أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الشلاه - خطوات وهمية مع النواب














المزيد.....

خطوات وهمية مع النواب


سعد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 10:08
المحور: الادب والفن
    


(( خطواتٌ وهمية ٌ مع النـَّواب ))

في الليل ِ ..
وفي آواخر ِ ساعاتـِه
هناك بعيداً .. ما بين الآفاق ِ
وما بين النصل ِ والجرح ِ
تسرقُ أقداميَ الخطواتُ
والسهدُ يقبض قلبي
والوجيبُ عيوني
تتشابكُ في رأسيَِ الأفكارُ
وأحلامُ اليقظة ِ والنوم
أخلط ما بين النـّواب و زوربا
ولا أفرِّقُ بين الأنغام ِ
رقصة ُ زوربا تذكـِّرني دوما ً
بأنين ِ النّـَواب ( المـْحـِمـِداوي )*
يا صاحب َ الروح ....
ما لي هل جـُنـِنْت ُ ..
ولمْ ؟
أدر ِِ بحالي ..
وامتلأتُ ...
أ َلـَمْ
من روضـِته ِ الدمشقية :
( الأنغامُ لم تأتِ كما الآن انسجاما )1
إرتقيتُ الى السماءِ ..
كحمامةً ٍ تبتسم
وحاولتُ ، مراراً
أن أصْطـَحب ََ النـّواب في أحلامي
تريثتُ ..
كثيراً ..
وصادرتـْني الحروف ُ
واجـْترّت ْ جـُرحيَ الأممي َ
وصمتـُها الذي يـُغلي دمي
يطردُني من زمني
ولم يمنحـْني الفرصة َ لألْبـَسَ
ربـْطة َ الحرفِ القرمزية
التي اعتدتُ لـِبْسَها في المآتم
وفي منتصفِ حُلـُُم ِ ليلة ِ صيف ٍ
قررتُ أن أخضِّبََ قلمي بالحنـّاء
و أبخـَّرَ أوراقيَ
بـِماء الزهر ِ
وأبعثـَها مع حمامةٍ شاردة
لعلها تحط ّ ُ عند النـّوابَ
فيشمّ ُ لونَ حروفيَ
ويرى عطرَ الكلمات
أقسم ُ ياسيدي النـّواب ..
إني أسـتـَحي من دموع ِ نخلتـِنا (الخستاوية )**
التي قمـّطتـْها أمي بلحافيَ ..
ذات شتاء
وهي ترنو اليَّ كلَّ ليلة
فقد إعتادتْ أن تهزَّ جـِذعََها فتُساقـِط ُ
آخرَ زقـْزَقة ٍ لعصفور عادَ
لها بعد رحلة ِ بحث ٍ عن زمن
دموعـُها .. الحلوة ُ المؤطرة ُ بالحنين
ندىً يـُنـَثُّ على الضلوع
ينسابُ كنغماتِ ( طور الصّـُُبي )***
كنتُ أ ُغني لها .. أ ُكرِ ِمُها :
( هذا الحلو كاتلني ياعمـّة )2
تـََتـَّْكِأ ُ عـُذوقَـُها على كـَتـِفـَيّ َ
تحنو عليَّ ..
تُدنيني من فسائـِلـِها
أحضنـُها ..
أضعُ أ ُذ ُني على كُربتـِها
أسمعُ أنين َ النسغ ِ الصاعد
آ .. يا ويلي .. آ .. يا ويلي .. آ يا ويـــــــــــــــــــــــــل
نضِبتْ يا سيـّدي خمرتـُنا
وتآكلتْ كؤوسـُنا
وبقيت ُ أعزفُ وحديَ نغمَ الصمتِ
تحت سعفاتِ الخستاويةِ العطشى
و .. (آه من رخص المغنين )3
ألم تر .. البساطيلَ وهي تردّدُ :
صرخة َ الحقدِ الدفين
فيطفحُ صديدُ السراديبَ المسلفنُ
بجهنم َ
بالسماوات الطـِّباق ....
والرفاق
فتزداد ُ أهلـَّة ُ المناراتِِ صدأ ً ووحشة
تأملْ يا نـّواب ودعني أسكرْ
دعني أغرق ُ في النشْوة ِ
رويدا ً
رويدا
دعْني أنفلتُ من وجودي
لـِتعـُدْ برائتي ، ولو
للحظة ٍ واحدة
فالنشوة ُ تـُسحرُني
وتـَسْـتـَلّّـُني من المقدس
ذرْني ، يا سيدي
أ ُموسـِق ُ الضفافَ والرمالَ
فــدجلة ُ أر ِقت ْ شواطؤُها
ولم تـَعُدِ الشموعُ تمرّ ُمن تحت جسورِها
ولم تقمْ بغدادُ من غفوتــِها..
بــَعْد
وقطارُ الليل نزفَ القهوة َ والهيل
(وتحركتْ دكّة ُ غسـْل ِ الموتى )4 ..
ولم يـَتَمَلْمَل حَمـَد
تأملْ ... أسكرْ
وليتسارعْ نبضُنا
ولنمارس ْ طقوسَ العربدة
فلم ْ ينطفأ الوهم ُ بعد ..
ولم ينته ِ السـِحرُ
و( الليالي من الزمان حُبالى ... مثقلاتٌ يَلـِدْنَ كلَّ عجيبِ )5
من زاوية ٍ..
حمراء ...
خضراء ...
لا فرق
أ ُناجي العالم َ الثالث
وأطالبُ بملامحَ جديدةٍ ...
لوجهي أولا ً
ومواسيرَ أوسع َ... للنفط
أعرف يا سيدي النواب
اني ورصاصة َ موتي توأمين ِ
تنمو..
تترعرعُ ..
تشـِبّ ُ معي
تحاصرُ مراهقتي
ثم تقذفُ رأسيَ
عند أوّل مزبلة ٍ يمـتصّـُها البائسون
أعرفُ هذا ..
أدرك ُ هذا ..
ولهذا
سأكتبُ مرثيّة َ العدالة
وأشرب ُ نصفَ البحرِ الأبيض ..
والسرطاناتُ تتثاءبُ أنفاسي
وأسكرُ .. أسكرُ .. أسكر ..
وامزج ُخمرتي بالخمر
فَوطني
جنة ُ أحلامي
ما زال مظلما
يتقاذفـُه الغلّ ُ والقيحُ
ويلوكُ به اللصوصُ و البغايا
وقنصليات ُ الر ِبا
ولا أحد ٌ يمسحُ الغبارَ عن جبهته









*( طور المْحِمـِداوي ) : طور غناء ريفي عراقي .
**( الخستاوية ) : نوع من النخل العراقي .
***( طور الصبي ): طور غناء ريفي عراقي ينسب للصابئة المندائيين .
1- تضمين من قصيدة ( ندامى ) للشاعرالكبير مظفر النواب .
2- مطلع أغنية عراقية غنتها المطربة العراقية ( لميعة توفيق ) والمطربة المصرية ( أنغام ).
3- تضمين من قصيدة ( ندامى ) للشاعرالكبير مظفر النواب .
4- مقطع من قصيدة ( وتريات ) للشاعر الكبير مظفر النواب .
5- الجواهري الكبير .





#سعد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى موفق محمد المتحرر النبيل
- شعر
- (( شهقة الجمر ))
- مشروع قانون النفط والغاز ... أسئله منتخبه
- مشروع قانون النفط والغاز العراقي .. الى أين ؟؟


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الشلاه - خطوات وهمية مع النواب