أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - العبقرية المصرية وملف الاعتقال السياسي؟!















المزيد.....

العبقرية المصرية وملف الاعتقال السياسي؟!


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2693 - 2009 / 6 / 30 - 10:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))


لقد ترددت لصالح أجواء الحوار والمصالحة كثيرا، في كتابة ما يجول بفكري ربطا لأجزاء المشهد والمناكفات، في محاولة بعض أطراف الحوار الفلسطيني للتهرب من استحقاق المصالحة، وتركيز الراعي المصري الذي أصبح شريكا بالضرر والنفع جراء الانقسام الفلسطيني والعدوان الإسرائيلي، لان يُفعل كل إمكاناته ويحرك كل خبراته واحتراف أجهزته السياسية والأمنية، كي يحافظ على وتيرة الحوار في حدها الخلافي الأدنى، كي لا تخرج بفعل تأثيرات خارجية عربة الحوار عن سياق مساره الموصل إلى إعادة الأمور إلى نصابها، وكلما استطاع الراعي المصري بنجاح مذهل وسط اعتقاد المستحيل، أن يوقف زحف التعنت والانشطار، نراه في مراقبة دقيقة وبإخلاص، يحاول الانتقال بقفزة خفيفة إلى الأعلى خطوة على سلم تذليل مزيد من العقبات، ولعلي هنا أذكر بان الراعي المصري استطاع بامتياز تجريد المشهد الفلسطيني من المعيقات والمؤثرات السلبية الخارجية، سواء على المستوى العربي والإقليمي والدولي والإسلامي بنجاح لصالح تصغير بقعة الضوء وتسليطها على الفرقاء الفلسطينيون بعزلهم عن كل ما يكدر أجواء الحوار من مؤثرات خارجية، لم يكن هذا بهلوانية أو استقواء كما يريد أن يصوره البعض، الذي يعبث بتاريخ ودم الشعب الفلسطيني، وهؤلاء الذين تعتبر حالة الانقسام الفلسطيني لهم مادة دسمة للثرثرة برسم الدم وخسران القضية، بما دلف من مبرراتهم الأقبح من ذنب، بالتشدق بتقسيمة الفرقاء مابين شريف مقاوم ووضيع مسالم ، تقسيمة شيطانية تبعث على الغثيان.

لقد صمدت القيادة المصرية الشقيقة، ومن خلفها شعب لم نعهده يوما إلا في خنادق الشرف الأمامية، والأكثر غيرة عربية مهما حاول البعض الحاقد فرعنته زورا وبهتانا، نال مصر ما نالها من أكاذيب حاقدة لا تنطلي إلا على سُذج أو وتجار الأوطان، نالهم وصف العمالة على السنة رخيصة، نالهم موقع التحالف مع الأعداء والتجني المشوه بالاشتراك في قتل أطفال غزة، علما أن من فقد نصف عقله يعلم علم اليقين أن مصر بدبلوماسية إمساك كل الخيوط السياسية بيدها، دعمت غزة ودعمت صمودها بكل ما يخطر في بال خاطر، وحرصت على إدخال الأدوية والغذاء وكل مالا يخطر لأحد ببال، بالسماح من فوق الأرض وفق التزاماتها حيال أطراف أخرى، ومن تحت الأرض وهي غير عاجزة عن وقف ما تحت الأرض ليسميه البعض عن جهالة تهريبا، حتى دخلت لنا برضاهم الجمال والخراف والأثاث وحتى السيارات مقطعة لأجزاء من تحت الأرض ومئات عربات الإسعافات من فوق الأرض، وفوتت مصر مخططا صهيونيا خبيثا بمحاولة الصهاينة فتح جبهة مع مصر، وتهجير سكان غزة ليستوطنون سيناء، لكن أرباب العاطفة بيننا وأرباب العبث بالمصير الفلسطيني كورقة رخيصة في خدمة قضاياهم الإقليمية والدولية، صوروا المشهد بشكل مدبلج يدعو للتقزز، وصبرت مصر على كل جراحها وتداعيات ذلك الانقسام على أمنها وسمعتها، وتعاملت بحكمة ومسئولية وتجرد، مستميتة في وقف الاقتتال الفلسطيني وصون دم ووحدة شعبنا، ولو كانت مثل الأشرار لكآن أمامها خيارات أخرى قد يستخف بها من لا تفارق تقديراتهم طرف أنوفهم، أو أصابع أقدامهم.



ورغم كل ذلك استمرت مصر على نهجها، لتعمل بشكل مسئول ومكثف على كل المسارات التي تتعلق بالانقسام الفلسطيني، والعدوان الإسرائيلي، وملف التهدئة والأسرى والتسوية، لكن كما هو معروف دائما صوت النشاز يكون له صدى، ولم تتوقف مصر الشقيقة بقيادتها وشعبها، ومؤسستها الأمنية والسياسية والدبلوماسية، عند تلك المهاترات والمزايدات، من اجل هدف سامي يسجله التاريخ في سجل شرفها، ولاحقا ستتكشف كل المؤامرات وتنكشف معها كل رموز العبث، ليعلم من كان مضللا أن مصر عظيمة في تحمل مسئوليتها، وحكيمة في ضبط ردات فعلها لما نالها من نصيب العبث باستقرارها ووحدة مكوناتها السياسية والاجتماعية، ومرت عن كل المعيقات محطمة معظم العصي المخصصة لدواليب الحوار الفلسطيني واستعادة وحدة الدم والصف، لأنها مصلحة مصرية عليا كما هي مصلحة مصيرية فلسطينية مقدسة.



قطع الشقيق المصري بصبر وجلد شوطا لا نشكرهم فيه على واجب، في مسألة الحوار الفلسطيني وتكشيف كل عورات التدخلات الخارجية المعيقة، بل وإجراء كل الاتصالات اللازمة على المستوى العربي والإسلامي والإقليمي والدولي لتوحيد الكلمة على إنهاء الانقسام الفلسطيني المقيت، وكانت جلسات الحوار الأولى حتى بلوغ السادسة وما بينهما من جولات مكوكية على أعلى وارفع المستويات السياسية والأمنية القيادية المصرية، وما بينهما من جلسات واتصالات جانبية، حتى تمكنت بمسئولية من الحصول على تفويض دولي وعربي وإسلامي وفلسطيني وإقليمي لإنهاء حالة الانقسام، ولا مجال هنا للخوض في كل التفاصيل المفصلة، والتي أشبعناها وغيرنا منذ سنين خلت بالمقالات والكشافات، وقد تم تذليل كثر من المعيقات على مستوى اختزال الخلاف بين الفرقاء في خمس ملفات، والانتهاء من معظمها بنسبة تتجاوز إمكانية الحسم وبقاء بعض الاختلافات النابعة من تداعيات الانقسام وتراكمات انعدام الثقة والغضب على ما فات من تفاصيل، كان ثمنها مهاترات وشعارات رخيصة كتقسيمه السادة والعبيد وما لم ينزل الله من تكفير وتخوين لايكلف أكثر من تصريحات هنا وهناك وبعض من المبررات والحجج وأعذار مشوهة أقبح من ذنب.

وقد برز مؤخرا وأحيانا بشكل مبالغ فيه، قضية الاعتقال السياسي، وهي مرفوضة جملة وتفصيلا مهما حاول البعض تأطيرها في شكل قضايا جنائية أو أمنية زائفة أو متعمدة التضخيم، وما لامسته وترددت في طرحه أن العبقرية المصرية استخدمت هذا الملف كإطار شامل وكعصا موسى لتبتلع باقي ما تبقى من عصي الخلافات التي تمنع وضع خاتمة واحدة لباقي الخمس ملفات، فصمتت قليلا على تضخيمه ولا أقول دفعت في اتجاه وبشكل قصد حميد لتضخيمه، فأحيانا يكذب الإنسان كذبة ويحاول تصديقها تكون مجرد حادثة صغيرة يتم تضخيمها، فتجد الطرف المقابل بذكاء وعبقرية إعطائها حجما اكبر من حجمها، لكن قد لا يتوقف البادئ بالتضخيم عند حقيقة المُضخم المقابل وربما في ذلك رحمة صوب إخراج الأمور من عنق الزجاجة، فوضع الحوار يتجه صوب عتبة الحسم بالرضا في بعض الأمور والضغط على جميع الأطراف في ما تبقى من أمور عالقة قد تدمر مجهود سنوات أوقفت نزف الدم الفلسطيني نسبيا، وتم تفعيل ملف الاعتقال السياسي مابين الفرقاء، وجعله اكبر هم الحوار ، بل وتصويره على انه عامل الحسم والتعقيد في حدوث المصالحة من عدمها، واعتقد أن الراعي المصري ليس عاجزا بما له عند طرفي الخلاف من تأثر ومكانة أن ينهي هذا الملف بالمطلق، وقد تدخل وأنهى بعض منه الذي يصل إلى حد التفجير واعتقد أن الجميع لاحظ ذلك على الأقل على طرف واحد من جناحي الوطن المنشطر بفعل الانقسام، لكنه وبعبقرية أبقى وحرص على أن لايتم إنهاءه بالمطلق ، بل والدفع تجاه أن يكون هذا الملف هو الهم الأكبر بعد تذليل كثير من الأمور الأكثر تعقيدا، لان في إنهاءه ستجد الفرقاء خاصة الذين يبحثون عن مبررات ومسوغات للهروب من استحقاق التوقيع والمصالحة، سوف يبحثون عن ملف وقضية أخرى غير واردة في الحسبان، وتم مؤخرا تصعيد اللهجة والخلافات ليس على مستوى احد الملفات الخمسة مثل المنظمة والانتخابات، بل كان ملف الاعتقالات السياسية على رأس الأولويات، ويدور الحديث هنا وهناك حول مئات المعتقلين هنا ومئات المعتقلين هناك، والإفراج عن جزء واعتقال آخرين، ويقابله مزيد من الإجراءات والاعتقالات، ونحن على بعد أمتار تفصلنا عن السابع من تموز المصالحة والتوقيع، يزيد الهرج والمرج مع صمت مصري قد يكون عبقري بقصد حميد، لأنه يعي بان هذا الهم في لحظة الصفر سيتم حسمه وتبييض المعتقلات من المعتقلين بالمطلق في لحظة الحسم إبان التردد في إلتقاط أقلام التوقيع على الاتفاقية النهائية بضمانة مصرية عربية وما يتبعها من إجراءات قد تكون بطيئة التطبيق ميدانيا من اجل تهيئة المناخ الشعبي لتقبل المصالحة وإنقاذ مصير الوحدة الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني برعاية عربية ، في مواجهة الاستحقاقات والتحديات والمتغيرات السياسية، فهل هذه فعلا عبقرية مصرية بقصد جعل ملف الاعتقال السياسي الممكن حسمه في لحظة واحدة كي يكون هم ومعيق الفرقاء الأكبر، وبالتالي يكون ملف الاعتقال السياسي بمثابة عصى موسى الذي يبتلع عصي كثيرا من خواتم الملفات الغير مُنجزة,,, ويتم التوقيع على المصالحة في تاريخه المحدد السابع من تموز القادم؟؟؟!!!



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران والثورة الليبرالية الخضراء
- الجغرافيا السياسية وإنهاء الانقسام طوعًا أو قسرًا
- الانتخابات وتسوية الصراع اللبناني الإسرائيلي
- تصريح -ليبرمان- خبيث وخطير
- الرئيس الأمريكي يزعج الكيان الإسرائيلي
- آفة المخططات الإنفصالية العربية,,, داء ودواء
- إيران والعد التنازلي لتصفية الحسابات
- مؤتمر-فتح- السادس على غرار مؤتمر- المرأة- الخامس؟!
- نعم لحكومة الرئيس المؤقتة,, ونعم لوفاق ينتج حكومة
- وطن واحد لا وطنين ,,, شعب واحد لا شعبين
- طبول الحرب تقرع بقوة فلتستعد إيران ؟؟؟
- الحكومة المفترضة ولعبة شد الحبال
- مهزلة عربية ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين
- غزة ارض مدمرة وإنسان محبط
- هل تحتفظ إيران لنفسها بحق العجز؟!
- تجارب سرية لأسلحة بيولوجية,,لاجنون بقر ولاهوس خنازير
- فرقاء فلسطين وأنصار العرب
- ثورة اوباما ومواجهة التحديات
- -نتن ياهو- والعودة لنقطة الصفر
- كلمة للسيد/ -جون جينج- مدير عمليات وكالة الغوث


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - العبقرية المصرية وملف الاعتقال السياسي؟!