أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سالم جبران - كتب الدين والطبيخ














المزيد.....

كتب الدين والطبيخ


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 2005 - 2007 / 8 / 12 - 08:51
المحور: المجتمع المدني
    


كتب الدين والطبيخ-
الأكثر رواجاً في دنيا العرب

بثَت قناة "العربية" التلفزيونية يوم الجمعة (3/8/2007) برنامجاً حضارياً يتناول جانباً أساسياً من الأزمة الحضارية العربية، ونقصد عدم وجود سياسة عربية تنويرية لحركة الترجمة، ورواج الكتب الهابطة التي تعنى بقضايا الطبيخ وقضايا السحر والشعوذة، بالإضافة إلى إغراق السوق العربية بالكتب التي ظاهرها ديني، بينما هي ترويج للتطرف الأعمى، وإضفاء صفة القدسية والشهادة على الإرهاب والكراهية العمياء للثقافات الإنسانية الأخرى، والقَدَرِية التي تجعل الإنسان عاجزاً عن التفكير الحر وعاجزاً عن العمل الفعال لتغيير الواقع العربي.
إن العالم كله يعيش يقظة علمية مدهشة، فبالإضافة إلى دور النشر التي تقدّم للشعوب نتاجاً حضارياً، علمياً واقتصادياً وأدبياً وفنياً واجتماعياً منوعاً هناك ثورة الكومبيوتر التي تتسع لتشمل مئات ملايين الناس. وبحق قال أحد المتكلمين في البرنامج إن اتساع استخدام الكومبيوتر يمكن أخذه مؤشراً ممتازاً على ديناميكية وحضارية ورقي أي شعب من الشعوب. ومن الواضح أن هذا المؤشر ليس لصالحنا، نحن العرب حالياً.
وقد أفاض ثلاثة أساتذة محترمون في تحليل مأزق عملية الترجمة في الأوطان العربية وعدم الاتفاق، عربياً، على ترجمة الاصطلاحات العالمية، مما يجعل من الأسهل على المثقفين العرب أن يقرأوا الكتب بالانجليزية أو الفرنسية مثلاً وليس الترجمة العربية لهذه الكتب!
وقال أحد المفكرين إن العرب، في العصر العباسي، قاموا بعملية ترجمة شاملة وواسعة، برعاية من الدولة، خصوصاً في عصر المأمون. وخلال نصف قرن تمت ترجمة ألوف الكتب من اليونانية والفارسية والهندية، بما فيها الفلسفة والعمارة والطب والهندسة وغيرها من علوم العصر.
وبينما تقف ميليشيات الأصولية الدينية المتطرفة في أيامنا بالمرصاد للترجمة، فقد قال المأمون، الخليفة، العبقري والحضاري الفذ:" نرجو أن نترجم كل كتاب يوجد عربي يعرف لغته، من أية لغة كانت". فقال له الغزالي الشيخ الأصولي: "ونترجم كتب الكفر يا أمير المؤمنين؟"فقال المأمون في شجاعة حضارية: نترجمها ونقرأها ولا نعمل بها.
ما قصده المأمون، وحركة الترجمة في العصر العباسي، هو ترجمة أكثر ما يمكن من حضارات الشعوب إلى اللغة العربية، لكي تغتني الثقافة العربية بكل كنوز الحضارة العالمية.
هل نبالغ إذا قلنا إن العرب في زمن المأمون كانوا أكثر انفتاحاً وأكثر نضجاً وأكثر تسامحاً وأكثر وعياً بأهمية معرفة كل الثقافة الإنسانية، أكثر من عربنا اليوم، أنظمة وشعوباً؟
هل نحن بحاجة إلى أن نحلل وحشية البطش والإرهاب السياسي والإرهاب الفكري والإرهاب الديني الذي يمنع ترجمة عشرات ألوف الكتب من الإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية وغيرها إلى اللغة العربية!
هل نبالغ إذا قلنا إن الحصيلة الأساسية في الطفرة العالمية الراهنة للحضارة ليست في متناول القاريء العربي؟!
أشار المشاركون في الندوة وأنا أثني على ذلك-بأن دولاً "محافظة" مثل الكويت والمغرب أكثر ديمقراطية وأكثر انفتاحاً من الدول "الجمهورية" "القومية" "الثورية". هناك ترجمات علمية واقتصادية وأدبية واجتماعية رائعة في الكويت، كما أن المجلات والصحف الكويتية تبدو أكثر عصرية وأكثر حضارية وأكثر انفتاحاً من أنظمة الديكتاتورية العسكرية في العالم العربي.
قال أحد الأساتذة، وهو محق في ذلك:" ليست المشكلة مالية أساسا.ً بإمكان كل دولة، إذا شاءت أن تجد المال الكافي لدعم الترجمة".
المشكلة الحقيقية هي غياب المشروع النهضوي العرفاني، المنفتح على الحضارة العالمية، وغياب الإصرار المبرمج لنشر العقلية العلمية والعطش للمعرفة وقبول الأفكار الجديدة والأساليب الجديدة، وبالأساس- القبول الطبيعي للآخر عموماً، وللأفكار الأخرى عموماً. إننا ما زلنا إلى الآن نسمع دجالين قومجيين ودجالين أدعياء التدين يعلنون في عنترية غبية "رفض الأفكار المستوردة". هل تلاحظون هنا، أن كلمة "المستوردة" في سياق سلبي يشبه الكفر؟ إنهم يقبلون السيارات المستوردة وكل أثاث قصورهم مستورد، وحتى الخادمات في قصورهم مستوردة، كما أنهم يقضون أكثرية السنة في القصور في أوروبا، وأغلب الظن أنهم هناك يخلعون الحطّة والعقال ويتفرنجون تماماً!!
على النخبة الثقافية والسياسية والاجتماعية والجمعيات الأهلية أن تضغط على الأنظمة لتعميق وتسريع عملية الترجمة الشاملة.
وأكثر من ذلك فإن المعارضة في العالم العربي يجب أن لا ينحصر صراعها في المضمار السياسي المباشر، فقط، بل أن يشمل نشر الثقافة الوطنية الإنسانية والثقافات العالمية الديمقراطية والإنسانية ونشر العلم واحترام العلم وعدم الخوف من العلم، ونشر القِيَم الأساسية للحضارة المعاصرة وفي مقدمتها حرية الإنسان والشعوب وكرامة الإنسان والشعوب والمساواة بين بني البشر ومحاربة الفقر والظلم والعنصرية والحروب.
إذا نجحنا في الزيادة المستمرة للأجيال المشبعة بحب العلم والتقدم العلمي والاستفادة من كل ثقافة وافدة وتعلّم أكثر ما يمكن من اللغات الأجنبية، وإذا شجعنا الأجيال الصاعدة على المنهجية العلمية، فإننا نضع الأساس ليس فقط لنهضة علمية وثقافية متفاعلة مع العصر وعواصفه، بل نضع الأساس أيضاً لإسقاط أنظمة الجهل والتخلف والتطرف والفساد التي تحكم أوطاننا العربية وتُشبع شعوبنا جوعاً وذلاً وهواناً.
الناصرة



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي مستعمرة أمريكية أم وطن للعرب الناهضين؟!
- دولة يهودية وعنصرية
- ما الغرابة أن الأدب العبري أكثر رواجاً في العالم من الأدب ال ...
- الديمقراطية وحرية الشعوب- شرط لنهضة العرب
- كونوا على حذر من حكومة ضعيفة!
- لماذا تراجع التنوير العربي وتقدّمت الظلامية الإرهابية
- فضيحة إسرائيل كبيرة وفضيحة العرب- أكبر
- القدس العربية: ساحات القدس فارغة؟!
- العرب الفلسطينيون مواطنو دولة إسرائيل- نحو استراتيجية مبدئية ...
- انتخاب الجنرال المليونير رئيساً لحزب العمل
- مشعل في دمشق وايران في غزة
- كتاب أبراهام بورغ يتحول إلى عاصفة!
- الورطة الديموغرافية لإسرائيل-في القدس
- أنظمة الحزب الواحد والحاكم الأوحد حوَّلت شعوبنا إلى أسرى وأو ...
- متى تحاسب الشعوب العربية حكامها كما يحاسب الشعب الإسرائيلي ح ...
- كتاب ضخم، لائحة اتهام ضد النظام السياسي-الاجتماعي الإسرائيلي
- إسرائيل: من الحلم القومي إلى عبادة البورصة والدولار!
- الأخطار الاستراتيجية التي تواجهها دولة إسرائيل
- الوطني الحقيقي- إنساني بالضرورة
- هل نأخذ مصيرنا بأيادينا ونصنع مستقبلنا أم نواصل رقصة العجز و ...


المزيد.....




- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سالم جبران - كتب الدين والطبيخ