أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سالم جبران - أصحاب الأرض غرباء














المزيد.....

أصحاب الأرض غرباء


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


هناك ظاهرة سياسية في إسرائيل تبرز، في حدّة وشراسة، من حين لآخر، وهي اكتشاف "خطر التزايد العربي داخل إسرائيل" وأيضاً "ازدياد سكنى العرب في المدن اليهودية"، مما يهدد حسب منطق العنصريين "الطابع اليهودي" لتلك المدن. ويسأل العنصريون في حسرة وتنهد: "هل جئنا من أوروبا الغربية وروسيا وأمريكا اللاتينية إلى إسرائيل، لنسكن في مدن يتعمق طابعها العربي، عاماً بعد عام؟" .
هناك كثير من الهستيريا العنصرية الفاشية في هذا الإدعاء. ولكن لا مجال للإنكار أن نسبة العرب في المدن اليهودية والمختلطة في تزايد، ليس نتيجة خطة "تآمرية" "قومية" عربية، بل نتيجة نزوح العرب (بعد مصادرات الأراضي العربية) إلى المدن، بحثاً عن عمل.
مؤخراً رفع العلم العنصري عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي ) أوري أريئيل من كتلة "الاتحاد القومي- الحزب القومي الديني". قال: هناك أحياء في "الناصرة العليا" (مدينة يهودية أقيمت بجانب الناصرة العربية ) احتلها العرب كلياً. مثلاً حي "إبنِ بيتك" القديم، من 56 فيللا بقيت فيه خمس فيلات يسكنها اليهود".
ويقول هذا "القومي" العنصري: "يجب وقف السيطرة العربية على أحياء في المدن اليهودية، نتسيرت عليت ، عكا، كرميئيل، اللد ، الرملة، حيفا وغيرها.
وللتذكير نقول إن نتسيرت عليت أقيمت على أراضٍ منهوبة من الناصرة ، عين ماهل، الرينة، وكفركنا، مما أبقى هذه الأمكنة العربية بدون أراضٍ للعمار. أما كرميئيل فهي مدينة أقيمت على أراضي دير الأسد ومجد الكروم والبعنة ونحف، مما أبقى هذه القرى "غيتوات" ليس أمامها أي أفق مستقبلي للعمار. ونحن نقول إن مَن يعتقد أن عكا واللد وحيفا مدن يهودية ولا مكان للعرب فيها، هو عنصري يتناسى تاريخ هذه المدن، ففي أيام الانتداب كانت عكا مدينة عربية تماماً بدون استيطان يهودي، وكانت اللد مدينة عربية تماماً، وكان في حيفا 94 ألف مواطن عربي.
إن الأيديولوجيين العنصريين الذين توهموا أن إسرائيل ستكون دولة "نظيفة" تماماً من العرب هم جهلة وأغبياء وغير واقعيين. العرب أيضاً يزدادون زيادة طبيعية، ويزداد بينهم الموظفون والأطباء والمقاولون وقطاعات من الطبقة الوسطى، وحين تضيق بهم القرى، ينزحون إلى المدن القريبة عادة.
أقول، بكل الصدق، إنه ليست هناك "خطة سرية" للعرب أن "يحتلوا" المدن اليهودية، ولكن لديهم خططاً علنية للحياة، لبناء بيوت عصرية، لضمان حياة للأجيال القادمة أفضل من حياة آبائهم.
عضو الكنيست أوري أريئيل يقول إنه زار نتسيرت عليت قبل أسابيع وذهل: "ذهلت من احتلال أبناء الأقليات للمدينة. تبين لي أن هناك شراء لحوانيت وشقق وساحات من قبل عرب الجليل". ويدّعي هذا الفاشي أن 30 بالمئة من سكان "نتيسرت عليت" هم عرب. وهذا بالطبع مبالغ فيه، فإحصائيات البلدية لا تتكلم عن أكثر من 10 بالمئة فقط. ولكن العنصري يبالغ ليثير الهلع والهستيريا والكراهية البهيمية المعادية للعرب.
أريئيل هذا يقول إن حزبه "الاتحاد القومي" سيضع خطة تفصيلية ويطرحها للدوائر الحكومية لتشجيع الأزواج الشابة اليهودية والطلاب الجامعيين اليهود والعائلات اليهودية الميسورة للقدوم إلى الجليل، لشراء شقق بأسعار "خاصة"، لوقف "الاحتلال" العربي للمدن والمستوطنات اليهودية.
ويقول أريئيل إن "الحل السحري" حقاً، هو توجيه جمهور متدين يهودي- قومي إلى نتسيرت عليت وأيضاً إقامة مدارس دينية يهودية ومراكز دينية، لعل هذا "يُنفِّر" العرب ("المسلمين والمسيحيين") من القدوم إلى هذه المدينة!!
عضو بلدية "نتيسرت عليت" السابق السيد سليم خوري يقول رداً على الزوبعة العنصرية القذرة التي أثارها أريئيل : "هذا اليميني العنصري يريد بناء حزبه وربما بناء نفسه شخصياً من التحريض السافل ضد العرب. إن أي عربي لا يأتي إلى نتسيرت عليت ليحتل، بل ليسكن ويعمل، وهو عادة يريد علاقات إنسانية وطبيعية، علاقات جيدة حسنة مع السكان اليهود".
ويقول سليم خوري: "إن العرب واليهود في المدينة معتدلون وإنسانيون ويريدون العيش لا تنغيص العيش على الآخرين".
العرب في نتسيرت عليت لا يستخفون بهذه الحملة العنصرية المعادية للعرب، التي تحاول بذر الكراهية الجماعية للعرب لكونهم عرباً، مما قد تكون له نتائج خطيرة جداً مستقبلاً.
إن العرب الفلسطينيين المواطنين في دولة إسرائيل، يحسون بالضائقة، ويحسون بالتهديد النفسي وأحياناً بالتهديد العنصري الحقيقي. ولذلك فإن القوى المثقفة بين العرب وجمعيات المجتمع المدني تقوم بحملة هامة بين اليهود، للتصدي المشترك للعنصرية. وهناك يهود وعرب يذكّرون المجتمع اليهودي بذكريات قديمة من أوروبا، حين كان اليهود هم الضحايا وإلى الحاجة للتعلم، إنسانياً، من تجارب الماضي القاسي.
على أية حال، فإن العرب الفلسطينيين ، المواطنين في دولة إسرائيل، الذين يبلغ عددهم الآن حوالي مليون وربع المليون من السكان متمسكون بأرضهم وبيوتهم، متمسكون بالوطن الذي عاشوا فيه خلال قرون طويلة ولا وطن لهم سواه. "نحن لا نهدد أحداً- قال سليم خوري عضو البلدية السابق في نتسيرت عليت- ولكننا تحت هذا التهديد، ولا نخاف من التهديد، نحن باقون في بيوتنا، باقون في مدينتنا، باقون في وطننا".



#سالم_جبران (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تخطط وتستعد والعرب.. يشاهدون -باب الحارة-!
- فضائح في إسرائيل وفضائح في العالم العربي!
- براك يساري نكتة
- في ظل الأوضاع الظلامية- تذبل المبادرة والإبداع!
- أكبر جريدة في إسرائيل: إسرائيل دولة عنصرية!
- من حزب استيطاني كولونيالي- إلى حزب ..على الإنترنت!
- التخلص من الدكتاتوريات
- حالة الطقس في إسرائيل
- كتب الدين والطبيخ
- العالم العربي مستعمرة أمريكية أم وطن للعرب الناهضين؟!
- دولة يهودية وعنصرية
- ما الغرابة أن الأدب العبري أكثر رواجاً في العالم من الأدب ال ...
- الديمقراطية وحرية الشعوب- شرط لنهضة العرب
- كونوا على حذر من حكومة ضعيفة!
- لماذا تراجع التنوير العربي وتقدّمت الظلامية الإرهابية
- فضيحة إسرائيل كبيرة وفضيحة العرب- أكبر
- القدس العربية: ساحات القدس فارغة؟!
- العرب الفلسطينيون مواطنو دولة إسرائيل- نحو استراتيجية مبدئية ...
- انتخاب الجنرال المليونير رئيساً لحزب العمل
- مشعل في دمشق وايران في غزة


المزيد.....




- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة
- وسط جدل داخلي.. سلاح حزب الله يشعل الجبهة الجنوبية مجددا
- نطنز من جديد.. هل يعيد اليورانيوم خلط أوراق التهدئة؟
- 150 لسعة.. طفل يصارع للبقاء بسبب هجوم دبابير -شرسة-
- حركة حماس تحدد -شروط- قبول وقف إطلاق النار
- توقيف 6 إسرائيليين هاجموا جنودا في الضفة الغربية


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سالم جبران - أصحاب الأرض غرباء