فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)
الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 09:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من حق كل بلد ان تنظم شؤونها السياسية او الاجتماعية، ولذلك فلماذا هذا الهجوم والسباب والشتائم ضد الرئيس الفرنسي ساركوزي لكونه يحمل موقفاً ضد النقاب ويرفض ان يكون في بلاده، فما تحدث عنه ساركوزي في رفضه للنقاب موجود اساساً في الوطن العربي والعالم الاسلامي. فعلماء المسلمين انفسهم لا يتفقون حول وجوب النقاب فهناك عدد كبير من العلماء لا يفرضون النقاب ففي مصر عقب شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي بقوله: "إن هذا الشأن داخلي ولا علاقة لنا به وكل واحد حر في دولته، وقال انه ليس لي شأن بقرار الرئيس الفرنسي بمنع ارتداء النقاب في بلاده لأن لكل دولة قوانينها التي تحكمها وهذا أمر داخلي تنظمه كل دولة كيفما تشاء. وقال ان المسلمات اللاتي يرتدين النقاب في فرنسا هن في حكم المضطر في هذه الحالة وعليهن الامتثال لقوانين الدولة التي يقمن فيها، وأوضح طنطاوي ان النقاب ليس فريضة اسلامية وانما يمكن ان ترتديه المرأة او تخلعه حسب ما تريد"، كما يري الداعية ناظم المسباح "ان تغطية المرأة وجهها سواء كان بنقاب او ببرقع او ببوشية او غطوة هذا امر مشروع وحكمه مستحب بحيث تثاب صاحبته ولا تعاقب ان تركته". ولذلك فما قامت به وزارة الأوقاف المصرية هو خطوة في الاتجاه الصحيح من قيامها بتصحيح الاراء الخاطئة بين الناس حول عدد من المسائل الاسلامية ومن ضمنها النقاب، فوزارة الاوقاف، اصدرت كتاباً يحمل عنوان «النقاب عادة وليس عبادة» بالتوازي مع التوجه الرسمي لمنع النقاب داخل الهيئات الحكومية والمستشفيات والمدارس في مصر. ويتضمن الكتاب آراء وفتاوى لكل من الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق، والدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. ولذلك فإن ما يحصل الان من التهديد بالقيام بعمليات ارهابية ضد فرنسا والتي اطلقتها تنظيمات تابعة للتنظيم الدولي الارهابي القاعدة وهو الاسلوب الذي تعود عليه هؤلاء يعيشون في اوروبا وتحت حماية الاوروبيين ويتمتعون بهذه الحرية واليوم يطلقون التهديدات ضد فرنسا!. فإذا كان المسلمون لا يسمحون لاحد من الاوروبيين ان يفعل كما يعتقد في بلدانهم بل ودائماً يرددون علينا ان على الاوروبيين ان يحترموا المسلمين وعاداتهم عند زيارة تلك البلدان فلماذا لا يفعل المسلمون نفس الشيء عند زيارة فرنسا ويعيشون كما هي العادات الفرنسية او يرحلون الى بلدانهم الاسلامية لان من يحكم فرنسا هو ساركوزي وهو من يحدد ما هو مسموح وما هو غير مسموح وليس اسامة بن لادن او اي متطرف آخر.
#فاضل_عباس (هاشتاغ)
Fadhel_Abbas_Mahdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟