أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - الأخطار الاستراتيجية التي تواجهها دولة إسرائيل















المزيد.....

الأخطار الاستراتيجية التي تواجهها دولة إسرائيل


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1893 - 2007 / 4 / 22 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعقد كل عام في "المركز الأكاديمي متعدد المجالات" في هرتسليا(شمال تل-أبيب) مؤتمر يضم كل الطاقات الأكاديمية، وقادة الدولة والجيش وقادة الأحزاب ورجال الأعمال الكبار وهيئات البحث العلمي والتخطيطي التابعة للجيش ولوزارة الخارجية.
ويجب القول إن هذا المؤتمر كان خطوة نوعية إلى الأمام في تسيير الحياة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية في إسرائيل على أسس علمية، على الطريقة الأمريكية والغربية بشكل عام.
المؤتمر الذي عُقِد هذه السنة في كانون الثاني 2007 كان صاخباً وعاصفاً، ويجب القول إنه برزت فيه اتجاهات أكاديمية وسياسية متناقضة وبالغة الحدة، مما يؤكد أن إسرائيل لا تسير حسب خطة تضعها الحكومة فقط، بل حسب خطة قومية شاملة تشارك كل الطاقات في صياغتها، عسكرياً وسياسياً وعلمياً واقتصادياً واستراتيجياً.
إذا قارنا هذا التوجه الشامل في إسرائيل، مع التوجه في العالم العربي (إذا كان هناك، أصلاً توجه شامل في العالم العربي)، فإن المقارنة هي بين توجه غربي متطور مقابل توجه عالم ثالث متخلف انفعالي وبلا تخطيط.
في كتاب التلخيص العام للمؤتمر الأخير، وهو بعنوان"ميزان المناعة والأمن القومي الإسرائيلي" تقييمات بالغة الأهمية وبالغة الخطورة أيضاً.
وأود هنا أن أتركز على الفصل بعنوان "التحديات الاستراتيجية والسياسية لإسرائيل" (ص16-19).
في البداية يطرح المؤلفون موضوعة الخطر النووي الايراني. ومع أن الكتّاب يعترفون أن الخطر ليس فقط على إسرائيل بل على الغرب أيضاً، ويشكل انعطافاً خطيراً في حرب الثقافات بين الغرب والعالم الإسلامي بقيادة راديكالية متطرفة مع إمكانيات عسكرية خطيرة نوعياً.
ويقول المؤلفون إن هناك في ايران تيارين، تيار الجيل الأول للثورة المستند إلى النخبة الدينية العليا ونخب البازار(الطبقة التجارية الوسطى)، والتيار الثاني الذي يستند إلى النخبة العسكرية-الاقتصادية و"كتائب الثورة" وخريجي الحرب الايرانية العراقية. وتتميز المجموعة الثانية بالاستعداد للمغامرة، "حتى النهاية" وبلا تردد.
كما يحلل البحث سعي ايران حالياً للهيمنة على العالم الإسلامي، ولاستخدام مجموعات "إرهابية"، مقاتلة في مقاومة السياسة الكونية الأمريكية و"أعوانها" وأبرز هذه المجموعات "حزب الله" في لبنان و"حماس" في فلسطين. وهذا النهج الايراني مع أنه يتفق بالأهداف مع "طالبان" و"القاعدة"، إلاّ أن بينهم صراعاً هو انعكاس للصراع السني- الشيعي، وهذا الصراع له آثار بارزة في العراق أيضاً.
من هذا البحث نلاحظ أمرين: أولاً قلق المؤسسة العسكرية-السياسية الإسرائيلية من آفاق التطور العسكري الايراني، وثانياً "الترابط الاندماجي" بين إسرائيل والولايات المتحدة في السياسة والاستراتيجية العالميتين. ويجب النظر إلى إسرائيل هكذا، بكل صفاء ذهن، والتحالف بينها وبين الولايات المتحدة غير شبيه ب"التحالف" بين أمريكا والدول العربية ودول العالم الثالث عموماً.
أما الموضوع الاستراتيجي الأساسي الثاني الذي شغل بال المؤتمر، ويشغل بال المؤسسة السياسية والعسكرية والاستراتيجية الإسرائيلية فهو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
يقول المؤلفون من البداية إن إسرائيل متمسكة بحل دولتين لشعبين، "إسرائيل دولة الشعب اليهودي (يهود العالم كله)، ودولة فلسطين التي هي "الحل الوحيد لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين".كما تقول الوثيقة إن المناطق التي فيها أكثرية يهودية في المناطق الفلسطينية المحتلة في حرب حزيران 1967 ستظل مناطق إسرائيلية، مثل مدينة "أريئيل" و"غوش عتسيون" (قرب بيت لحم والخليل)، كما قامت مستوطنات واسعة في مناطق القدس العربية أيضاً.
ويحذر البحث من إمكانية أن يُفشل التيار الديني الأصولي الفلسطيني ومعه تيار راديكالي علماني، حل دولة فلسطينية في حدود 1967، وعملياً الرغبة في استمرار الاحتلال والمقاومة، انطلاقاً من استراتيجية حل "دولة واحدة" لا دولتين، وهذا سيكون شكلاً من أشكال النضال لإلغاء "الدولة اليهودية".
إن البحث شكلياً يفضل التيار القومي البراغماطي برئاسة الرئيس محمود عباس وحركة فتح، ولكن من الشروط الواردة في البحث يريدون أن يعطوا للدولة الفلسطينية فقط ما يستغنون عنه من الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في حرب حزيران 1967.
ويستطرد واضعو البحث في التأكيد أن القضية الفلسطينية ليست لب وجوهر النزاع في الشرق الأوسط ولكن جوهر النزاع، طبقاً لهذه النظرية، هو التصادم الحضاري بين الإسلام الأصولي والغرب مع الانطلاق من أن إسرائيل تشكل جزءاً عضوياً من الغرب سياسياً وحضارياً، باعتبار العالم الغربي كله خصماً أو عدواً للإسلام.
ويتضمن البحث حول النزاع الإسرائيلي –العربي تحليلاً "علمياً" بالغ الخطورة للتطور السياسي داخل الأقلية العربية الفلسطينية مواطني دولة إسرائيل، ويتهم هذه الأقلية القومية بأنها هي أيضاً لا تريد حل "دولتان لشعبين" بل تريد تحويل إسرائيل إلى دولة "ثنائية القومية" من ناحية وحلاً يقوم على دولة واحدة في فلسطين تضم الفلسطينيين واليهود.
إن هذه الصياغات " العلمية" تعكس تياراً سياسياً متصاعداً داخل إسرائيل، في الحكومة وفي البرلمان وفي الأحزاب اليهودية ، يصعِّد الشك والتحريض الخطير ضد الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل. كما تزداد النظريات العرقية الانفعالية حول "الخطر الديموغرافي" للعرب الفلسطينيين داخل إسرائيل.
إن هذا البحث، مع أنه يلبس عباءة أكاديمية رصينة جداً إلاّ أنه بحث سياسي متميز يصوغ ادعاءات المؤسسة ويتجاهل حقائق أولية حول حالة العرب في إسرائيل. فهناك 58 بالمائة من العرب تحت خط الفقر، وتصل البطالة بين العرب إلى 22 بالمائة بينما هي أقل من 8 بالمائة بين اليهود، وباختصار فإن المجتمع العربي داخل إسرائيل هو جزء عضوي من "العالم الثالث" بينما إسرائيل دولة صناعية أوروبية، بكل المقاييس السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ويتبرع واضعو البحث للقول، بشكل مناقض لكل منهج علمي، أن "عدم المساواة" (التمييز) ليس هو السبب في التوتر القائم بين الدولة العبرية والمجتمع اليهودي، وبين الأقلية العربية مواطني دولة إسرائيل منذ انتهاء حرب 1948.
ما أريد أن أقوله في النهاية للعالم العربي أمران: أولاً إقرأوا الوثائق الإسرائيلية، إقرأوا الأبحاث الإسرائيلية، ادرسوا بمسؤولية تيارات التطور ومناهج التفكير في إسرائيل، وثانياً لينتقل العالم العربي في تخطيطه السياسي والاقتصادي والصناعي والعسكري والدبلوماسي من الشطط غير المنهجي إلى التخطيط. وهذا باختصار، إشارة واضحة إلى التحدي الحضاري- الاقتصادي-السياسي-العسكري الذي تشكله إسرائيل إزاء عالم عربي ينخره التخلف وتخدره الأصولية الدينية.



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطني الحقيقي- إنساني بالضرورة
- هل نأخذ مصيرنا بأيادينا ونصنع مستقبلنا أم نواصل رقصة العجز و ...
- هل دم العربي أقل قيمة؟
- دولة عندها مخابرات أم مخابرات عندها دولة؟!
- النظام العربي المهتريء والفاسد لن يسقط من تلقاء نفس
- طلاب كلية الطب
- أية دولة يريد شعبنا الفلسطيني
- -وادي الصليب-في حيفا-الحاضر.. والغائب الحاضر
- قضية المرأة قضية المجتمع كله
- طاعون الفساد والرشوات يأكل جسد النظام الإسرائيلي!
- نوال السعداوي-مناضلة
- المواطنون العرب داخل إسرائيل
- - -دولة ضحايا النازية- تُمجِّد- اليهودي النازي- مئير كهاناّ
- نتنياهو وبراك- قديمان.. جديدان؟
- روسيا تقود المجهود العالمي لإسقاط نظام القطب الواحد الأمريكي
- أسئلة صريحة للغاية موجهة للسيد حسن نصرالله
- بدل أن تضحكوا على فضائح إسرائيل –إبكوا على حالة الشعوب العرب ...
- الآخرون يندفعون إلى التقدم ونحن نندفع إلى الانتحار!
- مؤرخ يهودي يكتب عن:التطهير العِرقي في فلسطين
- ممارسة الإرهاب


المزيد.....




- رئيس CIA الأسبق يعلق لـCNN على جدل الضربات الأمريكية على الم ...
- جنرال أمريكي عن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية: -عملت ...
- الجيش الإسرائيلي يقتل فتى في الـ15 من عمره في بلدة اليامون ب ...
- حملة -تحالف أبراهام- الإسرائيلية تثير الجدل بين الناشطين الع ...
- إيران: مجلس صيانة الدستور يقر قانون تعليق التعاون مع الوكالة ...
- كييف ومجلس أوروبا يوقعان اتفاقا لإنشاء محكمة خاصة بالحرب في ...
- غموض يلف تأثير الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيران ...
- ما هي أهمية مشروع خط انابيب الغاز «قوة سيبيريا 2» بالنسبة إل ...
- سقوط أكثر من 50 قتيلا فلسطينيا بنيران إسرائيلية في قطاع غزة ...
- ريبورتاج: -قلبنا معهم-... كيف تنظر الجالية العربية بالولايات ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - الأخطار الاستراتيجية التي تواجهها دولة إسرائيل