أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - هل دم العربي أقل قيمة؟














المزيد.....

هل دم العربي أقل قيمة؟


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1882 - 2007 / 4 / 11 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل حياة العربي أقل قيمة؟
بقلم سالم جبران
لإسرائيل، حالياً، ثلاثة جنود أسرى، إثنان عند "حزب الله" هما أودي غولدفاسر وإلداد ريغف وواحد عند حماس في قطاع غزة هو غلعاد شليط.
إن إسرائيل لم تهدأ يوماً واحداً منذ اختطاف هؤلاء الجنود الثلاثة. وبالإضافة إلى نشاط عائلات الجنود (وهو نشاط إنساني مفهوم تماماً) فإن كل مؤسسات الدولة، من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والسفارات في العالم والاتصالات السرية، تقوم ليل نهار بمتابعة موضوع الجنود الثلاثة المخطوفين .
ولقد قامت عائلات المخطوفين بزيارات للعديد من العواصم العالمية، وللفاتيكان، بهدف تجنيد التأييد والسعي لإطلاق سراح الجنود الأسرى.
إن هذا ليس جديداً في إسرائيل. فعندما تمَّ كشف نشاط التجسس الذي قام به أيلي كوهن (في قمة النظام السوري) أقامت إسرائيل الدنيا كلها ولم تقعدها سعياً لإطلاق سراحه وفيما بعد، لمنع إعدامه، ومنذ إعدامه إلى الآن تواصل إسرائيل المطالبة بنقل رفات أيلي كوهن إلى إسرائيل. هنا أيضاً يجب أن نرى فرقاً بين النشاط الإنساني للعائلة والنشاط السياسي المكثف للدولة بكل أذرعها.
وعندما تمّ اعتقال الحنان تننباوم في لبنان، تجندت دولة إسرائيل كلها، بكل أذرعها العلنية والسرية، وبادلت تننباوم الواحد والوحيد وجثث ثلاثةجنود قتلى، بعدد كبير من الأسرى اللبنانيين.
ليست إسرائيل وحدها التي تثير الضجة حول مخطوفيها، بل أنها تجند العديد من المنظمات الدولية والسياسية، كما أنها تدفع الإعلام العربي أيضاً إلى التعامل مع القضية. لذلك لا نعتقد أن سياسياً أو صحفياً أو دبلوماسياً أو مثقفاً في العالم العربي لا يعرف أسماء غولدفاسر وريغف وشليط!!
بودي أن أسأل الأمة العربية، رؤساء وملوكاً وحكومات ومثقفين: ألسنا نحن العرب بحاجة أن نخجل عندما نرى مدى اهتمام إسرائيل بمواطنيها المخطوفين وما تقوم به من جهد هائل لتحريرهم، بينما أمتنا العربية المجيدة تتعامل مع جنودها الأسرى وجنودها القتلى، بالشكل المهين الذي نعرفه جميعاً؟
لقد قُتِل في الحرب الايرانية-العراقية أكثر من مليون جندي عراقي. هل حقاً معروف في الوثائق العراقية مَن هم الجنود الذين أُعيدت جثثهم إلى الوطن ودفنوا في مراسم عسكرية كاملة؟ وكم من مئات الألوف من الجنود ممن لم تعرف عائلاتهم إلى اليوم أين قتلوا ودفنوا؟!
خلال حرب حزيران قرأنا في الصحافة العبرية والأجنبية أن عدداً هائلاً من الجنود المصريين ماتوا جوعاً وعطشاً في سيناء، بعد أن استسلموا. وقرأنا أن جرافات الجيش الإسرائيلي حضّرت حفراً ضخمة دفنت فيها جثث الجنود القتلى المصريين. وفقط مؤخراً ثارت قضية الجنود المصريين الذين قتلتهم فرقة "شاكيد" الإسرائيلية التي كان يقودها بنيامين بن اليعيزر.
طول المدة السابقة منذ نهاية حرب حزيران 1967، هل بحثت الحكومة المصرية والقيادة العسكرية هل حققت، هل ألحتا على إسرائيل لمعرفة الحقائق؟
إننا نلاحظ بأسف قومي وإنساني معاً، أنه بينما إسرائيل تتجند كلها، رسمياً وشعبياً. دبلوماسياً وإعلامياً لإنقاذ كل جندي أسير،ولإيصال جثة كل قتيل إلى "قبر رسمي" في إسرائيل، فإننا نسأل بمرارة صارخة: كم مائة ألف جندي عربي ماتوا في أماكن مجهولة، وخاف أهلهم أن يسألوا: أين الابن الذي لم يعد؟!!
أنا أرفض باشمئزاز الادعاء العنصري بأن العرب "لا يهتمون" بمصير أبنائهم، بعكس اليهود وبعكس كل شعوب العالم. كل ما في الأمر أن الأنظمة العربية الدكتاتورية الطاغية المجرمة، لا يهمها المواطنون ولا يهمها الجنود. لقد احتفل صدام بالانتصار "التاريخي" على ايران(وهو انتصار وهمي) فما الحاجة أن يسأل هو ونظامه عن مصير كل جندي قتيل؟
والأنظمة العربية في منطقتنا لفلفت الطابق بعد هزيمة حزيران 1967 وانشغلت بإعادة التوازن الداخلي في العصابة الحاكمة وفي المجتمع فهل تطلبون منها أن ينشغلوا بمصير جنود موتى، ومن يعرف أسمائهم، سامحكم الله!!
قبل مدة غرقت عبّارة ركاب مصرية في البحر الأحمر، فرأينا البلبلة المعيبة والمهينة للنظام المصري، في عملية انتشال الناجين وانتشال الجثث، ويخيل لي أن بعض الجثث لم يتم انتشالها إلى الآن، وخلال الأيام الحزينة سمعت سيدة مصرية على التلفزيون تمزق ثيابها وتمعط شعرها في منطقة الحادث المفجع وتسأل: "لو أن الغرقى أقارب الرئيس مبارك ورئيس الوزراء والوزراء، هل هكذا بإهمال، سيكون التعامل مع الحادث ومعالجة الموقف؟!"
لنقل، بكل صراحة، مهما تكن جارحة ومؤلمة. إن النظام العربي عموماً فاقد للشعور الإنساني بقدسية حياة الإنسان، فاقد للاحترام لمواطني بلده. ولعله يفكر تفكيراً وحشياً مفاده أن "كثيرين يموتون ويبقى كثيرون".. ولا حاجة إلى الضجة!!
إننا نسمع الضجيج القومي وهو ضجيج كاذب، ونسمع عن "حرص" الدولة على حياة مواطنيها وأمنهم، وهو حرص مزيف، ونسمع عن "التخطيط المستقبلي" للمجتمع، والطغم الحاكمة لا تخطط إلاّ لمواصلة سرقة ثروات الوطن، على المكشوف وبالسر. إن العصابات السلطوية تتعامل مع الوطن كما لو كان ملكاً خاصاً لها، وقد عوَّدت الشعب "مصدر السلطة" رسمياً، بأنه ليس أكثر من نعاج للذبح، يتكلمون عن القومية وعن الأمة، بينما هم شِلل حاكمة مفسودة وسارقة وظالمة في الوقت نفسه.
إننا نتابع، بالتفصيل، النضال البطولي للمعارضة الوطنية الديمقراطية ولمنظمات حقوق الإنسان في أوطاننا العربية ويقيناً أن المسيرة البطولية للنضال الوطني الديمقراطي مرصوفة بالتضحيات، وبمقتل الكثيرين في الزنازين وفي الأقبية، وبهروب بعض المناضلين والمناضلات خارج الوطن، ولكن في نهاية المطاف، فإن الشعب سوف يبقى ويعيش ويزدهر ويفرح ويغني، بعد أن تكون أنظمة الظلم والعار قد سقطت!
عندئذ سوف يكون الإنسان العربي حراً حقاً. وعندئذ ستطور مجتمعاتنا العربية موقفاً إنسانياً من حياة الإنسان، وعندئذ سيكون كل إنسان فرْد عزيزاً على الوطن كله، وسيكون الوطن حريصاً على كل إنسان بوصفه قيمة عليا، مقدسة.





#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة عندها مخابرات أم مخابرات عندها دولة؟!
- النظام العربي المهتريء والفاسد لن يسقط من تلقاء نفس
- طلاب كلية الطب
- أية دولة يريد شعبنا الفلسطيني
- -وادي الصليب-في حيفا-الحاضر.. والغائب الحاضر
- قضية المرأة قضية المجتمع كله
- طاعون الفساد والرشوات يأكل جسد النظام الإسرائيلي!
- نوال السعداوي-مناضلة
- المواطنون العرب داخل إسرائيل
- - -دولة ضحايا النازية- تُمجِّد- اليهودي النازي- مئير كهاناّ
- نتنياهو وبراك- قديمان.. جديدان؟
- روسيا تقود المجهود العالمي لإسقاط نظام القطب الواحد الأمريكي
- أسئلة صريحة للغاية موجهة للسيد حسن نصرالله
- بدل أن تضحكوا على فضائح إسرائيل –إبكوا على حالة الشعوب العرب ...
- الآخرون يندفعون إلى التقدم ونحن نندفع إلى الانتحار!
- مؤرخ يهودي يكتب عن:التطهير العِرقي في فلسطين
- ممارسة الإرهاب
- مؤشرات التطور الاقتصادي والاجتماعي في إسرائيل
- من أين لك أربعة مليارات دولار، يا سماحة الشيخ؟!
- كيف يفكر الفلسطينيون داخل إسرائيل


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - هل دم العربي أقل قيمة؟