أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حبيب النايف - بوتو ضحية الارهاب















المزيد.....

بوتو ضحية الارهاب


حبيب النايف

الحوار المتمدن-العدد: 2153 - 2008 / 1 / 7 - 11:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ترعرعت (بي نظير يعني ليس لها شبيه ) في عائلة وفرت لها الأرضية الملائمة لنموها بالطريقة التي تسمح لها أن تتبوأ ارفع المناصب في المستقبل متخطية بذلك الحواجز التي زرعت أمامها واردات أن تعرقلها بعد أن تمكنت هذه العائلة المناضلة من السير وفق الأسس الديمقراطية الصحيحة لتغيير الأوضاع التي تنوء تحتها باكستان في حينها بعد أن سيطرت عليها النظم الديكتاتورية التي جاءت لتحكم البلاد بالحديد والنار من خلال العسكر الذين تمكنوا من الوصول لما يريدون بعد استعمال كل الطرق التي توصلهم لذلك بما فيها القتل وكذلك استغلال عقلية كثير من الناس الذين أصبحوا وقودا للتخلف الذي بقا يستشري في أوساط كثيرة من البلاد حيث تشير كثير من الدراسات بان 65%من الشعب الباكستاني يعاني من الأمية مما ساعد على نمو الأفكار المتطرفة والتي جعلت من أكثرية ابناء البلد حواضن للإرهابيين وأدوات لصناعة الموت من خلال تفجير أنفسهم في الأماكن العامة بعد حشو عقولهم الفارغة بأفكار متخلفة وبالية وأحلام مريضة لا وجود لها على ارض الواقع وإنما كانت تعشش في أخيلة وتصورات شيوخهم السلفيين الذي أنستهم المخدرات وبعض التصرفات الشاذة جادة الصواب ليعيشوا حياتهم الخاصة بهم المبنية على تكفير الأخر وعدم الاعتراف به وبالتالي قتله والتخلص منه مما دفع الكثير من نبذ هذه الأفكار المتطرفة بعد أن أحس عقمها وعدم جدواها ليعلن براءته منها وتنظيف نفسه من أدرانها العفنة .
إن التأكيد على المبادئ الديمقراطية والنضال من اجلها جعل عائلة بوتو من خلال والدها ذو الفقار علي ان يقود حملة شرسة وسط هذا الزخم من الفوضى والتخلف وسيطرة الافكار الغيبية والسلفية على عقول الكثير حيث تمكن خلال فترة وجيزة ان يستقطب الكثير ويؤثر فيهم ليخلق له قاعدة يتم الانطلاق منها مما حفزه للعمل المستمر الذي أغاض الحكومة العسكرية في حينه بقيادة ضياء الحق ليتم اعتقاله بتهمة القتل ومن ثم تنفيذ حكم الإعدام فيه عام 79 بالرغم من النداءات التي وجهت له والاستنكار العالمي الذي تعرض له لكنه أصر على تنفيذ ما يريد بعد أن أحس بتعاظم شعبيته لذا يجب القضاء عليه مما دفع الكثير من المواطنين من الالتفاف حول حزبه حزب الشعب الباكستاني ويكون بطلا قوميا في نظرهم لمواقفه الصلبة والثابتة وعدم تهاونه في مبادئه الوطنية والديمقراطية حيث امتدت شرارة الثورة بعده لتشمل البلاد بأكملها وتقودها عائلة بوتوا التي أخذت على عاتقها هذه المهمة الوطنية النبيلة مما دفع السلطات ان تتصدى لهم وتحاول إسكات صوت الحق الذي انطلقت شرارته الأولى منهم وبالتالي بقى مدويا في الآفاق لا يمكن إسكاته حيث تم اغتيال مرتضى بوتو عام 1996 اما الاخ الأصغر شاه نواز فقد وجد مخنوقا في شقته في باريس عام 1988 متوهمين أن صوت الحق سوف يسكت لكن العائلة المناضلة استطاعت مواصلة المسيرة من خلال بنا ضير بوتوا التي تمكنت من ترتيب أوضاع الحزب وقيادة النضال من جديد بعد ان كانت قد تلقت علومها في جامعة أكسفورد البريطانية وهارفارد الأمريكية لتعود الى بلادها لممارسة حقها الديمقراطي واستلام المهمة التي أوكلت لها لقيادة الحزب بعد أن تنا مت الأفكار الظلامية والمتطرفة وبالفعل استطاعت أن تستقطب الجماهير حولها لتفوز بالانتخابات البرلمانية وتحصد أصوات الناخبين متخطية الكثير الذين راهنوا على شعبيتهم لتجعل البلاد تعيش مرحلة جديد من التحولات الديمقراطية وتوسع قاعدتها الجماهيرية لاهتمامها بقضايا الفقراء والمحتاجين وغرس المفاهيم الوطنية والتنويرية لكن الحالة هذه لم تروق للمتخلفين وبعض القوى الأخرى التي رأت بهذا الصعود إضرارا بمصالحها مما دفعها للتخطيط خلف الكواليس من اجل الإطاحة بها والانقلاب عليها بعد ان أحسوا إنها أصبحت قوة لا ياستهان بها كما أن مبادئها قد أخذت تنتشر بسرعة بين الفقراء وذلك لتأكيدها على مصالحهم وحقوقهم مما حدا بهم إلى توجيه بعض التهم اليها التي أجبرتها على ترك السلطة والتوجه للخارج لتعود الديكتاتورية والعسكر من جديد من خلال برويز مشرف للحكم لكن إحساسها بالمسئولية دفعها لان تعود لمواجهة الأحداث من جديد بعد أن تنامت القوى الإرهابية والحركات الإسلامية المتطرفة والتي أخذت تثير الرعب والفزع بكافة أرجاء العالم وتعلن بعودتها إلى البلاد لمواصلة النضال والتواصل المباشر مع الجماهير بالرغم من المخاطر التي تواجها لكنها أعلنت التحدي وأصرت على المجيء وقد استغل الإرهابيين هذه العودة وتم تفجير سيارة بتجمع خاص بأنصارها لكنها نجت من الحادث بالرغم من وقوع ضحايا إلا إنها واصلت مهمتها .
إن بوتو كانت ضحية الإرهاب سواء كان من الحكومة والجهات المرتبطة بها مما دفعها للقيام بهذه العملية وذلك لشعورهم بالخوف من تصاعد نجم بوتوا في هذه المرحلة بالذات بعد ان اشتدت الأزمة الخانقة التي يمر بها الرئيس الباكستاني مشرف وإعلانه حالة الطوارئ التي أراد منها السيطرة على الأوضاع الداخلية حتى ولو مؤقتا لكن الجماهير التفت حولها وحمتها إلا أن القدر كان أقوى منها مما عجل بنهايتها المأساوية .او من الجماعات التكفيرية والمتطرفة التي تسير وفق أفكار القاعدة والسلفيين بعد ان أحسوا أن مفاهيمهم البالية قد أخذت تتناقص تدريجيا ويصيبها العجز والوهن وذلك لكثرة الشجب والتنديد بما يقوموا به وجهودها التي تبذلها من اجل قيادة الجماهير وتوعيتها بالمبادئ الديمقراطية والتنويرية والتي أخذت تفتح عيونهم وتبصرهم على مكامن الحقيقة والانفتاح مما حدا بهم على نبذ هذه الأفكار ومحاربتها وعدم التفاعل معها ليثير غيض التكفيريين والإرهابيين على كل ما هو وطني وتحرري لذلك فكروا بالقيام باستهداف هكذا شخصيات فعالة ومؤثرة لذا كانت الضحية بوتوا التي أعلنت بكل عزيمة وإصرار على تحديها لهم وإنها سائرة في دربها الذي سلكته مهما اشتدت حولها المصاعب مما دفعها إيمانها بالتغيير أن تنطلق لمحاربة القوى الظلامية والمتخلفة فهوت شهيدة على مذبح الحرية تطرز بدمائها الندية تربة باكستان وتنظم الى قافلة الشهداء الذين سبقوها وتعبد درب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتجعله سالكا أمام الجماهير .



#حبيب_النايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حبيب النايف - بوتو ضحية الارهاب