أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكاظم العبودي - الوطن هم ثقافي أم منفى وجداني للحنين














المزيد.....

الوطن هم ثقافي أم منفى وجداني للحنين


عبد الكاظم العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 2691 - 2009 / 6 / 28 - 08:18
المحور: الادب والفن
    



حينما يصبح الوطن نشيدا للشعراء، يتوقف الزمن ويمتد المكان بلا حدود في أفق من الغيب والحضور. علمتني الفيزياء أنها صنو الطبيعة، والطبائع تفقد إحداثياتها حينما تتلاشى الابعاد ما بين زمن للذاكرة وحدود للمكان. تلك بيولوجية لوجود لا يمكن تصنيفها الى جامد وحي وثابت ومتحرك. والى الوطن كثيرة هي المحطات الثابتة والمتحركة التي ينشدها المبدعون ويكابد من أجلها الشعراء والفنانون، ويختلف حول تعريفها الساسة والمنظرون. القدس، المكان والزمان، أعطيت لها في احتفاليتها امتيازات لزمن لا يتوقف بعامها، اما مكانها فسنختلف عليها. هل هي الاطلال من بقايا ذاكرة الأجيال والحالمين بالحج والعودة اليها، أم قبلة تتوجه لها المشاعر والامنيات. في تظاهرات القدس هل نحتفي بالاغتراب عن الامل، أم ننشد جميعا معها و مع أمرئ القيس وهو يقارب قبر إمرأة لا نعرف إسمها ، ونتذكرها سوى ببيت للشاعر يذكرنا بها وبالموت والغربة معا:
أجارتنا إنا غريبان هاهنا
وكل غريب للغريب نسيب
كثير هم الشعراء الذين ماتوا غرباء ودفنوا، سواء كانت تربة القبر بجوار العشيرة والاهل بمكان سماه البعض "وطن"، ام وجدوا أنفسهم على ثرى إجتياحات المكان حيثما طارد الشاعر أبيات قصيده ليسكن فيها ويجعلها وطن. واللغة العربية غنية بمغازيها ومفرداتها وفتوحاتها ، خصوصا في المعاني وما يرتبط في تسمية المكان. فمن قائل بيننا هذا " بيتي" ، أو هذا " منزلي"، أو هذه ، "داري" وديرتي" ، وهذا " مسكني". ولكل منها معناه في اللغة والوظيفة والاحساس والقياس. فـ " البيت" ، يعنون حالة زمنية، حيث يبيت الانسان ليلته، وبعدها يمضى عن ذلك المبيت الى مبيت آخر ربما يسميه "فندقا" أو نزلا" بخطأ يرافق المعنى والدلالة، يبيت به وربما لا يعود ، ومنهم من يقول "المنزل" حيثما كان الماء والكلأ ينزل عنده، يحط عنده وينزل عن ركابه، يأكل ويشرب ثم يذهب بعدها الى نزل آخر حيث ينزل الى موقع فيه الماء خاصة. و " الدار" حيث وضع الانسان معالم للمكان وسيجه بدائرة من حجر أو أغصان وطين وغيرها من مواد الاسوار . أما " السكن " فهو حيث تستكين النفس الى عشرة وزوج وأولاد وإستقرار . وجمع بيوت ومنازل ودور ومساكن تصبح في الضمير الجمعي وطن أو بلد. وكم من وطن في رؤوسنا. وكم من مجاز يمنحه الشاعر لنفسه مرة بالقول: لمظفر النواب: المرأة في الغربة وطن. ومرات للعبودي: " وكنت لي من دون كل النساء غربة وحنين لوطن. وعندما يتراجع المجاز الشعري والابداعي، ويتوقف الترحال يبقى ابراهيم طوقان جميلا وبهيا يمنحنا جميعا جمالية المفردة في قصيدته "موطني" ، موطننا الأبدي المتردد في بحة الحناجر:
الجـلالُ والجـمالُ والسَّــنَاءُ والبَهَاءُ
فـــي رُبَــاكْ فــي رُبَـــاكْ
والحـياةُ والنـجاةُ والهـناءُ والرجـاءُ
فــي هـــواكْ فــي هـــواكْ
هـــــلْ أراكْ هـــــلْ أراكْ
سـالِماً مُـنَـعَّـماً وَ غانِـمَاً مُكـرَّمَاً
هـــــلْ أراكْ فـي عُـــلاكْ
تبـلُـغُ السِّـمَـاكْ تبـلـغُ السِّـمَاك
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
وفي كل مفردة للوطن هنا وهناك يتشكل سؤال الوجود الوطن هم ثقافي أم منفى وجداني للحنين.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى ابي الطيب عبد الرحيم محمود
- صحوة كولن باول هل جاءت متأخرة
- النوبليون ومحنة شعب العراق
- -اسرائيل تحضر لضربة نووية محدودة في المنطقة
- البعد الايديولوجي لليسار الاوربي التقليدي
- دارفور الشجرة التي تخفي ورائها كل ضباع الغابة الافريقية
- منظمات المجتمع المدني مساحيق بشعة على وجه ديمقراطي امريكي زا ...
- تقاطعات الرحيل الى الازهر الغافي والمرجع المتعافي لا يصلح ال ...
- رمضان وتكريس البغض الطائفي في العراق
- بوش في الانبار يعيد لي ذكرى حكاية جدتي
- القادمون على ظهر الدبابات الامريكية لا تمنحوهم -شرفا-... او ...


المزيد.....




- الأنثى البريئة
- هل يمكن للآلة أن تصبح مؤرخاً بديلاً عن الإنسان؟
- حلم مؤجل
- المثقف بين الصراع والعزلة.. قراءة نفسية اجتماعية في -متنزه ا ...
- أفلام قد ترفع معدل الذكاء.. كيف تدربك السينما على التفكير بع ...
- باسم خندقجي: كيف نكتب نصا أدبيا كونيا ضد الإستعمار الإسرائيل ...
- نظْم -الغزوات- للبدوي.. وثنائية الإبداع الأدبي والوصف الملحم ...
- خالد الحلّي : أَحْلَامٌ دَاخِلَ حُلْمٍ
- النجمات العربيات يتألقن على السجادة الحمراء في حفل افتتاح مه ...
- كتارا تكرّم الفائزين بجوائز الرواية العربية في دورتها الـ11 ...


المزيد.....

- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكاظم العبودي - الوطن هم ثقافي أم منفى وجداني للحنين