|
مصارحة العقيد القذافى
فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)
الحوار المتمدن-العدد: 2347 - 2008 / 7 / 19 - 10:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القمة التي عقدت في باريس بهدف قيام الاتحاد من اجل المتوسط أو تحت تسمية مسار برشلونة كما تطالب المستشارة الألمانية أنجيل ميركيل قد حققت نجاحاً في التنظيم وخلق تجمع اقليمي ودولي تشير كل المؤشرات إلى فاعليته خلال المستقبل القريب على الصعيد الاقتصادي والسياسي ولكن ونحن نتأمل مجريات هذا الحدث الدولي المهم تأتي بنا الذكريات إلى الأمة العربية وفشل التجمعات الإقليمية التي ينشئها العرب وحتى العلاقات الاقتصادية. ويعتبر الأخ قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي من اصدق الزعماء العرب عندما يتحدث ويصف حالة التردي العربي وخصوصاً هو والشقيقة ليبيا قد تعرضت لحصار ظالم طيلة سنوات ولم يحرك النظام العربي ساكناً بل نفذوا الحصار بكل مقوماته ، ولكن ما يميز الزعيم القذافي انه عندما يتحدث عن الوضع العربي يشخصه ويقر هو شخصياً وبمرارة بالمحاولات التي تمت بهدف لم شمل العرب ولكنها فشلت وهذه الشهادة تعتبر في توقيتها شهادة بحق العديد من الأنظمة العربية لقياس مدى جديتها في تنظيم شؤون العرب أو أنها مازالت تعمل ضمن أجندة ضيقة جداً لحماية مصالح خاصة أو أفراد فقط. تحدث القذافي مؤخراً في افتتاح قمة مجموعة دول الساحل والصحراء في العاصمة البنينة كوتونو وصارح الحاضرين بحديثه عن واحد من نماذج الاتحادات العربية الفاشلة بالقول »أنا شخصيا رئيس اتحاد المغرب العربي .. إقليم سياسي واقتصادي، هذا الاتحاد غير موجود .. صفر، أكذوبة، نعم .. هذه شهادة مني، وأنا رئيس هذا الاتحاد من سنوات، لا يوجد شيء سوى الاسم .. اسم فقط .. الاتحاد .. ان ما يسمى اتحادا لدول المغرب العربي، هو ليس كذلك وإنما توجد هناك عداوة بين المغرب والجزائر« ، ثم واصل القذافي شهادته على الحقبة السابقة بقوله »أربعون سنة وأنا أعمل على قيام وحدة بين ليبيا وتونس بدون فائدة، وبين ليبيا ومصر بدون فائدة« . وإذا كان القذافي يعتبر عميد الزعماء العرب فهو يحدد بشهادته ما حدث خلال أربعين عاماً من فشل لجميع أشكال التوحد بل يمكن القول الفشل حتى في التنسيق على الرغم من كون بعض الأنظمة العربية تشارك في تجمعات إقليمية أخرى وهي في حالة العداء بينها ولكن مع ذلك لا تتأثر تلك التجمعات الدولية بينما تفشل تجمعات العرب فقط. ويسعى الرئيس الفرنسي ساركوزي من خلال قمة المتوسط إلى قيام اتحاد أوروبي عربي يضم ٧٢ عضواً في الاتحاد الأوروبي، وعشرة أعضاء من الجنوب، بينهم الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وموريتانيا وسوريا وتونس وتركيا، بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية وألبانيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك ومونتينيجرو وموناكو وإسرائيل، وهذه القائمة تضم الأعداء العرب والذين يعتبرون سبباً في فشل الوحدة العربية ومن ضمنها ما ذكره القذافي عن فشل الاتحاد المغاربي بسبب الجزائر والمغرب بينما الدولتان تشاركان في الاتحاد من اجل المتوسط .. والسؤال المشروع هناك: لماذا يفشل العرب في اتحاداتهم الخاصة بينما هم لا يتأخرون عن المشاركة في الاتحادات المختلطة والمساهمة في نجاحها ؟ فالأعداء العرب يجلسون على طاولة واحدة في الاتحاد المتوسطي !! ومن يرفض الجلوس على طاولة الاتحاد المغاربي ويضع الشروط كما يشير القذافي يجلس على طاولة المتوسط وبدون شروط !! ولكن السؤال الآخر المشروع هو: ماذا سوف يقدم الاتحاد المتوسطي الجديد للدول العربية في الجوانب الاقتصادية والسياسية؟ وفي تقديري إن العرب المشاركين لم يخطر بذهنهم هذا السؤال بل إن من المؤسف إن اغلب الأنظمة العربية أصبح يربط مشاركته في اي تجمع اقليمي أو دولي في ضوء رغبته بعدم العزلة فقط دون الحسابات الاقتصادية والسياسية الأخرى كما تفعل الدول الأخرى ونحن هنا لم نجد ولا دولة عربية واحدة قامت بإجراء دراسة جدوى اقتصادية أو سياسية لمشاركتها بل هي دائماً القرارات تتم ببركات الرئيس وهذا يأتي في ظل حالة التشرذم العربي وخوف العديد من الأنظمة العربية على أنظمتها ورغبتها في حماية من الدول الكبرى لهذه الأنظمة، وهذا ليس خياراً علمياً للعمل في الساحة الدولية.
#فاضل_عباس (هاشتاغ)
Fadhel_Abbas_Mahdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفحات من تاريخ الاخوان المسلمين
-
خداع الاخوان المسلسمين
-
مزايدات الاخوان المسلمين حول فلسطين
-
فسادالاخوان المسلمين فى التعليم
-
مزاج الرئيس
-
ثقافة الكراهية 00 البعد الاخر
-
الكذب السياسى
-
تصحيح أخطأ حماس أولاً
-
بوش ليس المشكلة
-
مقاومة حماس للبيع !!
-
بيان رابطة العقلانيين العرب
-
الوطن للجميع
-
الحوار المتمدن .. رمز الحرية والفكر الجديد
-
محاكمة فقهاء التكفير
-
صناعة الارهاب فى تاريخ الاخوان المسلمين
-
وحدة القوى اليسارية والقومية البحرينية
-
تنظيم سن الزواج ليس مؤامرة !!1
-
دور وسائل الاعلام فى مكافحة الفساد
-
الاقليات ... من الاضطهاد الى التخوين !!1
-
البحث عن جزر النزاهة
المزيد.....
-
جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ
...
-
الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
-
وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
-
آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/
...
-
غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
-
رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
-
أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
-
شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
-
ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
-
بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|