أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - صعوبة العودة الى الحجم الطبيعي















المزيد.....

صعوبة العودة الى الحجم الطبيعي


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذكر بن كسبيت المعلق السياسي لصحيفة(معريف) إن لقاء في واشنطن جرى بين مبعوث الرئيس اوباما إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل وبين زعيم يهودي بارز، لم يذكر إذا كان أمريكيا أو إسرائيليا، وربما يلمح بن كسبيت إلى وزير الدفاع ايهود براك، الذي التقى ميتشيل أيضا. في الخلاصة إن "الزعيم اليهودي البارز"(وعلى الأغلب هذه صيغة لشخصية إسرائيلية رسمية)استفسر عن المواجهة المتدحرجة بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، فأجابه ميتشيل:"سياستنا بسيطة، الإسرائيليون كذبوا علينا كل السنين، وهذا انتهى"!!
من استمع إلى الرئيس اوباما في خطابه من القاهرة، في حديثه الواضح، وغير المتلعثم، وغير المتردد في صياغاته، يدرك تماماً أن روحاً جديدة تهب في واشنطن.
الرعب الأساسي لبيبي نتنياهو، أن إسرائيل (بمفهوم حكومتها) ستكون الطرف الضعيف في المواجهة غير المسبوقة مع إدارة اوباما.. بكلمات أخرى، الأب ملَّ من دلال ابنه وتصرفاته!! ومع ذلك ، خطاب نتنياهو عدة إلى لعبة سياسية إسرائيلية قديمة ، بطلها بن غويرون ووزير خارجيته في وقتها موشيه شاريت .. وذلك في فترة الرئيس الأمريكي ترومان .. إذ بعد قيام إسرائيل طرحت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ، وكانت ملحة وجديدة . ترومان ضغط لإعادتهم إلى المناطق المخصصة للدولة الفلسطينية حسب قرار التقسيم ، التي كانت تسمى بعد إقامة دولة إسرائيل ب "المناطق المدارة " .. أي لم تضم رسميا إلى إسرائيل في 1948 . وواضح أن المسالة مؤقتة والضم زاحف.. وقتها اقترح بن غوريون على وزير خارجيته أن يبلغ الرئيس الأمريكي باستعداد إسرائيل على إعادة 100 ألف لاجئ فلسطيني مقابل شرط تعجيزي بأن تعترف الدول العربية بإسرائيل ، والمتوقع مراضاة الرئيس الأمريكي ، وإظهار العرب كرافضين .. بل وأوعز شاريت لأعضاء حزبه في الكنيست أن يهاجموا الحكومة على " كرمها " وقبولها عودة 100 ألف لاجئ إلى مناطق تحت إدارة إسرائيل وليسوا ضمن الدولة رسميا بعد .. وهذا ما حدث .. تعرضت حكومة بن غوريون لهجوم المعارضة وأعضاء حزبهم في الكنيست ، وظهروا أمام ترومان "مساكين" مقيدين برفض الكنيست الشامل ،وبنفس الوقت يجابهون برفض عربي ...
ويبدو أن نني اهو يريد تكرير اللعبة مع الرئيس اوباما ....
حقاً، إسرائيل هي الابن المدلل لكل الإدارات الأمريكية في العقود الست الأخيرات. ولكنه من المفروض إن يبلغ الابن سن البلوغ ويعامل كمسؤول عن تصرفاته.
وكما أفلست أهم شركة سيارات في العالم..شركة جنرال موتورز، كذلك أفلس الدلال الأمريكي وتبهدل ولم تكسب أمريكا إلا العداء والكراهية والرفض...
ما خصصت حكومات إسرائيل نفسها من اجله، في إطار السياسة الاستعمارية الأمريكية، من خدمات إستراتيجية، في مجالات لا يمكن تحديدها وفهم أبعادها، إلا بفهم حقيقة إن إسرائيل قوة نووية يجري التغاضي عن إنتاجها للأسلحة النووية، لأنه يتماثل مع حساب جنرالات البنتاغون، والتطلعات الاستعمارية للإدارة الأمريكية السابقة كلها منذ وجود إسرائيل.
صحيح أن اوباما انتخب رئيساً لإدارة دولة امبريالية في جذورها.. ولكنه انتخب كرد فعل مضاد للسياسات الامبريالية الغبية والمقامرة، بعد أن أفلست وباتت تشكل حملا ثقيلاً على الدولة الأمريكية، خاصة في فترة بوش. صحيح أن الدولة تحكمها مؤسسات، ولكن المؤسسات في الحالة الأمريكية تستبدل مع الرئيس.أكثر من عشرة آلاف موظف مركزي يستبدلون. أي أن دخول رئيسا جديد.. هو تغيير للإدارة، أو من يتحكم بسياسات الإدارة. وما أثبته اوباما منذ ساعته الأولى، انه عاقل وليس ناقل. والرئيس كارتر قال في تصريح لصحيفة "هآرتس " أن اوباما يتمتع بدعم واسع جدا في أمريكا .. أي بكلمات أخرى، لا تبنوا سياستكم على أوهام وألاعيب !!
من نصيب نتنياهو السيئ أن اوباما لم يظهر في فترة حكم شارون مثلاً، ولكن الحقيقة أن شارون انسحب من قطاع غزة، كما يبدو مقابل صفقة مع إدارة بوش، تطلق يده (سراً؟) بالضفة الغربية. نتنياهو جرب "الشطارة" الإسرائيلية، بان ما يبنى في المستوطنات هو للزيادة الطبيعية فقط (يتجاهل نتنياهو انه حدثت بالأساس زيادة غير طبيعية بعدد المستوطنين منذ توقيع اتفاق "واي بلانتيشن" في فترته ، إذ ازداد عدد المستوطنين من 100 الف مستوطن إلى 300 ألف مستوطن ) وجاء الرد الأمريكي أن المستوطنات غير شرعية... وان الأراضي مخصصة للدولة الفلسطينية التي ستقوم إلى جانب إسرائيل. مجموعة نتنياهو توقعت أن الإدارة الأمريكية كالعادة، تقول شيئاً وتمنحهم الحجج والتغطية ليتصرفوا على راحتهم. لم يتوقعوا آن تصبح شطارتهم حُطاماً. وغرورهم بذكائهم أوهمهم بقوة تأثيرهم على كل إدارة بغض النظر عمى يقف على رأسها. هل نسينا إنهم اقنعوا جورج بوش بشطب ياسر عرفات تماماً من حساباته؟!
إذن أين تقف مجموعة نتنياهو؟! ربما حتى الآن الأرض ثابتة تحت سيقانهم، الكل يعرف أن كل شيء مؤقت. اوباما في خطابه حضنهم، أو الأصح حضن حق الشعب اليهودي بدولة مستقلة، ولكنها حضانة صعبة، وأصعب ما فيها الفكاك منها.
الرغبة في الحضن الأمريكي أشبه بالشر الذي لا بد منه، شر لا خيار غيره، لأن أي خيار آخر هو كارثة.
ما أتمناه أن نجد عقلاً عربياً يترجم رؤية اوباما الإستراتيجية الشاملة، إلى فن الممكن في السياسة. الافتراض أن تتصرف المنظمات الفلسطينية كلها، بما فيها حماس، التي خاطبها باحترام واضح، وفقاً لرأب الصدع في الموقف الفلسطيني، ولو على حساب إنهاء التمرد، الذي مهما اجتهدوا لتفسيره وتبريره يبقى تأثيره سلبياً على مجمل واقع السياسة الفلسطينية في اخطر مرحلة، وأكثرها أملا بإقرار اتجاه سياسي أمريكي ودولي واضح يقود إلى دولة مستقلة.
حماس ليست أهم من الدولة. وفتح ليست أهم من الدولة.
اتركوا الآن خلافاتكم، أعطوا للقلق الإسرائيلي أن يتفجر. الأمريكيون، حسب أقوال اوباما يتجهون نحو دولة فلسطينية بحدود 1967. قد لا يكون الحل أمريكيا، ولكنه سيكون حلاً تشارك فيه مجمل دول العالم.
ربما حلا أشبه بالاقتراح الذي لا يمكن رفضه حسب تعابير عصابات المافيا. لأن الواضح ، حتى حسب المعلقين الإسرائيليين ذوي الاطلاع الجيد ، أن الكلمة الأخيرة ستكون لصاحب البيت في واشنطن !!
اجل إسرائيل ومع نتنياهو آو بدونه، مع ليبرمان آو بدونه، ستقبل صاغرة اقتراحاً أمريكيا - دوليا لا يمكن رفضه قطعاً!!
[email protected]





#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعوبة العودة إلى الحجم الطبيعي
- المستمع الوحيد للأمسية الشعرية
- قمة في المهزلة...قمة في السادية!!
- لكع بن لكع صار يهوديا
- توقعات أولية لعصر القوانين العنصرية!!
- قصة
- عقل وإبداع... أو نقل وإتباع؟!
- ملاحظات حول تهافت الكتابة للطفل
- مراجعة فكرية في ضوء النقد للماركسية
- الجندي لا يبدل بمارشال !!
- لعبة شد الحبل ام تبادل أسرى ؟
- عن مشاكل الجانر الروائي في ثقافتنا المحلية
- رؤية متشائمة لمكانة المرأة في واقع عربي متهاوي
- الحياة السياسية الحزبية العربية في اسرائيل - ما الجديد على ا ...
- الديك يبني ارشيفاته الثقافية
- كيف صار الديك فيلسوفا ؟
- الاعلام كمقياس للرقي المجتمعي والحضاري
- جوهر حرية الرأي .. ومشاكل أخرى في طريق الثقافة العربية !!
- انتصار السوبرمانية...
- حرب جميع المهزومين


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - صعوبة العودة الى الحجم الطبيعي