أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - من وعد بوش الخماسي الى وعد أوباما الرباعي ...















المزيد.....

من وعد بوش الخماسي الى وعد أوباما الرباعي ...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


..........ها هي الخطوط العريضة لما يسمى بمبادرة "أوباما" للسلام في الشرق الأوسط تتضح،وجوهر هذه المبادرة يقوم على وعد جديد هو إقامة دولة فلسطينية خلال أربع سنوات،وعدا عن قضية أنها منزوعة السلاح ،فهي لا تشمل القدس ولا حق العودة للاجئين،ولا حتى التنازل عن الكتل الاستيطانية الكبرى،بل يتم الاحتفاظ بها في إطار تبادل أراضي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل،ومسألة تحقيق الدولة الفلسطينية خاضع لسلسلة من الاشتراطات الإسرائيلية والأمريكية،والتي تجعل من تحقيقها أقرب إلى الحلم والخيال بل وحتى المعجزة.
وجوهر المسألة هنا أن فريق الاعتدال العربي- الفلسطيني ،والذي لا يكف الحديث عن ضرورة استغلال وجود "أوباما" في الحكم،من أجل استعادة الحقوق العربية والفلسطينية،ومصورين الأمر على أن مجيء "أوباما" للحكم،هو بمثابة المسيح المنتظر،ولذلك يجب العمل على مساعدته في الوقوف أمام ما يتعرض له من ضغوطات من قبل اللوبي الصهيوني،وهذا لن يكون إلا من خلال إبداء المزيد من"التنازلات" عفواً الواقعية والعقلانية،والواقعية والعقلانية العربية،تعني إجراء تعديل على مبادرة النعش الطائر- مبادرة السلام العربية- بحيث يجري إزالة الغموض فيها،وتحديداً فيما يتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين،بحيث ينص صراحة على شطب حق العودة للفلسطينيين،وفي أحسن الحالات تكون عودتهم إلى الأراضي المحتلة عام 67 ،ومن لا يريد العودة إلى مناطق السلطة يجري توطينه في البلد الموجود فيه،وطبعاً هذا التنازل والمقرون بسلسلة تنازلات واشتراطات سآتي على ذكرها في سياق المقالة،تأتي حتى نقنع الحكومة الإسرائيلية اليمينية بالموافقة على حل الدولتين.
وكأن ما يجري على الأرض وما ينفذ ليس بالكافي لإقناعنا عرب وفلسطينيين،أن ما يجري ليس أكثر من توزيع أدوار تتقاسمه الحكومتان الإسرائيلية والأمريكية وتشارك به حكومات أوروبا الغربية،وتسهم به مؤخراً الى حد كبير دول ما يسمى بمحور الاعتدال العربي،وقصة "بوش وأوباما"ووعد الدولة الفلسطينية المستقلة خلال فترة ولاية حكم الواحد منهما ،تأتي فقط في اطار المشاغلات السياسية وابقاء نوع من الحركة السياسية،يتلهى بها العرب والفلسطينيون،يتخاصمون ويتقاتلون ويردحون لبعضهم البعض،وتنبري أجهزتهم وطواقمهم وجاهبذتهم من سياسيون واعلاميون وباحثون ومفكرون في التحليل والتوصيف لما تقوم به الإدارة الأمريكية من تحركات،والتطبيل والتهليل والترويج بأن هذه الإدارة تختلف عن سابقتها،وأنها جادة في ايجاد حل لقضية الشرق الأوسط،ولنكتشف أن ادارة أمريكية بقيادة المحافظين الجدد من "بوش" الأب الى "بوش" الأبن أوضح وأكثر تعبير عن جوهر وحقيقة السياسة الأمريكية تجاهنا كعرب وفلسطينيين،من حكومة "أوباما" التي يحاول البعض فلسطينياً وعربياً أن يصورها بأنها حكومة المسيح المنتظر،تماماً كما هو حال الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة،والتي كان البعض عربياً وفلسطينياً،عندما تنجح حكومة اسرائيلية بقيادة حزب العمل الاسرائيلي ،يهللون ويطبلون ويزمرون بأن هذه حكومة سلام،وما تمارسه وتقوم به على الأرض يجعلها على يمين حكومة"نتنياهو" والجميع يذكر أنه عندما فازت الحكومة الاسرائيلية الحالية بزعامة "نتنياهو" أن من جاب العالم لتسويقها هو "بيرس" حمامة سلام العرب المعتدلين،وهو نفسه من برر الجرائم التي ارتكبها جيشه ضد أطفالنا ونساءنا في العدوان الأخير على قطاع غزة،وهو ما لم يستطع الرئيس التركي "أردغان" تحمله وانسحب من مؤتمردافوس الاقتصادي.
أما أمريكياً فوعد "بوش" بتحقيق الدولة الفلسطينية،خلال خمس سنوات،فنحن نعرف أنه فرية وكذبة كبيرة،وبدل الخمس سنوات انقضت عشر سنوات ولم يتحقق من هذا الوعد شيء،بل من ذلك الوعد وحتى الآن زاد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية ب600 %،ولو استمر في الحكم لربما صارت الخمسة خمس خمسات.
والمشكلة هنا رغم إدراكنا ومعرفتنا كعرب وفلسطينيين أن هذه الإدارات الإسرائيلية والأمريكية تتقاسم الأدوار،الإ أننا نستمر في دفن رؤوسنا كالنعام،والتعاطي مع الأمور على قاعدة"عنزة ولو طارت"،فرغم كل عبثية النهج والخيار التفاوضي،والذي حولنا الى شاهد زور ومشارك لما تقوم به إسرائيل من أعمال لخلق واقع ووقائع جديدة على الأرض،لم نحاول أن نبحث أو نلجأ لخيارات أخرى،أثبتت وثبت صحتها على أرض الواقع.
وأنا بالتحليل الملموس أقول بأن إدارة "أوباما" أخطر على الحقوق العربية والفلسطينية من إدارة المحافظين الجدد الراحلة،وما يطرحه "أوباما" ما يسمى بخطة سلام، هو ترجمة عملية لرؤية ونظرية "نتنياهو" السلام الاقتصادي، وقبل شرح ذلك سأسوق لكم المثال التالي:- انزعج المستوطنين في مستوطنة " أرمون هنتسيف" المقامة على أراضي قريتي المكبر وصورباهر من آذان الصباح في أحد جوامع البلدة وحضر إلى البلدة السيد "يوسي ساريد" زعيم حركة " ميرتس" اليسارية الإسرائيلية،والذي كان نائباً لرئيس البلدية- بلدية القدس- والتقى بعدد من أهالي البلدة،ومن ضمن ما طرحه هذا "اليساري" أنتم تعرفون هؤلاء مستوطنين كفرة وملحدين،وما العيب لو قمتم بتعطيل سماعة الآذان الموجهة نحو هؤلاء المستوطنين؟،وهو يريد بطريقة لبقة وذكية منا أن نحقق طلب المستوطنين،وفي نفس الوقت يظهر كرجل سلام.
وهذا حال السيد "أوباما" فأول الغيث قطرة" و" أول الرقص حنجلة" فهو يريد أن يطرح علينا مبادرة سلام عنوانها أن الحكومة الإسرائيلية القائمة في إسرائيل،حكومة يمينية ومتطرفة،وحتى نستطيع أمن نقنعها بالسلام،فالمطلوب من العرب والفلسطينيين،تقديم تنازلات تجاه تلك الحكومة، تنازلات يقف على رأسها إلغاء حق العودة للشعب الفلسطيني وفق القرار ألأممي 194 ،وبمعنى آخر الاعتراف بالطابع اليهودي لدولة إسرائيل،وهذا ما وضعه"نتنياهو" كشرط في خطاب تنصيبه للموافقة على حل الدولتين،وبعد تحقيق هذا الشرط،عرب الداخل- عرب مناطق 48 – يتم التخلص منهم الجزء الأكبر عبر التبادل السكانيـ وما تبقى يطرد ويرحل قسراً.
هذا من جهة ومن جهة أخرى مبادرة"أوباما" لا تشترط إنهاء الاحتلال،بل شرعنته من خلال عملية تطبيع وإقامة علاقات ما بين إسرائيل وأكثر من 57 دولة عربية وإسلامية،وبالقدر الذي يتقدم فيه التطبيع مع العرب،تصبح إسرائيل قادرة على القيام بخطوات أكثر جدية لوقف الاستيطان وتسليم أراضي للفلسطينيين لإقامة دولتهم عليها خلال أربع سنوات.
وطبعاً هذه المبادرة كما هو حال خارطة الطريق رهن بموافقة إسرائيل عليها،فهي لها الحق في الإضافة ووضع الشروط،وكما وضعت على خارطة الطريق 14 شرط وتعديل،ربما تضع 20 تعديل أو أكثر على مبادرة "أوباما" وننسى المبادرة الأصلية، ونبدأ في البحث ودراسة الاشتراطات الإسرائيلية عليها،والتي ربما لا تكون الفترة الرئاسية الأولى"لإوباما" كافية لوصول إلى نتائج حولها.
وهنا تتحول سنوات"أوباما" الأربعة لإقامة الدولة الفلسطينية الى أربعات وهكذا دواليك.....إلى أن لا تتبقى أرض ولا مناطق يقيم عليها الفلسطينيون دولتهم،ولا يتبقى أمامهم سوى مشروع"نتنياهو" السلام الاقتصادي بعيداً عن الدولة الفلسطينية المستقلة،ولنكتشف أن خطة" أوباما" السلام هي نسخة طبق الأصل عن خطة ورؤية "نتنياهو"،ولكن فاقد الشيء والراهن والمسلم كل أوراقه وقراراته إلى أمريكا،والخاصي للخيار العسكري والمقاوم عمداً وعن سابق إصرار ماذا يملك من الخيارات،سوى الخنوع والذل والاستجداء على أبواب المؤسسات الدولية والتشبث بأستار البيت الأبيض وقصر الاليزيه،واستدخال الهزائم وتصويرها على أنها انتصارات.

القدس- فلسطين
22/5/2009
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة توزيع الكراسي وتلبيس الطواقي .....
- من منع القدس عاصمة القافة/ الى منع احياء النكبة ......
- البابا ........المحرقة ......شاليط .....النكبة ...
- المبادرة العربية/ تعديل مش تنازل ...!!
- معارك ومشاغلات في كل الاتجاهات ...
- لنهيل التراب على جثماني الحوار والمصالحة الفلسطينيتين ...
- في الأول من ايار
- بيان الأول من ايار/ جبهة العمل النقابي ...
- المطلوب محكمة احمد نجاد ....؟؟؟
- العلاقات العربية- الايرانية حاضراً ومستقبلاً ..
- على خلفية دعوة -نتنياهو-/ المطلوب اعتذار فلسطيني عن النكبة . ...
- في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني 2009
- لماذا استهداف حزب الله الآن ...؟؟؟
- عن الأسرى والقدس.....وقوانين -وقوانين- قراقوش- الاسرائيلية . ...
- جبل المكبر والاستهداف الاسرائيلي المستمر والمتواصل ....
- ورحلت حكومة اسرائيلية ....وجاءت حكومة أخرى ...
- في ذكرى يوم الأرض ....تضيع الأرض ....!!
- قطر لا مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير ...
- في حضرة المناضل الكبير بسام الشكعة ...
- الشروط الأمريكية- الاسرائيلية حاضرة على طاولة الحوار الوطني ...


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - من وعد بوش الخماسي الى وعد أوباما الرباعي ...