أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب النايف - الفتاوى والتطرف الديني














المزيد.....

الفتاوى والتطرف الديني


حبيب النايف

الحوار المتمدن-العدد: 2691 - 2009 / 6 / 28 - 08:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تلعب الفتاوى دورا أساسا في توجيه الإفراد الذين يؤمنون بها ويتحركون وفق ما تقتضيه نصوصها، لإيمانهم العميق بدورها وما يمثل المشايخ ورجال الدين بالنسبة لهم لإرساء دعائم الطريق الصحيح الذي يسلكونه، لذا نراهم يختارون السبل الملائمة لإيصال ما يريدون وفق منطلقا تهم الفكرية والدينية، لكي يجعلوا من هؤلاء الأشخاص أداة مطاعة بأيديهم يتم إعدادهم وتهيئتهم وفق أسس خاصة ليلعبوا دورا كبيرا في تنفيذ ما يريدون، وبالتالي الوصول لمبتغاهم الذي من اجله أنفقوا الأموال ووفروا الدعاة وأقاموا المدارس الدينية ليهيئوا الأجواء المادية والنفسية لقاعدتهم الذين يمارسون من خلالها دورهم هذا.
إن الفتاوى مهما كان تأثيرها سواء كان شديدا أو بشكل اخف وطئه، فإنها تعتمد على طريقة التوجيه التي تصدر من (الداعية- المفكر الإسلامي- الفقيه) وفق ما يؤمن به من مبادئ الشريعة وطريقة التفسير التي يعتمدها التي تجعل منه يميل الى الاعتدال والشفافية تبعا للظروف والحالات التي يمر بها، حيث نرى كثيرا منهم لكي يحافظ على الآخرين وعدم إثارتهم فانه يلجأ الى التهدئة وعدم الخوض في أمور يمكن تجنبها في الوقت الحاضر، في حين نرى آخرين يدفعون بالاتجاه المعاكس من خلال التضليل ونقل صور مخالفة لما يجري لإثارة مشاعر الآخرين وتحفيزها، وبالتالي دفعها للانفجار مما يعطي انطباعا سلبيا يقود الى هياج أعمى يروح ضحيته الأبرياء.
مما تقدم من اجل أن تكون الفتاوى ذات جدوى فعليها أن تأخذ بنظر الاعتبار:
1) أن تكون مقيدة بالتعاليم التي تسيرها وفق مبادئها، وبالتالي بعيدة عن كل ما يثير الآخرين ويحرضهم للقيام بعمل ما.
2) أن تتعامل مع الواقع ومعطياته بروح موضوعية يسودها الاعتدال والتسامح لاتخاذ الأمور بمنظارها المجرد بعيدا عن الأهداف الشرعية الحقيقية.
3) أن تنظر لما يجري بجدية صريحة وصادقة وتزن الأهداف بدقة متناهية ولا تتعامل مع الحالة بسطحية وهامشية، مما يجعلها تقع في التسرع لدفع الأمور للسير لمناحي خطيرة لاندفاع الناس خلف هذه الفتاوى، لإيمانهم بان كل ما يصدر، خاصة في الأمور الدينية وبالذات في مناطقنا الإسلامية يأخذ طابع الطاعة والولاء.
4) أن تكون الجهات التي تصدر الفتاوى لها من الشرعية ما يؤهلها للقيام بهذه المهمة الخطرة لارتباطها بحياة المجتمع.
لذا يمكن إن تكون الفتوى عاملا مساعدا لاستقرار الوضع من خلال السيطرة على الاختلافات والحالات المستجدة التي تساعد على تأزمه ودفعه إلى الهدوء وفق المبادئ السامية التي نادى بها الإسلام، التي تؤكد على المودة والتآخي بين المواطنين وتحرم ما من شأنه الإساءة لهذه المبادئ، وكذلك التأكيد على نبذ العنف والتطرف والتعامل مع الآخر وفق ما تقتفيه الشرائع السماوية والتعاليم النبوية، حتى لا نفسح المجال لكل من غلظت قلوبهم وعمت بصائرهم الضغائن وسيطرت عليهم سطوة المال وشهوة الانتقام من التحكم في مصائر الناس، وجعلهم يتحولون إلى دعاة يحرمون ما يحلوا لهم ويضفوا طابع الحلال على ما يعتقدونه يخدم مصالحهم ويسيرها بالاتجاه الذي رسموها لهم، بعيدا عن كل قيم السماء وتعاليمه القدسية لأنهم أرادوا ان يجعلوا من تلك الأفكار الظلامية التي امنوا بها وتربوا عليها في صومعاتهم الخاصة والأقبية المظلمة دليلهم في العمل، مستغلين بذلك مجاميع ضالة ضيعها الفقر والجوع، وأرادت ان تجد لها متنفسا تتمكن من خلاله الترويح عن متاعبها وما تعاني منه فالتجئوا لهؤلاء المتطرفين ليجعلوا منهم وقودا لنار متقدة لا يمكن إطفاؤها الا بالتوعية لهؤلاء والأخذ بأيديهم وتأهيلهم وتهيئتهم للدخول في حياة المجتمع الصحيحة، بعد مساهمتهم الفاعلة مع الآخرين وتفهم الدور الايجابي الذي يجب ان يقوموا به حتى يتمكنوا من وضع الأساس الصحيح للتطور الثقافي والاجتماعي والسياسي.
**الفتاوى والإعلام
للإعلام دور في ترويج الفتوى وإيصالها إلى اكبر عدد ممكن من الناس من خلال بعض الفضائيات التي أخذت على عاتقها نشر الأفكار الإرهابية والمتطرفة، وذلك بعرضها للأفلام الخاصة بقطع الرؤؤس وعمليات القتل الجماعي كما تقوم بإجراء لقاءات بأشخاص يروجون لتلك الأفكار وقراءة البيانات والفتاوى الخاصة لتسويق تلك الأفكار، وإظهار هؤلاء بمظهر المجاهدين كما تشارك بعض الفضائيات في العمليات الإرهابية باعتبارها الناطقة باسمهم، لذا نرى قسما من مراسليها قد تم اعتقالهم او طردهم من مناطق معينة لتورطهم في مساعدة تلك الحركات او الانتماء إليها.
**الفتاوى والمرجعيات
إن بعض المرجعيات الدينية تمكنت أن تكون صمام أمان للوضع من خلال التقييم الموضوعي له وكذلك التصرف بحكمة وحذر والتعامل وفق المصلحة العامة التي تحد من انتشار الفوضى وعدم إصدار أية فتوى أو بيان يؤدي إلى تأزم الوضع ، بعد أن أيقنت إن الأمور تسير بشكل متصاعد ومتوتر، قد يودي إلى حرب طائفية أو اقتتال بين المسلمين وغيرهم، وذلك لإيمانهم بقدسية الدم وتحريم إراقته،
ان كثيرا من التجمعات الدينية والمرجعيات المحسوبة على هذا الطرف أو ذاك قد قادت لإعمال متطرفة وذلك بإفساد عقول الشباب وزجهم في صراعات جانبية من خلال إشاعة ثقافة العنف وإراقة الدماء وإضفاء طابع عدائي وإرهابي على المبادئ الدينية التي أريد منها التوحيد ونشر روح التسامح و هذا واضح من خلال الفتاوى والبيانات التي تصدر في مناطق متفرقة، مستغلة بذلك المساجد والمدارس الدينية وحلقات الدروس التي تعقد فيهما والتي صرفت عليها مبالغ طائلة لغسل عقول الشباب وتهيئتهم لعمليات إرهابية بحجج واهية،
إن بعض الفتاوى عندما تثير المشاعر وتهيج الأحاسيس فإنها تعمل على تغذية التطرف الديني وتحول المنابر الدينية من امتداد لحياتنا اليومية إلى عقبة تسيء إلى المفاهيم الدينية وتبعدهـا عن طريقها الصحيح.
[email protected]






#حبيب_النايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطحاء .مدينة امنة يفزعها الارهاب
- رائحة الذبول
- من يقف الى جانب الوطن
- الدراما العراقية في رمضان
- هل عاد زمن الاوبئة من جديد
- وجوه
- صاحبة الجلالة تبحث عن عرشها المفقود
- حرية المرأة بين الواقع والادعاء
- مؤتمر الكويت ..هل يوقف العنف في العراق ..؟؟
- احداث البصرة وانعكاساتها المتوقعة
- الانفجارات تعود من جديد
- حقوق الانسان في ضوء اللوائح الدولية
- شها ب التميمي نجما هوى لكنه ازداد بريقا
- الثورة الحسينية دروس وعبر
- امنيات مؤجلة من عام 2007
- بوتو ضحية الارهاب


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب النايف - الفتاوى والتطرف الديني