أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - ترسيم الحدود بدل وقف الاستيطان ...!















المزيد.....

ترسيم الحدود بدل وقف الاستيطان ...!


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2671 - 2009 / 6 / 8 - 07:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


الرد الإسرائيلي على خطاب أوبانا ومطالبته لها بوقف الاستيطان،لم يتأخر وأعلن "نتنياهو" رئيس الحكومة الإسرائيلية أن إسرائيل لن توقف الاستيطان،وهناك إجماع في المجتمع الإسرائيلي على هذه القضية،وأوباما" الذي صعد على الشجرة والذي نظر إليه العرب الرسميين على أنه المخلص أو المسيح المنتظر.في ضوء الرفض الإسرائيلي لمطلبه بوقف الاستيطان،عاد ليقول أنه يتفهم عدم القدرة الإسرائيلية على وقف الاستيطان،وعدم تنفيذ التزامها الخاص بهذا البند في خارطة الطريق،أما الفلسطينيين المحتلين والمصادرة والمنهوبة أرضهم وحقوقهم،ورغم أن القوانين الدولية كفلت لهم الحق في النضال والمقاومة لتحرير أرضهم ووطنهم"فأوباما" لا يبدي أي تفهم لهذا المطلب أو الحق،بل يقول أنه على الفلسطينيين التخلي عن المقاومة قولاً وفعلاً قبل أي شيء.
وحتى لا يكون هناك صدام حقيقي أو مفتعل أو خلاف بين الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية حول هذا المطلب،بحثوا واتفقوا على مخرج يتيح شرعنة الاستيطان واستمراره،ولكن ليس بالطريقة الإسرائيلية السابقة،البناء واستمراره من أجل الزيادة والنمو الطبيعي للمستوطنين،بل جاء المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط "جورج ميتشل" بفكرة أمريكية خلاقة،هذه الفكرة تتيح لإسرائيل الاستمرار في عملية الاستيطان،وبحيث يصبح الاستيطان مشرعناً دولياً ،وبالمقابل العرب الرسميون سيهللون ويطبلون لهذا المقترح وهذه الفكرة على أنها انجاز،وربما نصر مبين لم يعرفه العرب والمسلمين من أيام صلاح الدين،وهذا المقترح والذي يهدف إلى عقد محادثات مع إسرائيل لترسيم حدود بينها وبين الضفة الغربية،وهذا المقترح عدا أنه سيدخلنا في متاهة ماهية الدولة،فهذا المقترح على درجة عالية من الخطورة،فهو من جهة يمنع إقامة أي دولة فلسطينية كوحدة جغرافية واحدة،أو ما اصطلح على تسميته بالدولة الفلسطينية القابلة للحياة،فالترسيم يشمل احتفاظ إسرائيل بالكتل الاستيطانية الكبرى "غوش عتصيون" جنوباً و"معاليه أدوميم" في الوسط ومجمع "أريئيل" في الشمال،وهذه التجمعات الاستيطانية الرئيسية الثلاث تحول الضفة الغربية إلى "كانتونات" معزولة،ناهيك عن الحق الإسرائيلي في مواصلة أعمال البناء فيها خدمة لما يسمى بإغراض الزيادة الطبيعية للمستوطنين،وليس ذلك فقط بل يشمل احتفاظ إسرائيل بالمستوطنات التي أقيمت في القدس على الأراضي المحتلة عام 67،وهذا الطرح أيضاً تشريع عربي ودولي للاستيطان واستمرار الاحتلال،واخشى ما أخشاه أن يكون هناك في إطار المحادثات السرية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل،أن تكون هناك موافقة على هذا المقترح،مقترح بقاء مستوطنات تحت السيادة والسيطرة الإسرائيلية،يقابلها تبادل للأرض والسكان في منطقة الجليل والمثلث،وهذا الطرح يخدم في المحصلة أهداف وبرامج الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة،في إقامة دولة يهودية خالصة في 48 ونصف دولة للمستوطنين في الضفة الغربية،ناهيك عن شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم التي طردوا وهجروا منها .
إذا كان مثل هذا المقترح والذي يستجيب إلى معظم المطالب الإسرائيلية،تجد الحكومة الإسرائيلية صعوبة في قبوله،وطبعاً كما هو حال خارطة الطريق إسرائيل صاحبة الحق الوحيد في وضع اشتراطاتها وتحفظاتها على هذا المقترح إضافة وتعديلاً وشطباً،وحتى لو أخذنا بأكثر السيناريوهات تفاؤلاً،بأن أصرت الإدارة الأمريكية ومبعوثها للشرق الأوسط "جورج ميتشل" على موقفهما بأنه يجب على إسرائيل الالتزام وعدم الاستمرار في الكذب،فالتوليفة الحكومية الإسرائيلية القائمة، لا تسمح ل"نتنياهو" بالموافقة على مثل هذا المطلب،والموافقة على هذا المطلب تعني سقوط مدوي ل"نتنياهو" وما يمثله،وهو رغم عدم قناعاته وتعارضه مع المطلب الأمريكي،غير مستعد أن ينتحر سياسياً،وإذا ما شعر بوجود ضغط أمريكي ودولي جديين على إسرائيل في هذا الجانب،فهو يمتلك العديد من الخيارات للضغط على الإدارة الأمريكية لتفريغ هذا المطلب من محتواه،ويقف في مقدمة ذلك إطلاق يد المستوطنين بشكل واسع لشن حرب شاملة على الفلسطينيين في الضفة الغربية،والجميع يذكر زعرنات وعربدات المستوطنين في قرى شمال نابلس مؤخراً من إحراق أشجار ومزروعات وسرقة محاصيل وقطع وإغلاق طرق،وإطلاق الخنازير البرية لترويع السكان وإتلاف محاصيلهم،وكذلك إطلاق الرصاص على المواطنين وتدمير ممتلكاتهم،وأيضاً القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد كما حصل مع الشاب أمجد أبو خضير،والذي قتله في القدس الغربية أحد المستوطنين الحاقدين،وهذا يعني العودة بالقضية إلى مربعها الأمني،وبما يقفز عن مطلب وقف الاستيطان،وربما يلجأ "نتنياهو" إلى سيناريو من آخر هو الدعوة إلى انتخابات مبكرة لتجاوز مثل هذه العقبة وهذا الالتزام،أو ربما تكون الأزمة والركود الاقتصاديين اللذان يعاني منهما الاقتصاد الإسرائيلي والتطورات الحاصلة على الساحتين اللبنانية والفلسطينية والملف النووي الإيراني مخرجاً ل"نتنياهو" لشن حرب عدوانية جديدة على لبنان أو سوريا أو غزة،وقد يقدم "نتنياهو" على تحريك اللوبي الصهيوني والكونغرس الأمريكي لتشكيل حالة ضاغطة على "أوباما" والإدارة الأمريكية للتخلي عن هذا المطلب،أو تفريغه من محتواه وقصره على قيام إسرائيل بإخلاء عدة بؤر استيطانية معزولة أو "كرفانات" غير مأهولة.
هذه جملة من الخيارات التي قد يشهرها "نتنياهو" في وجه "أوباما" وحكومته إذا ما أصروا على مطالبتهم له بوقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية،والإدارة الأمريكية ومعها أوروبا الغربية من غير المتوقع أن تخوض صداماً أو صراعاً مع إسرائيل لمصلحة العرب،وهي التي التزامها مطلق بوجود وأمن إسرائيل،بل الطرف الذي سيتم الضغط عليه لصالح تقديم التنازلات،هو الطرف الضعيف،الطرف الذي لا يمتلك لا رؤيا ولا إستراتيجية لكيفية الرد والتعاطي والتعامل مع إسرائيل وأمريكا في حال رفض إسرائيل المبادرة العربية ووقف الأنشطة الاستيطانية،أنهم العرب والفلسطينيين،العرب الذين يواصلون الابتهال والأدعية وانتظار الفرج من"أوباما وساركوزي وغيرهم" دون استخدامهم وزجهم ما يملكونه من أوراق ضغط وقوة في المعركة لحمل أمريكا على إلزام إسرائيل بتنفيذ إلتزامتها والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة،وبدون أن يجري تغير قي العالم العربي،تغير يقوم على استخدام كل عناصر القوة العربية من إمكانيات وطاقات مادية واقتصادية وتجارية وحتى دعم ومساندة قوى المقاومة في المعركة والصراع مع إسرائيل وأمريكا وأوروبا الغربية،فإسرائيل لن تلتزم لا بتجميد ووقف استيطان ولا رفع حاجز عسكري معزول.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الخامس من حزيران/ انتكبنا....فانتكسنا ....فانقسمنا . ...
- من يوقف زعرنات وعربدات المستوطنين ...؟؟
- انتخابات المجالس الطلابية في الجامعات/ دلالات معاني ....
- لبنان:- إما ديمقراطية وفق المقاسات الأمريكية،وإما الحرب وتفج ...
- فلسطينيوا الداخل .... تصعيد غير مسبوق
- من وعد بوش الخماسي الى وعد أوباما الرباعي ...
- لعبة توزيع الكراسي وتلبيس الطواقي .....
- من منع القدس عاصمة القافة/ الى منع احياء النكبة ......
- البابا ........المحرقة ......شاليط .....النكبة ...
- المبادرة العربية/ تعديل مش تنازل ...!!
- معارك ومشاغلات في كل الاتجاهات ...
- لنهيل التراب على جثماني الحوار والمصالحة الفلسطينيتين ...
- في الأول من ايار
- بيان الأول من ايار/ جبهة العمل النقابي ...
- المطلوب محكمة احمد نجاد ....؟؟؟
- العلاقات العربية- الايرانية حاضراً ومستقبلاً ..
- على خلفية دعوة -نتنياهو-/ المطلوب اعتذار فلسطيني عن النكبة . ...
- في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني 2009
- لماذا استهداف حزب الله الآن ...؟؟؟
- عن الأسرى والقدس.....وقوانين -وقوانين- قراقوش- الاسرائيلية . ...


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - ترسيم الحدود بدل وقف الاستيطان ...!