أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس - الدولة المدنية وليست الفاطمية















المزيد.....

الدولة المدنية وليست الفاطمية


فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 1878 - 2007 / 4 / 7 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



استوقفتني‮ ‬الدعوة التي‮ ‬وجهها قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي‮ ‬لقيام الدولة الفاطمية الثانية في‮ ‬شمالي‮ ‬أفريقيا،‮ ‬وذلك للقضاء على الجدل الدائر بين السنة والشيعة‮. ‬ولا تعتبر هذه الدعوة‮ ‬غريبة أو جديدة على القائد الليبي،‮ ‬حيث سبق له في‮ ‬خطبة عيد الفطر في‮ ‬ابريل ‮٢٩٩١ ‬أن قال ما نصه‮ »‬يجب على الحكومات العربية أن تقرر الوحدة العربية فوراً‮... ‬إذا كان العرب ما بيعملوا وحدة بسرعة قبل أن تصل أمريكا إلى ديارنا،‮ ‬فنحن سنعلن الخلافة الإسلامية والدولة الفاطمية الثانية في‮ ‬شمال أفريقيا وفي‮ ‬الوطن العربي‮«.‬
وواضح أن أهداف دعوة القائد القذافي‮ ‬للخلافة الفاطمية في‮ ‬عام ‮٢٩٩١ ‬كانت بسبب رفض العرب للوحدة العربية كما‮ ‬يطرحها وفي‮ ‬مارس ‮٧٠٠٢ ‬تأتي‮ ‬اليوم بسبب الخلاف بين السنة والشيعة وفي‮ ‬جميع الأحوال تعبر هذه الدعوة عن الوضع المتأزم للأمة العربية وعن الأسباب النبيلة لهذه الدعوة التي‮ ‬يطرحها وتحتاج إلى علاج إلا انه‮ ‬يقترح أن تكون الدولة الفاطمية‮ »‬الإسماعيلية‮« ‬هي‮ ‬الحل لتلك المشاكل‮. ‬
ونحن هنا لا نختلف مع قائد الثورة الليبية فيما طرحه من مشكلات،‮ ‬وهي‮ ‬الوحدة العربية والخلاف بين السنة والشيعة وضرورة إيجاد الحلول لذلك،‮ ‬ولكننا نعتقد أن علاج أي‮ ‬مشكلة لا بد أن‮ ‬يكون مرتكزاً‮ ‬على الأسباب وان استحضار التاريخ أو أشكال الدول التاريخية سوف لن‮ ‬يعالج المشكلة،‮ ‬فالدولة الفاطمية أو الأيوبية أو الأموية أو العباسية قد جاءت في‮ ‬سياقات تاريخية للأمة،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن إعادتها من جديد بالإضافة إلى أن تلك الأشكال من الدول تمثل اليوم في‮ ‬واقعنا جزءاً‮ ‬من المشكلة وليس الحل ولذلك فان استدعاء التاريخ لن‮ ‬يحقق الرغبات النبيلة للقائد القذافي‮.‬
كما أن الدولة الفاطمية أو الإسماعيلية كما‮ ‬يطلق عليها البعض من المؤرخين نسبة إلى سعيد بن الحسين الذي‮ ‬لقب باسم‮ »‬عبدالله المهدي‮« ‬مؤسس الدولة الفاطمية في‮ ‬عام ‮٠١٩‬م في‮ »‬رقادة‮« ‬عاصمة دولة الاغالبة في‮ ‬المغرب،‮ ‬وهو في‮ ‬الأصل داعية المذهب الإسماعيلي‮ ‬يدعي‮ ‬أنه صاحب الحق في‮ ‬إمامة المسلمين وهو الذي‮ ‬لم‮ ‬ينقطع الفساد في‮ ‬خلافته وزاد الظلم والجور وجمع الضرائب من المواطنين المغاربة،‮ ‬حتى إنه فر إلى تونس وهناك بنى وأقام مدينة المهدية‮.‬
وهذا‮ ‬ينطبق على دولتهم في‮ ‬مصر عندما عاثوا فساداً‮ ‬فيها على‮ ‬يد وزرائهم،‮ ‬فهي‮ ‬لا تمثل النموذج في‮ ‬التاريخ على الإطلاق،‮ ‬ولكن‮ ‬يبقى السؤال هل تغليب المذهب الاسماعيلي‮ ‬ضد المذاهب الأخرى‮ ‬يحقق الوحدة العربية أو‮ ‬يحل المشكلة بين السنة والشيعة؟ وهل المذهب الاسماعيلي‮ ‬يمثل عموم الطائفة الشيعية؟ هكذا‮ ‬يمكن لاي‮ ‬إنسان آخر أن‮ ‬يخرج علينا بعد فترة ويطالب بعودة الخلافة الأموية أو العباسية أيضا،‮ ‬وبالتالي‮ ‬تعيش الأمة العربية في‮ ‬صراع عودة الدول التاريخية بشقها السياسي‮ ‬وهو الذي‮ ‬لم‮ ‬يتوقف بشقه العقائدي‮ ‬مند نهاية تلك الدول حتى هذه اللحظة‮.‬
ولذلك فنحن بحاجة إلى وسائل تحقق ما ذهب إليه الزعيم الليبي‮ ‬بخصوص المشكلات ولكن بالتأكيد بأدوات عصرية تحقق الوحدة بين طوائف الأمة وتمنع تسلط اي‮ ‬فريق على الآخر سياسياً‮ ‬أو مذهبياً‮ ‬أو فكرياً،‮ ‬وحيث إن الحوارات بين الطوائف الإسلامية ما قبل مؤتمر الدوحة وما بعده لم تحقق نتائج تنهي‮ ‬هذا الخلاف،‮ ‬وحيث إن مقومات الدولة الحديثة وفق ميثاق الأمم المتحدة ترتكز على الشعب والسلطة المنتخبة منه،‮ ‬وهو ما‮ ‬يعني‮ ‬أن مقومات الدولة الحديثة متوفرة في‮ ‬العالم العربي،‮ ‬ولكن‮ ‬يبقى علينا أن نعرف أين الخلل لتجاوز الأزمة التي‮ ‬تمر بها الأمة العربية؟ وأين‮ ‬يكون الحل؟
فالخلل عندما‮ ‬يتحدث عنه العقيد القذافي‮ ‬يكتسب أهميته الخاصة من كونه احد اكبر الزعماء العرب أو كما‮ ‬يطلق عليه بعميد الرؤساء العرب،‮ ‬وهو صاحب خبرة وتجربة كبيرة في‮ ‬الحكم،‮ ‬وهو بالتالي‮ ‬يصدر من صاحب قرار ويملك التغيير،‮ ‬ومن هنا فان المشكلات‮ ( ‬النتائج‮ ) ‬التي‮ ‬جاءت في‮ ‬خطابه متفق عليها،‮ ‬ولكن الحل ليس في‮ ‬الدولة الفاطمية أو العباسية أو الأموية،‮ ‬بل هو في‮ ‬وجود دولة المؤسسات والقانون في‮ ‬العالم العربي،‮ ‬أو بعبارة أخرى الدولة المدنية التي‮ ‬تقوم على التعددية السياسية والديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان وعدم التمييز بين مكونات الشعب طائفياً‮ ‬أو عرقياً،‮ ‬والفصل بين السلطات وحرية تداول السلطة عبر صناديق الاقتراع والمساواة والعدالة وسيادة الشعب باعتباره مصدر السلطات،‮ ‬وهو مفهوم‮ ‬يتفق مع الإعلان العالمي‮ ‬لحقوق الإنسان الذي‮ ‬اسسست له الثورة الفرنسية،‮ ‬وهو‮ ‬يمثل الحل لجميع مشاكل الوطن العربي‮ ‬ابتداء من الوحدة العربية وحتى الخلاف بين السنة والشيعة‮.‬
بالتأكيد ما زال‮ ‬يحتاج إلى إعادة نشره في‮ ‬العديد من الدول العربية التي‮ ‬ما زال الاستبداد والقمع وقوانين الطوارئ والتمييز الطائفي‮ ‬تسود فيها،‮ ‬وتولد هذا الكم من المشكلات ليس آخرها فشل الوحدة العربية أو الخلاف الشيعي‮ ‬السني،‮ ‬ولكنها بالتأكيد تسير باتجاهات منظمة لتدمير الوحدة الداخلية لكل قطر عربي،‮ ‬وهو ما‮ ‬ينذر بكوارث وطنية بعد الكوارث القومية خصوصاً‮ ‬مع دخول الأقليات القومية في‮ ‬دارفور والامازيغية في‮ ‬الجزائر والأكراد في‮ ‬العراق وسوريا للمطالبة بحقوقهم في‮ ‬أوطانهم بعد سنوات من القمع المنظم لهم



#فاضل_عباس (هاشتاغ)       Fadhel_Abbas_Mahdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة الثقافة
- حركة كفاية البحرينية
- الصحوة العمالية
- هل يستيقظ المؤتمر الدستورى فى البحرين ؟
- فى ذكرى الميثاق000 الانجازات والطموح
- طائرة القرضاوى 000 الى أين ؟
- لا تتركوا الوزارات
- فى ازمة العراق 000 الديمقراطية هى الحل
- عن المحرق وباقى الجزر
- ترويض الديمقراطية
- التكفيريون والتعليم
- الموالاة النظيفة فى البحرين
- هكذا أمة لا تنتصر!!
- المؤتمر القومي العربي ... خطاب المصالح أم المبادئ
- فى مسالة التمكين الاجتماعى للمراة
- الخطيب يكشف تسييس الاتحاد النقابى
- تسييس العمل الطلابى
- مؤتمر الاحزاب العربية.... تضليل وشعارات
- المزايدات الانتخابية فى المحرق
- الوحدة الوطنية


المزيد.....




- مصر: البرلمان يقر قانونا لهيكلة وبيع الشركات الحكومية.. ونائ ...
- نجل شاه إيران يدعو الإيرانيين إلى القيام بـ-انتفاضة شاملة-
- الاتحاد الأوروبي يحذر من تصاعد الحرب
- ترامب في منشور على تروث سوشال: خامنئي هدف سهل ونعرف أين يختب ...
- تحركات عسكرية لافتة في الشرق الأوسط وتهديد علني بالاغتيال.. ...
- حركة نزوح من طهران وسط التصعيد المستمر مع إسرائيل وتهديد بدخ ...
- -مهر-: إسقاط طائرة إسرائيلية جنوب غرب البلاد والبحث جار عن ا ...
- نووي إيران.. هاجس الغرب سلما وحربا
- مصر.. لجنة أزمات لمتابعة تداعيات التصعيد
- تركيا.. رفع مخزون الصواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس - الدولة المدنية وليست الفاطمية