أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - التخلص من الدكتاتوريات















المزيد.....

التخلص من الدكتاتوريات


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 2021 - 2007 / 8 / 28 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المدخل للنظام الديمقراطي العربي
احتفل حزب "الوفد" في مصر، قبل أسبوع، بمرور ثمانين عاماً على وفاة زعيم "الوفد" والقائد الوطني المصري البارز سعد زغلول.
الاحتفال الذي أقامه الحزب، بهذه المناسبة، (بثته الجزيرة كاملاً) بالإضافة إلى الانتقادات الحادة، سياسياً واقتصادياً للنظام الحالي بقيادة الرئيس مبارك. قدَّم صورة للفكر السياسي الذي حمله حزب "الوفد" ومن هذه المباديء: الوحدة المصرية الوطنية التي تجمع المسلمين والأقباط في ظل المواطنة المتساوية، الواقعية السياسية والاعتماد على الشعب في النضال الجماهيري، والحرص على تطور الاقتصاد الوطني والصناعة الوطنية والبنوك الوطنية ونشر التعليم الوطني، أيضاً في ريف مصر، والموقف العصري الديمقراطي من مكانة المرأة في المجتمع الناهض.
إذا أخذنا كل هذه المباديء والعناصر، مجتمعة، يمكن أن نقول إن البرنامج الذي وضعه الوفد كان برنامجاًَ رأسمالياً وديمقراطياً معاً، مع تنشيط الدور للشعب المصري في المعارك المصيرية مثل الاستقلال والجلاء.
إن الثورة المصرية، ثورة 23 يوليو، أخفت تماماً تاريخ النضال الوطني المصري الذي سبق الثورة، وكأن كل ما كان قبل الثورة ، مرفوض وفاسد. وتعمق هذا الرفض لمرحلة ما قبل الثورة، خصوصاً، عند رفع شعار "الاشتراكية" و"الاشتراكية العربية" والتأميمات الواسعة التي جعلت القطاع العام قطاعاً حاسماً تديره البيروقراطية العسكرية السابقة، التي هي من بطانة النخب العسكرية التي قامت بالثورة.
يجب الإشارة إلى أن كل الدول العربية التي قامت فيها انقلابات عسكرية وأقامت "نظام الحزب الواحد" الذي يقوده العسكر، قامت بتغييب أو دمغ أو تزييف تاريخ ما قبل المرحلة "الثورية"-الانقلابية.
هل يعرف الشعب السوري، وطلاب المدارس والجامعات في سورية، عن الأحزاب الوطنية الشجاعة ، البرجوازية والليبرالية، واليسارية، والوطنية المعتدلة التي خاضت النضال الجماهيري ضد الاحتلال الفرنسي؟ هل كان الشعب العراقي في ظل حكم البعث يعرف شيئاً عن النضال الباسل للحزب الوطني الديمقراطي بقيادة القائد الفذ كامل الجادرجي، والحزب الشيوعي العراقي وللحركات القومية العراقية بما فيها التيارات الوطنية الناصرية؟ هل يتعلم الشعب في ليبيا الآن شيئاً عن النضالات الوطنية الاستقلالية في ليبيا قبل أن يمن التاريخ على ليبيا بمعمر القذافي؟
منذ الستينات إلى الآن تحكم أغلبية الدول العربية أنظمة ديكتاتورية عسكرية، أو صيغ جديدة معدَّلة للدكتاتوريات العسكرية، والنخب الحاكمة، حتّى لو خلعت البزة العسكرية ولبست البدلة الإفرنجية، فهي في الحقيقة أنظمة عسكرية المنشأ والتفكير وهي تمسك بكل الخيوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وطبعاً طبعاً المخابراتية!
إن كل النهضة القومية ذات الاتجاهات الديمقراطية، وكل النضال القومي الاستقلالي وكل الحياة الحزبية في مختلف الدول العربية من مرحلة ما قبل الانقلابات العسكرية-وضعت في غرف مغلقة مظلمة لا يجوز الدخول إليها، ولا يجوز الكلام عنها!!
إقامة "نظام الحزب الواحد" الذي يمسك بكل الخيوط، جعلت النخبة القيادية للنظام قشرة عسكرية فقيرة ثقافياً متغطرسة سياسياً احتكارية اقتصادياً. وليس غريباً أنه في أكثر من دولة عربية أساسية أقيم النظام الجمهوري الوراثي، وهذه، لعمري، مهزلة العصر، وهي "إنجاز" فريد من نوعه للتاريخ العربي في المباراة العالمية!!1
هل صدفة أن أنظمة الحزب الواحد العسكرية سابقاً، العسكرية إلى الآن فعلياً، قادت إلى الجمود الاقتصادي وإلى التقهقر القبلي وإلى الفساد واستيلاء النخبة- العصابة الحاكمة على كل خيرات البلاد ومقدرات البلاد؟ هل صدفة أنه بينما كل الدنيا تتقدم علمياً واقتصادياً وتطويرياً وتتفاعل مع العالم، فإن عالمنا العربي مثل البقرة المكسرة الرجلين، هابطة، عاجزة، حتى عن السير، وعاجزة عن الحلم؟!
في اعتقادي أننا في المعركة الحضارية المصيرية للانفتاح والعصرنة والاعتدال والتعددية، يجب أن نستعيد قراءة ودراسة التجارب السياسية والحزبية السابقة في كل العالم العربي، بل قراءة ودراسة فكر النهضة القومية والحضارية، في القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين. هناك مئات المفكرين والمصلحين العرب، في مصر وبلاد الشام ممن كانوا طلائعيين يمتازون بالشجاعة النادرة والعطش إلى المعرفة وقبول الحضارة الجديدة والعمل للتحالف مع العلم والمنطق العلمي. تكفي عودة إلى فكر النهضويين في مصر وبلاد الشام، مثل رفاعة رافع الطهطاوي وقاسم أمين وأحمد فارس الشدياق وبطرس البستاني وصولاً إلى طه حسين وعباس محمود العقاد وأحمد لطفي السيد وخليل السكاكيني واسحق موسى الحسيني ومئات غيرهم، حتّى ندرك أن هناك جذوراً حضارية سابقة لنهضتنا المرجوة.
كما أن هناك فكراً نيِّراً مدهشاً يطالب بحرية المرأة وحقها في العلم والعمل والتمثيل السياسي. مما ينسف الشعوذة الأصولية التي تلطخ تاريخنا وتلطخ حاضرنا ومستقبلنا.
ما أريد أن أقوله، بصوتٍ عالٍ، وهو ثمرة مراجعة نقدية ذاتية هو التالي: مع كل الاحترام لليسار السياسي والاجتماعي، فهو وحده ليس قادراً أن يُغَيِّر. هناك حاجة إلى استنهاض طاقات البرجوازية الوطنية، الرأسمالية، (نعم الرأسمالية)، واستنهاض الفلاحين، أكثرية جماهير أمتنا واستنهاض طلاب الجامعات والثانويات لخلق جبهة وطنية عريضة، متفقة على الديمقراطية والتعددية والنظام الديمقراطي والقضاء النزيه وفصل الجيوش عن السياسة وتداول السلطة وتشريع دساتير ديمقراطية تكون فوق الرئيس وفوق الحكومة، مع إفساح المجال للأحزاب السياسية والنقابات كي تعمل بحرية، في إطار القانون، والعمل لتحرير الجامعات من العبودية للعسكر ونظام العسكر والمخابرات.
على بساط البحث في العالم العربي، الآن، ليس بناء الاشتراكية، بل بناء نظام دستوري ديمقراطي، نظام يحرر الشعب من الخوف، نظام سيادة الشعب فوق أرضه الوطنية.
إن إسقاط نظام الدكتاتورية العسكرية المقيتة والفاسدة، والتي لم تجلب إلاّ الهزائم المهينة ولم "تحقق" غير سرقة خيرات الوطن- هو المدخل لدخول أمتنا العربية إلى آفاق القرن الحادي والعشرين بحضارة لا يخجل بها، في قبورهم ابن خلدون والفارابي وابن رشد!



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة الطقس في إسرائيل
- كتب الدين والطبيخ
- العالم العربي مستعمرة أمريكية أم وطن للعرب الناهضين؟!
- دولة يهودية وعنصرية
- ما الغرابة أن الأدب العبري أكثر رواجاً في العالم من الأدب ال ...
- الديمقراطية وحرية الشعوب- شرط لنهضة العرب
- كونوا على حذر من حكومة ضعيفة!
- لماذا تراجع التنوير العربي وتقدّمت الظلامية الإرهابية
- فضيحة إسرائيل كبيرة وفضيحة العرب- أكبر
- القدس العربية: ساحات القدس فارغة؟!
- العرب الفلسطينيون مواطنو دولة إسرائيل- نحو استراتيجية مبدئية ...
- انتخاب الجنرال المليونير رئيساً لحزب العمل
- مشعل في دمشق وايران في غزة
- كتاب أبراهام بورغ يتحول إلى عاصفة!
- الورطة الديموغرافية لإسرائيل-في القدس
- أنظمة الحزب الواحد والحاكم الأوحد حوَّلت شعوبنا إلى أسرى وأو ...
- متى تحاسب الشعوب العربية حكامها كما يحاسب الشعب الإسرائيلي ح ...
- كتاب ضخم، لائحة اتهام ضد النظام السياسي-الاجتماعي الإسرائيلي
- إسرائيل: من الحلم القومي إلى عبادة البورصة والدولار!
- الأخطار الاستراتيجية التي تواجهها دولة إسرائيل


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - التخلص من الدكتاتوريات