أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن حاتم المذكور - وللديموقراطية شعب يحميها ...















المزيد.....

وللديموقراطية شعب يحميها ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 06:29
المحور: المجتمع المدني
    


الديموقراطية ’ منظومة مباديء وقيـم واعراف وتقاليد ’ وتغييرات جريئـة في اعادة فهـم الذات والآخر في اطار السلـم الأجتماعي ’ اجتاحت العالـم على سكة الوعي والمعـرفة والميـل الطبيعي للأنسان نحو الحريـة والعدالـة والمساواة’ وعبر نضالات وتضحيات جسام’ رسخت جذورها واصبحت رسالة العصر والدين الموحد للبشرية .
حاولت قوى الظـلام في الغرب التحايـل عليها ومحاصرتها وتشويهها ’ فكانت التصفيات لروادهـا وتجمعاتها ومنظماتها ’ ومـرت عواصف الـردة منكسرة وواصلت رياح الديموقراطيـة رسالتها فآلفت بين شعوب اوربا ووحدت دولهـا بعد ان تخلصت مـن قذارات ماضيهـا الدموي .
الديموقراطية المنتصرة تحمل رسالتها الآن الألاف مـن منظمات المجتمع المدني لحقوق الأنسان والبيئـة وتحرير المرأة وانقاذ الطفولـة واعادة التوازنات بين الفرد والمجتمع والدولـة ’ تمزق شعوذات ازمنـة الردة لتقف على ابواب الشرق بعالميـه الأسلامي والعربي الذي تعبث في جسده المتفسخ ديدان التخلف والتحجر والتطرف . الشرق بأديانـه وطوانفـه ومذاهبـه وانظمتـه ومؤسساتـه ’ تلك التي استرأست وتغذت وتكرشت مـن علف الجهالـة والبلادة والعجز التام ’ تحاول وهمـاً ايقاف الحياة واجهاض البديـل والسباحـة عكس التيار الكونـي للتطورات الأنسانيـة ’ انها تتوهم حجمها بمكبرات الغرور القومي والديني كبعوضـة عندما تهدد الفيل بالأنهيار اذا ما قفزت عن ظهره .
العراق الشرقي ’ بكل مكوناتـه الشرقيـة ’ تلعـب فيـه القوى التي تعتقد انها رئيسيـة قوميـاً وطائفيـاً في الوقت الضائع من غفلـة الجماهير وتراجع وعيها وضمور ارادتهـا ’ ولمواجهة المتغيرات التي تعصف الآن في الواقع العراقي وتدفع بـه نحو افاق مستقبله ’ ترمي بثقـل تشنجاتها ورعشاتها ودناءة ممارساتها بغية اعادة تدمير العقل العراقي او قتلـه بغيـة ايقاف عجلـة تطوره ’ وقد تجامـل رياح المرحلـة مزاج اشرعتها لأربعـة سنوات قادمـة ’ لتستطيع كسر آخـر بيضة فاسـدة على رؤوس الملايين مـن الضحايا ’ لكـن محصلة رياح التغيير سترفع بالتأكيد اسمال ازمنتهـا عـن عوراتهـا وتاريخ فضائحهـا لأنهـا في الأساس صنعت خطـاء وبأرادات لا وطنيـة ’ وعلى عجل مهد لها الأحتلال لأمتلاك السلطة والثروات الوطنية فأصبحت من حيث اخلاقياتها وسلوكياتها وممارساتها اقرب الى سماسرة البازارات ’ انهـا تحاول وبدنـاءة اللصوص ان تختال المستقبـل الديموقراطي للعـراق ’ انها وبالنظر لنقاط ضعفها وهشاشـة جذور انتمائهـا ’ لاتستقيم الا عبر الأمساك بقوة السلطـة والمال ’ وهذا الأمر لا يمكن لـه ان يكون الا على قاعدة تضليل وتجهيل واستغفال الملايين ثـم تجييش عواطفهم وحرفهم عن مصالحهم بغيـة استهلاك طاقاتهم في مواجهات وصراعات وتوترات قوميـة وطائفيـة وعشائريـة مفتعلـة ’ انها ولدت مـن رحـم الفسـاد واللصوصيـة ولا يمكن لهـا ان تثمـر الا فساداً ’ هنـا يقف المستقبل العراقي على مفترق طـرق لا يمكن الأنتظار خسارة عنـد بداياتهـا .
يفسر بعض السياسيين والمثقفين ديموقراطيـة التوافقات والتحاصص على انهـا الطريق الأوحـد لمستقبل العراق يتجاهلون التجربة المريرة للملايين معها ’ انها وبكل بساطة ووضوح تعني’ ان العراق دولة ومجتمع وجغرافية وثروات وبشر لا يمكن لـه ان يكون الا ثلاثـي المصير ـــ بالعراقي الفصيح جداً ـــ ’ ان يكون رئيس الوزراء شيعياً ونائبية كوردياً وسنياً ’ ورئيس الجمهوريـة كوردياً ونائبيـه شيعيـاً وسنيـاً ’ ورئيس مجلس النواب سنيـاً ونائبيه شيعياً وكردياً’ وهكذا يتواصل التقسيم ( الأحتكار ) الثلاثي لحاضر ومستقبل العراق بحيث الا يفلت مـن قبضة احزاب الطوائف والأعراق التي استأثرت بالسلطـة والمال وافترضت نفسهـا رئيسيـة وجددت فصال وشرعنـة النظريـة البائـدة على ـــ انهــا ـــ تساوي العراق !!!! ... ؟
كيف يمكن اختزال عراق العراقـة والتاريخ والحضارات هكذا وبكـل بساطـة وتجنـي ... ؟
احقاً يمكن اختـزال جغرافية الجنوب والوسط بكـل اطيافهـا ومكوناتها وتراكـم ثقافاتهـا الـى مذهب تعود ملكيتـه الى أئتلاف طائفي هجين’ وجغرافية كوردستان بتاريخها وشعبها ومكوناتها ان تخـتـزل حصة لقائمـة تحالـــف والمناطق الغربيـة مـن العراق الى محميـة لأحزاب اسلاميـة وقوميـة متطرفـة ... ؟
ان الأمر لم يكن مجرد تصورات او مخاوف استباقيـة لأحتمالات وهميـة ’ انـه الحقيقـة العراقيـة المعاشـة ’ انـه بعض الألاف مـن معارضي الأمس الذين كانوا يعيشون مثلنـا تحت ظروف الغربـة القاسيـة ورحمـة وشروط سياسات الأبتزاز لعواصـم دول الجوار والعالم ’ قفـزت مـن جيب الأحتلال واستولت بأرادتـه وبسرعـة فائقـة على السلطة والجغرافيـة والثروات واصبحت امبراطوريات مال عملاقـة على حساب الملايين التي ارتفع معدل بؤسهـا ومعاناتهـا الى اكثر مـن 30 % تحت خـط كارثة الفقـر والجهل والأوبئة ’ بعد ان وضعت يدها تصالحاً مـع مرتزقـة وكتبـة تقاريـر الأمس في الداخـل .
متى زرعت تلك النخب المنتفعـة ... ومتـى حصـدت ... واين هـي قطـرة عرق الجبين التي سقطت فـي الظـل المكيف للمنطقـة الخضراء ... ؟
صحيـح انها استطاعت ان تروض الملايين بشعوذة الأوهام الطائفية والعرقية’ وتعبر على ظهرهـا نحو الأهداف الضيقـة فؤوياً وحزبياً وعشائرياً ’ لكنهـا وفي اول يقضـة وعـي ونهوض جماهيري ستسقط عاريـة تحت اقدام الواقع الجديد لعراق الحرية والعدل والمساواة فليس هناك ثمة طريق امام المكونات العراقية نحو اهدافها واعادة صياغـة وتأكيد خصوصياتهـا واصلاح هوياتهـا واكتساب امنهـا واستقرارها ثم مساواتهـا مـع بعضهـا الا عبـر عـراق ديموقراطي تعددي فدرالي موحـد .
يكفينا ضحكاً على دقـن العراق واخفـاء التجارب المريـرة وبـؤس الواقع في اكياس النسيان ونتجاهـل الحقيقـة البشعة التي تتكـرر عبـر الأستقطابات لتك الكتـل التي امتلكت السلطة والثروات ’ ومهما تعددت انتماءاتها القوميـة والدينيـة والمذهبيـة والعشائريـة ’ فأنها تتقارب وتتوحد مصالحها داخل واقعها الجديد ’ ويذكرنا الأمس القريب ’ كيف اكتمل اجماعها على سلب حقوق المكونات الصغـيرة وتهميشها عبر الغـاء المادة ( 50 ) من قانون المحافظات ’ والألتفاف الخطير على المادة 188 من قانون الأحوال الشخصيـة لعام 1959 احـدى اهم انجازات ثورة 14 / تموز / 1958 الوطنية لأنصاف المرأة العراقيـة وضمان حقوق الطفولـة والأسرة ومحاولة استبدالها بالمادة الظلاميـة ( 41 ) من داخل مجلس النواب’ وكيف تعاملت بعض القوى وبأساليب التهديد والقمع والأغتيالات المباشرة اثناء الأنتخابات العامة نهايـة 2005 وانتزعت من الآخر اصواتـه ’ وكيف تعاملت مليشياتها العلنية والسرية مع مثقفي العراق بمنطق كاتمات الصوت ’ وكيف منعت قائمة (هيـوا ) مـن المشاركة في انتخابات اقليم كوردستان وبحجج واهيـة ’ كقربهـا مـن حزب العمال الكوردستاني والجميع يعرف المثل الثوريـة لذلك الحزب العريق والقيم التاريخيـة وطنياً وقومياً وانسانياً للمفكر والمناضل ـــ الشرف الكوردي السجين ـــ عبـد اللـه اوجلان ’ وقد رافق الأمر تهميش لبعض القوى الوطنيـة ومحاولـة مركزة السلطـة والنفوذ تماماً كما هو مفعول فيـه على صعيـد العراق’ انـه تهميشاً قاسياً لمستقبل العراق الديموقراطي التعددي الفدرالي ’ وامامنا الآن حالـة الذعر والأستقطاب بين القوى المتناقضـة جذرياً عندما بادرت بعض الأحزاب والشخصيات من داخل المؤسسـة الحكوميـة وخارجهـا على طرح مشروعها الوطني بديلاً عن المشاريع الطائفيـة والعرقيـة ’ وبديلها الديموقراطي المعبـر عـن مصالـح الملايـين ليعوض الناس عـن خزعـبلات ديموقراطيـة التوافـقات والتحاصص ’ وسلطة القانون بديلاً عن مليشيات احزاب الطوائف والأعراق’ فعملت أئتلافات واتحادات وقوائم ديموقراطيـة التوافق المسيطرة على اغلبيـة مجلس النواب لأبتزاز تلك القوى الخيرة والشخصيات الوطنيـة حد الضغوط والتهديد بسحب الثقـة منها والغاء دورها ان لـم تتراجع عـن الخطوط الحمراء لمصالحهـا ’ لكن وفي جميع الحالات ’ ان الحراك داخل المجتمع وحتميـة التغييرات ستجمع بين تقاسيم المستقبل العراقي ولا يصـح الا الصحيـح .
بالتأكيد ’ ستمـر بعض فصول اللعبة في الأنتخابات القادمة ’ لكن وبالتأكيد ايضـاً ستبـداء فصول المهزلـة ’ حيث ستكون الأسئلة اكثر وضوحاً والحلول اكثر جذرية ’ انـه العراق على طريق سكة مستقبله مهمـا تعددت المصائد والعثرات في طريقـه ’ وللديموقراطيـة شعب يحميهــا ...



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد ان نصدق .. ولكن ... ؟
- العراق الكويت : والأشكالات الصعبة ...
- المغزى الوطني لتصدير النفط من اقليم كوردستان ...
- مسرحيات برلمانية !!!
- المالكي : مشروع وطني وتحديات لا وطنية ...
- خزعبلات توافقية ...
- العراق على قدم واحدة ...
- افز ندمان ...
- دعونا نصالحكم ... وامرنا لله !!!!
- البعث على ظهر المصالحة الوطنية ...
- مواعد طيف
- انهم لا يستحقون العراق ...
- مع الأستاذ جورج منصور ..
- البعث : عقيدة ملطخة بدماء العراقيين
- الى السيد نوري المالكي .. فقط ..
- المنظمات المستقلة : هوية حضارية ...
- اين الوطنية في مصالحة البعثيين ... ؟
- يقرأون ويكتبون لأنفسهم
- 50% ناقص ( الداييني ) يساوي 137
- الأنقلابات الملونة ...


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن حاتم المذكور - وللديموقراطية شعب يحميها ...