أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد البدري - الضباع الجائعة















المزيد.....

الضباع الجائعة


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 09:56
المحور: كتابات ساخرة
    


كم من مرة ضجت آذاننا باقوال اهل الاسلام السياسي بان الاسلام لا يعرف العنصرية. كان المقصود الذين دخلوا الاسلام ورغم ذلك فالممارسات الاسلامية والاسلاميين طوال التاريخ عكست العنصرية والطائفية وحروب المذاهب حتي لمن دخل الاسلام. فالصدع الديني الاكبر بين الشيعة والسنة قائم علي هذا التصنيف وكذلك الصدع السياسي الاعظم بين بني امية والعباسيين حتي ولو انتموا الي اصول من ذات القبيلة المؤسسة لدين الاسلام.
فالاسلام السياسي واهله لا يرون احدا الا إذا كان مسلما علي شاكلتهم، عدا ذلك، يتنكرون لاقوال المساواه والسواسية ويعودون ليكونوا عنصريين حتي مع بعضهم البعض. يبدا بكائهم ونحيبهم بدموع التماسيح (عفوا ايها التمساح ذلك الحيوان الخلاب) علي مسلمين في بقاع العالم شرقا وغربا، حتي ولو لم يكن يعرفوا من الاسلام شيئا سوي حركات ميكانيكية يؤدونها تحت مسمي صلاه.
قالها فهمي هويدي الباكي علي اهل سينغيانغ الصينية باعتبارهم مسلمين رغم انهم اساسا مواطنين في هذه الدولة العظيمة، قال الرجل " أحداث الصين الأخيرة ذكرتنا بعذابات ملايين المسلمين المنسيين فى أنحاء المعمورة، الذين لم يعودوا يجدون أحدا يعنى بأمرهم."
غازل هويدي الغريزة الدينية عند المسلمين في قوله " بأن كثيرين هناك ضبطوا ساعاتهم على توقيت باكستان وليس الصين". كتب الرجل مقالاته الثلاث بعنوان:
"منسيون ومعذبون في الصين"
http://www.alkhaleej.ae/portal/c7d6aa0a-1782-4f04-870a-473a7b37e394.aspx
"سكتت الحكومات ــ أين الشعوب؟"
http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=79796
"خذلتنا الدول الإسلامية"
http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=78906


فمبدا فرق تسد له ادوات كثيرة استجد منها فرق التوقيت وضبط الساعات. فلو حكمت الضباع هذا الاقليم واعتمدت توقيتات باكستان لبدأت التفرقة بعدم زواج اهل البلاد من بعضهم لان نسائهم حلال علي البعض وحرام علي البعض لان الايمان لم يدخل قلوبهم بعد وربما ينفصلوا عن الصين مثلما فعلت باكستان مع الهند، دولتهم الام. فلو عرف هويدي خرائط الزمن لادرك ان الجغرافيا اصدق انباءا مما وقر في القلب. فالصين مثل روسيا وامريكا وكندا بها اكثر من توقيت لامتدادهم عبر عده خطوط طول . فاقليم سيغيانغ باكمله يشترك مع شرق باكستان و افغانستان في نفس الفالق الزمني. لكن ماذا نفعل والنوايا السيئة مضمرة حتي ولو كان دوران الشمس وتوزيع الاقاليم لا مكان له في المعرفة الاسلامية؟ لكن يبوا ان المقصود بالتوقيت هو الفهم الطالباني لافغانستان وشرق باكستان الواقع تحت تاثير الوهابية الطالبانبة.

إعترف هويدي بانه ذهب ومعه حقيبة مليئة بالكنوز الاسلامية عي طريقة التاجر الطماع والجشع في اوبريت مرزوق العتقي. لم يجني تاجر الاوبريت من شطارتة الا تاج الجزيرة " السلطانية" فعاد نادما باكيا وترك الجزيرة باهلها سليمة معافاه. اما هويدي الذي يعرف تاريخ الصين فقد عاد ليبكي عليها ايضا مضمرا ما لا يحمد عقباه لاهلها ولعلنا نذكره بها في وقفة سريعه.
انها الدولة التي عانت وداس فيها كل مستعمر اوروبي وياباني. لم تشهد البشرية مذابح بشعة واكل اللحوم مثلما حدث مع الصين. وانتهي بها الامر في القرن العشرين بشعب اشتهر بالافيون وادمانه. صنعت الصين معجزة القضاء علي الافيون بينما هناك شعوب عربية واسلامية حتي النخاع مازال القات هو غذائها الرئيسي منذ 1400 عام وعلي وشك الانقسام والتشرزم مرة اخري. قامت الصين بثورة اشتراكية فكان مجرد اكل خبز أو أرز حاف لمليار وربع نسمة هو معجزة باي حال. تحولت الدولة الي الاشتراكية في عصر الانقسام الايديولوجي. وعندما فشلت الاشتراكية لاسباب كثيرة كان هويدي وفريقة القومي والعروبي والاسلامي من ضمنها بطفيليتهم علي الكتلة الاشتراكية انهارت تلك الكتلة، عندها تحولت الصين الي دولة مركزية راسمالية.
في طورها الجديد صنعت الصين للعرب اصحاب شعار" امجاد يا عرب امجاد" سجاده صلاة بها بوصلة لتوجه المؤمن الذي لا يعرف عن فرق التوقيت او الموقع الجغرافي شيئا. صنعت فانوس رمضان الذي يردد الاذان في المغرب وعند الفجر تذكيرا للمسلم الغافل عن كل شئ في حياته الا بقيام الليل والحرص علي الطقوس. ولم تنسي الصين ان تدخل البهجة علي الاطفال فهناك فوانيس تشدو باغنية " بابا اوبح". يكفي هذا، فهذا ما يهم هويدين شكلا وليس موضوعا، من الصين الصناعية. اما حديثي للعقلاء فقد امتلات شوارعها بالسيارات بدلا من السير علي الاقدام او باستخدام الدراجات، اقتصادها شغل بال معظم الاقتصاديين فقالوا بانها ستكون اكبر اقتصاد عالمي في هذا القرن. صعدت الصين للفضاء وصنعت السيارة والكوميوتر وتبدل الزي المتقشف لشواين لاي وماو الي الاسموكنج والكرافاتات الانيقة.وبدات فتياتها في منافسة الجمال الاوروبي، عند هذا الامر الاخير فإنا علي يقين ان هويدي والعرب وامثالهم سيتذكرون علي الفور القول الماثور " ولا تنس نصيبك من الدنيا".

فلماذا إذن ذهب هويدي الي هذا الاقليم ولم يذهب الي الصين ذاتها لينقل لنا تجارب الصين العظيمة. هو ذهب لينقل اليهم بحقيبة تحوي ما يردده اهل اليمن وافغانستان رغم ان القات والافيون لم يغادر افواههم متزامنا مع الصلاة . فما جدوي تعلم مسلمي الصين القرآن وحفظه من النسخ المنقولة اليهم؟ وهل هي مقدمة لافينة الشعوب مجددا حسب قول ماركس بعد ان قامت الصين بالانتصار عليه فكرا وإدمانا في العقل والقلب وفي الاعصاب.

تبدو المراكز الراسمالية في العالم في حالة تنافس وتبدو ايضا في حالة من تقسيم العمل والادوار كل بنصيب في كعكة السوق الكبري. أما العرب والمسلمين فلا مكان لهم الا قول دوق ادنبرة عن السياحة العربية في بلده بانها " دعارة وطنية". فكل مسخر لما خلق له. دول الصناعة والابتكار والاختراع لها مجالها ودول التطفل والاستهلاك والادمان لها اهلها ايضا. لكن لو اننا اخذنا بنظرية المؤامرة بالحرب، سرية كانت ام علنية، التي يؤمن بها العروببين والاسلاميين، لو اخذنا بها مؤقتا، فربما نشرح بها بعضا من المظاهر المربكة في حياتنا. فما اكثر من يتظاهرون بانهم حملان لكن جلد الذئب وانيابه وضروس الضباع ووحشيته تظهر في لحظات كاشفة رغم تنكرهم بتبتل وورع وتقوي طوال الوقت وعلي صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات. ماذا لو ان اكبر دولة راسمالية قررت التآمر علي الصين بتفتيته الي كتل واقاليم، خاصة لو لاحظنا كيف ان دخول اسلام عصر الوهابية النفطي لاي دولة فان الانشطار يصبح حتما مقضيا ولنا في الصومال والسودان وافغانستان وباكستان ونيجيريا اسوة سيئة. فمع من يعمل هويدي إذن لو صحت نظرية المؤامرة التي هم بها مؤمنين؟

خبرتنا الطويلة مع هؤلاء انهم يقيمون الدنيا ضد امريكا والغرب والصليبيين واليهود بانهم اعداء للاسلام وكذلك والمسلمين البسطاء والعلمانيين والملحدين وكل من له عقل واتي الي العالم بقلب سليم بانهم اضاعوا الفريضة الغائبة. لكن اللحظة الكاشفة تاتي ايضا فلا احد يمكنه منع الحقيقة. انها ذات اللحظة التي بدانا بها المقال عندما قلنا ان الاسلام السياسي يدعي انه لا يعرف العنصرية والطائفية لكن مسلك الضباع يبدوا حاضرا إذا مالاحت في الافق فرائس جديدة يسيل عندها اللعاب وتصدر الروائح وتبرز الانياب فهناك في الصين فريسة جديدة قابلة للتحول الي افغانستان وصومال ودارفور جديدة لتشفي غليل قوم مومنين.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساركوزي فقيها حداثيا
- التطبيع سياسة وليس مهنة
- اوباما الذي انسانا نكستنا
- مشكلة الاسلام
- الرده وجاهلية العرب
- إلغاء معاهدة السلام
- عالم من المشاكل
- تعدد الزوجات هو عدوان علي الله
- الكذب بين التوقيف والاصطلاح
- غزة .. وأسئلة حائرة
- تاريخنا الحديث وبؤس حاضرنا
- الحذاء .. الانتصار الاخير لبوش
- لغتنا وسيلة وليست من مقدساتنا
- البعث من الصراخ الي التسول
- اسرائيل بين الدولة والاسطورة
- الأمة انجاز بشري وليست هبة من السماء
- إفلاس القمم بين عروبتها واسلامها
- معركة القبح والجمال
- حسن ومشعل وكوهين
- الاستشراق هدم وبناء لو كنتم تعلمون


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد البدري - الضباع الجائعة