|
قوائم الممنوعات فى المساجد
فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)
الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 10:39
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
يعتبر قرار وزير العدل والشؤون الإسلامية الشيخ خالد بن على آل خليفة بشأن »ضبط التجاوزات في استخدام دور العبادة والمنابر الدينية سواء للتوظيف السياسي أو التوظيف الفئوي« قراراً متقدماً وصائباً وجاء في الوقت المناسب حيث كثرت تجاوزات بعض الخطباء لمن يختلف معهم وتحولت بعض المساجد إلى منابر حزبية وقسمت المساجد بين التيارات السياسية الإسلامية كالغنائم في الحرب، وأصبح بناء المساجد في بعض المناطق ليس بدافع الحاجة لها ولكن الحزب السياسي يرغب بوجود له في تلك المنطقة، فيبدأ العمل ببناء مسجد ويحشد له في كل صلاة جمعة جميع الاخوة من جميع المناطق في البحرين وكأنه اجتماع حزبي، بل ويتركون المساجد في مناطقهم ويحضرون فقط لمؤازرة المنبر السياسي الجديد في هذا المسجد. وفى ظل هذه الحالة، يأتى هذا القرار. و المطلوب الآن العمل على تنفيذ القرار بحذافيره وعلى جميع الخطباء دون محاباة لأي واحد منهم، فخطباء المساجد قد تعودوا على قرارات سابقة صادرة لم تنفذ لان الجماعات السياسة الإسلامية تشكل ضغطاً في اتجاهات مختلفة فيتحول القرار إلى حبر على ورق، لذلك فان هذا القرار يحتاج إلى فريق عمل وزاري لا ينتمي إلى جماعات الضغط، بل يكون فريقاً مهنياً خارجا عن سيطرة هذه الجماعات حتى يستطيع كتابة تقارير صحيحة عن هذه التجاوزات. وتأتى أهمية هذا القرار في كون نجاح تطبيقه قد يعالج الإخفاقات في تطبيق قرارات سابقة ساهمت في تسخير المساجد لمصالح أطراف سياسة إسلامية في الانتخابات النيابية والبلدية السابقة، ولذلك فالعمل ضروري منذ الآن على تلافي حدوث مثل هذه الخروق قبل الاستحقاق الانتخابي في ٠١٠٢، فلم يعد مقبولاً تحول المسجد إلى منبر دعائي سياسي يمجد بعض الافراد وبعض التيارات السياسة الإسلامية ويفسر مشاكل المجتمع وفق رؤية حزبية ديماغوجية ويعطى النصائح والإرشادات وكأنها جزء من العقيدة والدين وهى لا تعدو ان تكون مجرد اجتهادات شخصية. وعليه فان وضع هذا القرار موضع التنفيذ يتطلب من وزارة العدل وضع قوائم للممنوعات التي لا يجب على خطباء المساجد القيام بها ومن ضمنها عدم الترويج لفكر سياسي، وعدم إقحام المسجد في معارك سياسة، وعدم استغلال المسجد كمقر حزبي لعقد الاجتماعات، وذلك بهدف وضع قدسية على القرارات السياسية التي تتخذ تحت ستار الإسلام، وعدم الدعوة إلى ايديولوجيات فكرية من داخل المساجد تقسم العالم بين الإيمان والكفر وهو ما يحمل في طياته منحى التكفير لمن يصنفه هؤلاء بأنه خارج عالم الإيمان وعدم التحريض على التيارات السياسة التقدمية أو تكفيرها، وعدم الترويج قولاً وفعلاً للمرشحين في الانتخابات النيابية والبلدية، وعدم الدعوة للمظاهرات أو المسيرات من داخل المسجد، ومنع الترويج والتحريض المذهبي والطائفي من داخل المسجد، وكذلك من آليات التطبيق، وضع عقوبات ضد المخالفين تتضمن عدم السماح للمتجاوزين من القيام بالخطابة في هذا المسجد أو أي مسجد آخر. ويبقى لوزارة العدل مسؤولية أخرى هي للأوقاف الجعفرية والسنية وتتمثل في ايقاف هذا البناء العشوائي للمساجد في مختلف المناطق لأغراض حزبية حتى أصبح بين المسجد والمسجد مسافة صغيرة جداً، وأصبحت كل قرية ومدينة فيها عدد من المساجد يفوق احتياجات أهالي المنطقة وأصبح عدد المصلين في بعض المساجد لا يتجاوز الصف الأول، فلماذا لا تستغل هذه الأموال والاراضي في بناء مشروعات لأهالي تلك المناطق، وعليه فان خروج المساجد من هيمنة بعض الجماعات السياسة اصبح يحتاج إلى خروج مؤسسات رسمية من هيمنة تلك الجماعات، وهذا يحتاج إلى قرار سياسي اكبر، فاللعب بالجماعات الأصولية لتحقيق توازنات سياسية وطائفية هو خطر كبير. ولا بد من وضع فواصل بين المسجد والمقر الحزبي، فمن يملك موقفاً سياسياً عليه أن يقوله في مقره الحزبي وليس من فوق منبر المسجد، وتوجيه الشتائم والسباب وتكفير الآخرين لا يعتبر تبصيراً للناس وإنما توجيه وقرار سياسي يجب أن يتوقف، فانتقاد سياسات وزارات الدولة أو الأحزاب التقدمية يكون من المقار الحزبية وليس من داخل المساجد، فشعار الإسلام دين ودولة يجب ان يفهم في إطار الحداثة وفى اطار توزيع الاختصاصات فما يقال في المسجد لا يقال في المقار الحزبية والعكس صحيح
#فاضل_عباس (هاشتاغ)
Fadhel_Abbas_Mahdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المقابر الجماعية لتنظيم القاعدة
-
البرلمان فى البحرين .... أين الحل ؟
-
فى تجربة موريتانيا والسودان
-
كفاية يا نواب الحكومة
-
نصرالله يحترم إسرائيل
-
إرهابيون لا دعاة
-
سرى جداً
-
العلمانية هى الحل
-
الدولة المدنية وليست الفاطمية
-
محاكمة الثقافة
-
حركة كفاية البحرينية
-
الصحوة العمالية
-
هل يستيقظ المؤتمر الدستورى فى البحرين ؟
-
فى ذكرى الميثاق000 الانجازات والطموح
-
طائرة القرضاوى 000 الى أين ؟
-
لا تتركوا الوزارات
-
فى ازمة العراق 000 الديمقراطية هى الحل
-
عن المحرق وباقى الجزر
-
ترويض الديمقراطية
-
التكفيريون والتعليم
المزيد.....
-
جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس
...
-
العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ
...
-
إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع
...
-
شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
-
هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
-
الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل
...
-
لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق
...
-
ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
-
فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم
...
-
قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش
...
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|