أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - جرأة متأخرة...ولكنها ضرورية!!














المزيد.....

جرأة متأخرة...ولكنها ضرورية!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:34
المحور: المجتمع المدني
    


لفتت أقوال الرئيس السابق لمحكمة العدل العليا في إسرائيل، القاضي اهرون براك، اهتمام الصحافة المحلية، وأوساط السلطة والأحزاب والأكاديميات لما تضمنه كلامه من جرأة نادرة، من شخصية ذات مكانة قضائية وإنسانية مرتفعة ومحترمة في دولة إسرائيل، حول قضية حقوق الإنسان في إسرائيل، وبالأساس حقوق الإنسان العربي المواطن في إسرائيل، وحقوق الإنسان الفلسطيني في المناطق المحتلة.
الجديد في الأقوال صدورها عن شخصية أشغلت منصبا قضائيا هو الأهم في الجهاز القضائي في إسرائيل خلال فترة طويلة منها 11 سنة في رئاسة الهيئة قضائية ، وأعني محكمة العدل العليا . وقد أحدث نقده الواضح وبمثل هذا الوضوح والشفافية هزة قوية في كل أطراف المجتمع الإسرائيلي.
ماذا قال القاضي اهرون براك؟!
في محاضرة ألقاها بدعوة من برنامج "رجال قانون من اجل حقوق الإنسان" التابعة لصندوق إسرائيل الجديد. قال براك انه يوجد لليهود حق أولي للقدوم إلى إسرائيل، وانه منذ لحظة وصولهم تصبح حقوقهم مساوية لحقوق العرب في إسرائيل. وقال انه من اجل الحفاظ على طابع إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، وبنفس الوقت أيد كونها دولة كل مواطنيها(أي لم ير أن طابعها يجب أن يتناقض مع المساواة الكاملة لكل المواطنين)، وحذر في كلمته بان حالة حقوق الإنسان في المناطق (أي المناطق الفلسطينية المحتلة بعدة مستويات من الاحتلال)تؤثر على الوضع في إسرائيل.
وقال:"إذا سألت يهودياً هل تؤيد المساواة للعرب؟.. سيجيب:"طبعاً أنا مؤيد". وإذا سألته:"هل هو من اجل رمي العرب إلى البحر؟"سيجيب:"طبعاً اوافق"، وهو لا يرى التناقض بين الموقفين. كما قال اهرون براك.
مثل هذه الصراحة وهذه الحدة في كشف الحقيقة من شخصية يهودية قضائية مركزية مثل القاضي اهرون براك الذي لا يمكن اتهامه بأنه يقوم بدعاية معادية للدولة ،أو يهوديتها ، هي نادرة لم تتعود عليها الأذن ولم يعتادها المجتمع اليهودي . واهم ما فيها أن كلامه هو شهادة على الخطر الكبير الذي تواجهه الديمقراطية الإسرائيلية بعلاقتها مع الأقلية العربية التي تعيش في الدولة.
إذا كان رئيس المحكمة العليا، هذه الهيئة القانونية الأهم في الدولة، والتي يتكلم قضاتها بحذر شديد. وصياغات مدروسة، يتحدث بمثل هذه الحدة موجها نقدا واضحا . إذن الوضع بالغ الخطورة، وهذا ليس مجرد شعارات عربية يرفعها برلمانيون عرب في الكنيست، أو يصرخ فيها الشارع العربي.
الصحافة العبرية، وأوساط عقلانية ومسئولة في المجتمع اليهودي قالوا انه يجب أن نأخذ كلام رئيس المحكمة العليا السابق بمسؤولية واهتمام. وانه لأول مرة وضع النقاط فوق الحروف. مشيرة إلى أن تجزيء الدمقراطية لا يغمط فقط حقوق الأقلية العربية في إسرائيل، وان استمرار التمييز في كل مجالات الحياة، وتعمق الفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين المجتمعين العربي واليهودي، هو إشارة إلى أن الديمقراطية في إسرائيل لها جانب واحد. مثل هذه الديمقراطية في خطر . وهو بالتأكيد يعني خطر فقدان الديمقراطية لليهود أيضا !!
أن الانتخابات والفصل بين السلطات لا يعني أن الديمقراطية بخير. الديمقراطية كما يفهم من كلام القاضي اهرون براك، لا تتجزأ. وكل خطر على حقوق مجموعة سكانية، بغض النظر عن انتمائها الديني أو ألاثني أو الثقافي، يعني بوضوح أن النظام الديمقراطي كله يواجه خطراً.
الخطر على الديمقراطية ليس اختراعاً سياسياً عربياً، بل هو مواجهة يومية مع قوى الفاشية اليمينية في المجتمع الإسرائيلي. هو المواجهة مع سوائب المستوطنين المنفلتين قانونياً وأخلاقيا ضد السكان الفلسطينيين، في النهاية، وهو ما يعنيه اهرون براك... سندفع الثمن، وهو ثمن رهيب، وبدون أن يقول ما هو الثمن، ستتحول إسرائيل إلى نظام ليبرماني بمشاركة سوائب المستوطنين وكل اليمين المتطرف العنصري.
السؤال الذي طرحته الصحافة العبرية، وشخصيات اجتماعية مختلفة، لماذا صمت براك 11 سنة، اشغل خلالها منصب رئيس المحكمة العليا وكانت له فرصاً كثيرة يحذر ويعمل من اجل تحسين وضع حقوق الإنسان والديمقراطية في إسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة؟!
الحقيقة المرة أن المحكمة العليا برئاسته لم تفعل شيئاً حول الموضوعين المذكورين. وكثيراً ما توقفت المحكمة العليا ولم تدخل إلى مضمون حقوق الإنسان في المناطق المحتلة. أي بكلمات أخرى، تجاهلت المحكمة العليا التجاوزات غير القانونية، حسب القانون الدولي، وحتى حسب قوانين إسرائيل، لما يجري من استبداد وتدمير واعتداءات وسحق لحقوق الإنسان والأرض والشجر في المناطق الفلسطينية المحتلة.
وبمستوى مختلف قليلاً، كان توجه المحكمة العليا، بصفتها الجهاز القضائي الأعلى والمقرر، لقضايا حقوق الإنسان العربي في إسرائيل، صحيح انه أقرت حقوق هامة، وكانت سوابق قضائية، ولكن بشكل عام، لم تنهج على إنصاف الجماهير العربية حول قضايا حقوقية إنسانية أساسية.
صحيفة هآرتس تميزت بطرح سؤال هام :"هل كان قاضي العليا براك يعرف ولم يحذر بالوقت الصحيح؟ وهل اكتشف الآن فقط، أشياء لم يعرفها سابقاً؟ او انه الآن فقط استعاد شجاعته؟! " واختتمت الصحيفة تعليقها:"من الجيد أن يحصل ذلك متأخراً من أن لا يحصل إطلاقا"!!
والسؤال الأهم : هل باستطاعة قيادات الجماهير العربية إدخال آليات لهذا الموقف ، بحيث تحوله إلى ركيزة هامة ، سياسية وقانونية في مواجهة سياسة التمييز العنصري والديمقراطية المشوهة المنتقصة لجوهر حقوق الإنسان والمواطن للعرب داخل إسرائيل ؟ّ



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يخلق الديوك للصياح فجرا فقط !!
- ليبرمان يريد المزيد من التشويه لتاريخ فلسطين وشعبها
- حكومة المستوطنين تعلن الحرب على مواطني اسرائيل !!
- صعوبة العودة الى الحجم الطبيعي
- صعوبة العودة إلى الحجم الطبيعي
- المستمع الوحيد للأمسية الشعرية
- قمة في المهزلة...قمة في السادية!!
- لكع بن لكع صار يهوديا
- توقعات أولية لعصر القوانين العنصرية!!
- قصة
- عقل وإبداع... أو نقل وإتباع؟!
- ملاحظات حول تهافت الكتابة للطفل
- مراجعة فكرية في ضوء النقد للماركسية
- الجندي لا يبدل بمارشال !!
- لعبة شد الحبل ام تبادل أسرى ؟
- عن مشاكل الجانر الروائي في ثقافتنا المحلية
- رؤية متشائمة لمكانة المرأة في واقع عربي متهاوي
- الحياة السياسية الحزبية العربية في اسرائيل - ما الجديد على ا ...
- الديك يبني ارشيفاته الثقافية
- كيف صار الديك فيلسوفا ؟


المزيد.....




- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - جرأة متأخرة...ولكنها ضرورية!!