد هذه الألهه مع وجود النزاعات التي تحدث بين الالهه أنفسهم من أجل غايات قد تبدو غير نبيلة رغم أن مبدأ تقاسم الشراكات قائمٌ على أساس توزيع السلطة والنفوذ وتقدم أساطيرَ سومرية أخرى نماذج من البشر الممسوخ والذي يؤدي وظائف الشر ومن اجل أن يتعزز مركز الالهه لابد من مواجهة هذه الكائنات الخرافية الشريرة لتحسم المواجهه قطعاً بإنتصارِ الالهه .كما إن هناك إشارات في أكثر من أسطورة على إن الالهه تحتسي الخمور وتؤثر هذه الخمورفي قرارات الالهه والتي سريعاً ماتندم الالهه على فعلتها حين تدرك أنها ضحية ذلك المؤثر ولكنها في الوجه الأخرلاتكف ولاتنصح الأخرين عن عدم إحتسائه كما كانت كل موجودات الطبيعة هي الأساس في هذه الأساطير من ماءٍ وجبال وهواء وكواكب كماتتصف في جزءٍ أخر منها التاكيدَ على الأعداد الفردية بمثابة دالة للتشاءوم

تنظيم الكون
---------

يرتكز تنظيم الكون في الأساطير السومرية ضمن أولوياته على توفير الإحتياجات من الطعام والكساء حيث يقوم أنليل بخلق معبودتين هما (لاهار ) ألهه القطعان و(أشنان ) ألهة الغلال حيث يقومان بخدمة الالهه أنليل وتوفير المزيد من تلك الحاجات على الأرض أي أن الالهه الثانوية قد أُنيطت بها عملية تنظيم وإدامة المأكل والملبس ونتيجة لقيام الألهه لاهار والالهه أشنان بإحتساء الخمور فإنهما ينسيان واجباتهما وهنا تخلق الالهه الأصل الإنسان كوسيلة للتعويض عن فساد الالهتين المذكورتين . أي إن احد أُسس تنظيم الكون يقوم على مبدأ العقاب والثواب وضمن هذا السعي لتنظيم الكون يقوم أنليل بخلق المعول لتسهيل عملية بناء البيوت حين يهدية أنليل لذوي الرؤؤس السوداء وتصف أسطورة أخرى قيام أنكي بزيارات لبقاع الارض بدءاً من سومر ليقوم بنشاطه الخلقي من أجل تنظيم الكون وهناك في تلك المدن ومنها مايسمى اليوم مصر والخليج حيث يقوم بتعيين الهه لتنظيم الأمور وتسيير الحياة هناك ثم يقوم أنكي بتعيين كاتباً أي الهة جديدة لمسؤلية المعول وثري الأجروليس هذا بل إن أنكي يبني الزرائب والحظائر ويضعها بإمرة إله الرعي . ولكي يكتملُ ضبط نظام الكون لابد من الحصول على الواح الأحكام المقدسة والتي تعتبر أساس النسق الحظاري في الحظارة السومرية وتقوم أنانا ومن أجل جلب البركة لمدينتها (إريخ )والتي هي بحوزة أنكي وحين تُقدِم أنانا لمدينة أنكي ويحتفى بها وتحت سطوة السُكر يقوم أنكي بإهداء أنانا هذه الالواح وحين يصحو يقر بذنب فعلته ويحاول إستردادها عن طريق رسوله (أسيمدو ) ولكن دون جدوى حيث جلبت هذه الالواح البركة ل (أريخ ) .مما ذكرنا عن تنظيم الكون يظهر ان هناك صراعاً مابين ألهة المدن من أجل السيادة وهو أحد المحاور الشائعة في الأساطير السومرية والتي تؤشر الرغبة بالبقاء والخلود ضمن دوافع القبول واللاقبول



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاليري بريسوف
- قرع الأجراس .. لطرد الأرواح الشريرة أم إثارة إنتباه الرب
- الأدب الروسي
- فرويد ..وأخطار النشوء الأول في اللامعقولية المعاصرة
- هيجل .. . بلوغ مستوى الضرورة العميقة
- ماركس وأنجلز .. والتضمين الباطني لنظرية الأدب


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قيس مجيد المولى - الموقف الضدي الذي يبنى على السببية