|
وتلك هي قسمة ضيزى *
ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 09:46
المحور:
كتابات ساخرة
انا امرأة من ارض الحضاره ، ارضي ليست ككل اراضي المعموره ، ارضي ارض ثرية معطاء ،تلد الخصب على مر الدهور ، تهدي العالم كل يوم سلال الغله ، غلتها ليست كباقي غلل الارض ، فارضي تلك الارض التي سن فيها القلم حروفه لاول مرة في تاريخ العالم ، ومن ارض بلادي تراقصت ارقام الرياضه لاول مره في تاريخ العالم ،ومن بردي بلادي صنع الورق لاول مرة في تاريخ العالم،ارض بلادي انجبت جميع الانبياء ، من ادم الى نوح الى ابراهيم الى اخرهم محمد ، دفن فيها من دفن ، ونزح منهم من نزح ، هل عرفتم لماذا نزح الانبياء من ارض بلادي ؟انهم بشر نحروا الخوف في قلوبهم لاجل اعلاء الحقيقه ، اناس عبدوا الحرية ، وضحوا بالارض من اجل الكلمه ،فكلماتهم ذلك النور الذي يبدد الظلام من داخل النفوس الخربه ، يقويها يعزيها يمنحها املا يكفي لانارة العالم اجمع .
من الطين( الحري) في بلادي صاغ الانسان الانسان ،فكانت صناعة التماثيل لاول مرة في تاريخ العالم ،ومن ارض بلادي انطلق الشعر فكان والعشق لصيقان بثوب واحد ، فكانت نازك ولميعه وبدر والجواهري والاف الشعراء ، ومن طين بلادي خلق الله بطل الابطال وقاتل الوحوش وناحرثور السماء انكيدو ، ومن ريش الطير في بلادي تلونت اجمل اللوحات.
ومن اشجار بلادي انطلق صوت الموسيقى عندما داعبتها الرياح لاول مره ، فانطلق المقام العراقي الشهير ،فكان الصبا والنهاوند والنوى والبهرزاوي والرست ، وكثيرات اخر .وكان الموصلي وزرياب والقبنجي وفريده ويوسف عمر.
كل ذرى الرمل في بلادي ثراء فاحش ، مشبعة بالكبريت والحديد والذهب الاحمر والاسود، واطنان من مختلف المعادن المكتشفة وغير المكتشفه ، حتى الانسان في بلادي يحمل خواص تلك المعادن ،فتراه يلقي حمما نارية لاتفه الاسباب .
من ارض بلادي انطلقت القوانين العادله الصارمة في ان واحد ، وكان للمرأة والرجل نصيب واحد ، تكد كما يكد وتكسب كما يكسب وتمد الحياة بالحياة .قاسمت الرجل في المملكة والملك ، وقاسمته الالوهية ايضا فكانت الهه وكان اله .كان نشيدها الحكمه ،وحكمها العدل ، وكانت حبيبة الرجل لا امته ولا ملك يمينه ، يضعها عن يمينه اينما حل ورحل ، وعندما تتعب يحملها كطفل صغير فوق قلبه لتغفو على دقات ذلك القلب الكبير .
الان ونحن في القرن الحادي والعشرين ، ثار الشعب ثورة عارمة ضد الظلم والديكتاتوريه ، فاختاروا حكاما خطأ ، فمزقوا اول ما مزقوا اعز مالديهم ، مزقوا حبيببتهم ارض الوطن ، هذا للعرب وذلك للكرد ،هذا للشيعة وذلك للسنة ، لا شئ للتركمان وطز في لشبك ولا شئ للصابئه وصفر لليزيديه ،ثراء فاحش وفقر مدمر .
قتل تفجير تهجير ارهاب ، كل يوم تتطاير اشلاء البؤساء من قبل ضواري الخضراء ، وشعبنا العارف بالتواء رجال السياسه يشير باصبعه الى الطغاة ، فكل مدن ونواحي ومناطق العراق لها اصابع مختصة في فنون الجريمة من ذبح ونسف واختطاف وتفجير ، جماعات ارهابية تتحكم في نفوس البشر ، الموت واحد وطرقه مختلفه، فاي طريقة تختار ايها الخروف العراقي المحبوب ؟
تقاسم الجشعون ارض الوطن الحبيب ، نهبوا ثرواته المجنونه ، جنوا بها ، هربوها هنا وهناك ،دفنوها في قطرات دمهم ، وحدقات اعينهم ،ولم يكتفوا ، شقوا للدم الطاهر انهارا تجري ، فلا يزال الرحم العراقي خصب رغم انف الموت ، هنا تذكروا المرأة ، اهدوها حصتها من الارث الحضاري العريق !!!!!!!! رموا لها حصتها وليتها ظلت نصف حظ الذكر، كانت حصتها غطاء رأس وقفاز وعباءة تغطيها من الراس الى اخمص القدمين ، وشحوها باللون الاسود ،سرقوا كل تراثها ، اضاعوا كل نضالها ، وتلك هي قسمة ضيزى .
* تضامنا مع الشاعر الاردني الشاب اسلام سمحان
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خلقوا لزمان غير زمانكم !
-
في بريدي ارهاب سعودي !
-
ايها الزوج المعترب ! لا تذبح المقدس بالمقدس !
-
ابشر يابابا! الان التفتت اليك الحكومة العراقيه وستمنحك الكثي
...
-
اليس الدين للناس كافة يارجال الدين في العراق ؟؟؟
-
عفوا !وهل توجد طفوله في العراق
-
ولكنها .......ليست باربي يا ........شيخنا الجليل
-
لا اقول اربع لآلي تزيّن صدر البرلمان الكويتي ...بل
-
شتّان مابين هنّ............وهن
-
مسلسل عرب لندن ! عرض لنا شيئا وغيّب عنّا اشياء
-
الجملة التي سرقت حياة المرأة الشرقية عن طيب خاطر والى ان تقو
...
-
ترى !هل تستطيع العباءة او الجبه حماية المرأة الشرقية من تطفل
...
-
قانون اعادة المفصولين للخدمه ، تكريما للميت ام نقمة على الحي
...
-
قندره عراقيه ديمقراطيه لمن اقتحم حرمة العراق بلا ادنى ديمقرا
...
-
كل عام وحوارنا المتمدن بالف خير
-
مأساة العوائل المغتربه في السويد
-
اقسى انواع العنف ان يصبح العنف عرفا اجتماعيا او مقدسا دينيا
-
الارهابيه : سبيت واستوطن الاشرار في وطني ، ودمروا كل اشيائي
...
-
القانون العادل دين الجميع
-
رفقا بالنواعم يانواعم
المزيد.....
-
علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي
...
-
استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق
...
-
-انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
-
فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
-
قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد
...
-
بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي
...
-
الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
-
الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو
...
-
تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|