أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سالم جبران - متى ننتقل من صراخ الشعارات إلى العمل النشيط والعقلاني؟














المزيد.....

متى ننتقل من صراخ الشعارات إلى العمل النشيط والعقلاني؟


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:35
المحور: المجتمع المدني
    


يعيش مجتمعنا العربي في اسرائيل، في المرحلة الراهنة، أزمة شاملة واحتقاناً خطيراً. الأزمة اقتصادية واجتماعية يرافقها تفكُّك وتفسُّخ وانتشار مذهل للعنف داخل مجتمعنا. والاحتقان هو ما يقودنا الى عدم الرغبة أو العجز عن تحديد أهدافنا، بواقعية، وبلورة أسس النضال لتحقيق أهدافنا.
هناك تنافس تصعيدي في الشعارات، فمرة نحن "عرب ال 48"، ومرة نحن "عرب الداخل"، ومرة نحن "فلسطينيو الداخل"، الى آخر الاصطلاحات التي نتنافس فيها بين بعضنا على القومية الاصطلاحية والكلامية!
كأنما نحن، بدون هذه المصطلحات، لسنا فلسطينيين وهناك خطر على هويتنا وانتمائنا وتاريخنا!!
ان الخطر علينا هو منَّا أكثر منه من النظام العنصري القائم. اننا طوائف، في الحقيقة، اكثر مما نحن شعب، ونحن عائلات وحمائل اكثر مما نحن شعب.
وهناك تناحر فيما بيننا يصل حد القطيعة. والطوشات في قرانا حتى بين أبناء البلد الواحد والطائفة الواحدة اصبحت ظاهرة يومية. والصدع على أساس طائفي يتدهور من حين الى آخر الى طوشة، (بالسلاح احياناً!) ونحاول لفلفة القضية وطمها بشكل انتهازي. نضع عيوننا في الرمل ونقول الواقع غير موجود!!
هل هناك صلة متبادلة بين التطرف"القومي" في الكلام والاصطلاحات، وبين تفككنا وتمزقنا على ارض الواقع؟ انا اقول هناك صلة. ان قوميتنا "الكلامية" محاولة لاخفاء عجزنا في النضال القومي الجماهيري، الميداني، الشعبي، الحقيقي، وندرة انجازاتنا!
سأطرح هنا، باقصى الوضوح والبساطة، نقطة أخرى تشغلني مؤخراً كهاجس دائم. الا نساعد بتطرفنا الكلامي على القطيعة بيننا وبين المجتمع اليهودي؟ الا نسهِّل على العنصرية أن تبطش بنا، بدون أن نجد حلفاء لنا يدافعون عنا وعن حقنا؟!
هل هناك عربي عاقل يقول انه لا فرق بين حزب لبرمان الفاشي وبين المعتدلين الديمقراطيين في حزب العمل؟ هل لا فرق بين الليكود وبين ميرتس وحتى بين الليكود وقديما؟ أليس هناك ألوف اساتذة الجامعات الديمقراطيين بين اليهود؟ اليس هناك ادباء وفنانون يندِّدون، بشرف وشجاعة، بموبقات الاحتلال؟
العرب ثلث اعضاء "مركز الحكم المحلي". هل نستخدم قوتنا كما يجب ونبني تحالفاً مع شركاء يهود هناك؟ هل نسعى الى بناء تحالفات في الجامعات بين العرب والديمقراطيين اليهود؟ هل العرب، نساء ورجالاً، في نقابة "العاملين الاجتماعيين" يعملون على تفهم اليهود لنا وكسْبنا لهم؟!
العنصري أو الغبي فقط هو مَن يقول ان كل اليهود "نفس الشيء" وهو مثل العنصري اليهودي الذي يقول كل العرب "نفس الشيء"!
ان القومية الانعزالية المنغلقة على ذاتها، الرافضة للحوار مع الآخر، هي قومية تُطلق النار على نفسها. ورأينا بعض "السوبر قوميين" الذين وجدوا انفسهم خارج الوطن يحررون فلسطين بالكلام ويقبضون الاجرة بالدولارات!!
كل شعب مظلوم ومحاصَر ومخنوق سياسياً واقتصادياً، مثل الاقلية الفلسطينية مواطني اسرائيل، لا يكونون قوميين اذا رفضوا فتح قنوات الحوار مع اليساريين والدمقراطيين والليبراليين والمعتدلين في الشعب الآخر. بل نكون وطنيين حقيقيين ودمقراطينن انسانيين إذا حاورنا وتحالفنا مع القوى الدمقراطية اليهودية. ليست القومية ان نجعجع "قومياً" بل القومية ان نكسر الحصار ونشرك معنا في النضال الدمقراطي ضد الاقتلاع والحصار والخنق، كل الدمقراطيين والانسانيين اليهود. كل اسبوع نقرأ في "هآرتس" مقالات شجاعة وانسانية كتبها كتَّاب شرفاء، وأيضا في "يديعوت احرونوت" نجد احيانا مقالات شجاعة، كما اننا نلاحظ على شاشة قنوات التلفزيون الكثير من مواقف التضامن معنا، وأيضا مع الشعب الفلسطيني المحاصر في زنزانة المناطق المحتلة.
إنني، كمواطن، أناشد لجنة المتابعة ولجنة الرؤساء وكل الأطر العربية والوف العرب الذين يعملون أو يتعلمون مع اليهود يومياً، أن نقوم بتغيير جذري، نوعي، من "الاباء" الرافض للحوار واللقاء، الى اختراق منظم ومنهجي للمجتمع اليهودي، وهذه هي قمة الوطنية الحقيقية والفعالة.
ان التدهور نحو العنصرية اليمينية المتطرفة في الحياة السياسية اليهودية يضاعف من حاجتنا الى التفتيش عن اليهود الانسانيين الدمقراطيين المعتدلين القلقين، الذين هم أيضاً بحاجة الى التحالف معنا!
سالم جبران – رئيس تحرير جريدة الأهالي



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الغرابة في تدنِّي مكانة اللغة العربية؟!!
- النمو الاقتصادي في إسرائيل- الأرباح للأغنياء فقط!
- العنصرية المعادية للعرب تتضاعف في إسرائيل
- تيارات فاشية وعنصرية.. ونازية تحت سطح المجتمع الإسرائيلي
- تسعون عاماً على وعد بلفور-أين هم وأين نحن؟
- أصحاب الأرض غرباء
- إسرائيل تخطط وتستعد والعرب.. يشاهدون -باب الحارة-!
- فضائح في إسرائيل وفضائح في العالم العربي!
- براك يساري نكتة
- في ظل الأوضاع الظلامية- تذبل المبادرة والإبداع!
- أكبر جريدة في إسرائيل: إسرائيل دولة عنصرية!
- من حزب استيطاني كولونيالي- إلى حزب ..على الإنترنت!
- التخلص من الدكتاتوريات
- حالة الطقس في إسرائيل
- كتب الدين والطبيخ
- العالم العربي مستعمرة أمريكية أم وطن للعرب الناهضين؟!
- دولة يهودية وعنصرية
- ما الغرابة أن الأدب العبري أكثر رواجاً في العالم من الأدب ال ...
- الديمقراطية وحرية الشعوب- شرط لنهضة العرب
- كونوا على حذر من حكومة ضعيفة!


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سالم جبران - متى ننتقل من صراخ الشعارات إلى العمل النشيط والعقلاني؟