أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - التوجيهي والصنمية ...















المزيد.....

التوجيهي والصنمية ...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2701 - 2009 / 7 / 8 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يذكر التاريخ أن العرب في الجاهلية عبدوا الأصنام،وكانت تلك الأصنام تحظى بهالة عالية وحالة من القداسة،ويقال أن أكبر الأصنام القرشية يدعى هبل،وكان اعتقاد العرب أن تلك الأصنام تجلب لهم السعادة والسرور وحسن الطالع والخير وتحجب وتمنع عنهم الشرور وسوء الطالع،وكانوا يقدمون لها القرابين والهدايا،ومع بزوغ فجر الإسلام ورسالة التوحيد،شن النبي محمد(صلعم) ومن قبله أبونا ابراهيم عليه السلام حملة شعواء على عبدة هذه الأصنام،وعملوا على تحطيمها،على أساس أنها لا تغني ولا تسمن من جوع،بل أن القيام على عبادتها وخدمتها مضيعة للوقت،
وفي عالمنا العربي والذي هو عبارة عن إقطاعيات ومماليك للتوريث،فالملك يورث والرئيس يورث والأمير يورث وحتى القائد الثوري يورث،والتعليم والبحث العلمي فيه في أدنى سلم الأوليات،حيث أن معظم الدراسات تشير إلى أن ما يحظى به البحث العلمي عند العرب في أحسن حالته لا يتجاوز 1 % وفي أكثر دوله غنى وثراء والأمية فيه لا تقل عن 60 % عند نساءه،والتعليم في تدهور وتراجع مستمرين والمناهج في أغلبها لا تواكب التطورات العلمية والثورة المعلوماتية والتكنولوجية،بل هناك من يطرح العودة بها إلى عهد"الكتاتيب"،وتحريم تدريس العديد من العلوم،وهنا أسوق لكم مثالاً يبين لكم مدى تشربنا للجهل والتخلف والجمود العقائدي،فقد اتصلت بي مديرة إحدى المدارس الإعدادية،على اعتبار أنني ناشط في قضايا التعليم،بأن هناك عدد من مشايخ "الكتاتيب" والمتباكين على مجد خلافة،لم تجلب لنا ولأمتنا العربية سوى حقبة طويلة من الجهل والتخلف،وكذلك علقت على أعواد مشانقها الكثير من رقاب أحرار وقادة أمتنا،بأنهم يحتجون على صورة لكنيسة الجسمانية في القدس وردت في كتاب مادة التربية الوطنية مقابلة لصورة المسجد الأقصى،وهذا لا يجوز شرعاً من وجهة نظرهم،وهذا يذكرني بحال الذين يختزلون الدين إلى درجة الإسفاف لكل ما يتعلق بالمرأة، هل تقود سيارة بمفردها أم لا،تسافر بالطائرة مع محرم أو بدونه،تشارك في الانتخابات والترشح أم لا،في الوقت الذي تغتصب فيه أمة بأكملها وتستباح أوطان وتحتل بلدان،ولا يحرك أحداً ساكناً في مثل هذه القضايا الكبرى...الخ
والمشكلة عندما عربياً هو سيطرة الأبوية،وليس وجود عقول وطاقات إبداعية،بل تجد أن هناك معالجات ودراسات كثيرة على المستوى النظري،ولكن الحلول والتطبيقات،استناداً لتلك النظريات والدراسات لا تجد لها طريقاً للتنفيذ،ولا تجد من يعلق الجرس،لأنك في الكثير من الأحيان ،تجد من يطالب بإقامة الحد على دعاة التطوير والتغير أو تكفيرهم،وحتى اتهامهم بخدمة دول وأجندات خارجية،أو أن من هو معني باستمرار حالة التخلف والجهل،وحتى يضمن استمرار سيطرته على شعبه وقهره وإذلاله،معني بانتشار ثقافة الشعوذة والسحر والأساطير.
وإذا كان الحديث في الاقتصاد يجري عن صنمية البضاعة،فهو عندنا في الجوانب العلمية والأكاديمية يعني صنمية وجمود المناهج والامتحانات،ولكن مع فارق في المعنى والمضمون في الحالتين،ولا أعرف ولا أذكر من كان له من وزراء التربية والتعليم في الحقبة الأردنية شرف تحطيم صنمية امتحان السادس الابتدائي ومن بعده تحطيم صنمية "المترك" الثالث الإعدادي،أو ربما لم ينل أحد من الوزراء هذا الشرف،فربما صدر مرسوم ملكي به .
وعلى كل مشكور كل من كان له شرف تحطيم هاتين الصنميتين،أما الصنمية الكبرى امتحان الثانوية العامة"التوجيهي" فيبدو أن عملية التحطيم والتي لم ينل أحد شرفية تحطيمها حتى اللحظة الراهنة،فيبدو أنها على نحو أعقد وأصعب،وربما تكون بحاجة الى جراحة وعملية من نوع خاص،شبيهة بالعمليات الاستشهادية التي تنفذها قوى المقاومة،ضد قوات الاحتلال في أكثر من بلد ودولة.
فهذا الامتحان بالمعنى العام عندنا عربياً وفلسطينياً،يعد ويهيئ الطالب للجامعة وليس للواقع العملي،والجامعات تستقبل الخريجين فقط من الفرعين العلمي والأدبي،وبحدود ما تسمح به طاقاتها الاستيعابية،وبما لا يتعدى 40 % من إعداد الخريجين،والباقي من تسمج له إمكانياته المادية بالتعليم في الجامعات الأهلية أو الجامعات العربية وغيرها يلتحق بها،ومن تبقى يلقى به الى سوق البطالة أو العمل الأسود،على اعتبار أن السوق بحاجة إلى العامل الماهر أو التقني أو المهني،وهذه المهارات غير متوفرة عند الطالب المنهي لدراسته الثانوية حديثا.
وهنا علينا القول أن هناك نظرة دونية للفروع الأخرى للثانوية العامة،سواء الزراعي أو التجاري أو الصناعي،وتترسخ قناعات عند الأهل والشعب،بأن من يلتحق بهذه الفروع هم الطلبة غير الناجحين أو المتفوقين أكاديمياً،وهذه النظرة والثقافة هي التي تجعل الإقبال على هذه الفروع قليلة،وبالتالي تجعل هذه الفروع والتخصصات غير ناجحة ومجدية،وهذا يذكرنا بحال العمل الجماهيري في الأحزاب اليسارية،على رغم من أهميته وقيمته العالية،كان يجري تحويل الكادرات التي لها مشاكل مع الأحزاب أو ضعيفة الإنتاجية لهذا العمل،وذلك لكي تزيد المأساة مأساة والطينة بلة،وكذلك لمعالجة هذه الظاهرة،فالبضرورة أن يتم العمل على تغير الأفكار والرؤى تجاه التعليم المهني والتقني.
فاليوم في ظل الثورة المعلوماتية والتطورات العاصفة صناعياً،فهذا التعليم- أي المهني والتقني - له الأولية على أفرع التعليم الأخرى،وهذا يستدعي البحث عن حلول خلاقة،تتجاوز امتحان الشهادة الثانوية العامة،والذي أصبح قيد وكابوس،ليس على الطالب وحده،بل وعلى الأهل ووزارة التربية وإدارات المدارس والمدرسين أنفسهم،ولا تفيد الحلول الترقيعية من طراز تقديم الامتحان على فصلين،أو السماح للطالب المكمل بمادتين إعادة الامتحان والإكمال في تلك المواد،أو إعطاء فترة زمنية أطول للامتحانات،تصل إلى أكثر من عشرين يوم،حيث تبقى ليس أعصاب الطالب مشدودة،بل وتعلن حالة استنفار كاملة عند أهالي الطلبة الممتحنين،وأيضاً وزارة التربية وإدارات المدارس،حيث أن ذلك يحتاج إلى تجنيد الكثير من الجهد والطاقات،وتكون هناك عملية تشديد وتشدد في الامتحانات،مرافقة لهذا الامتحان وتعلن التربية عن أهمية وما يكتسبه هذا الامتحان من دور وتقرير مصير لمستقبل الطالب،أي يتم وضع الطالب في أجواء من الرهبة والخوف ..الخ.
هذا الامتحان أرى أن يستعاض عنه بتفكير ورؤى جديدة تتلائم مع الظروف والتطورات العملية،بحيث يجري التفكير بشكل جدي بالتعليم الشامل،الذي يدمج ما بين المواد الأكاديمية والعملية،وتحدد الخيارات والتخصصات بناء على رغبات الطالب،ووفق النظام الجامعي،مواد تخصص ومتطلبات تخصص ومواد اختيارية.
فالتحديات الكبرى تتطلب منا أن نغادر خط سير ووعينا القديم،نحو مواكبة التطورات الجديدة وخط سير ووعي جديد ،قادر على مواكبة التطورات وفق مناهج ودراسات وأبحاث علمية تتلائم وتستجيب للواقع،وقيادات مبدعة وخلاقة،قادرة على اتخاذ قرارات،قرارات بتحطيم الصنم الأكبر- امتحان الثانوية العامة- وبما يخدم طلبتنا وينقذ مستقبلهم ومستقبل شعوبنا وأمتنا.
القدس- فلسطين



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الفلسطيني لا بديل عن الوحدة ...
- التعذيب في السجون الاسرائيلية ..
- موضة الخطابات الجامعية ...
- مغ ارتفاع حرارة الصيف ...ترتفع حرارة المشاكل و -الطوش-..ز
- خطاب نتنياهو خازوق لكل المعتدلين العرب...
- سعدات في خطر ...
- يا داره دوري فينا حتى ننسى وتضيع أراضينا ..
- المال مقابل الدم ...
- ترسيم الحدود بدل وقف الاستيطان ...!
- في ذكرى الخامس من حزيران/ انتكبنا....فانتكسنا ....فانقسمنا . ...
- من يوقف زعرنات وعربدات المستوطنين ...؟؟
- انتخابات المجالس الطلابية في الجامعات/ دلالات معاني ....
- لبنان:- إما ديمقراطية وفق المقاسات الأمريكية،وإما الحرب وتفج ...
- فلسطينيوا الداخل .... تصعيد غير مسبوق
- من وعد بوش الخماسي الى وعد أوباما الرباعي ...
- لعبة توزيع الكراسي وتلبيس الطواقي .....
- من منع القدس عاصمة القافة/ الى منع احياء النكبة ......
- البابا ........المحرقة ......شاليط .....النكبة ...
- المبادرة العربية/ تعديل مش تنازل ...!!
- معارك ومشاغلات في كل الاتجاهات ...


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - التوجيهي والصنمية ...