أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عماد البابلي - مردوخ والأمام علي ..التشابه !!!!!!!















المزيد.....

مردوخ والأمام علي ..التشابه !!!!!!!


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 08:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


(( التاريخ بدأ في بابل وسينتهي في بابل ))
وليد مهدي
يعتبر الإله مردوخ أو مردوك من أشهر الآلهة الباقية لغاية عصرنا التي احتلت مواضع مهمة جدا في التراث الثقافي العالمي بجانب آلهة أخرى مهمة مثل ( عشتار ) و ( زيوس ) و ( إيزيس ) و ( فينوس ) و ( كالي ) و ( بعل ) وغيرها ، مردوك في القرن العشرين هو بقايا تراث يهودي قديم يرتبط أسمه بالسحر أساسا فأشهر جمعيات السحر الأسود العالمية مرتبطة بعبادة هذا الإله ، فعلى الرغم من كونه بابلي الأصلي فقد جاءنا عبر التراث اليهودي القادم من بابل من حادثة السبي المشهورة في النصوص الأثارية والكتاب المقدس .. وبعض أحياء نيويورك اليهودية سميت بأسم ( مردوك ) ..
ورد أسم ( مردوك) في النصوص السومرية بصيغة AMAR-UTU وما يقابلها باللغة الاكدية marduk. كما أطلقت أسماء نادرة جدا للإله مردوك ومنها تسمية
(MES-SA-ZU-SV) ، والتي وردت في مقاطع شعرية من عصور مختلفة خصصت للإله مردوك . وفيما عرف مردوك بتسمية (Bel) و(معناه السيد) .
إما نسب الإله مردوك استنادا إلى نصوص الأساطير فينحدر من الإله "انكي" أو "ايا" وأمه " دامكينا " ، وكانت زوجته تدعى "صرباتنيوم" ومن ذريته الإله نابو أله الكتابة ، وعدت الآلهة "عشتار" شقيقته ، كما كان يعتقد انه يتبعه عدة من الآلهة الصغار الذين يعملون في قصره .. وأنكي أبو مردوك أله المياه العذبة الباطنية وكان يمثل أله المكر والدهاء تشبها بالماء الذي يجري بين الصخور متحايلا على كل الحواجز والعوائق ، كما انه أله الحكمة والمعرفة تشبها بالماء الساكن ..
وقصة مردوك الشهيرة مع الأم الأولى ( تيامات ) التي شطرها لنصفين فخلق من النصف الأول السماء وخلق من النصف الثاني الأرض ، أنتصر مردوك على جيش تيامات الذي تكون من الآلهة الفتية ، كانت تيامات تمثل العماء أو الهيولي ، انتصار مردوك عليها كان محط احتفال مقدس لدى الكهنة البابليين ..
ولقد ورث مردوك عن أبيه العلم والسحر ، وان علاقته بالسحر قد تعززت من خلال تشابه صفاته مع صفات اله التعاويذ السومري "رسالوخي" .
الذي كان بمثابة أبيه ، على الرغم من تبعيته لأبيه بهذا الخصوص وهو ما يبدو واضحا من خلال عبارة وردت في نص بهذا الشأن عندما يسال مردوك أباه عن الأمور المتعلقة بالسحر .
لقد اختص الإله مردوك بشؤون الشفاء أيضا فقد جاء في احد النصوص ما نصه : "مردوك الذي يداوي كل ويلات المرضى" . إذ كان ينوب عن والده في الاستجابة لدعاء المرضى والاستماع إلى تعاويذ الكهنة فيتلقاها ويوصلها إلى اله "ايا" وقد تلقب بنفس ألقاب والده وهو اله الحياة وسيد فن التعاويذ ورئيس السحرة بين الآلهة . كما كان بعد الإله مردوك إلى حد ما . اله الخصب والرعي أحيانا . هذا ويثير اسم الإله مردوك لغزا يتمثل في ماهية العلاقة بينه وبين اله الشمس ومهما كانت مبررات العلاقة بينهما فالذي لاشك فيه انه من خلال معنى اسمه الذي يربطه باله الشمس اكتسب معظم خصائص وصفات الإله ) شمش (مثلما اكتسب عن طريق الورثة كثيرا من خصائص وصفات والده الإله "انكي/ايا" اله المياه والأعماق والحكمة .
ومن الألقاب التي لقب بها الإله مردوك لقب بـ"خالق الكون" والذي يعود في الأصل للإله (انليل) ، ومن الألقاب الأخرى التي أخذها الإله مردوك من الإله "انليل" لقب"kur-gal" الجبل العظيم .
هذا وكان الإله مردوك يعد الإله الحامي لمدينة بابل على الأقل منذ الفترة المبكرة لسلالة أور الثالثة وثبت عبادته منذ عصر فجر السلالات على الرغم من عدم انتشارها في هذه المنطقة ، أي أن عبادته كانت تقتصر على مناطق محدودة . وقد ارتبط انتشار عبادة الإله مردوك بصورة وثيقة مع الظهور السياسي لبابل في زمن سلالة بابل الأولى. وتبؤا مكانة رفيعة بين الآلهة في إمبراطورية حمورابي ويتضح ذلك من خلال مقدمة قانون حمورابي الذي ورد فيه "عندما أعطي انو ملك الانوناكي وانليل سيد السماء والأرض السيادة المقدسة على الشعب الكبير للإله مردوك الابن الأول للإله "انكي/ايا" فقد عظمه بين الايكيكي" .
ومما يثير الدهشة إن مردوك اله بابل لم يكن قبل عهد حمورابي ولا الملوك الذين خلفوه مباشرة قد عدّ في المركز الأول بين الآلهة البابلية حتى في مقدمة القانون الذي دون في أواخر عهد حمورابي فقد ابرز الإلهان انو وانليل في المقدمة . ولم يرفع الإله مردوك إلى مركز رئيس في مجمع الآلهة خلال العصر البابلي الوسيط أيضا ، وربما تبؤا في عهد نبوخذ نصر الأول إلى درجة رفيعة ورئيسة ولعل هذه الحركة كانت الغاية منها منح بابل التي أصبحت العاصمة السياسية للبلاد هالة السلطة الملكية .
وان النجاح الكبير الذي حاز عليه الإله مردوك كان من أهم التطورات الدينية في الإلف الثاني ق.م . وبهذا احتل الإله مردوك موقعا مهما . بل انه عد بطل قصة الخليقة البابلية وأصبح ينظر إليه ملك الآلهة وتقمصت بعض الآلهة بعضا من صفاته . وهكذا ارتفع شان الإله مردوك في أسطورة الخليقة البابلية حيث أعطي المركز الأول بين الآلهة . واخذ جميع واجبات وخواص الإله "انليل" وعد في اعتقاد البابليين بطل قصة الخليقة وصاحب اللوح المحفوظ ومقسم الآجال بين البشر وبيده مصير الملوك والحكام .
كذلك احتل الإله مردوك مكانة مهمة في بلاد أشور منذ حوالي القرن الرابع عشر ق.م إذ قدسه الملوك الآشوريون أنفسهم بعد دخولهم العاصمة بابل وابدوا اهتماما خاصا بعبادته وبلغت شهرته ذروتها عند الآشوريين تحت حكم ( توكلني ننورتا ) الأول وادخل أخيرا ضمن التقديس الملكي الآشوري في بداية القرن التاسع قبل الميلاد .
وفي العصر البابلي الحديث لم يكن للإله مردوك منافسا بين الآلهة لذا كان يعد الإله الوطني للبلاد وأبو البشر ، واستمر الإله "مردوك" محتفظا بمكانته حتى نهاية العصر البابلي الحديث .
وفقا لما ورد في ملحمة الخليقة نجد أن الآلهة انتخبت الإله مردوك ملكا لها وأعلنت له " الأسماء الخمسين" أو أنها جعلت أخر أسمائه لذا لقب بلقب (الخمسين) ، كما أن مجلس الآلهة ادمج مهامه رسميا بـ ( انليل ) الذي يعود إليه ذلك الرقم المميز وقد دعي مردوك بحق انليل الآلهة. أي أن قائمة الآلهة التي يعود تاريخها إلى هذا العصر قد خصت الرقم "50" المقدس إلى الإله مردوك والذي كان إلى ذلك الحين خاصا بالإله "انليل" .
لقد ارتبط ذكر الإله مردوك بمدينة بابل وكان له معبدا خاصا فيها يدعى بـ(ايساكيلا) والذي يعني بالسومرية " البيت الرفيع" .
كما أن هناك عدة من النصوص المسمارية ولاسيما العائدة منها إلى نبوخذنصر تنص على فخامة معبد هذا الإله وشهرته وثرائه ، إذ كان يودع فيه من النفائس الكثير مما يؤكد ذلك أن بعض المؤرخين اليونان وبالأخص منهم هيرودوتس قد ذكر عن تماثيل الذهب المصنوعة للإله مردوك وكيف أن الملك الفارسي احشويرش سلبها بعد ثورة بابل .
لقد كان لهذا الإله دورا مهما في عدة أساطير ومن أهمها أسطورة الخليقة البابلية التي تدور أحداثها بصورة رئيسة حول معتقدات العراقيين القدماء بخصوص خلق الكون والآلهة وخلق مختلف الظواهر الكونية والطبيعية ولهذا فهي تعد من المصادر الأساسية عن المفاهيم الدينية والفكرية لسكان بلاد الرافدين آنذاك .. مردوخ في قصة الخليقة البابلية نراه البطل الأوحد ، واي شخص راجع تلك الأسطورة نراى الوضوح الشديد بين طقوس الكهنة البابليين وطقوس عاشوراء الشيعية مع اشتراكهم في مدة العشر وبعض الطقوس الأخرى !!! شخصية مردوخ تكمن قوتها بأنه أله فرعي وتمت ترقيته كأله رئيسي بعد ملحمة الخلق البابلي وقتله لتيامات ، المهم هنا نلاحظ التشابه بينه وبين الأمام علي ، فالأمام علي هو شخصية فرعية في شجرة النبوة لكن مع مرور القرون أصبح سيد المجمع العلوي وخصوصا بعد القرن الرابع الهجري !!!

رموز الإله مردوك :
1. المجرفة :
عدت المجرفة أو الفأس ذات الرأس المثلث رمزا للإله مردوك مما يشير إلى ارتباط هذا الإله بشؤون الزراعة .
إن رمز المجرفة أو نموذجها كان يوضع على قاعدة في المشاهد الفنية ولاسيما على سطوح الفخاريات ، ويبين مشهد ختم اسطواني لعله يعود إلى عصر أور الثالثة رمز المجرفة مطروحا بشكل مستقيم ، كما يظهر هذا الرمز محمولا من قبل مخلوقات مركبة بجسد إنسان وراس الثور . كذلك يبرز رمز المجرفة على بعض مشاهد الأختام الاسطوانية بشكل عمود ينتهي براس مجرفة ولاسيما في عصر سلالة أور الثالثة وبدايات العصر البابلي القديم، كما يبدو هذا الرمز موضوعا على محرقة البخور في بعض المشاهد المكتشفة في منطقة بابل، ويتوضح الرمز في مشاهد أخرى ومن ذلك يظهر على مشهد ختم زوجين من الإشكال المركبة بجسم إنسان وراس الثور وهي تحمي مدخل المعبد وتحمل زوجا من الأعمدة الشبيهة بالمجرفة ..

2. التنين ذو القرون :
ورد اسم هذا الحيوان في النصوص السومرية بصيغة MESRU ، كما ورد ما يقابله بالاكدية بتسمية MeSHUSH. وشكل هذا الحيوان عبارة عن تنين ذي قرون وهو يعد رمزا للإله مردوك. وقد عرفه احد الباحثين بقوله انه يمثل حيوانا مركبا وان أعضاءه مأخوذة أو مجمعة من أعضاء حيوانات عدة.
وان أفضل شكل لهذا الحيوان تم التعبير عنه بصورة دقيقة وواضحة عندما برز نحت شكله من الأجر المزجج على بوابة عشتار وعلى جانبي شارع الموكب في مدينة بابل.
وكما هو معروف من بقايا شارع الموكب وبوابة عشتار انه تم تزيينها بشكل ثور "ادد" يليه من الأسفل شكل هذا الحيوان الغريب والخرافي والذي يتكرر مشهد شكله على بوابة ليرمز للإله مردوك .

3. الهيئة البشرية للإله :
هذا ومما يلاحظ على بعض المشاهد الفنية أيضا ظهور شخصية الإله (مردوك) الإله البابلي الأعظم بهيئة بشرية وبيده العصا والحلقة وفي أكثر الأحيان معه التنين هذا المخلوق الخرافي وهو ممدد .


المصادر :
- ملحمة كلكامش ، طه باقر ، بغداد 1971.
- مردوك عظيم آلهة بابل ، رضا جواد ، مجلة المورد العدد 3 لسنة 1983.
- مغامرة العقل الأولى ، فراس السواح ، دمشق 1996



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الرمز بين المصطلح والمفهوم .. دراسة شخصية
- غروب نجم .. قصة مصورة للأطفال !! ( أسباب فشل الحزب الشيوعي ف ...
- عن جزيرة يسكنها المهدي وأشياء أخرى .. !!!
- البروليتاريا العراقية .. رؤية من القاع
- من أوراق الفزع ..
- السهروردي المقتول بسيف أحمد عدوية
- التعذيب في الإسلام .. حين تتجسد جهنم
- ميثو العقل الديني العربي .. مختارات شخصية من ثقافة جدران الم ...
- حدث ذات صباح ... عندما تتفلسف الصراصير
- الأسفنج البحري الذي أعلن عصيانه .. دراسة وغوص
- حول شرعية الأنتحار !!!! رؤية من كاميرا لاتنام جيدا ..
- الكارما والكارما العراقية .. الجزء الأول
- دراسة عن التوحد .. ATISM
- روسيا هي من ستنقذ العالم .. وجهة نظر باراسايكولوجية محايدة
- الأزمة الأميركية بالمنظور الماركسي .. الطوفان القادم
- مقالة خاصة للمسيحين وليس للعرب .. ماهو الثمن ؟؟
- حل صغير بحجم غرامات لمشكلة وزنها أطنان للحزب الشيوعي العراقي
- بكاء دون دموع !!!
- من أورفيوس لموسى إلى محمد .. - لا تنظروا للخلف - !!!
- نيتشه .. وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عماد البابلي - مردوخ والأمام علي ..التشابه !!!!!!!