أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حبيب النايف - محنة الوطن














المزيد.....

محنة الوطن


حبيب النايف

الحوار المتمدن-العدد: 2712 - 2009 / 7 / 19 - 04:31
المحور: كتابات ساخرة
    


الوطن هو ذلك المكان الذي يضمنا داخله أو قل انه كلمة تحتمل أكثر من معنى لسحرها الخاص أنها لقمة العيش بكرامة كما يطلق عليها احد المواطنين الذي سئم الوضع البائد وعاش مشردا يتجول بين الاهوار متخفيا يبحث عن الأمان بعد أن طاردته القوى الأمنية وضيقت الخناق عليه لعدم انتمائه للحزب المقبور ..
رفعة العلم كل يوم خميس حيث تشعر بزهو خاص تدفعه رغبة حقيقية في البكاء للإحساس بأنك مفتون بهذا العشق الأزلي الذي رافقك منذ الطفولة لينمو معك وأنت تحلم وتنشد بصوت طفولي يصعد للسماء (موطني .. موطني .. الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك ..في رباك) لتحط أولى الخطى على طريق المستقبل الذي تحلم به مع أقران لك حيث رغبة التفوق والنجاح تلازم تفكيرك وتدفعك للتواصل بعد أن تشبعت أفكارك بذلك الحب العفوي الذي امتزج بأرغفة الصبح الذي تقدمه لك أم بسيطة لم تنل من التعليم قليلا لكنها مدركة لما تقوم به وتعمل حيث تدفعك للالتزام والحب والاحترام وتغذيك الطاعة والواجب والتفاني والإخلاص نابع من بساطتها المفتوحة للجميع والدور المتراصة مع بعضها بدون حواجز كأنها أسرة واحدة مندفعة ومتوحدة بطيبتها وتفانيها وإخلاصها اللامحدود .

انه الحلم الذي يداهمنا في ترحا لنا ليضيء لنا زوايا الغربة وينشر حولنا صور الذكريات الجميلة التي قضينا معا لتحس انك بدونه قارب وسط البحر تتلاقفك الأمواج وتنقطع بك السبل وتدفعك العواصف لتجد نفسك ضائعا وسط هذا المد الهائج لا تجد أرضا تؤوى إليها او مكان يحتضن جسدك الفاني .

إن هذا الوطن الرائع والمكان المقدس الذي نستظل بظلاله ونغفو على هديل حمائمه ونستفيق على أصوات بلابله ويكبر فينا صدى صوته الرائع الذي يدعونا للحفاظ عليه والتعامل معه على أساس حضاري وأنساني والتباهي به باعتباره ذلك الصرح العالي الذي يجب ان يبقى مرفوع الهام على مدى السنين كحضارته الشامخة وزقورته المنتصبة بعنفوان وحدائق بابل التي فاضت عطرا ليفوح شذاها بالأرجاء وثوره المجنح الذي حمل على جناحيه العراقيين بأطيافهم المختلفة وسار بهم للإمام ليتربع على قمة قلعة اربيل المتلألئة بالأنوار الساطعة لتكون ذلك الوهج الذي أنار للجميع أفق واسع انفتحت أماده بكل الاتجاهات لتعانق الشمس وتكتب بانوراما الحب والعمل وتحفر في أديم هذه الأرض سمو الحرف ورفعته وتزيد التلاحم ألحميمي الذي امتد إلى الجذور وتشابك بقوة وكبرياء مما جعله لحمة واحدة لا يمكن فصلها لذا بات على الكل الاغتراف من هذا النبع الصافي والحفاظ عليه لغرض ديمومته ونقائه وبالتالي دفع كل من تسول له نفسه للانقضاض عليه والعبث بمقدراته لأنه أسمى من كل الغرباء والمتسولين الذين ضاقت بهم السبل .
أن ما يتعرض له الوطن اليوم والتهديد المتواصل من غربان الشر والوحوش التي كشرت عن أنيابها بمختلف الأقنعة بعد أن أحست أن ما تقوم fبه قد توفر له الغطاء اللائم وربما الرسمي لتساهم بشكل أو بآخر على زيادة محنة الوطن وتعميق جراحة وجعله يعيش في واقع مرير يروح ضحيته ناس أبرياء امتدت يد الحقد والخيانة لهم سواء بالخطف والاغتيال او التهجير لتجعلهم يعيشوا حالة مأساوية لانعدام ابسط مقومات الحياة وعجز الدوائر الحكومية والخدمية من تقديم شيء يذكر لهم ليزيد من جراحهم وبالتالي يضيق الخناق حول رقابهم ويشتد طوق العنف بمختلف أنواعه مما يدفع الكثير من الفرار إلى الخارج أو العيش بخوف ورعب لتعيد إلى الأذهان حالة الخوف التي كانت سائدة سابقا .
إن من يدعون بالوطنية والحفاظ على الوطن بالعلن والانقضاض علية بطريقة غير مباشرة من خلال دعمهم للإرهاب ومساهمتهم بسرقات المال العام وتشجيع المفسدين قد ساهم في محنة الوطن وتعميق جراحه التي أريد لها أن تتعافى.
لكن لعنة الوطن سوف تبقى تطاردهم لتزيل عنهم الأقنعة المبرقعة التي غطوا بها وجوهم الكالحة وتكشف محاولاتهم الدنيئة التي قاموا بها بعد ان عجزوا من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لتعيد له مجده وعنفوانه ليبقى وطن الجميع .



#حبيب_النايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية االصحافة اساس الديمراطية
- الانتظار
- الفتاوى والتطرف الديني
- البطحاء .مدينة امنة يفزعها الارهاب
- رائحة الذبول
- من يقف الى جانب الوطن
- الدراما العراقية في رمضان
- هل عاد زمن الاوبئة من جديد
- وجوه
- صاحبة الجلالة تبحث عن عرشها المفقود
- حرية المرأة بين الواقع والادعاء
- مؤتمر الكويت ..هل يوقف العنف في العراق ..؟؟
- احداث البصرة وانعكاساتها المتوقعة
- الانفجارات تعود من جديد
- حقوق الانسان في ضوء اللوائح الدولية
- شها ب التميمي نجما هوى لكنه ازداد بريقا
- الثورة الحسينية دروس وعبر
- امنيات مؤجلة من عام 2007
- بوتو ضحية الارهاب


المزيد.....




- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حبيب النايف - محنة الوطن