أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد البدري - التطبيع سياسة وليس مهنة















المزيد.....

التطبيع سياسة وليس مهنة


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 06:31
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم اكن انوي، وليست لي ايه نية في الكتابة عن موضوع التطبيع فهو سياتي شاء من شاء وابي من ابي، لا لسبب سوي ان من سيطبع بعد طول غياب يصف نفسه بانه إما عربي أو مسلم. فتاسيس الهويتين المتمانعتين له اصل عبراني يهودي توراتي. فلولا ما كتبه الاستاذ الفاضل سعد هجرس في مقالة بعنوان "التطبيع وسنينه" في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 11 يونيو الحالي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=174766
لما اضطررت لهذا المقال. فغزارة المعلومات لديه عن خفايا مشكلة العرب والاسلام مع اسرائيل واليهودية فيما يسمي التطبيع ومعه فساد الداخل المسمي بعربي او مسلم هو ما دفعني للكتابة. فحتي لو جاء الفيلم المذكور بما لم يات به الاوائل فان هناك كثيرا من المياه المحتجزة وتنتظر المرور تحت جسور كثيرة. ويبقي الحق للجميع وبالتساوي في الحكم علي موضوع التطبيع او علي الاقل في الحديث عنه حتي ولو لم يكن للمتحدث اي رواسب او مخزون سياسي عنه. فحق الممارسة مضمون للجميع بضمان الحقوق الطبيعية للانسان والمواطن، حتي ولو لم يكن هناك عدل في توزيع المعلومات مثلما كان الحق ومازال قائما في ان يشارك الجميع حتي ولو كانوا من المحرومين والمظلومين في توزيع الثروات.

ما اكثر المحرومون ليس فقط من ممارسة السياسة وتوزيع الثروة لكن في حق المعرفة ايضا بفضل نظام عربي / اسلامي جاهل يكافح لجعل نفسه وصيا علي كل شئ من العقل والفكر والثقافة وهما الاخطر علي كل مجتمع. لهذا يحق التحدث في قضية الفلسطينيين التي ساهم النظام العربي / الاسلامي، بجدارة في نشاتها، وفي ضياع البقية الباقية منها في عام 67 بكونه النموذج البهلواني او نموذج الاراجوز في سيرك السياسة العربية الاسلامية. الان جاء مشروع حل الدولتين في خطاب اوباما ووضع نتنياهوا شروطه من ناحيته فقاموا مرة أخري بالاعتراض عليه. تناسي العرب والمستعربين ان مشروع الدولتين هو ذاته قرار التقسيم المرفوض في نوفمبر عام 1947. فما الجديد سوي ان لا احد يريد دفع فاتورة قبول دولة للفلسطينيين وتاخيرها لاكثر من 60 عاما. فالنظام العربي لا يريد دولة للفلسطينيين انما يريد نظاما مماثلا له يحكم جموعا بشرية اسمها الفلسطينيين. لهذا يحتفون بحماس رغم انها انقلابية وارهابية. حماس هي نموذج للحكم الاسلامي طوال عصور الظلام الاسلامية لاكثر من 1400 عام. شروط نتنياهو هي نتف ريش اي نظام جديد يهدد دولته ومصالحها. فبعد جريمة الحادي عشر من سبتمبر لم يعد ممكنا ان تعمل داخل الخيمات العربية ذات الرايات حمراء الا بشروط جديدة. فمداهنة المقاومة ومجاملتها هي ذاتها الممانعة لاقامة دولة للفسطينيين وليس العكس الذي يقول بان المقاومة هي الخطوة الشرعية لاستعادة الحقوق.

ولي بعض التعليقات علي الاستخدام المصطلحي لبعض الالفاظ التي جاءت بالمقال. منها القول " بلاط صاحبة الجلالة" و "هى أشياء لا تشترى" و " الجماعة الصحفية" و "قرار مناهضة التطبيع". ويكفي تعداد هذه المجموعة من اجل المساحة ولعدم التوسع الي مالا نهاية.

فصاحبة الجلالة وبكل اسف مارست الدعارة والبيع والشراء علي قارعة الطريق علي مدي اكثر من خمسين عاما بمانشيتاتها ومقالاتها وخاصة – علي سبيل المثال لا الحصر - المعنونة تحت مسمي " بصراحة" زمن المد القومي. لكن ما العمل في نظام سياسي قرر مبكرا جعل الصحافة وسيلته الاولي ومعها الاعلام مسموعا ومرئيا لتمرير الغواية دون اي اشباع للزبون القارئ. فصاحبة الجلالة اصبحت مثل احداهن تمتلئ بالامراض السفلية ولا يجوز عليها الا العزل الصحي حتي لا تنتشر امراضها الي الزبائن القراء الوافدين عليها للاشباع السياسي والاعلامي..

بكلمات اخري باتت الصحافة كالرايات الحمر التي كانت علي بعض من خيام مكة وقت ظهور الاسلام.. فكلها وبعد يوليو باتت مؤسسة علي موقف استراتيجي واحد يمثله اللون الاحمر بمعانية المتعدده المكية والموسكويه. فالمهم هو حفظ ماء وجه السلطة وبقائها حتي ولو تاجرت بجيل وباعت جيل واشترت جيل وساومت علي جيل ولوثت جيل وامرضت اجيالا بامراض لا علاج لها. فياتري ما هي الاشياء التي مازالت لا تشتري ولا تباع في السياسة المصرية والعربية حتي يومنا هذا؟ بما فيها المتاجرة خارجيا وداخليا بالدين علي سبيل المثال لا الحصر. مع ملاحظة ان ذات الامن المصري كان صالحا للمقامرة به يوم الخامس من يونيو 1967 واليوم اصبح كبكارة العذاري لاسباب اخري لا مجال للخوض فيها، بعد ان أدرك نظام الحكم الجاهل أن العالم الخارجي قام بالتطبيع مع امريكا علي سبيل المثال لا الحصر. فامريكا كانت هي اسرائيل واسرائيل هي امريكا في عرف وايديولوجية فترة نظام يوليو بكاملها. ثم تم الفصل بعد زيارة كيسنجر واعجابه بالرقص الشرقي الاصيل من جواري النظام في بلاط الرشيد. كل هذا يجري ويتم باعاده تعبئة الشعب بالسلام او بالكراهية حسب الظروف، كلما وجدت سلعة سياسية صالحة للاستخدام او غنيمة تصلح للاغتصاب، مثلما يعبا النبيذ القديم في زجاجات جديدة او بطريقة عوده الزبون دائما الي نفس الخيمة ليدفع في كل مرة حتي ولو لم يتحقق له مبدا اللذه في كل زيارة اي في كل مرحلة من مراحل حكم النظام. مع الاخذ في الاعتبار لذه النبيذ في حلق السلطة ومعها مرارة ما يتجرعه الشعب في الشارع.

وانزعجت ايضا لاستخدام لفظ "الجماعة الصحفية " فهو توظيف لنفس مصطلحات الاسلام السياسي الذي يفضل تفتيت اي امة ليسهل عليه التعامل مع مفرداتها مثلما فعلوا ذلك بتقسيم المجتمعات، بداية الي جماعة المؤمنين حيث ترقد يد الله فوق ايديهم وجماعة المشركين والكفار. فالدولة الحديثة تخلو من شئ اسمه الجماعة وتخلوا من فكرة المؤمن والمشرك. فلا يجوز توظيف لفظ "الجماعة" للتعبير عن مؤسسات المجتمع المدني الذي من حق الجميع بشفافية التعرف علي محتواه وما يجري داخل اروقته بل والدخول والخروج منه بناء علي القناعات الفردية وليس علي اساس اكراه الجماعة لافرادها.

هذا الاكراه ذو الاصل الديني – وخصوصا السياسي منه - له اصل في الحياه السياسية المصرية سناتي اليه حالا. أما لفظ "قرار مناهضة التطبيع". فمن ذلك التعس الذي يتخذ قرارا يلزم به الاخرون في مؤساسات لا علاقة لها بالسياسة. فنقابة الصحفيين او اتحاد الكتاب وغيرها كثيرون هي ضمن نسيج المؤساسات المدنية للدولة والمجتمع. فالنقابة هي نقابة مهنية وليست سياسية. جعلها احد الذين استولوا علي السلطة في مصر مؤساسات تعمل بالسياسة زورا وبهتانا خدمة له ولتوجهاته الفاشلة والتي باع فيها واشتري كثيرا من البضائع السياسية الفاسده بدءا من القومية العربية العنصرية الي الاشتراكية العربية الفاشلة. كان شرط ممارسة المهنة في اي نقابة زمن الستينات ان يكون الشخص عضوا بالاتحاد الاشتراكي. اي مطلوب منه تقديم نفسه، بالاكراه، علي مذبح تخاريف السلطة قبل ان يمارس عمله المهني. فما الفارق إذن بين ما تطلبه النظام وبين العاهرة التي تسلم بكارتها لصاحب الدار حتي يسمح لها بممارسة اقدم المهن في بيوت جلالته. الغي زعيم الامة العربية التعسة الاحزاب والحق صلاحياتها بالنقابات وغيرها. اي انه بعد تاميمه لممارسة السياسة فقد جعلها رهينة بهيئات لا تقبل الا بمن يقبل برنامجه عبر عضوية الاتحاد الاشتراكي. هنا يمكن فهم لماذا طرد اتحاد الكتاب المؤلف المسرحي "علي سالم" وابطل عضويته لانه بادر وذهب الي اسرائيل مثلما ذهب السادات اليها. بينما ينعم النظام الحالي بنتائجها. فحرمه اتحاد الكتاب من المعاش في زمن طبعت فيه السلطة السياسة واقامت علاقات مع اسرائيل. فعلي سالم وانور السادات كلاهما عضو في الاتحاد الاشتراكي وكلاهما كاتب وصحفي وقاما بفعليهما في زمن يخلو من شئ اسمه اشتراكي. فصاحب الدار جعل من حقه ممارسة كل شئ ولو كان الشذوذ لكنه يرفع راية الاخلاق الحميدة لكل من له اراده حرة في استخدام اعضاؤه عقلية كانت ام جنسية بحرية تامة وفي خيمة اخري غير خيمته. حق طرد علي سالم مرتهن الي حزبه السياسي لو ان الحزب مناهض للتطبيع وان يطرده مثلما طرد الحزب الشيوعي الفرنسي "مكسيم رودونسون" لان التطبيع مفردة سياسية وليست مهنية. فمن يا تري الذي طرد السادات من وظيفته سوي جماعة من الجماعات؟؟؟ فهل كان إطلاق اسم جماعة علي النقابة الصحفية مرادفا لما تم صبه دون ان ندري في عقولنا زمن الاسلمة السياسية حكومية كانت ام ارهابية.

فالاحزاب المصرية المعطلة منذ حلها ظلت معطلة حتي بعد اقامتها ثانية. والنقابات مازالت رائحة القرارات التي تعمل بموجبها تفوح كالجيفة من قبرها الستيني بقرارات السلطة بعضوية اعضائها في كيان سياسي لم يعد موجودا. فهل تشعر الجثث بما يجري خارج قبورها ام انها مشغولة بحساب القبر فنسيت ان القبور قد فتحت وان القيامة قامت اكثر من مرة وكان آخرها في بغداد.
هنا يمكن فهم لماذا رفض الاصولي هويدي حضور المؤتمر الصحفي للرئيس اوباما بينما حضر الجلاد المؤتمر. هويدي - بصفته السياسية المحنطة قوميا واصاوليا - حضر الخطاب بحضور اسرائيليين ولم يعترض لكنه عند ممارسة المهنة تذكر البكارة التي سلمها قبل ان يصل اوباما مباشرة الي قاعة الاجتماعات الكبري بجامعة القاهرة. هويدي ينتمي الي شمولية نظام الستينات بوجهه الاصولي ومستعد للعمل باي قوانين حتي ولو خرق القواعد فيما بين حضور الخطاب وبين حضوره المؤتمر الصحفي. فالاخلاق الاصولية قابلة للتجزئة أن لم تكن مطاطة شانها شأن البكارة الدائمة. فهي تكون لا اخلاقية وبعد حوالي خمسين دقيقة ( زمن القاء خطاب اوباما) عملا غير اخلاقي. فادعاء الشرف المهني وخلطها بالكرامة السياسية مع الحضور هنا والامتناع هناك ليس سوي تمرير جديد لكل ما اتانا به العرب من ثقافة كاذبة، تطالبنا بمغادرة الكفر والا فالجزية والحرب رغم ان تحيتهم السلام وتقول ايضا من شاء فليؤمن ... الخ ثم تقيم حد الردة. يقولون ان الله اتم نوره بينما هم يمارسون الجاهلية والنهب والسلب والرشوة المقدسة بتاليف القلوب، ولنا في تاريخ امتهم المزعومة في بغداد العباسية ودمشق الاموية وما قبلهما اسوأ نماذج لهذه المراوغات واللعب بالمبادئ.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوباما الذي انسانا نكستنا
- مشكلة الاسلام
- الرده وجاهلية العرب
- إلغاء معاهدة السلام
- عالم من المشاكل
- تعدد الزوجات هو عدوان علي الله
- الكذب بين التوقيف والاصطلاح
- غزة .. وأسئلة حائرة
- تاريخنا الحديث وبؤس حاضرنا
- الحذاء .. الانتصار الاخير لبوش
- لغتنا وسيلة وليست من مقدساتنا
- البعث من الصراخ الي التسول
- اسرائيل بين الدولة والاسطورة
- الأمة انجاز بشري وليست هبة من السماء
- إفلاس القمم بين عروبتها واسلامها
- معركة القبح والجمال
- حسن ومشعل وكوهين
- الاستشراق هدم وبناء لو كنتم تعلمون
- بين خداع اللغة وخداع الفكر
- كيف اصبح الجهاد قذارة؟


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد البدري - التطبيع سياسة وليس مهنة