أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باسم محمد حبيب - الكهرباء في موسم الزيارة














المزيد.....

الكهرباء في موسم الزيارة


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 05:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رغم أن مقالتي اليوم تتناول أيضا قضية الكهرباء في العراق ، إلا أنني لن أتكلم هذه المرة عن وضع الكهرباء بشكل عام ومعاناة الناس منها ، بعد أن أصبح ضعف الكهرباء من المسلمات العراقية التي لا يمكن أن يتجاهلها احد ، إنما ما أتناوله في مقالي سيكون أمرا جديدا وان كانت له علاقة بالكهرباء ، فبعد أن اختفت تلك الوعود التي بشرت الناس بليل منور بالكهرباء وبصيف اخف وطأة ، ظهرت لنا موضة جديدة تمثلت باعتماد طريقة القطع الموجه لا سيما في أيام المناسبات ، بحيث يتم مد الأضرحة وما حولها بالكهرباء طوال فترة الزيارة من خلال التجاوز على حصص بقية المناطق ، الأمر الذي تسبب بانقطاعات كثيرة زادت كثيرا من معاناة العراقيين وشلت قسطا من فعالياتهم ، ما يؤكد بلا شك سيادة التخبط والعشوائية في التعاطي مع موضوع مهم كموضوع الكهرباء ، وبدلا من أن تحسن الدولة شبكة الكهرباء وتزيد من عطاءها ، باتت تتعكز على إجراءات صغيرة تحفظ بواسطتها ماء الوجه أو تزيد بها مكاسبها ، فالذي نعلمه جميعا أن قضية الكهرباء لم تعد مجرد قضية محرجة بالنسبة للحكومة بل قضية مخجلة ومروعة ، وما حصل أثناء الزيارة هو ابلغ تأكيد لذلك ، فقد انتهكت إدارة الكهرباء حقوق غالبية الشعب العراقي من اجل راحة البعض أو رضاهم أو ربما من اجل أن ترضي هوسها العاطفي ، وهو أمر يؤكد بلا شك الإفلاس والتخبط لدى هذه الإدارة وعجزها الكامل عن حل هذه القضية المستعصية .
وبالتأكيد نحن لا نقصد من هذا الكلام التنكر لحق الزوار في التمتع بأوقات مريحة أو أداء مراسيم الزيارة بشكل سلس ، فهذا أيضا ما نقره وندعو إليه انطلاقا من مبدأ المساواة الذي تقره العملية الديمقراطية ، إنما نريد أن نشير إلا أن هذا الأمر لا يجب أن يتم على حساب بقية الناس الذي ينتمي بعضهم إلى أديان ومذاهب أخرى ، فالكهرباء ليست ملكا لأحد ولا تختص بجماعة دون أخرى ، إنما هي ملك لجميع العراقيين دون استثناء ، و بالتالي لا يجوز استغلالها لأهداف وأغراض خاصة أيا كانت الأسباب ، وقد شهدت بنفسي حالة التذمر لدى بعض المرضى وكبار السن ممن اعرفهم ، حيث عدوا هذا الأمر استهانة بحقوقهم وتجاهلا لآلامهم ، حتى وصل الأمر بأحد الطاعنين بالسن إلى أن يهتف بأعلى صوته وبلكنة عراقية متبرمة (لا محللين ولا موهبين )
فهذا الرجل الطاعن في السن ، يرى مثل هذا الإجراء تعديا ليس على حقوقه كمواطن فقط بل وتعارضا صارخا مع المبادئ والقيم الديمقراطية ، فهو من جانب يسمع بان الديمقراطية تعني احترام الحقوق وصيانة الواجبات ، لكنه من جانب أخر يلمس غير ذلك ما يجعله ناقما متذمرا باستمرار ، وربما هذا ديدن كثيرون سواه أيضا .
وبالتالي لابد لنا أن نتساءل عن الدافع وراء إجراء كهذا ، وهل الدافع ديني محض ولوجه الله كما يقولون ؟ أم هو سياسي وإعلامي بالدرجة الأساس ، وإذا كان الدافع ديني وينشد راحة الزوار ، ما ذنب الآخرون حتى يعانوا ؟ أليس في ذلك تجني على القيم الديمقراطية ؟ .
أن ما يبرزه مثل هذا التصرف ، هو أننا مازلنا غير مدركين لمعنى التحول الذي نمر به ، فنحن مازلنا نتعامل في واقعنا الجديد بعقلية وهوس الماضي ما يجعلنا ضائعين بين هذا وذاك ، تلك بالتأكيد مشكلتنا الكبرى إلي لا يجب أن نستهين بها أبدا .



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة في جدوى مشروع القمر الصناعي العراقي ( عراق سات )
- التفجيرات الطائفية
- العراق ليس بغداد وحسب...
- هل تتحول بلاد النهرين إلى بلاد بلا نهرين ؟
- العراقيون والدرس الإيراني
- لماذا يدير الخليج وجهه عن العراق ؟
- ما بين بكاء الحسين على أخيه العباس وبكاء جلجامش على انكيدو
- النبي يوسف ... هل هو نسخة توراتية لشخصية جلجامش ؟
- هل للفساد دور في تضخيم ظاهرة المثلية في العراق ؟
- جمهورية أميركا الإسلامية !!؟
- مصر .. نعم ما اخترت يا اوباما
- عقدة الكهرباء أم عقدة الفعل العراقي
- حملات تستهدف الشباب في العراق
- معركة التاميل والجانب الإنساني
- الساكت عن الفساد شيطان اخرس
- من اجل مركز وطني لتوثيق معاناة العراقيين واضرارهم
- التدين والنبوة من منظور تاريخي
- ما حجم المسكوت عنه في واقعة السقيفة ؟
- هل تضررت ولم تحصل على تعويض ؟
- آثار حضارة وادي الرافدين بحاجة إلى حماية دولية


المزيد.....




- هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر ...
- كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية ...
- ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها ...
- مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع ...
- قادة ديمقراطيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب على غزة
- حماس: ترامب لا يمل من ترديد أكاذيب إسرائيل ولن نمل من تفنيده ...
- أفغانستان..زلزال يهز منطقة هندوكوش
- الرئيس الأميركي يعلق على زيارة مبعوثه ويتكوف إلى غزة
- -تيسلا- مطالبة بـ 242 مليون دولار كتعويض عن حادث مميت
- مصدر لـCNN: نتنياهو يؤجل قراره بشأن العملية العسكرية في غزة ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باسم محمد حبيب - الكهرباء في موسم الزيارة