أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد موسى - -قراءة سياسية خاصة- للمتغيرات على الساحتين الفلسطينية واللبنانية















المزيد.....


-قراءة سياسية خاصة- للمتغيرات على الساحتين الفلسطينية واللبنانية


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2719 - 2009 / 7 / 26 - 09:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


((مابين السطور))


منذ ثلاث سنوات مضت كانت لنا قراءات متواضعة لمعطيات إرهاصات أهم ثلاث قضايا متتالية في منطقتنا ومحيطنا،ولم تسلم أي من تلك القراءات البرجماتية من تهكم من يقرئون المعطيات كما يريدون رؤيتها وليس على حقيقتها، نسندها بالدليل الحقيقي المجرد، فيدحضوها بالدليل الوهمي الحزبي، ننبه ونحذر لوجه الله ومصلحة الوطن، فيتهجموا ويستخفوا لتعزيز ثقة هشة لمصلحة الحزب،معطيات دامغة لا تقبل التفسير بغير إفرازاتها، تجدهم يتصنعون معطيات هي السراب بعينه، نتجرد ونمتطي مجهر لا يخطئ في رصد الغث من السمين،فيتطرفون ويمتطوا مجهر الحزبية الضيق فتعميهم ثقتهم عن ركيزتين أساسيتين هما الثقة العمياء التي تمنع رؤية عيوب الذات، وموازين القوى للاعبين الرئيسيين السياسيين ومخططاتهم في إعادة صياغة المعادلة السياسية واللعب على المتناقضات، وفي المحصلة لا ينتج عن طحن الهواء قمحًا ولا تفرز الثقة العمياء نصرًا.


وهنا لست استعرض ما جادت به فراستنا ولا قريحتنا السياسية في قراءة ما كان، بقدر ما استمر في أداء رسالتي الوطنية المجردة والمنحازة لفلسطين وشعب فلسطين بلون وطني واحد خالص الانتماء، لأنبه واحذر على غرار السابق للقادم ربما تستفيق العقول الحزبية من خيالها الجحيمي لتدرك القادم على غرار تدارك السابق، عل وعسى أن لا تبنى الطموحات السياسية على أسس وكثبان رملية هي عرضة دائمة لرياح الاحتلال، وقمة الجنون تكون في المراهنة على تثبيت القواعد على اعتبار أن القائم في مصلحة الاحتلال طالما أن الاعتقاد بان القوة العسكرية للاحتلال هي عامل الحسم في بقاء الوضع على ماهو عليه من عدمه!!!!



منذ ثلاث سنوات أطلقنا العنان لعقولنا لتسبر أغوار الحراك السياسي وتتوقف عند منعطفات يتضح من خلالها، بان أيدي خفية تقوم بتدشينها كمستجدات للإطاحة ببعض الأوضاع الشاذة والخارجة عن السيطرة، وذلك بتسهيل وصول قوة ردع هي هدف كذلك في نهاية المطاف، وقبل الانتخابات التشريعية السابقة بشهرين تقريبا، كتبت"على فتح أن تُعد نفسها لكرسي المعارضة" فقيل في هذه الهستيريا ما قيل انطلاقا من قصر نظر وعدم توسيع دائرة الضوء لملامسة الدائرة المحلية والإقليمية والدولية صاحبة المشروع الأكبر ومخططاتها لإعادة ترتيب الأوراق الوطنية حرق بعضها وتقديم غيرها وتأخير سواها، قيل ماقيل من استخفاف بان قولنا جنون ومضحك، ولكننا لا نتجاوز نظرية المعرفة حسب الحاجة، إنما هي فراسة وتوفيق من الله فيه هم المعرفة بتفسير برجماتي للمعطيات وتركيب وترتيب أجزائها ليظهر مشهد الحقيقة، وبالمناسبة الحقيقة هي الشيء الوحيد الذي يصعب تصديقه، فقيل ما قيل وكان الكاتب من خارج فلك الإطار التنظيمي الذي لا يقبل غير وصف السماء الملبدة بالغيوم والماطرة، بأنها سماء صافية والشمس مشرقة وزرقة السماء تصلح للتأمل ونظم الشعر زورا وبهتانا، فقلنا انتظروا زلزال سياسي فقيل ما قيل ولا احد يريد أن يناقش مجرد هذه الخزعبلات وقد استمرءا تضليل الذات وان"فتح" على أحسن أحوالها، وعندما ازدادت لدينا الصورة وضوح من عبقرية الأيدي الخفية القائمة على إعادة صياغة المشهد وان الوقت قد بات متأخرا للاستفاقة في ظل وضع قيادي مهلهل، قلنا"نحن على عتبات الأربع العجاف" ووقعت الواقعة وصُعق من صُعق واستهجن من استهجن وغضب من غضب وفرح من فرح، وحتى الفرحون كانت نظرتهم اشد قصورا بما يخطط لهم من لعب دور المخلص ليجتث بعض الظواهر التي تستعص على المُخطط ومن ثم يأتي الدور بعد أداء المهمة كما خُطط لها للاجتثاث اللاحق، فغضب من لم يقرا جيدا مايدور في معامل الكواليس السياسية وروج بان فساد "فتح" هو سبب تراجعها وان كان ذلك حق يراد به باطل، وان الإصلاح والتغيير هو سبب تقدم "حماس" وفي ذلك حق يراد به باطلا كذلك، والحقيقة التي بنينا عليها رؤيتنا التي تم ترجمتها بحذافيرها، أن نهج ما لفتح ونهج ما لحماس ونهج ما لنفوذ وسلطة العائلة في غزة هو الهدف والمستهدف، وكان لابد من استعمال عصى غليظة من عباقرة التخطيط السياسي الجهنمي واللعب على التناقضات للقضاء على ما شذ وتناثر بشكل فوضوي وغير مركزي في "فتح غزة" وإسقاط سلطة العائلة التي طغت على كل السلطات ومن ثم التفرد بتلك العصا لكسرها بعدما تكون قد نجحت بأداء المهمة المطلوبة ، انطلاقا من التناحر الحزبي وصولا إلى السلطة وتصفية حسابات سابقة، وقد نجح المخطط على أكمل وجه لدرجة أن من أصبح صاحب السلطة والنفوذ استهجن سهولة الوصول بأقل الخسائر الممكنة، والحقيقة أن الخوض في تفاصيل ذلك يُذهل العقول وقد لا يستوعب بعض السُذج السياسيين من منطلق انعكاس الصورة في دورتها المعاكسة، فلا يريدون سماع ولا رؤية غير ما يريدون من منطلق الثقة العمياء والنظرة الحزبية الضيقة، ومن غير المرجح أن هناك من يريد أن يرجح تفعيل العقل بشكل مجرد على العقل الحزبي بضمور رؤيته، بل يعتقد الجميع ببساطة ساذجة أن هذا نهاية المشهد، متناسين أن هناك خلف الكواليس قوة سياسية مازالت تضع للمشهد خاتمته حسب المشروع السياسي الاشمل وستستعين بكسارات عملاقة لتحطيم وطحن كل ما تبقى من عصي دواليب المشروع السياسي القادم والذي بات على العتبات، وأي تصور لفشله بعد إعادة الصياغة هذه إنما يفرز مشهدا من اقتتال أهلي دامي مهما قال البعض باستحالته نرجو الله أن يتدارك القوم بنظرة بعيدة عن الحزبية شرارة الخطر القادم الذي سيكون فيه الكل خاسر ولا رابح غير الاحتلال المتربص على مدار الساعة باتجاه المخطط السياسي الخارجي من بدايته حتى نهايته، فمن يعقل من جديد عودة التنبيه والتحذير وان المخرج الوحيد هو النزول عن تحجر العقول الحزبية، وعدم التسابق المغفل حسب المخطط بشكل علني ومستتر لنيل رضا الاحتلال على اعتبار انه الفيصل الحاسم والقادر على تغيير الوقائع أو الإبقاء عليها انه الجنون بعينه.



ثم بعد ذلك حذرنا بقراءة غاية في الدقة والجدية، ومتابعة متعددة المنابع المعلوماتية الإعلامية السياسية وما يواكبها من تهديدات وتحركات عسكرية" كتبنا بما جادت به فراستنا وقريحتنا ولم نكن نضرب الرمل ولا نوشوش الودع" تصور افتراضي لاجتياح قطاع غزة من ثلاث محاور" على اعتبار أن تستعد المقاومة لهذا التصور وتزن عوامل صمودها أو في محاولة سياسية للإفلات مما يتم الإعداد له بإتقان اللعبة السياسية للتمكن من حرف مسار المخطط والذي لا ينفصل عن المخطط السياسي السابق، ولكن لكل معطياته ومبرراته، فقيل فيما قلنا قراءة وتصور فاشل وخزعبلات، وان العدو لن يجرؤ على ذلك العمل المتهور كي لا تصبح غزة مقبرة للغزاة، واخذ البعض يضع مبررات واهية وضعيفة لإقناع ذاته باستبعاد الاجتياح، والبعض قال أن تجربة هزيمة الاحتلال في عدوان تموز وتقرير"فينو جراد" كفيلة بعدم تكرار التجربة في غزة، مع عدم الأخذ في الاعتبار بالاختلاف الجغرافي والسياسي والعسكري الكبير للمقارنة بين الجبهتين، فهناك تم اسر جنود الاحتلال في دولة وهنا تم اسر جندي الاحتلال في قرية،وهناك تم قتل آلاف المدنيين وتدمير قرى وبنى تحتية، وصولا لقوات "احتلال اليونيفيل والتدويل 1701" ولجم المقاومة، وهنا ماذا ننتظر اقل من ذلك، ولم نتوقف عن التنبيه باقتراب الخطر فالمعطيات واضحة للعيان حتى ألاعيب التمويه الصهيونية لا يستوعبها إلا من أراد تخيل ما يريد تخيله من الوهم بعيدا عن الحقيقة العدوانية التي باتت بدمويتها تطرق عتبات غزة من محرقة حتى وقوع عملية الإبادة النازية"الرصاص المسكوب"،فلا حياة لمن تنادي، بل ذهب البعض للرد على التنبيه والتحذير بأننا نتخيل الوهم أو نتمنى تغيير ما يدعى انه انجاز، ووقع الاجتياح ولم يصبح تصورا بل حقيقة عدوانية دامية توغلوا خلالها إلى أعماق قطاع غزة من ثلاث محاور كان بؤرتها الدامية في الشمال، وقطعت أوصال القطاع إلى جنوب ووسط وشمال، لولا بعض المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية على عكس مخطط إعادة الصياغة الموضوع مسبقا، وكانت الانتخابات الأمريكية وبعض التدخلات الإقليمية سببا في وقف وتراجع ذلك الاجتياح النازي، الذي خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمشردين دون مأوى، وتدمير البنية التحتية والوسطية والفوقية لقطاع غزة، وبقي الحصار كأحد أدوات الإجرام للعقوبات والقتل الجماعي على ماهي عليه حتى وقتنا هذا، ومازالت تداعيات المرحلة الأولى والتي أفرزت انقساما جحيمي بعد انجاز المهام المستعصية والمفترضة كعقبة في طريق المخطط الشامل.



وفي قفزة لها علاقة بواقعنا حيث الاعتقاد المسبق بالوحدة العضوية لجبهتي المقاومة اللبنانية والفلسطينية لمقارعة المحتل، كان الاهتمام بتسليط كشاف القراءة والفراسة على الوضع اللبناني السياسي الداخلي والعسكري الحدودي مع الاحتلال، كمشهد وحراك وتخطيط مشابه إن لم يكن اقرب شبه وشبهة للمُخَطَط والمُخَطِط لإعادة صياغة المشهد بنفس الحراك والأدوات عدوان وتهدئة واقتتال وانقسام داخلي وحوار، وعقد لاتفاق"الدوحة" وصولا للانتخابات،فكانت للبعض الواثق بوهم معطيات الحزبية والتحالفات مع إغفال هالة وقوة وسطوة الحراك الخارجي الشريك في إعادة ترتيب وصياغة المعادلة السياسية، ومع اقتراب موعد الانتخابات كانت لي قراءة متعمقة ومجردة في مقالة متواضعة من شقين"الأول حصول فريق 14 آذار على أغلبية قليلة، وحصول فريق8 آذار على أقلية كثيرة، والشق الثاني يتمثل في ترسيم الحدود السورية اللبنانية والضغط باتجاه إنهاء احتلال شبعا والغجر والانتهاء بتسوية سياسية لا ترقى لاتفاقية سلام كامل إسرائيلي لبناني" فقيل ما قيل في قراءتي الخرافية هذه وكأنني كفرت بثوابت حتمية فوز فريق 8 آذار، وربما يتهم البعض ضيق الصدر بأننا نكتب ما نتمنى وليس قراءة مجردة فنتجاوز تلك الهرطقيات كما تجاوزنا أصعب منها سابقا، بل ذهبت بعض الصحف الالكترونية التي انشر بها منذ سنوات عديدة وهي تدور في فلك سياسي إعلامي لا يريد تخيل غير ثابت فوز فريق 8 آذار بأغلبية ساحقة بتوقعات لثوابت مبنية على متغيرات واهتزازات كبيرة لتلك الثوابت، ليتم تجاهل مقالتي المتواضعة وتستبدل بخزعبلات الوهم للعرافة اللبنانية الشهيرة"ل.ل" حيث قولها بفوز ساحق وبأغلبية كبيرة لفريق "8 آذار"، هكذا يريد البعض أن تقول ما يعجبه أو تصمت حتى لو كان قولك كذبا ونفاقا خير من قراءة الحقيقة والاستعاضة عنها بالعبث بالغيبيات التي تسيل الدموع بعد اللعاب، وكان ما كان من نتيجة القراءة الدقيقة للمعطيات ليتم ترجمة الشق الأول من المعادلة على طريق ترجمة الشق السياسي الثاني، وأُعيد نشر مقالتنا المتواضعة حفظا لماء الوجه في نفس الموقع، ونقول مع تبدل اللاعبين الدوليين بعد الانتخابات الأمريكية إلا أن المخطط مازال قائما للإخراج والمشهد السياسي الأخير، وأي تعطيل له إنما ينذر بعدوان جديد قد يقلب طاولة التوقعات إذا ما بنيت على معطيات ونموذج سابق بثقة عمياء.




وعليه فان جُل اهتمام الكيان الصهيوني الآن حيال قطاع غزة بعد التهدئة القائمة من طرف واحد، ووقف المقاومة على اعتبار القول أن بوقفها مصلحة وطنية، مع استمرار الحصار والتوغل الحدودي الصهيوني والقصف اليومي لمراكب الصيد والمباني الساحلية والحدودية ووقوع الشهداء، فان التركيز يتم بشكل سياسي مكثف على استعادة الجندي الإسرائيلي الأسير"شاليط" بأقل الأثمان، ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية الحالية والتي لا تقل مناورة وخبث ودموية عن سابقتها"من اولمرت إلى نتنياهو" غير جادين وربما غير مستعدين لدفع ثمن صفقة إطلاق سراح"شاليط" يتم بموجبها إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين وفي مقدمتهم النساء والأطفال، بل يعلم الجميع أن الاستخبارات الصهيونية تعمل بكل طاقتها الفاشلة على تحديد المربعات التي يعتقد أن الجندي الأسير محتجز بها، ولا نشك أبدا بأنه لو تم لا سمح الله تحديد مكانه بأنهم سيرتكبون أبشع مجزرة عرفها التاريخ ليس من اجل استعادته حيا، بل من اجل تحقيق نصر سياسي في عملية نوعية يراق بها شلال من الدماء الفلسطينية وعدم إطلاق سراح الأسرى حتى لو استعادوا جنديهم أشلاء ممزقة، يتم التغطية عليها بحجم الوحشية والدم المراق في المجزرة ، ليغطوا على عجزهم بادعاء نصر سياسي بعدم الامتثال لطلب المقاومة الفلسطينية، ويجعلون من"جيفة شاليط" بطلا قوميا، كي لا تُقدم المقاومة مرة أخرى على محاولة خطف جنود في عمليات لا جدوى منها غير سقوط آلاف الشهداء وارتكاب أبشع المجازر وعدم تحرير أي أسير، ولا اعتقد أن حكومة الإجرام"نتن ياهو_ليبرمان_براك" تفكر بغير هذا السيناريو الدموي، ومتابعة عشرات جولات الحوار في القاهرة بخصوص "التهدئة وشاليط" إنما تظهر مدى المناورة الصهيونية الخبيثة وعدم الجدية، بل واللعب على أوتار الحرب النفسية لدى معتقلينا البواسل وجعلهم يعيشون أجواء الصفقة والحرية ليشكلوا ضغطا على آسري الجندي كي يوافقوا على الشروط الإسرائيلية والتي سرعان ما ينتهي شرط ويخال للبعض أن الصفقة أصبحت "قاب قوسين أو أدنى" حتى يتجلى الخداع الصهيوني في أقذر حلته بما يدفع صوب قراءة دقيقة لعدم جدية أكثر من حوار من اجل الحوار، وفي الاتجاه الآخر التركيز على النشاط الاستخباري التكنولوجي ورصد العملاء والاختراقات، وكذلك بعض الوفود الزاحفة صوب غزة للتضامن ولا نخال بأنها تخلو من بعض عناصر الاستخبارات بعدة جنسيات دون تعميم نظرية المؤامرة، بل ربما سعي فرنسا والعديد من الدول الأوروبية لدفع دول على علاقة وتأثير على التنظيمات الآسرة من اجل إطلاق سراح الجندي الأسير دون الاهتمام بالاستحقاق الفلسطيني المقابل ومعاناة أسرانا، حتى ذهبت التسريبات الإعلامية المدعمة ببعض التأكيدات القيادية للمقاومة الفلسطينية، بان بعض دول محور الشبهات العربية والإقليمية والدولية، عرضت وبشكل منحط وإجرامي سافر شراء" الأسير شاليط" والذي لا يسوى بشخصه لدينا نعل حذاء، بمئات ملايين الدولارات ، وفي هذا الطرح الإجرامي يتعاملون مع المقاومة الآسرة كمافيا شيكاغو وقراصنة الصومال، وليس كشعب له 11 ألف أسير منهم الأطفال الرضع والقُصر والنساء والمرضى، ومنهم من قضى في آسره ما يزيد على الثلاثون عاما، ولا يجد من يعرض شرائهم من المافيا الصهيونية الإجرامية، وان دل ذلك إنما يدل بوضوح على عدم جدية الكيان الإسرائيلي في إتمام صفقة التبادل وتحرير أسرانا البواسل.



بل هذا السلوك إن دل إنما يدل على بدائل الفشل أخذا بالاعتبار عدة عوامل تجعل من قراءة اقتراب العدوان الصهيوني على غزة واقعا بعيدا عن كل التوقعات حتى لو تم وصفنا العدو صديقا وليس فقط لجم المقاومة ووصف الخارج عن القرار عابثا وعميلا، فان الانقسام الفلسطيني بتبعاته الممتدة للارتباطات بالمقارعة الملتهبة للأحلاف الإقليمية، والرغبة الجارفة في وضع اللمسات الأخيرة للمشهد السياسي كما خطط له رغم التقاطعات مع قيادة الاحتلال للعب على التناقضات لابتزاز اللاعبين على مستوى القيادة الدولية للمخطط ، وإعاقة إخراج المشهد الأخير، فان الأرضية خصبة فيما لو حدث أي تفاهم بسيط بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية على قضايا كبرى من اجل تسوية قضايا صغرى ، فسوف تكون قضية شاليط مطية ومبررا داميا لإعادة اجتياح قطاع غزة وربما بعد آثار العدوان السابق واشتداد الحصار، سيتطور الاجتياح إلى احتلال شامل لقطاع غزة، يتم السيطرة المطلقة فيه على الميادين والطرق والمفاصل الرئيسية، والتفرد بالاجتياح الكامل لبعض المربعات عالية الكثافة السكانية للاعتقاد بان"شاليط" سيكون أكثر احتمالا للتواجد بها، هذا إذا ما قرروا استعادته جثة هامدة وبالمقابل جعل الفصائل الآسرة تدفع ثمنا باهظا مع توقع خسارة أكثر من الحسابات العسكرية والأمنية المقدرة في جنود الاحتلال والمعدات، وهنا لابد من الإشارة إلى ضرورة عدم استبعاد أي مفاجئات بناء على حسابات محدودة، فالصواريخ أصبحت لاتعنيهم لأنها توقفت، وما يعنيهم الآن إقفال ملف شاليط وربما تكون أزمة الحكومة الدموية الحالية وتناقضاتها مع الإدارة الأمريكية الحالية من حيث الاستيطان ،سببا لتفجير الجبهة التي يعتقدون أنها الأضعف من حيث خيار الاستهداف للجبهة الإيرانية أو اللبنانية أو الفلسطينية، وذلك كمهرب من تلك الأزمات كبديل لعدم الاتجاه صوب إسقاط الحكومة والعودة إلى انتخابات مبكرة بما هو غير وارد لدى "نتن ياهو"، والاعتقاد بأننا ننشغل بالمقارعات الحزبية الداخلية عن مقارعة الاحتلال، بأنه سببا في عدم توقع العدوان، لهو اخطر تفكير وأبشع تدبير، لان العكس هو الصحيح تماما ، فلن يكون للاحتلال فرصة مواتية للعدوان أكثر من أجواء الانقسام والتنافر والتناقضات الداخلية والتحالفات الإقليمية القائمة، وهنا يتجه البعض إلى تأكيد احتمالية أو حتمية عدوان"نتن ياهو" ولكن يحار القارئ في تحديد أولويات جبهات العدوان، فالمقاومة اللبنانية تعتقد أنها الجبهة الأقرب إلى وقوع العدوان وفق معطيات محلية بعد خسارة8 آذار وتشكيل حكومة تكون لها السيادة والسيطرة على كامل الأراضي اللبنانية ويكون في حوزتها شرعية السلاح وما دونه سلاح عصابات وغير شرعي،ناهيك عن الحراك السياسي الجاد مع الحليف السوري، والأزمة المتفاقمة مع الحليف الإيراني، وقراءات أخرى ترجح انفجار العدوان بالضربات الجوية للمنشآت النووية والعسكرية الإيرانية وتوافق المصالح الإقليمية والدولية لضمان تحقيق الضربة أهدافها، ولا نستبعد على عكس استثناء غزة من أولويات العدوان كمخرج وتهرب من الضغوطات الدولية لوقف الاستيطان، بحجة استعادة"شاليط" بعد الإعلان عن فشل الجهود المصرية والدولية الرامية إلى إتمام الصفقة والتهرب من الاستحقاقات والتي قد تطيح بحكومة نتنياهو أكثر مما يتوقع أن يطيح بها العدوان، فالاعتقاد بان مبررات العدوان بوقف المقاومة سواء في الضفة أو غزة في حين أن القدس تهود والأقصى في خطر الانهيار والاستيطان الذي هو روح الصهيونية تحت المجهر وفي خطر، فكل هذه الاعتبارات مدعاة للعدوان وليس معيقا له، لان حكومة "نتن ياهو" بحاجة إلى انجاز سياسي مهما بلغت دمويته، لتبديل الأولويات السياسية الإقليمية والدولية، وللحصول على مزيد من ثقة ودعم جمهور الكيان الإسرائيلي، ونحن قراءتنا فيما لو كان في وارد مخطط حكومة"نتن ياهو الإجرامية" القيام بعدوان عسكري ما على غزة، فسيكون اقرب إلى إعادة احتلال قطاع غزة، لإشغال العالم السياسي عن المساس بالثوابت الصهيونية، بالمطالبة والعمل على الانسحاب العسكري من غزة بعد تحقيق اكبر قدر من أهداف العدوان الشامل على غزة، وقد يقول البعض ما قال سابقا، أن هذه القراءة غير واقعية، حينها سنعجب مما يجعلهم واثقين من عدم وقوع العدوان المحتمل، المهم أن تكون الآراء بعيدا عن نفس الشعارات والحسابات الخاطئة، فقط هو تحصين الذات بالوحدة الوطنية والحراك السياسي الجاد على مستوى الساحة العربية والدولية هي الكفيلة بتغيير معطيات التردد في توقيت وحجم ذلك العدوان.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حسن نصر الله- ومعاودة ربط المقاومة اللبنانية بالقضية الفلسط ...
- الشرق الأوسط وحراك الحرب والسلام
- -الثُلث المُدمر- بين ثابت الطائف وطارئ الدوحة
- العبقرية المصرية وملف الاعتقال السياسي؟!
- إيران والثورة الليبرالية الخضراء
- الجغرافيا السياسية وإنهاء الانقسام طوعًا أو قسرًا
- الانتخابات وتسوية الصراع اللبناني الإسرائيلي
- تصريح -ليبرمان- خبيث وخطير
- الرئيس الأمريكي يزعج الكيان الإسرائيلي
- آفة المخططات الإنفصالية العربية,,, داء ودواء
- إيران والعد التنازلي لتصفية الحسابات
- مؤتمر-فتح- السادس على غرار مؤتمر- المرأة- الخامس؟!
- نعم لحكومة الرئيس المؤقتة,, ونعم لوفاق ينتج حكومة
- وطن واحد لا وطنين ,,, شعب واحد لا شعبين
- طبول الحرب تقرع بقوة فلتستعد إيران ؟؟؟
- الحكومة المفترضة ولعبة شد الحبال
- مهزلة عربية ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين
- غزة ارض مدمرة وإنسان محبط
- هل تحتفظ إيران لنفسها بحق العجز؟!
- تجارب سرية لأسلحة بيولوجية,,لاجنون بقر ولاهوس خنازير


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد موسى - -قراءة سياسية خاصة- للمتغيرات على الساحتين الفلسطينية واللبنانية