أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل عباس - التدين الشكلى ... الحجاب نموذجاً














المزيد.....

التدين الشكلى ... الحجاب نموذجاً


فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 07:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعتبر المراة والعلاقات الاجتماعية من أكثر المتضررين من الخطاب الدينى فى مرحلة انتشار الاسلام السياسى ، لذلك فقد ظهر فى كل المجتمعات العربية والاسلامية عدداً من الممارسات التى تقوم بها الشابات بهدف الحفاظ على سمعتهم فى ظل العنف الذى يمارس ضد المراة والاشاعات التى تظهر عليها ما لم تلتزم بهذا الشكل الاسلامى ومن ضمن ذلك ارتداء الحجاب والنقاب ، ولذلك نشاهد العديد من الشابات وهم يكونون بشكل فى مجتمعهم العربى وشكل اخر مختلف فى الدول الاخرى عندما يسافرون ، فنشاهدهم وهم يخلعون الحجاب أو النقاب .
ويعتبر الخطاب الدينى مسئولاً عن انتشار العديد من الظواهر الخاصة بالمرأة ومن ضمن ذلك الخطاب الذى يركز على وظيفة المراة فى المجتمع واعتبارها كائن للمتعة فقط ولذلك فقد كثرة التحرشات الجنسية فى الشوارع فى العديد من المجتمعات العربية ولكن العديد من الدراسات التى اجريت حول هذا الموضوع وخصوصاً فى مصر فقد اظهرت ان التحرش بالفتيات المحجبات اكثر من غيرهم وهو يؤكد الخطا الكبير الذى وقع فيه الخطاب الدينى عندما وصم غير المحجبات بانهم مصدر الفتنة فى المجتمع بينما الدراسات تؤكد ان المحجبات هم مصدر الاغراء للشباب ولذلك فان نسبة التحرش بهم اكبر من غير المحجبات وهذا ما اكد عليه المنتدون فى الندوة التى نظمها مركز القاهرة لحقوق الانسان عندما استعرض الدراسات الخاصة بالتحرش الجنسى للفتيات .
نتائج الدراسات هذه تؤكد بان الحجاب ليس وسيله نافعه ضد الفتنة كما يحلوا لرجال الدين تفسير وتبرير عامل وجوده الاجبارى على راس المراة ، كما ان ما نشرته المراة المحجبة وزوجها فى مصر والذى انتشر على مواقع الانترنيت حول ضرورة تبادل الزوجات والقيام بالفاحشة يؤكد بان الحجاب قد اصبح ستاراً للقيام بالافعال الفاحشة وهو فى نفس الوقت لا يحقق اى عفه او حماية للمرأة ، لذلك فان الحجاب قد اصبح يرمز الى تدين شكلى فى المجتمع وهو نتيجة الضغوط الذى يمارسها الخطاب الدينى فى المجتمعات العربية .
ولكن يبقى ان التشدد الذى يمارسه بعض رجال الدين فى تفسير بعض الايات القرانية و الاحاديث ومن ضمنه الذي يقول مضمونه إن المرأة لا يجب أن يظهر منها إلا الوجه والكفين حديث ضعيف فالإسلام لا يريد من المرأة إلا الاحتشام في الملبس ومفهوم الآية الكريم «إلا ما ظهر منها» وهذا أمر اجتهادي للمفسرين ، لذلك فنحن بحاجة الى اعادة تقييم الخطاب الدينى ومناقشة العديد من القضايا ومن ضمنها الحجاب وفقاً لهذه المستجدات المجتمعية والدراسات والتى تؤكد على خطأ الخطاب الدينى للاسلام السياسى .
ان الثقافة التى يشيعها الخطاب الدينى حول المراة وغياب الثقافة الجنسية السليمة يجعل من ظاهرة التحرش الجنسى فى الشوارع تتفاقم بشكل كبير فى العديد من المجتمعات العربية ولذلك فان ثقافة الاجبار وخصوصاً ما يتعلق بالحجاب فى المجتمع هى ظاهرة اثبتت فشلها وتحتاج المجتمعات العربية الى تغيير نظرة المجتمع نحو المرأة وليس لبس الحجاب ، فعند النظر الى المراة كون لها دور مجتمعى وليست للمتعه هذا كفيل بتعديل الكثير من السلوكيات فى المجتمع .
والجانب الاخر هو الخطاب الدينى الذى يعزز من التدين الشكلى ويحول الحجاب الى طقوس اجتماعية ولذلك يكون الخلل فى العلاقة بين الواقع والشكل وهو ما يؤدى الى خلل فى السلوك الاجتماعى وبالتالى فنحن بحاجة الى السلوك الاجتماعى الصحيح وليس التدين الشكلى ، وهى تعنى بشكل اخر اعادة النظر فى العديد من المفاهيم المطبقة حالياً ومن ضمنها الحجاب فعندما تختار المراة الحجاب فهذا شانها ولكن ليس مقبول فرض الحجاب على المراة بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريقة محاصرتها اجتماعياً عندما ترفض الحجاب .
ولكن يبقى الشىء المهم هو مدى استفادة المراة من هذه الدراسات للتخلص من عدد من الموروثات الاجتماعية وعليها كذلك رفض الخضوع الاجبارى للطقوس الاجتماعية ولكن ما يؤسف له ان تلجا بعض المثقفات الى لبس الحجاب وممارسة التدين الشكلى فقط من اجل الترشح لمجلس النواب وللحصول على اصوات التيار الاسلامى وهى ظاهرة خطيره كونها تؤكد ان هناك العديد من المثقفات الذين يعملون بمنطق وفكر رجال الدين وان لم يكونوا منهم ، فى ترسيخ مفهوم التدين الشكلى .




#فاضل_عباس (هاشتاغ)       Fadhel_Abbas_Mahdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس ... الفتنة الكبرى
- أحلام العرب وواقعية أوباما
- ثورة اكتوبر وافاق التحول الاشتراكى
- التكفير عند الاخوان المسلمين
- مذهب التوحيد
- مصارحة العقيد القذافى
- صفحات من تاريخ الاخوان المسلمين
- خداع الاخوان المسلسمين
- مزايدات الاخوان المسلمين حول فلسطين
- فسادالاخوان المسلمين فى التعليم
- مزاج الرئيس
- ثقافة الكراهية 00 البعد الاخر
- الكذب السياسى
- تصحيح أخطأ حماس أولاً
- بوش ليس المشكلة
- مقاومة حماس للبيع !!
- بيان رابطة العقلانيين العرب
- الوطن للجميع
- الحوار المتمدن .. رمز الحرية والفكر الجديد
- محاكمة فقهاء التكفير


المزيد.....




- فرنسيس والكاثوليك الأميركيون
- إسرائيل تستهدف منطقة قرب القصر الرئاسي بدمشق وتتعهد بحماية ا ...
- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل عباس - التدين الشكلى ... الحجاب نموذجاً