أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس - هكذا أمة لا تنتصر!!















المزيد.....

هكذا أمة لا تنتصر!!


فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إضاءات
قبل أيام مرة ذكرى هزيمة 5 يونيو ( حزيران ) 1967 والذي يميز هذه الهزيمة عن الهزائم العربية الأخرى هي إن أثارها السياسية والاجتماعية مازالت موجودة على الصعيد العربي والدولي فالضفة الغربية وهضبة الجولان مازالت تحت الاحتلال الإسرائيلي وكذلك القرارات الدولية التي صدرت بعد الحرب وبالتحديد القرار242 الذي غير من الخارطة السياسية للشرق الأوسط والزم العرب الاعتراف بإسرائيل ووصلنا ألان إلى مؤتمرات السلام التي تعالج هذه الهزيمة وتطالب بالانسحاب الإسرائيلي حتى حدود يونيو 67 ، ولكن وبعد هذه الكارثة العربية وليس نكبة كما يحاول بعض المثقفين العرب إن يخفف منها تحت دواعي الالتزام القومي فهل استوعب العرب كأنظمة رسمية ومثقفين الدرس من الهزيمة ؟وهل عالج العرب الأسباب الحقيقية لهذه الهزيمة ؟.
ومع أننا نقدر الزعيم الوطني جمال عبدالناصر الا أننا يجب إن لا نغفل عن حقائق تلك الحقبة وما ساد فيها من قيم سياسية وكوارث عربية مازالت الأجيال العربية حتى ألان تدفع فاتورتها ، فانعدام الديمقراطية في حقبة عبدالناصر قد أسس لقيام أنظمة حكم دكتاتورية في شتى أرجاء الوطن العربي بل إن بعضها مازال يبطش بالشعوب العربية تحت مسمى الناصرية فافتقاد الحقبة الناصرية للحرية قد افقدها النصر ، فالحرية والإنسان هما الرديفان اللذان يؤديان إلى النصر فالحرية تعنى الانطلاق نحو العلم والمعرفة والنهضة وبدون الحرية لن تنفع عطايا النظام الاشتراكي ولا مواعظ خطباء المساجد ولذلك فان حكم القهر والطغيان لعب دوراً كبيراً في هذه الهزيمة فأنظمة الحكم القائمة على استعباد الشعب وتقييد حريته وتشكيل الحكومات القائمة على المحسوبية والصداقات والانتهازية كما حدث في تلك الفترة لعب دوراً رئيسياً في هذه الهزيمة ، فمن الذي عين مدير المخابرات المصرية في تلك الحقبة وهو الفريق أول محمد صادق والذي حوكم وسجن بعد الهزيمة والذي للأسف بث معلومات خاطئة وأكد الرواية السورية الرسمية عن وجود حشود اسرائيلة على الحدود السورية بينما الحقيقة التى اكتشفها عبدالناصر بعد فوات الاوان إن القوات الإسرائيلية على الحدود السورية كانت رمزية ومحدودة ، ومن الذي عين المشير عبدالحكيم عامر قائداً للقوات المسلحة المصرية وهو لا يمتلك هذه الكفاءة ؟ أليس عبدالناصر هو من فعل ذلك ؟ .

ونحن هنا عندما نشير وبشكل واضح إلى حكم القهر والطغيان أنما نرفض التفسيرات والتحليلات المنافية للحقيقة والتي عملت بعض الجماعات الإسلامية على بثها بين الناس وهى إن سبب الهزيمة هي إبعاد الدين عن الدولة وابتعاد الأمة عن دينها ! كما يحلل الهزيمة الدكتور يوسف القرضاوى ويعود،
الخطأ في هذا التفسير كونه تفسيراً طوباوياً ولا يختلف نمط التفكير والتحليل هنا عن طريقة التحليل لأنظمة الحكم الشمولية اليسارية الا كونه يتخفى بعباءة الإسلام بالإضافة إلى كونه يبتعد عن المنهج العلمي في التحليل ، فالدين كان موجود في عهد عبدالناصر ولم تكن الحقبة الناصرية علمانية بالمفهوم العلمي الصحيح فخطب وتعبئة عبدالناصر السياسية كانت تنطلق من الأزهر الشريف وكذلك لو اعتمدت الشعوب في العالم على هذه الطريقة في التفسيرات الطوباوية لما انتصر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ولما حرر الفيتناميون بلادهم ولما تحولت الصين إلى قوة اقتصادية عالمية.
ولكن هذا الخطاب هو استمرار إلى الحالة السابقة من الخطابات الثورية الحماسية والتي لا تنتهج العلم والمعرفة طريقاً للنصر والتقدم وبناء الأمة وعلينا هنا إن نتعلم الدرس من الاسرائيلون والذين يتعاملون مع حرب العرب بطريقة ذكيه وعقلانية ولذلك فنحن نشاهد الاسرائيلون يبحثون فى مكونات الامة العربية عبر دراسات معاهد متخصصة منها معهد الدراسات الشرقية والذى انشئته إسرائيل عام 1962 اى قبل الهزيمة فى الجامعة العبرية والجمعية الشرقية ومؤسسة أبحاث الشرق الأوسط وجامعة تل ابيب التى تضم أقساما متخصصة فى الشئون العربية فهل نملك نحن هذه المؤسسات فى جامعاتنا ودولنا ؟ أم ان القرارات الهامة تؤخذ فى المراقص كما كان يفعل عبدالحكيم عامر وفى هذا الوقت كانت الانظمة العربية والمثقفون يرفضون حتى استقبال الفلسطينيون من أراضى عام 1948! .

والمؤسف أننا وبعد هذه الهزيمة مازلنا ندور فى ذات الأزمة فخرجنا من شمولية واستبداد قومى الى شمولية أسلامية وتكفيريين يقتلون الأبرياء فى الشوارع والفنادق والأسواق فهل بهذه الوسائل سوف ترتقي الامة وتعالج هزيمة 67 ؟ ، فالانحدار العربي ونتيجة غياب التحليل الصحيح للازمة وطغيان التاسلم السياسى والتفسير الأعرج للهزيمة قد أوجد الارهابين من أمثال الزرقاوى وبن لادن والظواهرى والذين لم يطلقوا ولا رصاصة واحده ضد جندي اسرائيلى بينما الزرقاوى يطلق التهديدات ضد الطائفة الشيعية ويتهمها بالتكفير ويحرض السنة على الشيعة ، ولكن من يتحمل مسئولية نمو هذا التفكير الارهابى داخل المجتمع أليس الدعاة والمحرضين والانتهازية السياسية من الذين يقلبون الحقائق ويفسرون وفق الهوى الخاص جميع ما يحدث ، فهل سوف تنتصر الامة بهذا الجهل وهؤلاء الإرهابيون وعن طريق العصبية المذهبية والطائفية والقتل والتدمير للأرض والناس ؟ .
وبينما يدعو الزرقاوى الى قتل الشيعة يدعو الدكتور عبدالله النفيسى السعودية الى دعم أهل السنة فى العراق فى مواجهة الامتداد الشيعى وهى من وصايا النفيسى الأخيرة وتقلباته التى لم تتوقف مند دخوله المعترك السياسى ، فهل انتصار الامة بتقسيمها بين شيعة وسنة وايران تدعم الشيعة والسعودية تدعم السنة ؟ وتحريض العراقيين على بعضهم ؟ والا تمثل هذا دعوات لحرب أهلية فى العراق تستفيد منها الانتهازية المتاسلمة ، فالأمة العربية بهذا التاسلم وبالإرهابيين وبدعوات المحرضين سوف لن تنتصر وان دعاة الدولة الدينية سوف يعيدون الهزائم السابقة وبوسائل جديدة أكثر دموية وسوف تعود الشعوب العربية لتقول ما قاله نزار قبانى بعد هزيمة حزيران 67 " يا سيدي السلطان .. لقد خسرت الحرب مرتين .. ألان نصف شعبنا ليس له لسان " .



#فاضل_عباس (هاشتاغ)       Fadhel_Abbas_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر القومي العربي ... خطاب المصالح أم المبادئ
- فى مسالة التمكين الاجتماعى للمراة
- الخطيب يكشف تسييس الاتحاد النقابى
- تسييس العمل الطلابى
- مؤتمر الاحزاب العربية.... تضليل وشعارات
- المزايدات الانتخابية فى المحرق
- الوحدة الوطنية
- الاعتذار قبل الحوار
- الخبز والحرية
- الجمعيات السياسية ... الفشل القادم
- الدور المفقود للنواب
- لا تنتخبوهم
- الخطاب التعليمى متى يتغير
- أمة الاسلام أم أمة الاخوان المسلمين ؟
- عندما يتحول المسجد الى رسالة حزبية
- المزايدات السياسية لا تبنى وطناً
- الاخوان المسلمون والبلطجة
- الاسلام هو الحل ؟ ... لماذا ؟ وكيف ؟
- الفساد السياسى الجديد
- الباكر والاخوان المسلمون


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس - هكذا أمة لا تنتصر!!