|
ليبرمان يريد المزيد من التشويه لتاريخ فلسطين وشعبها
نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)
الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 08:22
المحور:
القضية الفلسطينية
يسرائيل بيتينو تواصل إنتاج القوانين، بتسارع، يسابق الزمن الذي ظل كما يبدو لحكومتهم المشتركة مع نتنياهو. آخر صرخة في عالم الموضة للسياسة الإسرائيلية قانون جديد من بيت يسرائيل بيتينو، يكشف أكثر مما يخفي، وهو يليق أن يكون نموذجاً لمصممي مايوهات "الحوطيني" (مايوه الخيط)، الذي تصعب رؤيته على جسد من ترتديه . الاقتراح الجديد في سلسلة القوانين، هو اقتراح قانون، يلزم كل المدارس في إسرائيل، أن تدرس الصهيونية وارض إسرائيل. وستنظر لجنة وزراء(على شاكلة ليبرمان) في اقتراح آخر أزياء قوانين يسرائيل بيتينو، وللأسف لن تظهر عارضة جميلة، بمايوه الخيط...لذلك هناك مشكلة في جلسة مملة، وهو ضمان لتصويت الموافقة، والانفضاض إلى ما يطيب للنفس السياسية. يسرائيل بيتينو في اقتراحها الجديد، وليس الأخير بالتأكيد، تقترح أن يشمل قانون التعليم الرسمي، إلزاما لدراسة ارض إسرائيل والصهيونية، بمعدل 3 ساعات أسبوعية على الأقل...ومن الواضح أن الهدف تحفيظ العرب تاريخا مشوها، وكأنه ينقصنا معرفة تاريخ الصهيونية وما أنزلته من كوارث بشعبنا ؟! هل هو تطاول على حقائق نحفظها بالممارسة؟ هل يريد ليبرمان أن يخلق تاريخاً جديداً مناسباً لحزبه، ولسياسته الخارجية؟ .. أم هو تشاطر ليبرماني لتشويه شخصيتنا الفلسطينية، التي فشلت السلطة في تشويهها ، حتى في ظل الحكم العسكري الإرهابي الذي استمر 20 سنة سوداء من تاريخ التعامل مع الأقلية العربية ؟! وهل كان قانون التعليم حتى اليوم على ضلال مبين من خلال ما يدرسه للطلاب من تشويه مبرمج للتاريخ، حتى يجيء ليبرمان، ليجدد ويضيف حصته؟! انصح ليبرمان مثلاً أن يجعل كتاب المؤرخ اليهودي الإنساني ايلان بابه عن "التطهير العرقي في فلسطين" كتاباً إلزاميا لطلاب الثانويات ليكونوا على معرفة واطلاع صحيح، على تاريخ الصهيونية الدموي والإجرامي بحق شعبنا. لا بأس، لست ضد تدريس تاريخ ارض إسرائيل...وتاريخ اليبوسيين بناة القدس؟ وتاريخ الكنعانيين ( أجدادنا ) الحافل والشامل في ارض إسرائيل الفلسطينية وفي القدس التي سموها " يور ساليم" ( مدينة السلام ) ومنها أشتق الاسم العبري ؟ هل الهدف أن نعلم أولادنا أن إسرائيل هي دولة يهودية صهيونية منذ فجر البشرية ؟! أن لكل فعل، في علم الفيزياء، رد فعل مشابه له في القوة، هذا في الجماد. أما في عالم البشر، فرد الفعل قد يكون هزة أرضية بقوة لا سابق لها يتجاوز حتى ما اعتمده ريختر في مقياسه المشهور. واضح أن كل ما يخص الموضوع الفلسطيني لا يعلم في المدارس اليهودية. وبالطبع لا يعلم في المدارس العربية... ولكنه يعلم من الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني الباقي في وطنه. عندما ينظر ابن لاجئ صفورية إلى حقول صفورية وقرية صفورية المهدومة، ويرى آثار هولاكو ... لا يحتاج إلى معلم تاريخ ليشرح له ما عبر على جده أو والده. وعندما يزور أبناء كفربرعم واقرث بلداتهم المهدومة، حيث تقف كنيستا القريتان كنصبين تذكاريين يؤكدان على رفض الجريمة. فهم إطلاقا لن يحتاجوا إلى ليبرمان أو كتب التدريس المزيفة ليعرفوا حقيقة ما جرى... ليبرمان، ربما يريد تشويه معارف وعقول المهاجرين الجدد. ولكن التاريخ يسقط الأكاذيب دائماً.. ويعاقب مزوري الحقائق، كما يعاقب مزوري العملة. قانون التعليم لا ينقصه إضافات لتشويه الحقائق. جيلي أيضا "تعلم" عن تطور حياة العرب في إسرائيل بعد استقلال الدولة. وعندما كتبت موضوع إنشاء ، وانأ في الصف السابع يناقض ذلك، كدت اطرد من المدرسة.. لأن مديرها خاف على وظيفته ، في فترة سوداء من تسلط الحكم العسكري !! هذا لم يضعف ذاكرتي، بل حفزني لأعرف الحقيقة ، وصرت ، من يومها .. داعية لها في الصف ، و فيما بعد في السياسة والأدب والحياة. [email protected]
#نبيل_عودة (هاشتاغ)
Nabeel_Oudeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة المستوطنين تعلن الحرب على مواطني اسرائيل !!
-
صعوبة العودة الى الحجم الطبيعي
-
صعوبة العودة إلى الحجم الطبيعي
-
المستمع الوحيد للأمسية الشعرية
-
قمة في المهزلة...قمة في السادية!!
-
لكع بن لكع صار يهوديا
-
توقعات أولية لعصر القوانين العنصرية!!
-
قصة
-
عقل وإبداع... أو نقل وإتباع؟!
-
ملاحظات حول تهافت الكتابة للطفل
-
مراجعة فكرية في ضوء النقد للماركسية
-
الجندي لا يبدل بمارشال !!
-
لعبة شد الحبل ام تبادل أسرى ؟
-
عن مشاكل الجانر الروائي في ثقافتنا المحلية
-
رؤية متشائمة لمكانة المرأة في واقع عربي متهاوي
-
الحياة السياسية الحزبية العربية في اسرائيل - ما الجديد على ا
...
-
الديك يبني ارشيفاته الثقافية
-
كيف صار الديك فيلسوفا ؟
-
الاعلام كمقياس للرقي المجتمعي والحضاري
-
جوهر حرية الرأي .. ومشاكل أخرى في طريق الثقافة العربية !!
المزيد.....
-
كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم
...
-
طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة
...
-
مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
-
الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
-
ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا
...
-
بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
-
انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج
...
-
مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
-
غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
-
ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟
المزيد.....
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|