|
هل يستيقظ المؤتمر الدستورى فى البحرين ؟
فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)
الحوار المتمدن-العدد: 1856 - 2007 / 3 / 16 - 10:28
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
أعتقد أن الغالبية العظمى ممن حضر اجتماع المؤتمر الدستوري الرابع في مقر جمعية العمل الوطني الديمقراطي قد خرج بسؤال هل ما زال المؤتمر موجودًا؟ وهل له مهمة يستطيع القيام بها في المستقبل؟ فالمؤتمر كان في حالة إرباك كبير وعدم وضوح الرؤية لما هو قادم، وحتى التقارير التي قدمتها الأمانة العامة إلى المؤتمر يصدق عليها تماماً ما قاله النقابي ميرزا سعيد بأنها »تأدية واجب« وعلى الرغم من أننا نتفق مع تبريرات الدكتور عزيز ابل في تحليله لهذا الضعف، بأن مندوبي الجمعيات السياسية غير فاعلين أساسا، أحاديثهم أكثر من عملهم والدليل أن عدداً منهم لم يحضر المؤتمر وهم أعضاء أمانة عامة! ولكن هذا لا يعفي الأمانة العامة السابقة من كونها أخفقت في تحويل المؤتمر الدستوري إلى منظمة تمتلك قدراً من الاستقلالية عن الجمعيات السياسية، حتى تستطيع أن تكون الجامع بين مختلف التوجهات للقوى والشخصيات الوطنية والإسلامية، وتتحول بالتالي إلى ما يشبه هيئة الاتحاد الوطني في الخمسينات، وان ترتبط بمبادئ وثوابت وعلاقات تكون محل اجماع المعارضة بكافة تلاوينها، كما أنها لم تستطع أن تقدم تقريرًا سياسيا يوضح برنامج ودور المؤتمر في المستقبل. مع العلم أننا لا نرغب في وضع الأمانة العامة السابقة على مذبح القصاب في هذه الفترة، خصوصًا أن ثمة عوامل عديدة تلعب دورا مهمًا في هذا الإخفاق والتراجع في أداء المعارضة بشكل عام والمؤتمر بشكل خاص، منذ ما قبل الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة. فالمجالس المنتخبة في جميع البلدان تعتبر وسيلة لتحقيق الإرادة الشعبية وسلطة الشعب، ولكنها بالتأكيد ليست الأداة الوحيدة التي تحقق تلك الإرادة الشعبية وما حدث في أوكرانيا وبولندا يوضح ذلك. وعليه فان حالة الاسترخاء عند نواب الوفاق وانشغالهم بالثانويات عن الأساسيات لا يمكن اعتبارها دراسة لوضع المجلس النيابي أو اظهار حسن النوايا للحكومة والموالاة، بل ما يعبر عن حال المعارضة بشكل عام وهو عدم وجود برنامج سياسي واضح للمرحلة المقبلة، وهذا الوضع قد يستمر لفترة طويلة حتى نهاية الدورة الحالية للمجلس النيابي، ونحن هنا نلوم أطرافا أخرى ساهمت في اضعاف وضع المؤتمر الدستوري، ومن ضمنهم حركة حق، فالاختلاف حول المشاركة والمقاطعة يجب أن لا يشق صفوف المعارضة، كما أن المؤتمر الدستوري لم يدعُ إلى المشاركة بل كان على »حق« أن تكون موجودة وتقود المؤتمر وليس الغياب وإضعافه، فهذا بالتأكيد لا يخدم حركة حق ومطالبها في الإصلاح الدستوري. لقد كانت كلمة عبدالرحمن النعيمى حول الحوار مع حق، وان يتحول المؤتمر إلى تشكيل جامع لكل الدستوريين، يحمل بعدًا يمكن أن تستفيد منه الأمانة العامة الجديدة في صياغة برنامج جديد وتحرك شعبي سلمي من اجل الإصلاح الدستوري، وهو كذلك مطالب بقيادة حوار جدي بين الجمعيات والحركات السياسية والدستورية للإجابة على أسئلة المرحلة وهي ماذا إذا لم تنجح الوفاق في القيام بتعديلات دستورية في المجلس النيابي؟ وإذا لم تنجح حتى في تعديل بعض القوانين غير العادلة كالدوائر الانتخابية ولائحة المجلس النيابي وتبعية ديوان الرقابة المالية لمجلس النواب ووقف التجنيس، وتحسين المستوى المعيشي، فماذا بعد؟ إن المؤتمر الدستوري يستطيع أن يلعب دوراً في الضغط باتجاه تعديلات دستورية وهذا لا يمكن ان يحدث دون حوار مع مختلف الجمعيات والحركات السياسية والاتفاق على الأهداف وآليات التنفيذ لبرامج المؤتمر. فما دامت جميع أركان المعارضة مقتنعة بضرورة التعديلات الدستورية، فذلك لا يدع مجالاً للاختلاف بين القوى الوطنية المعارضة في الاتفاق على كيفية، التحرك والتنسيق مع نواب المعارضة في المجلس النيابي من اجل ذلك. كما أن المؤتمر الدستوري يجب أن لا يرتبط بمواقف الجمعيات السياسية بالكامل، وبالتالي يتحول هو أيضا إلى ما يشبه الجمعية السياسية، بل عليه أن يتمتع بقدر من الاستقلالية في القرار والتنفيذ وحتى لا يتحول إلى واجهة سوء إلى خيار المشاركة أو المقاطعة بل هو واجهة لكل الفاعلين والمؤمنين بضرورة تعديل الدستور، وهو أقرب إلى أن يكون على طريقة وشكل حركة كفاية المصرية، وهذا لا يمكن أن يحدث، وبعض الجمعيات السياسية ترشح كوادرها من الصف الثاني لعضوية المؤتمر، وهو ما يرسل اشارات خاطئة بأننا نسجل حضوراً فقط وغير معنيين بما سوف يقوم به
#فاضل_عباس (هاشتاغ)
Fadhel_Abbas_Mahdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فى ذكرى الميثاق000 الانجازات والطموح
-
طائرة القرضاوى 000 الى أين ؟
-
لا تتركوا الوزارات
-
فى ازمة العراق 000 الديمقراطية هى الحل
-
عن المحرق وباقى الجزر
-
ترويض الديمقراطية
-
التكفيريون والتعليم
-
الموالاة النظيفة فى البحرين
-
هكذا أمة لا تنتصر!!
-
المؤتمر القومي العربي ... خطاب المصالح أم المبادئ
-
فى مسالة التمكين الاجتماعى للمراة
-
الخطيب يكشف تسييس الاتحاد النقابى
-
تسييس العمل الطلابى
-
مؤتمر الاحزاب العربية.... تضليل وشعارات
-
المزايدات الانتخابية فى المحرق
-
الوحدة الوطنية
-
الاعتذار قبل الحوار
-
الخبز والحرية
-
الجمعيات السياسية ... الفشل القادم
-
الدور المفقود للنواب
المزيد.....
-
مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم
...
-
دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب
...
-
انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض
...
-
الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها
...
-
حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
-
تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر
...
-
مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم
...
-
البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ
...
-
مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
-
عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني
...
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|