رئيس الملائكة ميخائيل يتحدث ؟؟ .. حكاية مزرعة القطط !!

عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 09:14
المحور: كتابات ساخرة
    

كثيرا ما تشبه الدولة بالمزرعة ، مزرعة كبيرة جدا ، الكل فيها مدجن من قبل إدارة المزرعة أو السلطة الحاكمة ، تدجين البشر في مزارع كبيرة فكرة طرحها أوائل المفكرين الشيوعيون خصوصا الطوباويون منهم ( حيث أنتمي ) كان الغرض من هذا التشبيه فضح النظام الحاكم واستغلاله للبشر ومحاولة أخرى لبناء يوتوبيات بديلة عن تلك اليوتوبيا السماوية التي وعدنا الله بها حين نركع لرجل الدين ونقبل يديه خمسة مرات في اليوم !! وهناك جماعة من العلماء أيدوا كثيرا فكرة التدجين والمزرعة ، جماعة الدارونية الجديدة التي أسلمت علميا بأن البشر لبائن تعيش في قطعان وهي كما يصفها ( بول ديفز ) متعضيات كونية غريبة الأطوار !! السلطة الحاكمة فهمت كل هذا بالفطرة ودون ثقافة ، عقل السلطة يؤمن بوجود ذكي يستعبد الأغبياء ويرسم لهم حياتهم ، وقوي يتغذى على الضعفاء من البشر في وجبات بأسم القانون بأسم الدين .. لكن هناك صنف من البشر لا ينطبق عليه كل ما تحدثنا عنه ، صنف مضطرب من البشر بحاجة لهوية تعريفية جديدة !!!! نعم هوية جديدة لم يكتشفها أحد من قبل ..
أنهم الشعب العراقي !!!!
مفصل مشكلة يتميز بها الشعب العراقي بحيث تجعل من المستحيل تدجينه في مزارع أو محاولة خلق نظام افتراضي له ..المشكلة بسيطة وتافهة جدا وهنا برأي الشخصي تكمن قوتها – حسب فرويد – الأمور البسيطة تفضح صاحبها أفضل من الكبيرة أو المعقدة ..
ما هي المشكلة ؟؟؟
النظافة !! علاقة شعبنا الباسل مع النظافة علاقة غير جيدة نهائيا ، من يتمشى في أي زقاق أو شارع في أي مدينة عراقية يرى أكوام المهملات والزبالة أمام البيوت وطبعا الرائحة الكريهة تنتشر في كل مكان !! البلدية هنا ذات طابع شكلي جدا وبالكاد تقتصر على المشاريع الاستثمارية التي تحمل ( لغف ) ، لماذا العراقي يكره النظافة ؟؟ ألم تكن جزء من دينه ؟ ( النظافة من الأيمان ) !! العراقي يمشي في الشارع ويرمي قشور الموز في الشارع وأغلفة الشيكولاته حيث المكان الذي يقف عليه !! العراقيون يشبهون القطط في عشقهم للفوضى على الرغم من كون القطط أنظف قليلا !! النظافة أحد أشكال الوعي الاجتماعي الأساسية التي بدونها يفقد المجتمع أهم ركائزه ، يصبح المجتمع في وقتها ساحة لتجمع القمامة كما حدث تماما مع هذا الشعب المسكين ، المهاجرين للعراق هم من الآن من منتجات الأجهزة المخابراتية في دول أخرى وحتى العراقي حين يسافر لم يعد يقبل كمواطن له حقوق ويحسب شيء أخر ؟؟
السؤال هنا ، متى يأخذ العراق شكل المجتمع المتمدن ؟؟ متى ؟؟
المجتمع المتمدن الذي نســـمع عنه في ضبط المواصلات والتعليم الصحيح و.. النظافة !!
من سيجيب على هذا لسؤال ؟؟
رجل الدين يخبرنا كعادته دائما والمسبحة الطويلة تتراقص بين يديه بأن الله هو الذي قسم ذلك لهذا الشعب حتى يضمن دخول الجنة لأن العذاب هنا هو تصفية حساب ليس إلا !!
الله يلتزم الصمت كعادته !!!!
بقى شخص واحد برأي من يستطيع الإجابة عن مشكلة الشعب القططي هو رئيس الملائكة ميخائيل كما ورد في الأدبيات اللاهوتية التي تتحدث عنه بأن الشخص الثاني في المملكة السماوية ، ملاك الفلسفة والحكمة الإلهية !!
هل تراه سيجيب ؟؟
سيجيب بأن يتحدث عن الحتمية في أن الشعب أختار نهايته بحكم أفعاله ، الفوضى والقتل والتخريب والنهب في ثرواته هو ( كارما ) الصمت الذي اختاره المواطن العراقي طوال تاريخه الطويل عبر انظمة الحكم التي توالت عليه ..
شكرا .. لكم

#عماد_البابلي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل