أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الشلاه - (( شهقة الجمر ))














المزيد.....

(( شهقة الجمر ))


سعد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 07:17
المحور: الادب والفن
    



بعد انتصاف كل ليلة ..
وعبر نافذة غرفتي الشرقية الصغيرة
يطل علي
قمر كأنه نهد قميص شفيف
أمتزج بنوره المتبقي
فنشكل لونا سرمدياَ
يخطفُني ..
يطهرني من همومي التي إدخرتُها سنين طوال
وحدي أطوف حافي القدمين
حول دائرةِ الأفكار
أصلي في محرابها
أبحث عن سرِ الألفة بين النقطةِ والحرفِ
أحاول ان أرسم ملامح حرف لم ينطقه أحد من قبل
ولا أقبل المحاصصة فيه
أتشبث باللون المنتشر حول أيقونة السطر الأول
من قصة الخلق والظل المقدس
أتهجد قبل دعاء الكروان
وأشيع البهجة في الفضاءات
وأرتل ترنيمة الجياعِ
( نامي جياع الشعب نامي حرستك آلهة الطعام )
وأنفلت من قيودي بعيدا ..
أنعتق أكثر فأكثر ..
( نامي فإن لم تشبعي من يقظة فمن المنام )
ويشدني ...
قمر يطل من خلف قضبان حمراء ..
ستة قضبان تتقيأ لونها
للقضبان أذرع تتلاقفني ذات اليمين وذات الشمال
والقمر باسط ذراعيه في ثبات
وتلتهب الحروف
نفثات الألم وآهات الإنسحاق ..
تراودني عن نفسي
أشتاق كثيرا لشهقة الجمر
فلقد هممت بها مرارا
و تعبت من الأنين
واشتعل الجرح نزفا
فالإرث جسيم والمنافي عديدة
والسيارة مسرعين تتقاذفهم الشهوات
وقد أرسلوا عطشهم الى الحانات المنتشرة في المساءات الثقيلة
وانفجر واردهم بكاءا
( أضاعوه وأي فتى أضاعوا )
أضاعوا تموزَ ويوسفَ والحسين
والدرابينَ الفقيرة
والمقبعات بالبلاغات والمناشير
والقلوبَ الصافية
أطفالَ الدشاديش والأقدام الحافية
الآن حصحص الحقُ وانفجر السؤالُ
( الآن الآن وليس غدا )
يوسف أيها المدني الطارق عتمة سنوات الصمت
أفتـــنا ..
في هذا التزاحم عند غيابة الجب
وفي هذا اللهاث والتحذلق والتزلف عند امرأة العزيز
يوسف أيها الصديق
أفتــــنا ..
ما جزاء من أراد بروحك سوءا ؟
ما جزاء من مزق قميصك الملون الجميل ؟
ودفن عطرك بين أعمدة الجرائد
يوسف أيها المتوقد وهجا ..
أنبئك أيها الصديق
لقد عادت تجارةُ الجواري والرقيق
وتناثرت الكلماتُ عند أروقة الهزيمة
وتقاسم دراهمَك المعدودات
الشرطيون والسماسرة والمنافقون
وقطعنا ايدينا أسفا
يوسف أيها الصديق إمنحني من وقتك قسطا
ليشهد شاهد من أهلها
إن كانت رؤياك قد شغفت الناس حبا
فما تأويل هذا التهالك والبيع بثمن بخس
وعلام هذا الانكسار
عذرا .. يوسف ايها الصديق
سأنفخ في الصور
لتنتفض كل أعمدة المدن المغطاة بالجليد
لتقم القيامة ..
لتنتصب القامات
لتكنس كل الأنوات المتورمة
وبقايا الإضطراب
والغرباء حتى عن أرحام أمهاتهم
لا حصانة بعد احتلام
سأنفخ في الصور
لتعود يوسف الى وجه أبيك
ليزداد إخوتك كيلا
لتقبل الشمس والقمر
والكواكب الأحد عشر
وتعتلي صهوة عشق الكادحين





#سعد_الشلاه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع قانون النفط والغاز ... أسئله منتخبه
- مشروع قانون النفط والغاز العراقي .. الى أين ؟؟


المزيد.....




- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية
- الغاوون:قصيدة (وداعا صديقى)الشاعر أيمن خميس بطيخ.مصر.
- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الشلاه - (( شهقة الجمر ))