أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل عباس - الوطن للجميع














المزيد.....

الوطن للجميع


فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 10:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعتقد أن المواطن العربي‮ ‬يعيش في‮ ‬أزمة في‮ ‬عدد من الأقطار العربية والسبب في‮ ‬هذه الأزمة راجع إلى القوى الإسلامية التي‮ ‬تضع عراقيل متعددة تمنع من خلالها الإرادة الشعبية من الظهور وتحول المجالس المنتخبة إلى مزارع خاصة بها بدلاً‮ ‬من أن تكون هذه المواقع تجسيداً‮ ‬للوحدة الوطنية وهي‮ ‬كذلك تعمل على تغييب العديد من القوى السياسية والاجتماعية،‮ ‬وإذا لخصنا عراقيل الإسلاميين‮ ‬يمكن إيجازها بالاتي‮:‬
أولاً‮: ‬عراقيل لمنع وصول المرأة إلى المجالس المنتخبة أو المناصب القضائية‮.‬
ثانياً‮: ‬عراقيل لمنع وصول القوى الوطنية إلى المجالس المنتخبة أو المراكز القيادية بالدولة‮.‬
ثالثاً‮ : ‬عراقيل طائفية لمنع التمثيل للطوائف والمذاهب التي‮ ‬تشكل أقليات في‮ ‬الوصول إلى المجالس المنتخبة‮.‬
ولكن في‮ ‬مقابل ذلك تعمل بعض الحكومات في‮ ‬العالم العربي‮ ‬بطريقة انتهازية عن طريق قيامها بوضع عراقيل متعددة ضد القوى الوطنية والتقدمية لصالح القوى الطائفية والقبلية والعشائرية بل تكون سعيدة جداً‮ ‬بانتصاراتها حيث تجد لنفسها مكاناً‮ ‬وسيطاً‮ ‬بين الطوائف لذلك هم‮ ‬يشجعون القوى الطائفية على الانتصار ويدعمونها ويقدمون لها الملايين ويزودونها بالدعاة من مختلف بقاع الأرض بينما‮ ‬يضعون العراقيل المختلفة ضد القوى الوطنية لمنع وصولها إلى المجالس المنتخبة‮.‬
فالمواطن العربي‮ ‬يقع بين فكي‮ ‬كماشة تتكون من القوى الإسلامية الطائفية والتكفيرية والحكومات القمعية التي‮ ‬يستشرى فيها الفساد حتى النخاع ومن هنا تكون الحاجة ملحة في‮ ‬هذا التوقيت لقيام تيار وطني‮ ‬يعيد قراءة الساحة الوطنية في‮ ‬كل قطر عربي‮ ‬بعيون وطنية وليس طائفية ومسار‮ ‬يحقق شعار الوطن للجميع وليس للطوائف أو التشكيلات الفئوية والعشائرية‮.‬
فلا‮ ‬يمكن الخروج من هذه الكماشة إلا بوجود هذا التيار القادر على صياغة نفسه فكرياً‮ ‬وتنظيمياً‮ ‬وسياسياً‮ ‬وبدون ذلك فان الحالة الحالية سوف تستمر ويبقى المواطن العربي‮ ‬ضائعاً‮ ‬بين قمع و انتهازية حكومات وعوائق القوى الاسلاموية التي‮ ‬حولت المجتمع في‮ ‬كل قطر عربي‮ ‬إلى مجتمع‮ ‬يقتصر على شريحة حزبية قد تكون هي‮ ‬الإخوان المسلمين أو السلفية الجهادية أو جماعة التكفير والهجرة أو ‮٠٠٠ ‬الخ‮.‬
بل إن العالم العربي‮ ‬أصبح حالة‮ ‬غريبة في‮ ‬الجوانب الاقتصادية أيضا مع الأطروحات التي‮ ‬تحاول أسلمة قوانين الاقتصاد وقيام الحكومات بالاستجابة لها على حساب الوطن واستقرار المواطن،‮ ‬و كذلك الجوانب الاجتماعية عندما تذعن الحكومات لقوى الإسلامية وتمنع قانون الأحوال الشخصية أو تستخدمه كفزاعة للحصول على مكاسب من الإسلاميين دون أن‮ ‬يكون هناك جدية في‮ ‬العمل على انجازه‮.‬
أصبحت حياة المواطن العربي‮ ‬السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأسرية والصحية تحت مجهر وعراقيل الإسلاميين والحكومات القمعية أو الفاسدة فلا‮ ‬يمكن الخروج على هذه المعادلة بدون أن‮ ‬يكون هناك مشروعاً‮ ‬وطنياً‮ ‬للقوى‮ ‬غير الطائفية تعمل من خلاله على طرح رؤية وطنية جامعة على قاعدة الوطن للجميع‮.‬
وكل ذلك التخبط من وجهة نظر المواطن واحتجاجاته لم‮ ‬يمنع ذلك الزواج المؤقت بين الإسلاميين والحكومات من العمل بل ان الأخطر هو عندما‮ ‬يسيطر الإسلام الطائفي‮ ‬والفئوي‮ ‬على الحكومة ويحدث الانصهار فيصبح المواطن العربي‮ ‬أمام انتهازية مفرطة باسم الإسلام،‮ ‬فهاهي‮ ‬حركة حماس التي‮ ‬كانت ترغب برمي‮ ‬اسرئيل في‮ ‬البحر في‮ ‬خطاباتها الحماسية أصبحت بعد سيطرتها على‮ ‬غزة ترغب بالسلام والهدنة مع إسرائيل‮ !!.‬
ولكن ثمة كلمة لا بد من قولها وهي‮ ‬أن الحركات الإسلامية مهما كانت موالية أو معارضة فهي‮ ‬لا تبني‮ ‬أوطاناً‮ ‬للجميع بل هي‮ ‬في‮ ‬نهاية المطاف تبني‮ ‬أوطاناً‮ ‬للطوائف أوالمذاهب أودعاة التكفير وأما بعض الحكومات العربية القمعية فهي‮ ‬كذلك لا تبني‮ ‬أوطاناً‮ ‬للجميع ولكن تبني‮ ‬عشاً‮ ‬للفاسدين والمتملقين والمرتشين ودعاة الانتهازية والمتاجرين بالعمل السياسي‮ ‬لمصالحهم الخاصة فمتى‮ ‬يتخلص المواطن من هذه الكماشة؟‮.‬



#فاضل_عباس (هاشتاغ)       Fadhel_Abbas_Mahdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن .. رمز الحرية والفكر الجديد
- محاكمة فقهاء التكفير
- صناعة الارهاب فى تاريخ الاخوان المسلمين
- وحدة القوى اليسارية والقومية البحرينية
- تنظيم سن الزواج ليس مؤامرة !!1
- دور وسائل الاعلام فى مكافحة الفساد
- الاقليات ... من الاضطهاد الى التخوين !!1
- البحث عن جزر النزاهة
- أولها إرهاب وآخرها فتنة
- ثقافة الحوار هى الحل
- نجح الغرب وفشل العرب 000 لماذا ؟ وكيف ؟
- ثقافة الاعتدال
- حماس 000 بين الفتوة والدولة
- قوائم الممنوعات فى المساجد
- المقابر الجماعية لتنظيم القاعدة
- البرلمان فى البحرين .... أين الحل ؟
- فى تجربة موريتانيا والسودان
- كفاية يا نواب الحكومة
- نصرالله يحترم إسرائيل
- إرهابيون لا دعاة


المزيد.....




- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل عباس - الوطن للجميع